نشطاء التواصل الاجتماعي بين مطرقة النقد وسندان المسؤولية الاجتماعية
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
انتشر، مؤخرا، تريند عبر منصة إكس بعنوان "مشاهير البرجر"، وحقيقة يختلف الكثيرون حول مدى الفائدة والأثر الذي يقدمه نشطاء السوشيال ميديا، بل ويجمع الأغلب كذلك على أنَّ القلة القليلة منهم هم من تقدم الإضافة؛ سواء في الطرح أو في خدمة المسؤولية المجتمعية، وتحوز إعجاب المتابعين نظير المحتوى الرصين والهادف الذي يُقدِّمونه عبر رسائل إعلامية غاية في الرقي.
بل إنَّ منهم من وجه أصابع الاتهام لنشطاء السوشيال ميديا حينما بات البعض منهم يهدف لرفع قيمتهم السوقية على حساب متابعيه؛ فتجد أن تغطيتهم لا تشمل الأماكن المتواضعة والخيرية، وإنما تشمل الأماكن التي لهم فيها مصالح شخصية تخدمهم، وتزيد من متابعيهم؛ حيث تكون الأضواء فيها مُسلطة عليهم.
بل إنَّ منهم من يقدم إعلانات تمس جوانب مهمة من حياة الإنسان ومنها بطبيعة الحال الصحة من خلال الترويح لمراكز طبية خاصة خارج البلاد على أنها متخصصة في علاج عدة أمراض، ويشيد بالمركز الطبي المتخصص في مجاله على أنه الأول من نوعه من أجل ماذا؟!!!! حفنة من المال؟!!! ويجد المتلقي الواقع مختلفًا تمام الاختلاف عما ذُكِر في الإعلان الترويجي، ولكن بعد ماذا؟ بعد أن تجشم عناء السفر للخارج، وأنفق ما أنفق من أموال من أجل البحث عن علاج؟!
ناهيك عن الإعلانات الترويجية للسلع والخدمات بأنواعها؛ فمن الملاحظ أن بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يقومون بالإعلان والترويج لسلع وخدمات وتخفيضات بوصف مبالغ فيه بعيد كل البعد عن الحقيقة.
ولي تجربة شخصية منذ عدة سنوات مضت عندما دخلت في نقاش عبر منصة "إكس" حاليًا عندما كان يطلق عليها "تويتر" مع أحد النشطاء وكان في بداياته آنذاك ومن الذين يطلقون عليهم المشاهير حاليا، ويتجاوز متابعيه مئات الآلاف حول إعلان عرضه عن محل للأحذية في محافظة مسقط وكان الإعلان بالطبع مليئًا بالعبارات الرنانة للمحل وما يحتويه من منتجات متعددة ومتنوعة وبأسعار تنافسية والغريبة أنِّي بعدما زرت المحل لم أجد ما وصفه صحيحا ودقيقا كما جاء في المقطع، وعندما ناقشته حول ذلك أجاب وبكل برود: إنني لست مسؤولًا عمَّا يحدث بعد تقديمي للإعلان.. طيب والمصداقية والأمانة في الطرح أين هي؟! أم أن المادة حجبت ضوء الحقيقة؟
نحن هنا بطبيعة الحال لا نُعمِّم الوضع على جميع نشطاء السوشيال ميديا؛ فمنهم من يقدم المحتوى الرصين من خلال ما يعرضه وبأسلوب هادف وطرح عميق، متضامنا مع المواقف المجتمعية الداخلية والخارجية، وبرأي حيادي لا تحيز لتوجه معين.
