أثير – ريما الشيخ

تعتبر ضريبة القيمة المضافة التزامًا ماليًا تفرضه الحكومات على المؤسسات والأفراد، ويتم تحصيلها من المستهلك النهائي، بنسبة معينة من قيمة السلع والخدمات. وعادة ما تُحدد الحكومات سلعاً وخدمات معفاة من الضريبة لتشمل قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم وغيرها.

وتُعد مواد البناء من السلع غير المعفاة من ضريبة القيمة المضافة في سلطنة عمان، مما يعني أن شراء الأسمنت أو الحديد أو المواد الصحية وغيرها، يخضع لضريبة بنسبة 5%، وذلك وفقًا لقانون ضريبة القيمة المضافة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 121/2020، ويؤثر التطبيق بشكل مباشر على تكلفة بناء المسكن الشخصي للمواطن، مما قد يزيد من الأعباء المالية عليه عند السعي لتحقيق الاستقرار السكني والحياة الكريمة.

حاورت “أثير” سعادة علي بن منصور العامري ممثل ولاية السيب في مجلس الشورى عن الرغبة المُبداة التي أقرها المجلس بشأن “استرداد ضريبة القيمة المضافة المدفوعة من قيمة العقار للمسكن الأول”، وقال العامري لـ “أثير” بأن هذا المقترح يأتي لتخفيف كلف الحصول على المسكن الأول من خلال إنشاءه أو شراءه، ويُعزز دور الحكومة لتوفير أحد أهم المتطلبات الأساسية للمواطن العماني، ويساعد استرداد الضريبة المضافة ليحقق سبل الرفاه والاستقرار للمواطن تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم.

وأضاف: تجدر الإشارة بأن من أدوار المجالس الأصيلة وفق المادة رقم 60 من قانون مجلس عُمان إبداء رغبات يقدمها للحكومة، وتقوم الحكومة بدراسة هذه الرغبة وإقرارها في حال ارتأت ملاءمتها مع الوضع العام وعمل طرق واليات لتنفيذها، مع العلم بأن “استرداد ضريبة القيمة المضافة من قيمة العقار للمسكن الأول” مطبق في بعض الدول الخليجية مثل الامارات والسعودية ولها مردود ايجابي كبير للمواطن.

ويأمل سعادته في حواره مع “أثير” من الحكومة النظر في هذه الرغبة لما لها من أثر اجتماعي واقتصادي حيث أنها ستضفي الكثير من الإيجابيات للمواطن وتساعده على البناء والاستقرار.

ما الآثار المتوقعة؟

أشار سعادته، بأن استرداد ضريبة القيمة المضافة له مردود إيجابي على مستوى الدخل المادي للمواطن، حيث يمكن استخدام الأموال المستردة في جوانب أخرى من المشتريات والمستلزمات غير مواد البناء، مما ينعكس إيجابيًا على إيرادات الدولة من خلال تحصيل الضريبة من هذه المشتريات، بالإضافة إلى ذلك، يُساهم الاسترداد في ضمان حماية اجتماعية للفرد والأسرة والمجتمع، وهو من مؤشرات الرفاه في الرؤية الوطنية عمان 2040، كما يمكن استخدام المبلغ الضريبي المسترد في بدء مشروع عمل صغير يخدم الاقتصاد المحلي.

وتُسهم هذه المبادرات أيضًا في خلق تنافس في أسعار السلع المباعة في السوق المحلي، من خلال تقليل التكاليف المالية على المواطنين، ما ينعكس إيجابيًا على المستهلك النهائي.

أما من الناحية الاجتماعية، يساعد استرداد الضريبة في خلق استقرار وضمان حق المواطن في خفض تكبد النفقات والتكاليف العالية، مما يخفف العبء المالي على المواطن لغرض امتلاك المسكن.

تجارب خليجية

قال سعادة علي: على الصعيد التشريعي، يمكن السعي لاستصدار قرار من جهاز الضرائب يعنى باسترداد ضريبة القيمة المضافة المدفوعة عن قيمة العقار للمسكن الأول، وهو ما يتماشى مع تجارب الدول المجاورة مثل الإمارات والسعودية.

ففي السعودية، تتحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة على مبلغ لا يتجاوز 850 ألف ريال سعودي (85 ألف ريال عُماني) من سعر شراء المسكن الأول، وتغطي الدولة ضريبة القيمة المضافة بحد أقصى 4250 ريالاً عمانياً أي ما نسبته (5٪)، وفي في حال تجاوزت التكاليف ٨٥ ألف ريال عماني، يتحمل المواطن مبلغ الضريبة الزائد.

أما الإمارات، فقد حددت شروطاً لاسترداد ضريبة القيمة المضافة عن بناء مساكن المواطنين، وتتضمن تقديم الطلب خلال 12 شهراً من تاريخ إصدار شهادة اكتمال أو انجاز المبنى، وتم تحديد البضائع ومواد البناء المؤهلة لاسترداد الضريبة، وتشمل الخدمات مثل التي يقدمها المقاولون والمهندسون والمعماريون، ومواد البناء والأجهزة المنزلية.

