غزي يروي عذابات سجن النقب: رسموا لي سيارة إسعاف وقالوا خذنا إلى السنوار
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
#سواليف
حتى وهو مسعف، لم يكن #وليد_الخليلي يميز في عمله بين يهودي أو عربي، وبين فلسطيني أو إسرائيلي على حد قوله، لكن قوات #الاحتلال أذاقته أشد ألوان #العذاب في #سجن ” #سدي_تيمان ” بصحراء #النقب جنوب إسرائيل.
استمرت شهرا عذابات الغزي وليد الخليلي كما رواها لصحيفة “إلباييس” الإسبانية التي تواصلت معه هاتفيا في مستقرّه الحالي في خيمة في رفح جنوبي قطاع غزة (بعيدا عن أسرته في الشمال)، بعدما أفرج عنه ونجا بأعجوبة من جلاديه.
الاحتلال عندما قبض عليه في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي داخل
بناية في مدينة غزة.
وكان وقتها قد فر إلى البناية هربا من قصف استهدفه مع مصابين كان يحاول إسعافهم، لكنه اقتيد، أسوة بآلاف آخرين، إلى معتقل “سدي تيمان” في صحراء النقب على بعد 30 كيلومترا فقط من الجدار العازل جنوب قطاع غزة، دون أدنى
اعتبار لوظيفته الإنسانية.
ورغم نفيه المتكرر أي علاقة له بخطف أسرى إسرائيليين، ظل الجلادون يسومون وليد صنوف العذاب الشديد، من الصعق والضرب المبرح وصولا إلى الإغراق في الماء ثم تعريضه للهواء الشديد البرودة، كل ذلك وهو -مثله مثل بقية
المعتقلين- عار إلا من مئزر يشد وسطه، ومعصوب العينين أغلب الوقت.
“مسلخ الموت”
ووصف وليد السجن بأنه “مسلخ من مسالخ الموت”، مؤكدا للصحيفة الإسبانية أنه لا ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولا يتعاون معها، مضيفا “هذه التهمة مجرد وهم”.
هذا ما كرره أيضا على مسامع جلاديه والمحققين الذين كان بينهم -حسب أقواله- عسكريون أميركيون يتحدثون الإنجليزية، ويرتدون زيا عليه علم الولايات المتحدة، لكن ما كان جلادوه يعبؤون لكل ذلك، حسب الصحيفة.
التعذيب بالثلاجة
وعن أساليب تعذيبه، قال وليد إن من أقساها كان وضعه في ثلاجة أكثر من 4 ساعات، ثم نقله إلى قاعة فارغة، حيث يُسكب عليه الماء البارد، ليُعرّض بعد ذلك لهواء مروحة قريبة جدا، وحتى ساعات متأخرة من الليل. “كان البرد شديدا
للغاية” يستذكر وليد.
“لن أنسى أبدا ذلك الكابوس. كانوا يضعونني في الأصفاد لأيام كاملة. سوار حديدي حول الرأس موصول بإحدى يدي وإحدى ساقي (ليعبر التيار كامل الجسد) ثم أصعق بالكهرباء. وفي أحيان أخرى يُغطّسون رأسي في حوض ماء حتى ينقطع نفسي، أو يحرقون جلدي بأنبوب محمّى موصول بالتيار الكهربائي”. كل ذلك مصحوب
بالشتائم والإهانات.
غادر وليد السجن بعد 5 جلسات استنطاق وقد فقد 22 كيلوغراما من وزنه، وليس قبل أن أثبت لسجانيه “براءته” من أي صلة بحماس. غادر وكله تصميم على استئناف عمله مسعفا، واختار أن يجري اللقاء مع “إلباييس” باسمه الكامل، رغم
خشيته من الانتقام.
اغتيال في السجن
الجيش الإسرائيلي، ودون تكليف نفسه عناء تقديم تفاصيل، اكتفي بالقول إنه يحقق في حدوث وفيات في المعتقل السيئ السمعة، الذي قضى فيه ما لا يقل عن 36 سجينا فلسطينيا حسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، 3 منهم يقول وليد إنه كان شاهدا على “اغتيالهم”، لكنه اختار رواية تفاصيل استشهاد اثنين منهم فقط.
