«كلاب الاحتلال الإسرائيلي نهشت محمد».. شقيق الشهيد يكشف تفاصيل اليوم الدامي
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
يجلس متكئا على كنبته كعادته اليومية، لا يتحرك يمينًا ولا يسارًا، بينما ظلت عيناه مثبتتين على أسرته، وكأنه يلقي عليهم نظرة الوداع، لتكن تلك اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد الفلسطيني محمد البهار، من ذوي الهمم، والذي راح ضحية هجوم كلاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعدما نهشت جسده، كما ينهش الاحتلال في جسد فلسطين، ليكن ذلك المشهد أمام نصب عين شقيقه الأكبر جبريل بهار، الذي يروي لـ«الوطن» لحظات هجوم جيش الاحتلال على أسرته ومحاصرتهم 7 أيام كاملة.
«نفد الأكل والمياه وظللنا محاصرين 7 أيام».. بهذه الكلمات بدأ الشقيق الأكبر جبريل، الذي ظل متذكرًا معاناة أسرته لحظة محاصرة جيش الاحتلال لمنزله: «يوم 27/ 6 كانوا أهلي متحاصرين في الشجاعية، حاصرونا وما كنا نقدر نطلع من البيت، كان فيه ناس بتستشهد في الشارع، والقذائف كانت في كل مكان، والدتي كبيرة في السن ومحمد حركته ثقيلة، ما كان ينفع يخرجوا بره الدار، ظلوا في البيت لا يستطيعوا الخروج لمدة 7 أيام متواصلة».
تابع «جبريل» أن الوضع كان صعبا جدًا، خاصة أن منزلهم كان مطلًا على الشارع، فما كان منهم سوى الاحتماء في الغرف الداخلية، خوفًا من أن تصيبهم الصواريخ والقذائف التي تملأ الأرجاء بالخارج: «لجأت الأسرة إلى الاختباء في الحمام والمطبخ والممر، وعايشين على المعلبات، كانت آخر كرتونة معهم، والمياه خلصت وما ضل منها شيء، وكانوا ما بيتكلموا أبدا، خوفًا من أن يعرف جيش الاحتلال بوجودهم ويقتلهم».
يوم الهجوم على المنزلفي يوم 3 من شهر يوليو الجاري، كانت الدبابات موجودة خارج المنزل، وعلى الرغم من احتياطات الأسرة وحذرها، إلا أن بكاء الصغار ونحيبهم كان القشة التي قصمت ظهر البعيرة، فلم تعد أجسادهم تتحمل المزيد، ليطلقوا صراخًا مدويًا سمع صداه جيش الاحتلال، لتلتهب نيرانه وتثور هوجته ويقتحم المنزل في لمح البصر على حين غفلة: «الجيش دخلوا من الشبابيك اللي فوق باب الدار، صعدوا الدرج الأول وظلوا يضربوا بالنار ويطلقوا الرصاصات، ودخلوا بالكلاب اللي كان مثبت عليها كاميرات، أهلي ظلوا يشردوا على أماكن مختلفة في الدار، ومحمد كان قاعد على الكنبة وما كانش بيتحرك كتير، وعقله الإدراكي وكأنه ابن عامين، والكلب ظل ينهشه، عضه من صدره وبعدين إيده.. الكلب ما رحمه».
وتابع شقيق الشهيد محمد البهار: «أمي فضلت تصرخ عليهم، ليخرج الجيش على صوتها وهجم عليها وعلى الأطفال الصغار، وفيه مجموعة من رجال الجيش هاجمت على محمد وصوبوا الليزر على جسده والجيش ظل ينتشر في الدار، وجمعوا الكنبات اللي في الدار وظلوا جالسين عليها، ودخلوا القناصة للدار وبقينا محاصرين في ذلك اليوم لمدة 6 ساعات متواصلة، وبعدها نزلوا أمي في البدروم ومعها الأسرة، وبعدها قالوا يلا اخرجوا برا الدار، ولحظة خروجهم كانت الدبابات في الشارع تضرب نحوهم، حتى انحموا في أحد المنازل المهجورة، وظلوا على هاد الوضع لحد ما سمعوا صوت أناس في الشارع ظلوا يسيروا معهم وكانوا هيموتوا لولا الله».
محمد اتدفن جنب الدار«وبعدها يوم 10/7 رحت الدار بتاعنا، ولقيت محمد مستشهد في الغرفة وجسده منتفخ والدم في كل مكان حوله، وده كان آخر مرة أشوفه فيه، ومعرفتش أدفنه فين ودفنته خلف الدار بتاعنا»، بهذه الكلمات ختم شقيق الشهيد، تفاصيل القصة المأساوية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جيش الاحتلال جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
جمعية الصحفيين العمانية: سلطنة عمان كانت ولا تزال طرفًا فاعلًا في جهود التهدئة
قال الدكتور محمد العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العمانية، إن سلطنة عمان كانت ولا تزال طرفًا فاعلًا في جهود التهدئة، مشيرًا إلى أن دورها في الملف النووي الإيراني يعود إلى عام 2015، عندما رعت التفاهمات التي جرت خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وأكد محمد العريمي، خلال تصريحات لبرنامج بالورقة والقلم، عبر فضائية تن، أن المنطقة مرت خلال الأيام الماضية بـ"أوقات صعبة ومليئة بالتوترات"، في ظل تطورات الملف النووي الإيراني وأحداث يوم الجمعة التي شكلت نقطة تحول.
وتابع رئيس جمعية الصحفيين العمانية، أن ما جرى خلال الأيام الـ12 الماضية ترك تأثيرًا كبيرًا على منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا أن حجم التوتر والتصعيد أكد أهمية استقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم، وضرورة إنهاء الصراع حفاظًا على الأمن الإقليمي.
وأشار إلى أن المؤشرات الراهنة تدل على اقتراب نهاية الصراع، خاصة في ضوء تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة التي عكست وجود نية حقيقية لتحقيق السلام الإقليمي.