الإسبان يواصلون التظاهر ضد السياحة المفرطة
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
دعت منظمة "سياحة أقل، حياة أكثر" إلى مظاهرة حاشدة في "بالما" عاصمة جزيرة مايوركا، مساء اليوم الأحد، احتجاجا على ملايين السياح الذين يأتون إلى الجزيرة الإسبانية الواقعة في البحر الأبيض المتوسط كل صيف.
ومن المقرر أيضا تنظيم تظاهرات في جزر أخرى في أرخبيل جزر البليار، التي تجذب السياح من ألمانيا والمملكة المتحدة على وجه الخصوص.
يظهر الملصق الدعائي لما يتوقع المنظمون أن تكون مظاهرة ضخمة، تمثل سكان الجزيرة البالغ عددهم حوالي مليون نسمة، صورة مركبة لطائرات ركاب وطائرات خاصة وسفن سياحية ويخوت فاخرة تدور جميعها حول الجزيرة مثل سرب من الذباب.
وكتبت عبارة "دعونا نغير المسار" باللغة الكتالونية أعلى الصورة المركبة، وكتبت بخط أصغرعبارة "ضعوا حدودا للسياحة".
يبلغ عدد سكان جزر البليار حوالي 1,2 مليون نسمة. وزار الجزر، العام الماضي، 18 مليون سائح، من بينهم 4,6 مليون من ألمانيا و3,4 مليون من المملكة المتحدة.
وأفادت تقارير للشرطة أن حوالي 10 آلاف شخص خرجوا إلى شوارع في بالما، قبل ثمانية أسابيع فقط، تحت شعار "لقد طفح الكيل"، و"مايوركا ليس للبيع".
وقال المنظمون إن 25 ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات.
كانت هناك أيضا مظاهرات ضد تزايد السياحة المفرطة في مناطق سياحية إسبانية أخرى مثل برشلونة ومالقة، وكذلك في جزر الكناري.
ورغم أن صناعة السياحة ضرورية لمايوركا، حيث تمثل 45% من الناتج الاقتصادي للجزيرة، يشكو الكثير من الأشخاص من أن أقلية فقط هي التي تستفيد من هذه الصناعة في حين أن الغالبية العظمى تحصل على وظائف ذات أجر منخفض وتعاني من نقص المساكن والازدحام المروري والضوضاء والتلوث. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إسبانيا مظاهرات السياحة المفرطة السياحة مايوركا مايوركا الإسبانية جزر البليار
إقرأ أيضاً:
الكيمياء تكشف عن أول علاج بالبخور في الجزيرة العربية قبل 2700 سنة
في واحة نائية شمال غرب المملكة العربية السعودية، وبينما كان فريق من الباحثين ينقب عن آثار حضارة قديمة، لم يتوقع أحد أن تقودهم حفريات صغيرة إلى اكتشاف مذهل يعيد كتابة تاريخ الطب الشعبي في المنطقة.
حيث كشفت دراسة جديدة عن أول دليل موثق على استخدام نبات "الحرمل"، المعروف علميا باسم "بيجانوم هارمالا"، كبخور علاجي ونفسي قبل نحو 2700 عام، أي في العصر الحديدي، لتصبح هذه هي أقدم ممارسة معروفة من نوعها في العالم.
هذا الاكتشاف، الذي نشر في 23 مايو/أيار في مجلة "كوميونيكيشن بيولوجي"، نتج عن تعاون مشترك بين معهد ماكس بلانك لعلوم الإنسان القديم بألمانيا، وجامعة فيينا بالنمسا، وهيئة التراث السعودية.
تقول قائدة فريق البحث باربرا هوبر -الباحثة المشاركة في علم الكيمياء الآثارية، في معهد ماكس بلانك لدراسة الجيو-أنثروبولوجي- إن الحفريات عثر عليها في موقع مستوطنة قديمة (واحة القرية) تقع في شمال غرب السعودية، وتعرف حاليا بأوانيها المزخرفة التي أطلق عليها علماء الآثار اسم "فخار قرية المصبوغ".
وعثر داخل هذه الأواني على بقايا عضوية دقيقة، فقرر الباحثون فحصها باستخدام تقنية تحليل متطورة تعرف "بالكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء مع مطياف الكتلة الترادفية"، وهي تقنية قادرة على اكتشاف المركبات النباتية حتى في أضعف العينات.
وكانت النتيجة مفاجئة، إذ إن المركبات الكيميائية التي تم اكتشافها تعود لنبات "الحرمل"، المعروف في الطب الشعبي بخصائصه المطهرة، والمضادة للبكتيريا، والمسببة لتأثيرات نفسية عند استنشاقه كبخور.
إعلانوتوضح هوبر في تصريحات للجزيرة نت: "أظهرت تحليلاتنا أن هذه هي أقدم حالة موثقة لاستخدام نبات الحرمل كبخور في الجزيرة العربية، بل في العالم بأسره. هذا ليس مجرد اكتشاف أثري، بل نافذة حقيقية على معارف القدماء بعلم النباتات، وكيف استخدموا الطبيعة لعلاج أنفسهم وتنقية أرواحهم".
لا يزال الحرمل يستخدم حتى اليوم في بعض المناطق العربية، سواء في الطب الشعبي أو في طقوس تبخير البيوت، ربما لمنع الحسد، أو لتطهير المكان. ويشير هذا الاكتشاف إلى أن تلك الممارسات ليست جديدة، بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين.
توضح الباحثة أن دمج التحليل الكيميائي مع علم الآثار سمح بفهم أعمق للثقافات القديمة، إذ إن المعتاد ألا تبقى آثار مثل هذه الممارسات محفوظة، لكن باستخدام تقنيات التحليل الجزيئي تمكن الفريق البحثي من معرفة ليس فقط نوع النبات، بل كيفية استخدامه ومتى ولماذا. هذه المعلومات تعطينا لمحة حقيقية عن الحياة اليومية في العصور القديمة.
يعتقد المؤلفون أن مثل هذه الاكتشافات لا تحافظ فقط على قطع أثرية، بل تعيد إحياء تراث ثقافي غير مادي، وتربط بين المعارف القديمة والممارسات التي ما زال الناس في المنطقة يمارسونها حتى اليوم. كما يفتح هذا الاكتشاف بابا واسعا أمام الباحثين في مجالات متعددة، مثل الأنثروبولوجيا، وعلم الأدوية، والتاريخ الثقافي. فهو لا يكشف فقط عن استخدام نبات معين، بل عن منظومة متكاملة من المعرفة والمعتقدات المرتبطة بالنباتات والروح والصحة.