“أوثقوهما من أقدامهما وصعقوهما بالكهرباء. كانا قريبيْن مني، وكنت أسمع صراخ ألمهما، ثم استشهدا. أنزلوهما وظلا معنا يوما كاملا في الزنزانة حتى جاء الجنود وحملوا جثتيهما”، يستذكر وليد جلسة التعذيب تلك.
أما الثالث، يضيف وليد، فقد استشهد رميا بالرصاص في ساحة السجن بعد تعذيبه، لكنه لم يسمع إلا الطلقات ولم يرَ فعل الإعدام نفسه.
وفي مشهد مأساوي آخر، يروي وليد أنه نُقل إلى ساحة السجن حيث تنتشر أقفاص من حديد تحيط بها أسلاك شائكة، إضافة إلى غرف التعذيب. “كانوا يهددون بإعدامنا جميعا في ساحة السجن.. وكان الكل يعتقد أنه سيُقتل في أي لحظة”.
“خذنا إلى السنوار”
وقضى وليد نحو شهر في المعتقل الذي انتقدته المحكمة العليا الإسرائيلية والأمم
المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، لكنه لم يغلق بعد، فقد طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإبقاء عليه.
يقول وليد إن جراحه جراء التعذيب، من نزيف وكسور في الضلوع، لم تطبب، ولم يتلقَّ في أحسن الأحوال إلا مسكنات ألم أو ضمادة يد، إضافة إلى أقراص مهلوسة يُجبَر السجناء على تناولها.
يتذكر وليد مشاهد بالغة السريالية. في أحدها “رسموا لي سيارة إسعاف على الجدار وسألوني إن كنت أستطيع حملهم فيها إلى يحيى السنوار (رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة)، وعندما قلت إنني لا أستطيع صعقوني بالكهرباء وأوسعوني ضربا”.وبينما يتحدث الجيش الإسرائيلي عن 4700 غزي دخلوا المعتقل، تقول بعض وسائل الإعلام إن أعداد السجناء فيه الآن باتت في حدود العشرات.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الاحتلال العذاب سجن سدي تيمان النقب
إقرأ أيضاً:
تجربة مرعبة.. مصري يروي تجربته مع قبيلة تحتفظ بجثث موتاها لسنوات قبل دفنها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تخيّلت يومًا كيف ستكون تجربة العيش مع جثة شخصٍ ميت في منزل واحد لسنوات؟ قد تبدو الفكرة مرعبة.
وفي تجربة تقشعر لها الأبدان، قام صانع محتوى السفر المصري، شريف نبيل، بزيارة قبيلة تعيش في مرتفعات توراجا، بجزيرة سولاويزي في إندونيسيا، حيث تحتفي طقوسهم برؤية فريدة للموت.
قد لا يوجد مكان آخر على وجه الأرض يمكن فيه جمع كلمتي "الموت" و"الفخامة" في جملة واحدة كما هي الحال في توراجا، وفق ما ورد على موقع توراجا الرسمي للسياحة "Visit Toraja".
وعلى هذه الأرض الساحرة بطبيعتها وروحها، لم يكن الموت يومًا مدعاة للحزن، بل يُعد الهدف الأسمى للحياة، ومناسبة يتوق كلٌّ من الراحل وأفراد عائلته للاحتفال بها. من تهليل يصدح عبر التلال، ووليمة كبرى للضيوف، إلى رقصات تقليدية تُعيد تعريف ما يعتبره البشر عادةً أمرًا مروعًا، وذلك من خلال تحوّله إلى حدث مفعم بالجمال، وفق ما ذكره موقع "Visit Toraja".
ويشرح نبيل لموقع CNN بالعربية أنّ جثث الأموات بهذه القبيلة قد تمكث سنوات عديدة في البيوت قبل دفنها وسط مراسم خاصة باذخة تشمل ذبح الخنازير، وتقديم الجواميس كأضاحي.
ويسعى نبيل إلى خوض مغامرات فريدة من نوعها خلال رحلاته حول العالم.
ويقول نبيل: "نحن ﻻ نقابل كل يوم أﻧﺎس ﯾﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻤﻮتاهم داﺧﻞ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ وﯾﻌﺎﻣﻠﻮﻧﮭﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺣﯿﺎء".
