عواصم "رويترز" "أ ف ب": إستمر العدوان الإسرائيلي اليوم في عدة مناطق بقطاع غزة في حين قال مسؤولو وزارة الصحة في القطاع إن 57 شخصا على الأقل قُتلوا في قصف إسرائيلي على المناطق الجنوبية والوسطى.

واتهمت حماس إسرائيل بتصعيد الهجمات في غزة لمحاولة عرقلة جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتقول إسرائيل إنها تحاول القضاء على مقاتلي حماس.

وذكر المسؤولون أن خمسة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية أصابت منزلا في مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع على الحدود مع مصر وحيث تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ مايو بينما قُتل رجل وزوجته وطفلان في خان يونس القريبة.

وقال مسؤولون في وقت لاحق إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة أدت إلى مقتل 17 فلسطينيا على الأقل وإصابة 26 آخرين في خان يونس بجنوب غزة.

وقالت وزارة الصحة إن الضربة الجوية أصابت منطقة خيام تأوي عائلات نازحة في شارع العطار بمنطقة المواصي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت قياديا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس.

وأضاف في بيان "ندرس التقارير التي تفيد بإصابة عدة مدنيين نتيجة الغارة".

إرتفاع الحصيلة

وقالت السلطات الصحية في غزة في أحدث إفادة اليوم إن 38713 فلسطينيا على الأقل إستشهدوا في الهجوم الإسرائيلي منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها فقدت 326 جنديا في قطاع غزة.

وجاء أقارب إلى مستشفى الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة لإلقاء النظرة الأخيرة على ذويهم قبل تشييع الجثامين.

وقالت مُسنة فلسطينية تدعى سحر أبو عميرة "والله انهدينا والله انهلكنا والله انهلكنا والله تعبنا خلاص. الصبر نفد، صبرنا نفد. سواء هدول حماس ولا سواء هدول (إسرائيل) بدنا الجهتين يتفقوا. يتفقوا في أقرب فرصة يا عالم".

توقف المحادثات

كان مفاوضون قد قالوا إن جهود مصر وقطر في التوسط لإنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن وكذلك الإفراج عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية تحقق بعض التقدم.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن المحادثات توقفت السبت بعد ثلاثة أيام من مفاوضات مكثفة لم تتمخض عن نتيجة قابلة للتطبيق وبعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت القائد العسكري البارز لحماس محمد الضيف.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن الهجوم في منطقة خان يونس قتل أكثر من 90 شخصا وأصاب مئات آخرين.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات لرويترز اليوم إن حماس تحرص على ألا يُنظر إليها على أنها أوقفت المحادثات على الرغم من تصعيد الهجمات الإسرائيلية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "حماس تريد أن تنتهي هذه الحرب، ولكن ليس بأي ثمن، لقد أبدت من أجل تحقيق ذلك المرونة المطلوبة وهي تضغط عبر الوسطاء لأن تقوم اسرائيل باتخاذ فعل مماثل".

وأضاف أن حماس تعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تجنب التوصل إلى اتفاق بإضافة مزيد من الشروط التي تقيد عودة النازحين إلى شمال غزة وتبقي على السيطرة على معبر رفح مع مصر، وهي شروط لن تقبلها الحركة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الاثنين إن اثنين من كبار مستشاري نتنياهو أكدا أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى وقف إطلاق نار.

قنابل أمريكية

تعتبر الغارة الإسرائيلية على منطقة المواصي في قطاع غزة من الأكثر دموية خلال أكثر من تسعة أشهر من الحرب واستُخدمت فيها حمولة ضخمة من القنابل الأمريكية الصنع، وفق خبراء الأسلحة.

أدى قصف ما صنفته إسرائيل على أنه "منطقة آمنة" طلبت من النازحين التوجه إليها إلى تحويل مخيماتهم قرب شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى أرض منكوبة ومتفحمة وإلى اكتظاظ المستشفيات بالضحايا.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن الغارة أدت إلى مقتل 92 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 300 آخرين.

وأظهرت مقاطع فيديو التقطتها وكالة فرانس برس للهجوم سحابة بيضاء كبيرة تتصاعد فوق شارع مزدحم مخلفة وراءها حفرة كبيرة بينما تناثر حطام الخيام ومبنى تحول إلى ركام.

أسلحة (JDAM)

قال خبيران في الأسلحة تحدثا لفرانس برس إن شظية شوهدت في مقطع فيديو لموقع الانفجار جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت عبارة ذيل زعنفة من نظام الذخيرة الهجومية المباشرة المشتركة الأمريكي المعروف اختصاراً باسم JDAM .

ولم تتمكن فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الفيديو.

