المفاوضات مستمرة.. ما مستقبل التواجد الأمريكي في العراق؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إجراء بغداد مفاوضات مع واشنطن حول مستقبل الوحدة الأمريكية في العراق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطات العراقية تسعى إلى أن يبدأ التحالف الأجنبي سحب قواته في أيلول/ سبتمبر المقبل بينما يصر البنتاغون على الاحتفاظ ببعض المستشارين كجزء من المهمة الاستشارية.
وذكرت الصحيفة أن المفاوضات بين واشنطن وبغداد جرت في العاصمة الأمريكية في إطار اللجنة العسكرية العليا المشكلة بقرار من قيادة البلدين. من أجل مناقشة مستقبل الوحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، توجّه ممثلو وزارة الدفاع العراقية وهياكل مكافحة الإرهاب وكذلك قادة البيشمركة - القوات شبه العسكرية المسؤولة عن أمن منطقة الحكم الذاتي في كردستان العراق - إلى الولايات المتحدة.
يوجد في الوقت الراهن حوالي 2.5 ألف جندي أمريكي في العراق على رأس تحالف أجنبي تم تشكيله في سنة 2014 لإضعاف إمكانات تنظيم الدولة. وقد أعلنت إدارة الرئيس جوزيف بايدن انتهاء المهمة القتالية في العراق سنة 2021 وأشارت إلى عزمها تغيير شكل الوجود الأمريكي للتركيز على إعداد قوات الأمن المحلية وتقديم المشورة لها وتدريبها وتبادل المعلومات الاستخبارية. وتحتل الوحدة الأمريكية حاليًا ثلاثة مواقع منشأة عسكرية في بغداد وقاعدة في محافظة الأنبار وأخرى في كردستان العراق.
وبعد مقتل قائد كتائب حزب الله الموالية لإيران، أبو بكر السعدي، في غارة أمريكية نفذتها طائرة مسيرة في بغداد في شباط/ فبراير من هذه السنة، استأنف السياسيون المحليون حملة عامة تدعو إلى طرد الجيش الأمريكي. وحاول رئيس المجلس التشريعي العراقي، محسن المندلاوي، الترويج لتشريع يقضي بضرورة سحب القوات الأمريكية، وأمر بتشكيل لجنة برلمانية خاصة لتنفيذ هذه الفكرة.
وذكرت الصحيفة أن مدى تقييم مركز بغداد لقوته في الحرب ضد تنظيم الدولة يظل موضع تساؤل. وفي منتصف هذا الشهر، أفادت القيادة المركزية الأمريكية بأنه في الأشهر الخمسة والستة الأولى من هذه السنة، ضاعف التنظيم الجهادي تقريبًا عدد الهجمات في سوريا والعراق مقارنة بسنة 2023.
ووفقا للبنتاغون، في الفترة الفاصلة بين كانون الثاني/ يناير وحزيران/يونيو، نفذ أعضاء تنظيم الدولة 153 هجوما في كلا البلدين، وهو ما يقول الجيش إنه يشير إلى نية التنظيم "التعافي من سنوات من تراجع قدراته".
وللمرة الأولى منذ سنة 2017، حدثت زيادة في الهجمات في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وفي المناطق الخاضعة لمسؤولية القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وحسب خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مرداسوف: "يحاول البرلمان العراقي ممارسة ضغوط إضافية على الحكومة، لأن المفاوضات بشأن الوجود الأمريكي في العراق تجري في إطار اللجنة العسكرية العليا، التي يرأسها رئيس الوزراء محمد السوداني. وبشكل عام، فإن السوداني، على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تجمعه مع إيران، يتفهم جميع نقاط الضعف.
وعلى الرغم من أن اللجنة تناقش جدولاً زمنياً لانسحاب قوات التحالف، إلا أن الأمر في الواقع يتعلق بتقييم مستمر للوضع الأمني والحفاظ على اتفاقية الإطار الاستراتيجي لسنة 2008 بين العراق والولايات المتحدة وتعميق التدابير الأمنية الثنائية، ولا يتعلق بمناقشة جدول زمني لانسحاب قوات التحالف".
وحسب مرداسوف، تختلف الآراء بشأن مسألة انسحاب القوات الأمريكية، حتى بين القوات التي يفترض أنها موالية لإيران داخل البرلمان العراقي. وتابع مرداسوف "إنهم يدركون جيدًا أنه مع جلاء القوات المسلحة الأمريكية، قد يتزايد النشاط الإسرائيلي، ناهيك عن نشاط تنظيم الدولة، الذي يواصل القيام بعمليات قتالية بشكل دائم".
ومع ذلك، حظي مشروع القانون الخاص بوضع القوات المسلحة الأمريكية في العراق بتأييد 100 نائب فقط من أصل 329، على الرغم من أن السياسيين الأكراد والسنة يتجاهلون تقليديًا مثل هذه الاجتماعات.