وأراد نبيل أن يشارك هذه التجربة مع العالم بالقول إنّها "ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻨﺮى أن هناك منظورًا ﻟﻠﻤﻮت ﻣﺨﺘﻠﻔًا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ هو متعارف عليه حولنا".
وتتمثل هذه التجربة التي يصفها نبيل بالاستثنائية، في أنّ أهل الشخص الميت يحتفظون بجثته لسنوات، وخلال تلك السنوات يستعدون لإقامة حفل جنائزي فريد من نوعه يستمر على مدار أيام، بحسب ما ذكره صانع المحتوى المصري.
ويُضيف: "خلال تلك الجنازة، تقدّم العشرات ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻣﯿﺲ ﻛﺄﺿﺤﯿﺔ"، مشيرًا إلى أنّه ﻛﻠّﻤﺎ زادت ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﯿﺖ وﻣﺴﺘﻮاه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ زاد ﻋﺪد اﻟﻘﺮاﺑﯿﻦ".
وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮزّع لحوم تلك الأضاحي على أهل القبيلة، إلى جانب لحوم اﻟﺨﻨﺎزﯾﺮ التي تقدّم ﻟﻸﻛﻞ، واﻠﻤﮭﺎداة، وﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ جزءًا من الأضاحي، وفق نبيل.
وﺣﯿﻦ ﯾرى أهل المتوفى أنه "قد حان موعد دفنه"، يتم تشييع الجثة بأجواء احتفالية تشمل الغناء والرقص، كما يشارك بهذا الحفل جميع أهل القبيلة، وفق ما روى نبيل لـCNN بالعربية.
لكن يبقى السؤال، كيف يتم الاحتفاظ بهذه الجثث داخل البيوت كل تلك السنوات من دون أن تتعفّن؟
يظهر في مقطع الفيديو الذي شاركه نبيل أحد أفراد القبيلة وهو يشرح أنّ الميت يخضع لعملية أشبه بالتحنيط عند قدماء المصريين، حيث تستخدم مادة "الفورمالين" لحماية الجثث من التعفّن.
أﻣﺎ بالنسبة إلى اﻟﻤﺪافن، فيشير نبيل إلى أنه لم ير مثيلا لها ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ويوضح نبيل أن جثث الأطفال الرضع تدفن داﺧﻞ جذوع الأشجار، وكأن اﻟﺸﺠﺮة تصبح بمثابة أم ثانية لتمنحهم حياة أخرى.
ومن العادات الغريبة كذلك التي شاهدها نبيل خلال زيارته لتلك القبيلة، أنه من الممكن إﺧﺮاج الميت بعد دفنه بفترة ﻣﻦ قبره واﻟﺠﻠﻮس معه، وحتى تقديم الطعام له.
ورﻏﻢ أنه حرص على دراسة عادات وتقاليد اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺟﯿﺪا ﻗﺒﻞ زيارتها بهدف الحد من تأثير الصدمة، إلا أن مشاهدة هذا التقليد على أرض الواقع كان له أثر مختلف في نفس نبيل.
ويؤكد أنّ "رؤﯾﺔ اﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮر ﺷﻲء واﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﮭﺎ واﻟﻮﻗﻮف إلى ﺠﺎﻧﺒﮭﺎ ﺷﻲء آﺧﺮ".
وكما هو متوقع، لم تخل هذه التجربة الفريدة من التحديات، ﺑﺪاﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ودراﺳﺔ عاداتها وﺗﻘﺎﻟﯿﺪها بحرص شديد لاجتناب وقوع أي سوء فهم.
إلا أن ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﺟﺜﺚ اﻟﻤﻮﺗﻰ عمرها سنين، والوقوف أﻣﺎﻣﮭﺎ ﺑﺜﺒﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ كان اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﺒﺮ بالنسبة إلى نبيل.
ولم يتوقع نبيل ردود الأفعال الإيجابية من قبل متابيعه على منصات التواصل الاجتماعي نظرا لحساسية الموضوع، إذ تفاجأ بأن هناك من أعجب بفكرة الإطلاع على ثقافة جديدة.
اندونيسياعادات وتقاليدنشر الخميس، 31 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.