وتستعين الذخيرة بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" لتحويل قنابل السقوط الحر التقليدية غير الموجهة والتي تسمى "قنابل غبية" إلى ذخائر ذكية موجهة بدقة يمكن التحكم بها لضرب هدف واحد أو عدة أهداف.

طورت الولايات المتحدة هذه المعدات لتحسين الدقة في الأحوال الجوية السيئة بعد عملية عاصفة الصحراء في العام 1991.

تم تجهيز أول دفعة من أنظمة JDAM في العام 1997، ووفقا للقوات الجوية الأمريكية فإن مستوى موثوقية النظام تصل إلى 95 في المئة.

يقول الخبر الفني السابق في الجيش الأمريكي والمتخصص في التخلص من الذخائر المتفجرة تريفور بول إن صور الغارة على المواصي تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة من "مجموعة نظام JDAM بنسبة 100 في المئة" وهي مصنوعة في الولايات المتحدة.

وأضاف أنه وبالنظر إلى أنواع القنابل المتوافقة مع نظام التوجيه وحجم شظية الزعنفة فمن المرجح أن النظام JDAM استُخدم على قنبلة تزن 450-900 كيلوغرام.

وقال بول إن ذيل الزعنفة يمكن أيضا تركيبه على الرأس الحربي BLU-109 "المدمر للتحصينات" والمصمم لاختراق الخرسانة.

وأشار بول إلى أنه لم يكن من الممكن تحديد مكان صنع الحمولة بشكل قاطع من دون الحصول على "شظايا معينة تحديدا من جسم القنبلة".

دفعة جديدة

أثار الاستخدام المتكرر لهذه القنابل الكبيرة في قطاع غزة المكتظ بالسكان احتجاجات منظمات حقوق الإنسان وزادت الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة النظر في ملف الأسلحة التي ترسلها بلاده لإسرائيل.

في 12 يوليو الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي المضي قدما في إرسال قنابل زنة 500 رطل لإسرائيل بعد توقف موقت جراء مخاوف من احتمال استخدام ذخائر زنة ألفي رطل كانت موجودة في الشحنة نفسها، في مناطق مأهولة.

وانتقد البيت الأبيض مرارا إسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة حيث تقول إسرائيل إنها تسعى للقضاء على حماس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن لمسؤولين إسرائيليين الإثنين إن عدد القتلى المدنيين "مرتفع بشكل غير مقبول".

لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن "غارتهم الدقيقة" على المواصي طالت منطقة مفتوحة تضم مجمعا لحماس وليس مخيما للنازحين.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على استفسارات فرانس برس حول الأسلحة المستخدمة.

أزمة مياه

حذّرت بلدية غزة من أزمة المياه الحادة في المدينة بعد الانخفاض الكبير في كميات المياه التي تغذيها، خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب توقف خط مياه شركة ميكروت الذي يمدُ المدينة من الداخل نتيجة اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الشرقية للمدينة. وأشارت بلدية غزة في منشور أوردته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم إلى أن هذا يأتي بالتزامن مع محدودية ساعات تشغيل آبار المياه، مما أدى إلى عدم حصول الفلسطينيين على الحد الأدنى المطلوب من الماء خاصة في فصل الصيف الذي تزداد فيه الحاجة الملحة للمياه. وأوضحت أن توقف خط ميكروت تسبب في وجود أزمة حادة ونقص كبير في المياه خلال الأسبوعين الماضيين وبالتالي تراجعت كمية المياه التي كانت تغطي المدينة من نحو 40% إلى أقل من 15% من إجمالي مساحة المدينة، كما عانت خلال هذه الفترة مناطق واسعة من المدينة من شح أو انقطاع المياه. وأكدت أنه فور عودة ضخ المياه عبر خط ميكروت ستزداد كمية المياه التي تصل للمدينة تدريجياً وستزيد مساحة تغطيتها للمناطق، خاصة المناطق التي شهدت نقصا حادا منها أحياء الشجاعية والتفاح والصبرة، محذرة من أن شح المياه يعتبر كارثة صحية وبيئية تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض خاصة بين فئة الأطفال. وناشدت بلدية غزة المنظمات الدولية والمؤسسات الأممية بضرورة المساهمة العاجلة في حل أزمة المياه في المدينة، من خلال زيادة كميات الوقود لزيادة ساعات تشغيل الآبار بالإضافة إلى إدخال الآليات والمعدات الثقيلة اللازمة لصيانة خطوط وشبكات المياه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی قطاع غزة على الأقل إلى أن

إقرأ أيضاً:

12 دولة رفضت وقف إطلاق النار في غزة .. ما هم ولماذا فعلوا ذلك؟

في تطور جديد لإطلاق النار في غزة، صدقت الجمعية العامة للأمم المتحدة -بأغلبية ساحقة- على قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في الحرب المستمرة في غزة. 

