هل إسرائيل قادرة على شنّ حرب ضدّ حزب الله؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
ذكر موقع "سكاي نيوز"، أنّه بينما تتصاعد التهديدات بين إسرائيل وحزب الله على وقع هجوم مجدل شمس في الجولان السوريّ المُحتل، تبرز تساؤلات بشأن قدرة الجيش الإسرائيلي على فتح جبهة جديدة للحرب، رغم "الإنهاك" الذي تعرض له على مدى 9 أشهر من القتال ضد حماس في قطاع غزة، من دون الإعلان صراحة عن تحقيق هدفيه الرئيسيين بتدمير قدرات الحركة سياسيا وعسكريا، وتحرير المختطفين.
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن هناك مخاوف متزايدة داخل إسرائيل من أن جنودها "مرهقون"، وأن مواردها قد "استنفدت" بعد أطول حرب تشهدها البلاد منذ عقود.
وأضافت أن "9 أشهر من الهجمات ضد حماس في قطاع غزة لم تهزم الحركة، ولم يحدد نتنياهو المحاصر سياسيا استراتيجية خروج.. بينما في لبنان، ستواجه إسرائيل خصما أكبر وأفضل تسليحا وأكثر احترافا، مع تهديد بمستنقع عسكري أكثر عمقا".
واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي والمحلل المتخصص في قضايا الأمن الإقليمي العميد محمود محيي الدين، أن إسرائيل في الوضع الحالي مع طول أمد الحرب في غزة "لا تستطيع بأي حال من الأحوال البدء في عملية برية شاملة بالجنوب اللبناني، ما لم تحسم الموقف بمواجهة حماس".
وأوضح محيي الدين أن "الترجيحات وحديث مسؤولي إسرائيل والضغوط الأميركية، تشير إلى عملية محدودة أو خاطفة أو هجوم انتقامي لأهداف محددة وبضوابط دولية وإقليمية"، مبينا أن كافة الأطراف تهدف لمنع تمدد الحرب أو تحولها لحرب إقليمية.
في المقابل "سيكون رد فعل حزب الله سريعا، لكنه إطار قواعد الاشتباك وما يمكن استيعابه"، وفق الخبير العسكري.
وقال: "الضربة ستكون في أضيق الحدود بألا يُستفز حزب الله حتى لا تتحول إلى حرب شاملة، لأن كلا الطرفين لا يرغبان في حرب إقليمية قد تتمدد لدول أخرى".
وعن الرؤية الداخلية لإسرائيل لفتح جبهتي حرب في آن واحد، قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوآب شتيرن إن "الجيش الإسرائيلي كان يفضل ألا يدخل في حربين بتوقيت واحد، لولا الهجوم الذي وقع في مجدل شمس".
وأوضح شتيرن أنه رغم تقليص وتيرة العمليات في قطاع غزة، إلا أن الجيش الإسرائيلي يدعم الوصول إلى صفقة والتجهيز للمرحلة المقبلة، وبالتالي بإمكانه التركيز على مجابهة التهديدات التي يفرضها "حزب الله".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يحارب في الجبهة الجنوبية الآن، لكنه لا يفضل ذلك، وبغض النظر عما يحدث في غزة، سيكون للحرب مع "حزب الله" أثمان باهظة لأن الجماعة اللبنانية مختلفة عن حماس، بما لديها من قدرات عسكرية أكثر كفاءة وصواريخ دقيقة وبعيدة المدى تصل لكل مكان في إسرائيل، كما تتمركز عناصره بشكل جيد في جنوب لبنان وبكافة مدنه".
وشدد شتيرن على أن "الحرب ستكون قاسية وصعبة للغاية، والجيش الإسرائيلي يعرف ذلك جيدا". (سكاي نيوز)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، تنفيذ عملية قصف جوي استهدفت بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل عنصر ثانٍ تابع لجماعة "حزب الله"، وذلك ضمن سلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة على الحدود اللبنانية.
وفي بيان رسمي، أوضح الجيش أن الهجوم نُفذ في وقت سابق من اليوم، واستهدف موقعًا قال إنه يُستخدم من قبل عناصر المدفعية في "حزب الله"، مضيفًا أن العملية أسفرت عن "تحييد" أحد هؤلاء العناصر الذي كان ضالعًا في استهداف مواقع إسرائيلية قرب الحدود.
حركة حماس تٌبدي مرونة حول النقاط الخلافية مع إسرائيل
اللجنة الوزارية العربية تجدد دعمها لفلسطين وتندد بتعطيل إسرائيل لزيارتها إلى رام الله
وتأتي هذه الضربة في سياق التصعيد المتواصل بين إسرائيل و"حزب الله"، والذي شهد في الأسابيع الأخيرة تبادلًا مكثفًا للقصف عبر الحدود، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فضلًا عن نزوح مئات العائلات من القرى الحدودية الجنوبية في لبنان.
وفيما لم يصدر تعليق فوري من "حزب الله" بشأن الهجوم، تواصل الحركة التزامها بسياسة الردّ على كل استهداف إسرائيلي، ضمن ما تصفه بـ"معادلة الردع المتبادلة". ويُذكر أن "حزب الله" كان قد أعلن، قبل أيام، عن مقتل عدد من عناصره في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من جنوب لبنان، متوعدًا بردّ "قاسٍ في الزمان والمكان المناسبين".
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الميداني يضع المنطقة على حافة مواجهة أوسع، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والانخراط المتزايد لـ"حزب الله" في دعم الفصائل الفلسطينية، وهو ما يهدد بتوسيع رقعة النزاع نحو جبهات جديدة.