نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إجراء بغداد مفاوضات مع واشنطن حول مستقبل الوحدة الأمريكية في العراق.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطات العراقية تسعى إلى أن يبدأ التحالف الأجنبي سحب قواته في أيلول/ سبتمبر المقبل بينما يصر البنتاغون على الاحتفاظ ببعض المستشارين كجزء من المهمة الاستشارية.



وذكرت الصحيفة أن المفاوضات بين واشنطن وبغداد جرت في العاصمة الأمريكية في إطار اللجنة العسكرية العليا المشكلة بقرار من قيادة البلدين. من أجل مناقشة مستقبل الوحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، توجّه ممثلو وزارة الدفاع العراقية وهياكل مكافحة الإرهاب وكذلك قادة البيشمركة - القوات شبه العسكرية المسؤولة عن أمن منطقة الحكم الذاتي في كردستان العراق - إلى الولايات المتحدة.

يوجد في الوقت الراهن حوالي 2.5 ألف جندي أمريكي في العراق على رأس تحالف أجنبي تم تشكيله في سنة 2014 لإضعاف إمكانات تنظيم الدولة. وقد أعلنت إدارة الرئيس جوزيف بايدن انتهاء المهمة القتالية في العراق سنة 2021 وأشارت إلى عزمها تغيير شكل الوجود الأمريكي للتركيز على إعداد قوات الأمن المحلية وتقديم المشورة لها وتدريبها وتبادل المعلومات الاستخبارية. وتحتل الوحدة الأمريكية حاليًا ثلاثة مواقع منشأة عسكرية في بغداد وقاعدة في محافظة الأنبار وأخرى في كردستان العراق.


وبعد مقتل قائد كتائب حزب الله الموالية لإيران، أبو بكر السعدي، في غارة أمريكية نفذتها طائرة مسيرة في بغداد في شباط/ فبراير من هذه السنة، استأنف السياسيون المحليون حملة عامة تدعو إلى طرد الجيش الأمريكي. وحاول رئيس المجلس التشريعي العراقي، محسن المندلاوي، الترويج لتشريع يقضي بضرورة سحب القوات الأمريكية، وأمر بتشكيل لجنة برلمانية خاصة لتنفيذ هذه الفكرة.

وذكرت الصحيفة أن مدى تقييم مركز بغداد لقوته في الحرب ضد تنظيم الدولة يظل موضع تساؤل. وفي منتصف هذا الشهر، أفادت القيادة المركزية الأمريكية بأنه في الأشهر الخمسة والستة الأولى من هذه السنة، ضاعف التنظيم الجهادي تقريبًا عدد الهجمات في سوريا والعراق مقارنة بسنة 2023.

ووفقا للبنتاغون، في الفترة الفاصلة بين كانون الثاني/ يناير وحزيران/يونيو، نفذ أعضاء تنظيم الدولة 153 هجوما في كلا البلدين، وهو ما يقول الجيش إنه يشير إلى نية التنظيم "التعافي من سنوات من تراجع قدراته". 

 وللمرة الأولى منذ سنة 2017، حدثت زيادة في الهجمات في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وفي المناطق الخاضعة لمسؤولية القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

وحسب خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مرداسوف: "يحاول البرلمان العراقي ممارسة ضغوط إضافية على الحكومة، لأن المفاوضات بشأن الوجود الأمريكي في العراق تجري في إطار اللجنة العسكرية العليا، التي يرأسها رئيس الوزراء محمد السوداني. وبشكل عام، فإن السوداني، على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تجمعه مع إيران، يتفهم جميع نقاط الضعف.

وعلى الرغم من أن اللجنة تناقش جدولاً زمنياً لانسحاب قوات التحالف، إلا أن الأمر في الواقع يتعلق بتقييم مستمر للوضع الأمني والحفاظ على اتفاقية الإطار الاستراتيجي لسنة 2008 بين العراق والولايات المتحدة وتعميق التدابير الأمنية الثنائية، ولا يتعلق بمناقشة جدول زمني لانسحاب قوات التحالف".

وحسب مرداسوف، تختلف الآراء بشأن مسألة انسحاب القوات الأمريكية، حتى بين القوات التي يفترض أنها موالية لإيران داخل البرلمان العراقي. وتابع مرداسوف "إنهم يدركون جيدًا أنه مع جلاء القوات المسلحة الأمريكية، قد يتزايد النشاط الإسرائيلي، ناهيك عن نشاط تنظيم الدولة، الذي يواصل القيام بعمليات قتالية بشكل دائم". 

ومع ذلك، حظي مشروع القانون الخاص بوضع القوات المسلحة الأمريكية في العراق بتأييد 100 نائب فقط من أصل 329، على الرغم من أن السياسيين الأكراد والسنة يتجاهلون تقليديًا مثل هذه الاجتماعات.

وذكر مدراسوف أنه "ليس من قبيل الصدفة التركيز على موضوع انسحاب 2.5 ألف أمريكي باعتبار هذا مظهرا من مظاهر التضامن المفترض لوحدات كتائب حزب الله وغيرها مع قطاع غزة. لقد انتهكوا الهدنة التي تم الحفاظ عليها بشكل أو بآخر في سنة 2023 وبدأوا مهاجمة أهداف أمريكية بقوة متجددة لدعم إسرائيل".


وحسب مرداسوف، فإن وقف القصف لم يكن سوى وقفة تكتيكية، معتقدا أن القوات الوكيلة الممثلة بتحالف الحشد الشعبي لا يمكنها التخلي عن فكرة قتال الولايات المتحدة بأي حال من الأحوال.