حصل القرار على تأييد 149 دولة، في حين امتنعت 19 دولة عن التصويت ورفضت 12 دولة القرار.. فما هم ولماذا فعلوا ذلك؟

شاهد | سكان غزة وجنوب لبنان يحتفلون بالقصف الإيراني ضد إسرائيلأحمد موسى: مؤامرة لضرب استقرار مصر .. وقافلة دعم غزة فخ لخلق فوضىألمانيا: الوضع في غزة غير مقبول.. ونثمن الجهود المصرية والقطرية لوقف إطلاق الناروزير الخارجية: مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النارمصر القومي: إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وتنفيذ حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلامالأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة لصالح وقف إطلاق النار في غزةقرار وقف إطلاق النار

يركز القرار الذي تم التصويت عليه في الأمم المتحدة على مجموعة من القضايا العاجلة والمهمة. من بين أبرزها الحاجة الملحة لتوفير المساعدات الإنسانية للمدنيين، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، بالإضافة إلى إعادة الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.

كما يدعو القرار إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بشكل كامل، وهو ما يعتبر شرطًا أساسيًا لإنهاء النزاع القائم.

ما الدول التي رفضت القرار؟

رغم النجاح الذي حققه القرار، رفضت 12 دولة التصويت لصالحه. تشمل هذه الدول: الولايات المتحدة، وإسرائيل، والأرجنتين، والمجر، وفيجي، وبابوا غينيا الجديدة، وباراجواي، وميكرونيسيا، وناورو، وبالاو، وتونجا، وتوفالو.

بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت على القرار، وهي: ألبانيا، والتشيك، والهند، والإكوادور، والكونغو الديمقراطي، وإثيوبيا، والكاميرون، وجورجيا، ومالاوي، ومقدونيا الشمالية، ورومانيا، وسلوفاكيا، وجنوب السودان، وتوغو، وبنما، ودومينيكا، وكيريباتي، وتيمور الشرقية، وجزر مارشال.

لماذا رفضت 12 دولة القرار؟

القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا انتقدت للقرار، وقالت إنه فشل في إدانة حماس. وقالت: "لا ندعم الإجراءات أحادية الجانب التي تفشل في إدانة حماس". 

وحثت شيا على دعم الجهود الدبلوماسية الجارية حاليا للإفراج عن الرهائن ودعم ما يعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"

بدوره قال المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن مشروع القرار لا يعزز السلام، ولا يعكس الحقائق على الأرض. وأضاف أن بلاده قبلت مقترحات متعددة لإنهاء الحرب، وقدمت "تنازلات مؤلمة وصعبة"، لكن حماس، حسبما قال، "لا تهتم بالسلام، بل تهتم ببقائها وإطالة أمد الإرهاب".

ما موقف المجموعة العربية؟

تحدث مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي نيابة عن المجموعة العربية، معربا عن تقديره العميق للاستجابة السريعة لعقد الجلسة الطارئة في ضوء المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني. وقال: "نجتمع اليوم، مرة أخرى تحت قبة هذه الجمعية العامة، ليس لتكرار الكلمات حول المأساة بل لوضع حد للمأساة."

وأضاف أن المجموعة العربية تؤكد مجددا أن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن اعتباره نزاعا مسلحا تقليديا. بل هو أزمة إنسانية تتطلب عملا عاجلا وفعالا من الأمم المتحدة، وبشكل خاص من الجمعية العامة.

وتابع السفير اليمني: "عدم قدرة مجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤوليته بسبب استخدام حق النقض لا يعفي المجتمع الدولي أو الدول الأخرى من الحاجة والواجب للتحرك".

طباعة شارك غزة أخبار غزة وقف إطلاق النار الأمم المتحدة قرار وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 55,432 شهيداً
  • صور| حركة نزوح كثيفة من طهران بعد تهديدات استهداف إسرائيل لسكان المدينة
  • إيران تبلغ الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • نتنياهو يوعز بالتقدم في مفاوضات غزة
  • عراقجي: إطلاق الصواريخ على إسرائيل سيتوقف عند "توقف العدوان" الإسرائيلي على إيران
  • إطلاق حملة الأتارب بتستاهل لترميم وتجميل مدخل المدينة
  • 12 دولة رفضت وقف إطلاق النار في غزة .. ما هم ولماذا فعلوا ذلك؟
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 55297 شهيدا و128426 مصابا
  • تقرير إسرائيلي: رفح مُحيت وهي ليست المدينة الوحيدة التي أبادها الجيش
  • جيش الاحتلال: إسرائيل بأكملها تحت النار