إمكانية التطبيق في سلطنة عمان

و أوضح سعادته بأن سوق بيع العقارات السكنية في عمان شهد ارتفاعًا بنسبة 39% في الربع الأخير من عام 2023، بعد آخر ارتفاع له منذ الربع الثالث لعام 2021، ويؤرق هذا الارتفاع المجتمع العماني بسبب تكبد المبالغ العالية لاقتناء المساكن في ظل ارتفاع حصيلة الضرائب على البضائع والخدمات -وذلك كما ورد في المستند- كما تتصدر محافظتا مسقط وصلالة المشهد من حيث أسعار المساكن والأراضي نظرًا لتكدس الوظائف والسياحة في هذه المناطق، وتشكل المباني السكنية ما نسبته 77% من إجمالي عدد المنشآت في السلطنة، مما يعكس التركيز الكبير للمواطن العماني على الاستقرار وبناء الأسرة بعيدًا عن المشاركة.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: استرداد ضریبة القیمة المضافة القیمة المضافة ا

إقرأ أيضاً:

تنسيق مصرى أوزبكستانى في مجال استرداد الآثار المهربة

استقبل شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، بمكتبه بمقر الوزارة بالعاصمة الجديدة،  جايانا أوميروفا، رئيس إدارة الاقتصاد الإبداعي والسياحة في رئاسة جمهورية أوزبكستان ورئيسة صندوق تنمية الثقافة والفنون في أوزبكستان، والوفد المرافق لها، وذلك خلال زيارتها الرسمية إلى مصر.

تنسيق مصرى أوزبكستانى في مجال استرداد الآثار المهربة

وخلال اللقاء، تم مناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون بين مصر وأوزبكستان في مجال العمل الأثري، خاصة ما يتعلق بالمتاحف واسترداد الآثار التي خرجت من البلاد بطرق غير مشروعة.

كما بحث الجانبان إمكانية تنظيم معرض مؤقت للآثار المصرية في أوزبكستان؛ بما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.

ومن جانبه، أكد الوزير على عمق علاقات الصداقة التي تجمع مصر وأوزبكستان، مشيرًا إلى لقائه في أكتوبر الماضي برئيس هيئة السياحة الأوزبكية على هامش مشاركته في الاجتماع السنوي لمنتدى السياحة العالمي في العاصمة البلجيكية بروكسل، وما تضمنه هذا اللقاء من بحث آليات دعم التعاون المشترك لزيادة حركة السياحة البينية وتعزيز جهود الترويج السياحي للبلدين.

وفي هذا السياق، أعربت أوميروفا عن تطلع بلادها إلى زيادة أعداد السائحين بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.

كما استعرض شريف فتحي ما تنظمه الوزارة من معارض أثرية خارجية في عدد من دول العالم للترويج للمقصد السياحي المصري، ولاسيما منتج السياحة الثقافية، مشيراً إلى المعارض التي أُقيمت في كل من هونغ كونغ، واليابان، وروما، والتي حققت نجاحًا كبيرًا في التعريف بالحضارة المصرية القديمة.

وزير السياحة والآثار يبحث مع وفد جايكا دعم برامج تطوير المتحف المصري الكبيروزير السياحة: عدد السائحين الأمريكان ارتفع بنسبة 20% خلال العام الجاريعلى هامش مؤتمر اتحاد منظمي الرحلات USTOA.. وزير السياحة يلتقي قيادات كنسية في أمريكاوزير السياحة والآثار يعقد سلسلة من اللقاءات المهنية مع عدد من منظمي الرحلات بالسوق الأمريكي

وأشار الوزير أيضاً إلى أن الوزارة بصدد وضع خطة شاملة لتحديث وتطوير المخازن الأثرية على مستوى الجمهورية، بما يضمن رفع كفاءتها وزيادة قدرتها على حفظ وصيانة الآثار وفق أعلى المعايير الدولية.

ومن جانبها، أعربت جايانا أوميروفا عن تقديرها لما تشهده مصر من نهضة وتطور كبيرين في مختلف المجالات، موجهة التهنئة إلى الوزير بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، ومشيرة إلى تطلع بلادها للاستفادة من الخبرة المصرية الرائدة في إدارة المتاحف واسترداد الآثار، خاصة في ظل استعداد أوزبكستان لافتتاح متحف آثار جديد قريبًا.

وفي هذا الإطار، رحب الوزير بتعزيز التعاون الفني وتبادل الخبرات، مؤكدًا جاهزية الوزارة لنقل خبراتها إلى الجانب الأوزبكي، مؤكداً على أن مصر لن تتوانى عن اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية لاستعادة أي قطعة أثرية خرجت من البلاد بطرق غير مشروعة.

حضر اللقاء السفير Mansurbek Kilichev، سفير جمهورية أوزبكستان بالقاهرة، والدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، و رنا جوهر، مستشار وزير السياحة والآثار للتواصل والعلاقات الخارجية والمُشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، وأحمد نبيل معاون وزير السياحة والآثار للطيران والمتابعة.

طباعة شارك وزير السياحة والآثار أوزبكستان السياحة سياحة مصر

مقالات مشابهة

  • للحد من هيمنة التجارة الإلكترونية الصينية.. الاتحاد الأوروبي يفرض ضريبة على الطرود الصغيرة
  • الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقي الذكري: قلق صحي لدى السكان
  • نائب التصديري للحاصلات الزراعية: القيمة المضافة سر التنافسية في الأسواق العالمية
  • رابط مباشر.. الاستعلام عن الأسماء الجدد في تكافل وكرامة
  • تعديلات على الضريبة الانتقائية لتطبيق «النموذج الحجمي المتدرج» على المشروبات المحلاة
  • تنسيق مصرى أوزبكستانى في مجال استرداد الآثار المهربة
  • الضرائب: تثبيت ضريبة التصرفات العقارية واعتماد الدمغة النسبية في البورصة
  • إسلام عوض: إعادة الانتخابات أعادت الثقة للمواطن وأثبتت حرص الدولة على حقوقه
  • العمري: عشر سنوات من الوعود… ولا ثمرة واحدة للمواطن
  • استرداد رسوم للمنشآت