وأورد مرداسوف:" تدرك إيران وفصائل الحشد الشعبي أن الأمر لا يتعلق باحترام سيادة العراق بل بمحاولة انتزاع منصة الولايات المتحدة لتزويد قواتها في سوريا. في حال كانت العلاقة بين العراق وسوريا بالنسبة للولايات المتحدة مهمة لا فقط للسيطرة على الوضع مع تنظيم الدولة و"الجسر الشيعي"، فقد تغير الوضع مع الحرب في غزة.

وبات واضحاً أن إسرائيل، التي اعتمدت دائماً على القوة، لا تستطيع قمع "محور المقاومة" برمته بهذه القوة ذاتها. وبالإضافة إلى ذلك، عزز الحشد الشعبي والحوثيون اليمنيون العلاقات بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولا يمكن احتواء هذه الأخيرة، من وجهة نظر واشنطن، إلا من خلال الجهود المبذولة في إطار التنسيق الإقليمي مع الحلفاء والشركاء".

وفي ختام التقرير، قال مرداسوف إنه بالنسبة لتركيا، فإن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيناريو سلبي ويهدد بزيادة الضغط من بغداد على كردستان العراق من خلال أحكام المحكمة الفيدرالية والمبادرات الاقتصادية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراق انسحاب العراق انسحاب الإتفاقية الأمنية التواجد الأمريكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمریکیة فی تنظیم الدولة فی العراق

إقرأ أيضاً:

بغداد تحذر دمشق

 

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن حكومته تُنسّق مع الحكومة السورية الجديدة، لا سيما في الملفات الأمنية، لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي وصفه بـ"العدو المشترك" والموجود بشكل واضح في الأراضي السورية.

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" نُشرت اليوم الثلاثاء، أوضح السوداني أن بغداد حذّرت دمشق من الوقوع في الفراغ الأمني الذي أعقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003، والذي أدّى إلى تصاعد العنف الطائفي وصعود الجماعات المتطرفة المسلحة في العراق.

ودعا السوداني القيادة السورية إلى إطلاق "عملية سياسية شاملة" تضم كافة المكونات والطوائف، مشددًا على أن العراق لا يؤيد تقسيم سوريا أو وجود أي قوات أجنبية على أراضيها، في إشارة غير مباشرة إلى الغارات الإسرائيلية المتكررة جنوب البلاد.

وعن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء العراقي أن بلاده حريصة على تجنّب الانجرار إلى صراع أوسع. وكشف أن الأجهزة الأمنية العراقية أحبطت 29 محاولة لإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من داخل العراق باتجاه إسرائيل أو نحو قواعد تضم قوات أميركية، وذلك لتجنّب إعطاء مبرر لتل أبيب لتوسيع نطاق الحرب.

وحول مستقبل الوجود العسكري الأميركي، أشار السوداني إلى أن المرحلة الأولى من انسحاب قوات التحالف الدولي ستُستكمل في سبتمبر/أيلول المقبل، مؤكدًا أن بغداد وواشنطن ستجتمعان نهاية العام الجاري لترتيب العلاقة الأمنية الثنائية.

وأضاف أن استمرار وجود قوات التحالف وفّر "مبررًا" لبعض الجماعات العراقية لحمل السلاح، مضيفًا أنه "بمجرد اكتمال الانسحاب، لن يكون هناك أي مبرر لوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة".

وفي الجانب الاقتصادي، أعرب السوداني عن تطلعه إلى استثمارات أميركية في قطاعات النفط والغاز والذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين بغداد وواشنطن "يساهم في الأمن الإقليمي، ويجعل البلدين عظيمين معًا"، على حد تعبيره.

ويأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل العراق لإعادة النظر في استمرار وجود القوات الأجنبية، وسط تصاعد التوتر الإقليمي وتباين المواقف بشأن طبيعة العلاقة الأمنية المستقبلية مع واشنطن.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند بغداد تحذر دمشق تصميم غير معتاد..تسريب قميص برشلونة الجديد للكلاسيكو ميسي وأنتونيلا يتألقان تحت أضواء كولدبلاي بعد لقطة "كاميرا القبلة" المثيرة للجدل اليوم العالمي لأحمر الشفاه صِدام سياسي ينفجر حول ملف غزة.. هولندا تُربك حسابات الاحتلال Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أراضي العراقيين بقبضة السلاح.. مواجهة بين «الحشد» والشرطة تفضح المستور
  • من هو أبو شباب؟ .. تحقيق يُعرّي الميليشيا التي تحكم بالمساعدات التي تنهبها وتُهدد مستقبل غزة
  • تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط غموض المفاوضات مع الصين وترقب قرار الفيدرالي بشأن الفائدة
  • العراق والمخدرات: قراءة في منظومة الحرب الناعمة على المخدرات
  • مستشار عسكري: ارتباك في الموقف الأمريكي بسبب السياسات الإسرائيلية في غزة |فيديو
  • الخارجية الأمريكية:لن يستقر العراق بوجود ميليشيا الحشد وإطاره الحاكم
  • بغداد تحذر دمشق
  • كتائب حزب الله الحشدوية الإرهابية ..عناصرنا الملقى القبض عليهم في حادثة الدورة سيطلق سراحهم لبرائتهم!!!
  • السفارة الأمريكية تتهم كتائب حزب الله باقتحام مكتب وزارة الزراعة في بغداد
  • المفاوضات مستمرة خلف الكواليس.. واشنطن تبحث اتفاقا شاملا لإنهاء الحرب