جاء خطاب "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل أمام الكونجرس الأمريكى الأربعاء الماضى ليشكل علامة فارقة فى كونه كان عرضا استعراضيا مليئا بالأكاذيب والترهات، فلقد أبرز نتنياهو عبر خطابه نفس الطريقة الأمريكية فى ممارسة السياسة، بل إن الخطاب كان شبيها بخطاب حالة الاتحاد الذى يلقيه الرؤساء الأمريكيون، ورغم أن الخطاب جلب التصفيق فى البداية إلا أن الكثيرين ممن حضروا واستمعوا إلى كلماته اعتراهم شعور بالرغبة فى أن يغادر نتنياهو منصبه، هو ومن معه من القوميين المتطرفين.
الخطاب كان موجها فى عمومه للجمهوريين، أما الرسالة التى حاول نتنياهو أن يبعث بها عبره فهى أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يواجهان عدوا مشتركا هو إيران، وأن على أمريكا تسريع تسليم السلاح لإسرائيل، جاء الخطاب ليؤكد أن نتنياهو غير المحبوب لا يزال قادرا على التلاعب بالعلاقات مع أهم حليف لإسرائيل، ولا يزال بإمكانه جمع حشد من الجمهوريين والديمقراطيين لتشجيعه، ولهذا كان هناك شعور واضح لدى العديد من أعضاء الحزب الديمقراطى، وربما بعض الجمهوريين لتشجيع إسرائيل ودعمها.
لم يكن هناك شعور بالود تجاه نتنياهو، ولا أدل على ذلك من أننا رأينا "تشاك شومر" زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ يتجنب مصافحته الأربعاء الماضى عقب إلقاء خطابه، وكان قد دعا قبل ذلك نتنياهو للتنحي، وعلى غرار "تشاك شومر" كان هناك ديمقراطى آخر من نيويورك وهو "جيرى نادلر" الذى وصف نتنياهو بأنه أسوأ زعيم فى التاريخ اليهودى، كما لم يسلم نتنياهو من الانتقاد الحاد، والذى جاء عبر تعليق السيناتور الأمريكى "بيرني ساندرز" الذي قال تعقيبا على خطاب نتنياهو: (إنها المرة الأولى التى يحظى فيها مجرم حرب بشرف إلقاء خطاب أمام الكونجرس).
رغم محاولة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" إظهار قدرته على إلقاء الخطاب الحماسي، إلا أن خطابه لم يساهم فى تعزيز حظه ومكانته أو حظ الكيان الغاصب، أكثر من ذلك لم تكن لقاءات نتنياهو مع المسئولين الأمريكيين مؤثرة أو لها صدى سواء مع "جو بايدن" أو مع نائبته "كامالا هاريس". وكان غريبا حقا أن يحظى " بنيامين نتنياهو" باستقبال وتكريم وهو المدان من أغلب المنظمات الإنسانية، بل وتستعد المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحقه وتطارده المظاهرات أينما حل تطالب بمحاسبته على ما اقترفه من خطايا وآثام فى حق الآخرين وكل من عارضه.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر: "سرايا أنصار السنة" امتداد محلي لداعش.. وتحذير من تصاعد خطاب الكراهية في سوريا
حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد خطاب الكراهية والطائفية في سوريا، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في دمشق يوم 22 يونيو الماضي، وأسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 57 آخرين، في أول عملية مباشرة تستهدف كنيسة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
وأشار المرصد في بيان رسمي إلى أن جماعة تُدعى "سرايا أنصار السنة" تبنّت الهجوم في بيان نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم التالي، زاعمة أنه جاء ردًا على ما وصفته بـ "الاستفزازات المسيحية للدعوة"، وكشفت الجماعة عن هوية منفذ العملية، وهو شخص يُدعى "محمد زين العابدين أبو عثمان".
شيخ الأزهر ينعى ضحايا حادث الطريق الإقليمي قرب منشأة القناطر وكيل الأزهر يستقبل وفد معهد زيس الإندونيسي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك جماعة حديثة الولادة بنزعة طائفيةوأوضح المرصد أن "سرايا أنصار السنة" تُعد جماعة حديثة النشأة، إذ أُعلن عن تأسيسها مطلع عام 2025، عبر بيان أظهر عداءً صريحًا للطائفة العلوية، وكانت أولى عملياتها في فبراير الماضي بقرية "أرزة" بمحافظة حماة، وأسفرت عن مقتل عشرة أشخاص من أبناء الطائفة العلوية.
وتزعم الجماعة أن زعيمها يُدعى "أبو عائشة الشامي"، إلا أن هويته الحقيقية وعدد مقاتلي التنظيم لا يزالان محل غموض، رغم ادعائهم الوصول إلى ألف مقاتل، وهو رقم يُرجح أن يكون مبالغًا فيه.
خطاب دعائي على خطى داعشوكشف المرصد أن الجماعة تتبنى خطابًا دعائيًا طائفيًا متطرفًا، وتستعين بذراع إعلامية تُدعى "مؤسسة العاديات"، تعمل على نشر محتوى تحريضي ضد المسيحيين والعلويين، وتروج لأفكار تكفيرية ضد الدستور، المواطنة، والنظام السوري، كما تشمل هجومًا حادًا على دول الخليج العربي باستخدام لغة تكفيرية عدائية.
ويرى المرصد أن خطاب الجماعة يطابق الأسلوب الدعائي لتنظيم داعش، سواء في الشكل أو المضمون، وهو ما يجعلها امتدادًا فكريًا للتنظيم الإرهابي بملامح سورية محلية.
أفكار سيد قطب وإعجاب ببن لادنوبيّن المرصد أن منشورات الجماعة تكشف عن تأثرها الواضح بأفكار سيد قطب، كما تُظهر إعجابها بأسامة بن لادن، وهو ما يُشير إلى تقارب أيديولوجي مع تنظيم القاعدة في فترات سابقة، وتنظيم داعش حاليًا، رغم عدم اعتراف الأخير بها أو تبني هجماتها، حتى بعد تفجير كنيسة مار إلياس.
تحذير من تهديد السلم المجتمعيودعا مرصد الأزهر إلى التحرك الجاد لمواجهة خطابات التطرف والكراهية، مؤكدًا أن مثل هذه الجماعات تُشكّل خطرًا جسيمًا على السلم الأهلي والمجتمعي في سوريا والمنطقة بشكل عام.
وأكد المرصد استمرار جهوده في رصد وتوثيق أنشطة التنظيمات المتطرفة وخطاباتها الإعلامية، والعمل على تفكيك الفكر المتطرف وكشف أساليبه في التجنيد والتحريض، وتوعية المجتمع بأهمية التصدي للمنصات الدعائية الإرهابية.