بخطوة الأولى من نوعها.. تهديم منزل تابع لتجار مخدرات في كربلاء
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
افاد مصدر أمني، اليوم الاثنين، بتهديم منزل سكني تابع لتجار مخدرات في كربلاء، فيما أشار الى ان هذه العملية هي الأولى من نوعها. وقال المصدر لـ السومرية نيوز، ان "مديرية المخدرات في كربلاء قامت بهدم بيت في كربلاء تابع لتجار مخدرات".
وأضاف، ان "العملية هي الأولى من نوعها في المحافظة".
>> انضم الى السومرية على واتساب كربلاء تهديم منزل مخدرات +A -A
الأكثر قراءة الآن 48 ساعة 7 أيام شهر
وفاة عضو مجلس نواب عراقي - عاجل سياسة 32.
المصدر الاول لاخبار العراق
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: تطبیق السومریة أولمبیاد باریس فطریات الاظافر ترهل الجلد الحلقة ١٥ فی کربلاء الحلقة ٩ حلقة ١٥
إقرأ أيضاً:
كربلاء والوعي الذي يُرعب الطغاة
• ما لنا ولكربلاء؟ ولماذا نُعيد ونكرر الحديث عن واقعة مرّ عليها أكثر من أربعة عشر قرناً؟ أليست مجرد قصة قديمة؟ ألا يجدر بنا أن ننشغل بحاضرنا؟!! …،
سؤالً كثيراً ما نسمعه يردد على ألسنة الكثيرين، وقد يلقى استحساناً عند البعض، دون أن يدركوا كنهه ولا المغزى منه.
هذا السؤال – في جوهره– ليس بريئاً كما يبدو… بل إنه دعوة خفية لطمس التاريخ، وتغييب الوعي، والتخلي عن أعظم درس في رفض الظلم ومقاومة الطغيان.
إنه امتداد لصوت الطغاة في كل عصر، حين يريدوننا أن ننسى كل ما يوقظ الشعوب ويفضح المستبدين.
• واقعة كربلاء ليست مجرد حدث عابر، بل صرخة أبدية أطلقها الحسين بن علي عليه السلام في وجه الطغيان والانحراف، حين تحوّل الحكم الإسلامي إلى ملك وراثي فاسد، وحين تحول الدين إلى أداة بيد السلطان …
لقد خرج الحسين، لا لطلب دنيا ولا جاه، بل كما قال في بيان ثورته: [ وإني لم أخرج أشِرًا ولا بَطِرًا، ولا مُفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم )، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي.]
فهل يُعقل أن ندفن هذا الوعي وندّعي أن لا علاقة لنا به؟
وهل نُربي أبناءنا على رفض الظلم ونحن نصمت عن أعظم درس في رفضه؟
وهل يمكن لأي أمّة تسعى إلى نهضة حقيقية أن تطلب من أبنائها نسيان هذا الموقف الخالد؟!
إن الدعوة إلى نسيان كربلاء ليست حيادية كما يدّعي أصحابها، بل هي امتداد لنهج الطغاة الذين أرادوا طمسها منذ لحظة وقوعها. وهم اليوم – بربطات عنق حديثة ومصطلحات (عقلانية) – يكررون ذات الخطاب: {لا تفتحوا ملفات الفتنة} ، {لا تخوضوا في التاريخ}”، {لا تثيروا النعرات}، بينما هم يغرقون الحاضر والمستقبل في بحر من الفتن والانحراف.
بل ما يثير الأسى أن الذين يروجون لهذه الدعوات هم أنفسهم الذين صمتوا أمام طغاة العصر، وخضعوا لهم، وسلّموا لهم ثروات الأمة، وقرارها السيادي، ومستقبل وإرادة شعوبها على طبق من ذهب.
• يريدوننا أن ننسى الحسين لأن ذكر الحسين يفضح خنوعهم. يطلبون منا الصمت عن (كربلاء) لأن (كربلاء) تُدين صمتهم على (غزة)، وتكشف نفاقهم في مواجهة الاحتلال، وتُحرج ولاءهم للظالم.
• يريدون ديناً منزوعاً من روحه الثورية، ديناً بلا كربلاء، بلا صرخة، بلا تضحية…. ديناً يُستخدم لتخدير الشعوب وتسخيرها للطغاة، لا لتحريرها.
• لكن صوت الحسين عليه السلام، في وعينا، مازال يهتف: [ ألا وإنّ الدعيّ بن الدعيّ قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة].
• والأخطر من كل ذلك، أن من يطالبنا بطيّ صفحة كربلاء، يقطع الحبل الذي يربط الأمة بوعيها، ويمنعها من فهم ما هي فيه الآن.
إذ لو فهمنا كربلاء بحق لفهمنا لماذا وصلنا إلى هذا الواقع المظلم …، ولو وَعينا مغزى ثورة الحسين، لأدركنا أن ما نعيشه اليوم هو تكرار لذلك الانحراف، بأسماء جديدة وواجهات مصقولة.
• الحسين خرج يواجه التوريث والظلم والفساد وتزييف الدين والتسلط على رقاب الأمة باسم الطاعة … أليس هذا ما نراه اليوم؟
• فهم كربلاء لا يعني البكاء عليها، بل استلهامها كدروس لبناء وعي جديد وموقف أخلاقي صلب.
فكربلاء تعلّمنا أن الصمت جريمة، وأن المهادنة مع الباطل خيانة.. وأن الإصلاح لا يأتي دون تضحية ….. ومن يطلب منا نسيان الحسين يطلب منا – دون أن يقولها – أن ننسى أنفسنا، ونُسلم أرواحنا وأوطاننا وأطفالنا للطغيان، صامتين خانعين.
• كربلاء لا تموت، لأنها ليست ذكرى، بل مشروع دائم للنهضة والتحرر، يُبعث كلما حاولوا دفنه، ويكبر كلما حاولوا إسكات صوته.
• والحسين ليس قضية طائفة ولا مذهب، بل رمز إنساني إسلامي عالمي للحق والعدالة والكرامة والثورة في وجه الاستبداد …. وإحياء ذكراه ليس عودة إلى الماضي، بل تمسكٌ بالمبدأ الذي به يمكننا تقييم الحاضر من أجل بناء المستقبل.
فحين يُطلب منك أن تنسى كربلاء .. فاعلم أن هناك من يخاف أن تتذكر.
وحين يُقال لك إن الحسين قضية قديمة لا تخصك، فاعلم أن طغاة اليوم يرتجفون من وعيك إن فهمت لماذا خرج وضد من ولأجل ماذا !!!
كربلاء ليست قصة نُحييها كل عام، بل معيار نزن به واقعنا، ومرآة نكشف فيها زيف الحاكم، وضياع الدين وصمت الأمة.
وليس صدفة أن أكثر من يطالبونك بنسيان الحسين، هم الذين خضعوا لليزيد الجديد، وركعوا للمستبد، وسلّموا القرار والثروات والكرامة، ثم قالوا لك: دع التاريخ واهتم بحاضرك!
فمن لم يفهم ماضيه لن يفهم حاضره أصلاً… ومن لا يرى نفسه في صفوف الثائرين إلى جانب الحسين، فهو حتماً جزء من الحشود التي صفّقت ليزيد.