وفى الفترة الأخيرة، وضعت وزارة الإعلام مجال نشطاء التواصل الاجتماعي في إطار تنظيمي فيما يتعلق بإصدار التراخيص المهنية لكل من يرغب بممارسة هذا النشاط، وهذا قرار تشكر عليه، ولكن السؤال هنا: ما أثر المتابعة من قبل الجهات الحكومية الرقابية بكافة تخصصاتها لكل ما ينشر ويبث من قبل نشطاء التواصل الاجتماعي للإعلانات التجارية؟
الرقابة مطلوبة على ما يطرح من قبل نشطاء التواصل الاجتماعي وذلك للحفاظ على مصداقية هذا القطاع المتنامي، وعدم ترك الحبل على الغارب من جانب العديد من النشطاء، ممن يدخلون هذا المجال حبًّا في الظهور والشهرة، وما يصاحب ذلك من إغراءات مادية مغرية يسيل لها اللعاب، ويتناسون الهدف الأسمى وهو خدمة المجتمع باختلاف مكوناته.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نشطاء سفينة مادلين يحاورون فلسطينيين من غزة
جمعت قناة "الجزيرة مباشر" نشطاء على متن سفينة أسطول الحرية "مادلين" بفلسطينيين من قطاع غزة، مع بدء العد التنازلي لوصولها إلى سواحل القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقام النشطاء المتضامنون على متن السفينة حوارا مباشرا عبر الأقمار الصناعية والاتصالات الهاتفية مع مجموعة من الصحفيين والنشطاء من داخل غزة، في تجربة رمزية لكسر العزلة ونسج جسور التواصل في وجه الحصار الممتد منذ سنوات.
والتقى فلسطيني مقيم في الخارج -علق في قطاع غزة بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية- بنجله على متن السفينة، في مشهد إنساني مؤثر.
وقدمت ناشطة ألمانية اعتذارها للشعب الفلسطيني بسبب إرسال حكومة بلادها أسلحة إلى إسرائيل لقتل المدنيين في غزة بدلا من إرسال المساعدات والمعونات.
وأكدت أن نشطاء سفينة "مادلين" أخذوا على عاتقهم زيارة غزة والوقوف بجانب سكانها، مشددة على أنهم لا يخشون إسرائيل.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت، الأربعاء الماضي، أن المؤسسة الأمنية قررت عدم السماح لسفينة أسطول الحرية بالاقتراب أو الرسو قبالة شواطئ غزة.
ومن بين السيناريوهات المطروحة -وفق هيئة البث- منع السفينة من الاقتراب وتركها في عرض البحر، أو مرافقتها من قِبل البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أسدود واعتقال النشطاء هناك.
إعلانبدوره، قال ناشط تركي إنه قدِم من ألمانيا من أجل محاولة الوصول إلى غزة، مؤكدا أن النشطاء سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ذلك "حتى لو لم يتمكنوا من زيارة غزة هذه المرة".
نشطاء على متن قارب "مادلين" لكسر حصار غزة يلتقون فلسطينيين من القطاع عبر شاشة #الجزيرة_مباشر
https://t.co/Huny07oFnJ
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 7, 2025
وأرسل نشطاء -بينهم منظم الرحلة- آيات التضامن والتقدير للغزيين، وأكدوا أنهم يرون فظاعة ما يحدث لسكان القطاع، إذ لا توجد كلمات تصف ما يجري على الأرض بعد 20 شهرا من حرب الإبادة.
وطالبوا الغزيين بالصمود ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والتمسك بالأرض رفضا لمحاولات التهجير القسري.
على الجانب المقابل في غزة، قال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني ثابت العمور إن سكان غزة ينتظرون وصول السفينة، مؤكدا أن الغزيين يقدرون المخاطرة التي أخذوها على عاتقهم.
وكانت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة" قد ذكرت أن السفينة "مادلين" شارفت الآن على السواحل المصرية الشمالية، ولم يتبقَ إلا القليل للوصول إلى غزة، وسط توقعات بوصولها إلى غزة صباح الاثنين المقبل.
وقال طاقم السفينة إن عملية الإبحار تجري بهدوء، بعد ليال سابقة تعرضت فيها السفينة لاقتراب مسيّرات أثارت قلقا كبيرا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات.
وكانت السفينة "مادلين" قد انطلقت من جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا الأحد الماضي، وعلى متنها 12 ناشطا دوليا لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.
وأتت هذه الخطوة بعد إخفاق محاولة سابقة بسبب هجوم إسرائيلي بطائرتين مسيّرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط قرب مالطا أوائل مايو/أيار الماضي.
وتعد "مادلين" السفينة رقم 36 ضمن سلسلة سفن تحالف "أسطول الحرية"، وقد هددت إسرائيل مرارا باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة.
إعلانوسبق أن هاجمت إسرائيل عام 2010 سفينة "مافي مرمرة" ضمن "أسطول الحرية" في سواحل فلسطين، مما أسفر وقتها عن مقتل 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة.
و"أسطول الحرية" الذي تشكّل سنة 2010 هو حركة دولية للتضامن مع الفلسطينيين تكتسي بُعدا إنسانيا، وتنشط ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.