العاج في المشرق العربي القديم… في ثقافي أبو رمانة
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
دمشق-سانا
أقامت مديرية ثقافة دمشق محاضرة بعنوان العاج في المشرق العربي القديم ألقاها الباحث الدكتور محمود حمود بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة.
واستعرض الباحث تاريخ ظهور العاج في المشرق العربي القديم حيث اختص النخبة والأثرياء والملوك بامتلاكه واهتموا به ورعوا صنَّاعه وقاموا بتأمين كل المستلزمات التي تجعل من هذه المهنة مزدهرة ومتقدمة في كل العصور التاريخية.
وبيَّن حمود أن العاج كان يستخلص من الفيل وفرس النهر الذي كان يعيش في سورية وانقرض منذ حوالي القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد وتم اكتشاف آلاف القطع أهمها في مدينة النمرود في العراق “نينوى القديمة” وفي أماكن مختلفة من سورية مثل مدينة عين العرب، تل أحمر على الفرات الأوسط شرقي حلب، وفي حماة وفي فلسطين والعديد من المواقع.
وأشار حمود إلى التقنيات المستخدمة في صناعة العاج حيث استخدم في الأثاث المنزلي وأثاث القصور وعلب المجوهرات والأدوية وأدوات التجميل، واختص النخبة بامتلاكه لذلك سمي “فن النخبة”.
وفي السياق قال حمود: إن العاج انتشر في الألف الأول قبل الميلاد بشكل هائل حتى إنه لم تكن هناك مدينة أو مركز سوري إلا ووجدت فيه ورشة عمل لصناعة هذه المادة النفيسة التي كانت تُصدَّر إلى أماكن بعيدة حيث وصلت إلى إسبانيا وإيطاليا واليونان وجزر بحر إيجة وكريت ومواقع في إيران.
وكشف أيضاً أن صناعة الموزاييك والصدف هي استمرار وتطور لهذا الفن السوري القديم، حيث يُروى أنه في مدينة النمرود كان يؤتى بالفنانين والحرفيين السوريين لصناعة هذه المواد لمهارتهم العالية وتميزهم في هذه المهنة.
وأردف حمود في محاضرته: إن سبب الاهتمام بهذا النوع من الدراسات هو أن هذه المنحوتات كانت ترصد الحياة المحيطة بأسلافنا وحتى تكشف لنا معتقداتهم الدينية والثقافة التي كانت سائدة في تلك الأيام.
وعن المحاضرة قال الدكتور محمود حمود لمراسل سانا: هذه المحاضرة جاءت لتوعية الناس بهذا الفن وتاريخ الانسان السوري ولتكشف أننا أبناء إرث فني وإنساني عظيم، وتأتي أيضاً بمناسبة صدور كتاب عاج الشرق فن النخبة في بيروت.
يذكر أن الدكتور محمود حمود حاصل على دكتوراه في تاريخ الشرق القديم عام 2012 من “جامعة دمشق”، وماجستير في تاريخ الشرق القديم عام 2007 ودبلوم في علم الاجتماع عام 1988 وإجازة في التاريخ عام 1999 من “جامعة دمشق” واجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية عام 1986.
مجد عبود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
صناعة وطنية …مستقبل واعد
تمثل الصناعة الوطنية ركيزة أساسية في بناء الاقتصادات القوية والمستقرة وهي العمود الفقري الذي ترتكز عليه طموحات الأمم نحو التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.
في سياق مسيرة النمو التي تشهدها بلادنا تبرز الصناعة المحلية ليس فقط كقوة اقتصادية محركة بل كإرث واعد نصنعه اليوم لأجيال الغد.
تشكل حماية وتعزيز الصناعة الوطنية استثماراً في المستقبل حيث تضمن توفير فرص العمل المستدامة للمواطنين وتحافظ على تدفق الثروة داخل الوطن وتقلص الاعتماد على التقلبات والاضطرابات في الأسواق العالمية. إن كل منتج محلي يخرج من خطوط الإنتاج ليس مجرد سلعة معروضة في الأسوق بل هو لبنة في صرح الأمن الاقتصادي والسيادي للبلاد.
كما أن الابتكار والتطوير في القطاع الصناعي يخلق بيئة تنافسية محفزة تشجع على نقل وتوطين التقنيات الحديثة وترسيخ ثقافة الجودة والإتقان. هذا التطور لا يرفع من قيمة منتجاتنا في الأسواق المحلية والدولية فحسب بل يضع أسسا متينة لاقتصاد معرفي قادر على مواكبة متغيرات العصر.
وعلاوة على الجوانب الاقتصادية تحمل الصناعة الوطنية رسالة هوية وطنية فهي تجسد إرادة الشعب وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص والموارد الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
إن دعمنا للمصنع المحلي يعني مشاركتنا الفاعلة في كتابة فصل جديد من فصول نهضة أمتنا.
لذلك يقع على عاتقنا جميعاً أفرادا ومؤسسات
مسؤولية دعم هذا القطاع الحيوي. من خلال تفضيل المنتج الوطني والثقة في جودته والعمل على تطويره بشكل مستمر نكون قد ساهمنا بشكل مباشر في بناء درع واق لاقتصادنا وضمان مستقبل مزهر لأبنائنا وأحفادنا.
فليست الصناعة الوطنية خياراً اقتصادياً فحسب بل هي التزام أخلاقي وواجب وطني نحو الأجيال القادمة.
إنها الجسر الذي نعبر به من الحاضر إلى المستقبل حاملين معنا قيماً من العمل الجاد والعزيمة الصادقة لتبقى بلادنا شامخة بعز منتجيها قوية باقتصادها المنتج.