بسبب الذكاء الاصطناعي.. قراصنة يستهدفون شركة ديزني
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تسرب أكثر من تيرابايت من بيانات شركة ديزني على شبكة الإنترنت بواسطة إحدى مجموعات القرصنة، وتشمل تلك البيانات معلومات تسجيل الدخول للحسابات، بجانب أكواد وصور ومعلومات عن مشاريع لم تصدر بعد، كما أشار موقع "ذا فيرج".
وقد أعلنت المجموعة المجهولة التي تطلق على نفسها اسم "نولبولج" (Nullbulge) مسؤوليتها عن عملية التسريب، وزعمت أنها تمكنت من الوصول إلى بيانات رسائل الشركة على تطبيق "سلاك" عبر جهاز حاسوب مخترق لأحد موظفي ديزني، وذكرت أنها قامت بهذا العمل بسبب ممارسات الشركة الخاطئة في عدة مجالات.
وتقول مجموعة القرصنة إن هدفها هو حماية حقوق الفنانين وتعويضهم، وصرحت لصحيفة وول ستريت جورنال أنها استهدفت شركة ديزني "بسبب كيفية تعاملها مع عقود الفنانين، ونهجها في الذكاء الاصطناعي، وتجاهلها الصارخ جدا للمستهلك".
وذكرت المجموعة على منصة إكس: "كل ما استطعنا الحصول عليه قمنا بتحميله وتجميعه"، مدعيةً أنها حصلت على "1.1 تيرابايت من الملفات ورسائل المحادثات" من نحو 10 آلاف قناة من قنوات سلاك الخاصة بشركة ديزني. وقد أكدت ديزني منذ حينها لصحيفة وول ستريت جورنال أنها "تحقق في هذا الأمر".
Tick tock tick tock…#Disneyhttps://t.co/saVx4lxOi6 pic.twitter.com/PYZBywYhb6
— NullBulge (@NullBulgeGroup) July 12, 2024
وكانت المجموعة قد ألمحت إلى امتلاكها للبيانات المسرّبة في 12 يوليو/تموز، أي قبل ساعات من تسريب أرشيف تطبيق "سلاك" الخاص بشركة ديزني.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذه الملفات تحتوي على محادثات ديزني الداخلية حول تطوير البرمجيات وعمليات التوظيف وصيانة المواقع الإلكترونية والبرامج الخاصة بالموظفين التي يعود تاريخها إلى عام 2019 على أقل تقدير.
ووفقًا لموقع "يوروغَيمر"، بدأت التفاصيل الخاصة بعمليات التعاون القادمة في مجال الألعاب والأجزاء غير المعلنة من ألعاب الفيديو -التي تم تسريبها عبر تلك الملفات- في الظهور على شبكة الإنترنت.
كان التهديد المتوقع الذي يشكله الذكاء الاصطناعي التوليدي على مصادر رزق الفنانين المحترفين أحد أبرز المخاوف التي دفعت جهود تشكيل النقابات لمصممي الرسوم المتحركة في ديزني. كما تعرّضت ديزني لانتقادات بسبب استخدامها الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج بعض الأجزاء من أعمالها الدرامية، وأفادت التقارير أنها شكّلت فريق عمل لبحث كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الترفيه الخاصة بالشركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
وادي السيليكون يخشى انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي
في أروقة وادي السيليكون، التي لطالما اعتُبرت مهد الثورة التكنولوجية، يتصاعد الخوف من أن الطفرة غير المسبوقة في قطاع الذكاء الاصطناعي قد تكون مقدّمة لفقاعة مالية جديدة تهدد بانفجار واسع يطال الاقتصاد العالمي.
فبعد عام من الصعود المتسارع في تقييمات الشركات الناشئة واستثمارات بمئات المليارات، بدأ خبراء ومصرفيون يحذرون من أن الأسعار “مضخّمة على نحو مصطنع” نتيجة ما يسمّونه “هندسة مالية” تحاكي ما حدث في فقاعة الإنترنت مطلع الألفية، وفقًا لتقرير موسّع نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ألتمان: شيء حقيقي يحدثوخلال مؤتمر مطوري "أوبن إيه آي"، قدّم الرئيس التنفيذي سام ألتمان مداخلة نادرة اتسمت بالشفافية، قائلا: "أعلم أن إغراء كتابة قصة الفقاعة قوي، لأن بعض مجالات الذكاء الاصطناعي تبدو فعلا فقاعة في الوقت الراهن".
وأضاف: "سيرتكب المستثمرون بعض الأخطاء، وستحصل شركات سخيفة على أموال مجنونة، لكن في حالتنا، هناك شيء حقيقي يحدث هنا".
لكن هذه الثقة لم تقنع الجميع، فخلال الأيام الأخيرة، صدرت تحذيرات متطابقة من بنك إنجلترا وصندوق النقد الدولي، وكذلك من رئيس بنك "جي بي مورغان"، جيمي ديمون، الذي صرّح لبي بي سي بأن "مستوى عدم اليقين يجب أن يكون أعلى في أذهان معظم الناس".