وذكر مدراسوف أنه "ليس من قبيل الصدفة التركيز على موضوع انسحاب 2.5 ألف أمريكي باعتبار هذا مظهرا من مظاهر التضامن المفترض لوحدات كتائب حزب الله وغيرها مع قطاع غزة. لقد انتهكوا الهدنة التي تم الحفاظ عليها بشكل أو بآخر في سنة 2023 وبدأوا مهاجمة أهداف أمريكية بقوة متجددة لدعم إسرائيل".
وحسب مرداسوف، فإن وقف القصف لم يكن سوى وقفة تكتيكية، معتقدا أن القوات الوكيلة الممثلة بتحالف الحشد الشعبي لا يمكنها التخلي عن فكرة قتال الولايات المتحدة بأي حال من الأحوال.
وأورد مرداسوف:" تدرك إيران وفصائل الحشد الشعبي أن الأمر لا يتعلق باحترام سيادة العراق بل بمحاولة انتزاع منصة الولايات المتحدة لتزويد قواتها في سوريا. في حال كانت العلاقة بين العراق وسوريا بالنسبة للولايات المتحدة مهمة لا فقط للسيطرة على الوضع مع تنظيم الدولة و"الجسر الشيعي"، فقد تغير الوضع مع الحرب في غزة.
وبات واضحاً أن إسرائيل، التي اعتمدت دائماً على القوة، لا تستطيع قمع "محور المقاومة" برمته بهذه القوة ذاتها. وبالإضافة إلى ذلك، عزز الحشد الشعبي والحوثيون اليمنيون العلاقات بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولا يمكن احتواء هذه الأخيرة، من وجهة نظر واشنطن، إلا من خلال الجهود المبذولة في إطار التنسيق الإقليمي مع الحلفاء والشركاء".
وفي ختام التقرير، قال مرداسوف إنه بالنسبة لتركيا، فإن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيناريو سلبي ويهدد بزيادة الضغط من بغداد على كردستان العراق من خلال أحكام المحكمة الفيدرالية والمبادرات الاقتصادية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراق انسحاب العراق انسحاب الإتفاقية الأمنية التواجد الأمريكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمریکیة فی تنظیم الدولة فی العراق
إقرأ أيضاً:
الأردن: إحباط 4 محاولات لتهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر بالونات موجهة
أعلنت القوات المسلحة الأردنية، أن المنطقة العسكرية الشرقية أحبطت، أربع محاولات لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، فجر اليوم السبت، كانت محمّلة بواسطة بالونات موجهة بأجهزة بدائية الصنع.
وذكرت القوات المسلحة - في بيان لها - أنه جرى رصد هذه المحاولات في مواقع مختلفة، حيث تعاملت معها قوات حرس الحدود بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، وتم إسقاط البالونات وحمولتها داخل الأراضي الأردنية.
وأضافت أنه جرى تحويل المواد المخدرة المضبوطة إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
جوتيريش يعرب عن اعتزازه بالتعاون القائم مع العراق
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم السبت عن اعتزازه بالتعاون القائم مع العراق.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع) أن ذلك جاء خلال لقاء نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في العاصمة (بغداد) مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش؛ لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي.
وأشار فؤاد إلى أن هذه الزيارة جاءت بمناسبة الإعلان عن انتهاء عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بعد سنوات من الاضطلاع بمهامها في دعم العملية السياسية وتعزيز الاستقرار وتقديم المشورة والمساندة في مختلف المجالات.
وأكد تقدير حكومة العراق للدور الذي اضطلعت به الأمم المتحدة وبعثة يونامي في دعم العراق خلال المراحل السابقة، مشيراً إلى أن إنهاء عمل البعثة يعكس ما تحقق من تقدم واستقرار، ويجسد قدرة العراق على إدارة شؤونه الوطنية وتعزيز سيادته ومؤسساته الدستورية.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن قواتها شنت هجوما باستخدام صواريخ «كينجال» باليستية فرط صوتية على مؤسسات للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني ومنشآت الطاقة التي تدعم عملها.
وقالت في بيان صحفي، إن «القوات المسلحة الروسية نفذت هذه الليلة ضربة واسعة النطاق بأسلحة دقيقة، بما في ذلك صواريخ كينجال، على شركات الصناعات الدفاعية الأوكرانية».
وأضافت الوزارة أن القوات «الغربية» التابعة للجيش الروسي، حققت انتصارا ساحقا على القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة خاركيف وجمهورية دونيتسك، مشيرة إلى أن خسائر العدو بلغت أكثر من 220 جنديا ودبابتين في يوم واحد.
وأوضحت في بيانها أن القوات المسلحة الروسية تواصل تدمير تشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية المحاصرة في ديميتروف، بالإضافة إلى تطهير مناطق سفيتلوي وغريشينو في جمهورية دونيتسك، كما حسّنت وحدات مجموعة القوات «الجنوبية» وضعها التكتيكي وهزمت تشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية، مع خسائر بلغت 190 جنديا.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا استهدفت قطاع الطاقة وجنوب البلاد ومنطقة أوديسا مساء أمس، بأكثر من 450 طائرة مسيرة و30 صاروخا.