جمال عتيق.. سعودي يوثق بابًا حديديًا عمره أكثر من 30 عامًا
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "جمال عتيق لا يتكرر"، هذا ما قاله المصور السعودي، زهير الطريفي، لموقع CNN بالعربية، حول جمالية أبواب السعودية، التي يتراوح عمرها بين 30 و40 عامًا.
في أحد أحياء محافظة القطيف، وهي تابعة للمنطقة الشرقية في السعودية، استوقف الطريفي بابًا حديديًا قديمًا يكسوه الصدأ، ويمتاز بزخارف تقليدية فريدة من نوعها، ما دفعه لرصده بعدسة كاميرته.
وقال المصور السعودي: "يحتوي الباب على زخارف حديدية قديمة، وشكل قد لا يتكرّر في الغالب، حيث تم تفصيله في ذلك الزمان بحسب حجم مداخل البيوت".
View this post on InstagramA post shared by Zuhair AlTraifi - زهير الطريفي (@zuhair373)
ويُعدّ هذا الباب من مئات الأبواب التي شهدها الطريفي في حياته. وبمجرد اقترابه من الباب وتمعنه في تفاصيله، لاحظ وجود قفل مزدوج، ما يعني أنه يعكس مواصفات الأمان العالية آنذاك.
وتنتشر الأبواب الحديدية في مختلف الأحياء القديمة في جميع أرجاء المملكة العربية السعودية.
وأوضح الطريفي، وهو يُمارس التصوير الفوتوغرافي منذ عام 2010: " يُقدّر جميع الأشخاص صور الأبواب لأنها غالباً أول ما يتم استبداله أو تجديده في المنازل القديمة".
ويتركز مجال المصور السعودي في توثيق مختلف الأحياء الشعبية والحياة اليومية بالبلاد. وتُعدّ هذه الصور بمثابة امتداد لمشروع فوتوغرافي، يُعرف باسم "حياة الشارع السعودي"، والذي بدأه الطريفي منذ أكثر من 10 سنوات.
وأوضح الطريفي: "أُصوّر حياة الشارع العفوية والحياة اليومية بدافع الفضول، وأجد شغفي في التقاط البروتريهات المقرّبة لتفاصيل الوجوه".
السعوديةنشر الاثنين، 22 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
اختبار نفسي عمره قرن يكشف حدود الذكاء الاصطناعي
منذ أكثر من قرن، استخدم علماء النفس اختبار بقع الحبر، الذي ابتكره السويسري هيرمان روشاخ عام 1921، لاستكشاف أعماق النفس البشرية. يعتمد الاختبار على عرض بقع حبر متماثلة وغامضة على المفحوص، وطلب وصف ما يراه. الفكرة تقوم على ظاهرة «الباريدولياش، أي ميل الإنسان لابتكار معانٍ مألوفة في أشكال عشوائية، كالتعرف على وجوه في الغيوم أو على سطح القمر.
قد يرى أحدهم فراشة، بينما يراها آخر جمجمة، وكلا التفسيرين، وفق مؤيدي الاختبار، يعكس طريقة التفكير. ورغم الجدل حول صلاحيته اليوم واعتباره أداة متقادمة، ما زال يُستخدم في بعض المناطق، بل يُستشهد به في المحاكم. علماً أن روشاخ نفسه لم يبتكره لقياس الشخصية، بل للكشف عن اضطرابات التفكير، خاصة لدى مرضى الفصام.
لكن ماذا يحدث إذا عُرضت هذه الصور على «عقل» لا يملك خبرات أو مشاعر بشرية؟ ماذا سيرى الذكاء الاصطناعي في هذه البقع؟
خفاش أم عثة؟
مع تطور النماذج متعددة الوسائط مثل ChatGPT، أصبح بالإمكان تقديم صور للذكاء الاصطناعي وتحليل ردوده. في تجربة عملية، حسب ما ورد في مقال على موقع (بي بي سي) الإخباري، عُرضت خمس بطاقات من أصل عشر مستخدمة في اختبار روشاخ على ChatGPT. عند رؤية البطاقة الأولى، التي يفسرها البشر عادة كخفاش أو فراشة أو عثة، وصفها النموذج بأنها صورة متماثلة قابلة لتفسيرات متعددة، قبل أن يرجح أنها أقرب لخفاش أو عثة بأجنحة ممدودة.
يقول كوين ديكر، مطور برمجيات هولندي سبق أن أجرى تجربة مشابهة: «النموذج يتعرف على أنماط وأشكال وملمس في البقع، ثم يقارنها بكمّ هائل من ردود البشر المخزنة في بياناته».
الوهم البشري
ترى الأخصائية النفسية إيفا كوبيلوت أن ChatGPT يعطي إجابات شبيهة بالبشر، لكنه لا «يفكر» فعلاً، بل يعيد تركيب ما تعلمه. وتشبه الأمر بموسيقي لم يعش تجربة حب لكنه يكتب أغنية مؤثرة عبر تحليل أغانٍ مشابهة.
أما الدكتور شاندريل غوش من جامعة كِنت فيرى أن جزءاً من وهم «تفكير» الذكاء الاصطناعي يأتي من طريقة تسويقه كأداة ودودة وقريبة من الإنسان. التجربة أثبتت أنه عند عرض الصورة نفسها على النموذج مرة ثانية، قد يقدم إجابة مختلفة كلياً – على عكس البشر الذين يميلون للثبات على تفسير واحد.
خطر البيانات
أبرز مثال على أثر بيانات التدريب يأتي من معمل «ميديا لاب» في MIT، حيث دُرّب نموذج أُطلق عليه اسم «نورمان» على صور عنيفة من الإنترنت. النتيجة: كل تفسيراته لبقع الحبر كانت دموية، بخلاف النماذج المدربة على بيانات طبيعية، ما يبرهن أن مخرجات الذكاء الاصطناعي انعكاس مباشر لمحتوى تدريبه.
ما لا يمكن تقليده
اختلاف ردود الذكاء الاصطناعي على صورة واحدة يكشف عن فجوة جوهرية: غياب المشاعر والدلالات الرمزية. تقول كوبيلوت: «النموذج لا يمكنه إدراك المعنى الرمزي أو الصدى العاطفي الذي قد يحمله الإنسان تجاه صورة معينة».
ويضيف غوش: «العقل البشري يعيش صراعات داخلية بين الرغبات والمبادئ أو المخاوف والطموحات، بينما يعمل الذكاء الاصطناعي بمنطق صافٍ، بلا تناقضات، وهي جوهرية في التفكير وصنع القرار الإنساني».
في نهاية المطاف، يكشف اختبار روشاخ القديم عن الفجوة الكبيرة بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي. رغم تطور قدرات النماذج الذكية في تحليل الأنماط والصور، يبقى الذكاء الاصطناعي محدودًا في فهم العواطف والرموز التي تشكل جوهر التجربة الإنسانية. وهذا يؤكد أن العقل البشري، بتعقيداته وصراعاته الداخلية، لا يمكن استبداله بأداة تعتمد على البيانات فقط، ما يجعل الذكاء الاصطناعي مساعدًا قويًا لكنه ليس بديلاً عن الفهم الإنساني الحقيقي.
أسامة عثمان (أبوظبي)