تقدّر مؤسسة غارتنر أن الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيبلغ نحو 1.5 تريليون دولار قبل نهاية العام.
أموال ضخمة وأخطار أكبر من فقاعة الإنترنتوفي مناظرة احتضنها متحف تاريخ الحوسبة في وادي السيليكون، قال رائد الأعمال جيري كابلان، الذي خاض 4 فقاعات سابقة منذ الثمانينيات، إن حجم الأموال المتداولة اليوم "يتجاوز بكثير" ما كان عليه الحال في فقاعة الإنترنت، مضيفًا: "حين تنفجر هذه الفقاعة، سيكون الوضع سيئا جدا، ولن يقتصر الضرر على شركات الذكاء الاصطناعي فقط، بل سيجرّ معه بقية الاقتصاد".
ووفق بيانات بي بي سي، فإن شركات الذكاء الاصطناعي شكّلت 80% من مكاسب سوق الأسهم الأميركية خلال عام 2025، في حين تقدّر مؤسسة غارتنر أن الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيبلغ نحو 1.5 تريليون دولار قبل نهاية العام.
تشابك استثمارات “أوبن إيه آي” يزيد المخاوفوفي مركز هذه العاصفة المالية تقف شركة أوبن إيه آي، التي حوّلت الذكاء الاصطناعي إلى ظاهرة جماهيرية منذ إطلاقها شات جي بي تي عام 2022.
إعلانفقد عقدت الشركة في سبتمبر/أيلول الماضي صفقة ضخمة بقيمة 100 مليار دولار مع شركة الرقائق الأميركية إنفيديا لبناء مراكز بيانات تعتمد على معالجاتها المتقدمة، تزامنًا مع اتفاق جديد لشراء معدات بمليارات الدولارات من منافستها إيه إم دي، مما قد يجعلها واحدة من أكبر المساهمين في الأخيرة.
وبحسب بي بي سي، فإن شبكة التمويل حول “أوبن إيه آي” لا تتوقف هنا؛ إذ تمتلك مايكروسوفت حصة كبيرة فيها، فيما وقّعت أوراكل عقدًا بقيمة 300 مليار دولار لدعم مشروعها العملاق "ستارغيت" في ولاية تكساس، بالشراكة مع مجموعة سوفت بنك اليابانية. كما تستفيد الشركة من بنية تحتية تقدمها شركة كور ويف المدعومة جزئيًا من إنفيديا.
ويرى محللون أن هذا التشابك الاستثماري الكثيف "قد يشوّه صورة الطلب الحقيقي" في السوق، إذ "تستثمر الشركات في عملائها لتمكينهم من شراء منتجاتها"، وهو ما وصفه خبراء الاقتصاد في وادي السيليكون بأنه "تمويل دائري" يرفع التقييمات بشكل مصطنع ويخلق وهم الطلب.
تشبيهات مقلقة وتاريخ يعيد نفسهويستعيد بعض المحللين تجربة شركة نورتل الكندية التي انهارت بعد استخدامها أساليب تمويل مشابهة لتغذية الطلب المصطنع على منتجاتها، مما جعلها رمزًا كلاسيكيًا للفقاعات التكنولوجية.
لكن المدير التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانغ، دافع عن شراكته مع “أوبن إيه آي” عبر شبكة سي إن بي سي قائلا: "الشركة ليست مجبرة على شراء تقنياتنا بالأموال التي نستثمرها فيها… هدفنا الأساسي هو مساعدتها على النمو ودعم النظام البيئي للذكاء الاصطناعي".
في المقابل، يرى بعض المتفائلين أنه حتى لو كان هناك تضخم مفرط في الأسعار، فإن الاستثمارات الحالية لن تذهب هباءً.
ويقول جيف بودييه من منصة "هاجنغ فايس" إن "الإنترنت بُني على رماد فقاعة الاتصالات في التسعينيات"، مضيفًا أن "الاستثمار الزائد في بنية الذكاء الاصطناعي اليوم سيُنتج منتجات وتجارب جديدة لم تُتخيل بعد".
قلق بيئي وسباق على المواردوحذّر المستثمر جيري كابلان من بُعد بيئي خطير للسباق الحالي قائلا: "نحن نخلق كارثة بيئية من صنع الإنسان، مراكز بيانات ضخمة في أماكن نائية مثل الصحارى، ستصدأ وتسرّب مواد سامة عندما يختفي المستثمرون والمطورون".
وتشير بي بي سي إلى أن "أوبن إيه آي" تخطط لجمع 500 مليار دولار لإنشاء مجمع حوسبة بقدرة 10 غيغاواط في ولاية تكساس بحلول نهاية العام.
ومع تضخم تقييمات الشركات واشتداد المنافسة على الرقائق والطاقة والبيانات، يبقى السؤال مفتوحًا في وادي السيليكون: هل ما نشهده اليوم هو عصر ذهبي حقيقي للذكاء الاصطناعي أم مجرد فقاعة جديدة تنتظر الانفجار؟