نكسات دبلوماسية.. رسالة من مجلس الشيوخ الفرنسي إلى ماكرون بشأن انقلاب النيجر
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
بعث العشرات من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، رسالة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن النكسات الدبلوماسية المتلاحقة التي تواجهها فرنسا في قارة أفريقيا على مدار السنوات الماضية، وآخرها انقلاب النيجر.
على الرغم من الرغبة في تغيير صورة فرنسا في إفريقيا التي عبر عنها الرئيس إيمانويل ماكرون منذ انتخابه ، عانى الزعيم الفرنسي من نكسات دبلوماسية.
وأرسل أعضاء مجلس الشيوخ رسالة مفتوحة إلى الرئيس ماكرون، وقعها 94 برلمانيا من مختلف الأحزاب السياسية، تسلط الضوء على إخفاقات فرنسا الدبلوماسية في إفريقيا، وتدعو إلى مراجعة سياسات البلاد في القارة.
وقال النواب في رسالتهم "اليوم، رفضت النيجر، أمس، مالي، جمهورية إفريقيا الوسطى، بوركينا فاسو، فرنسا، القوات الفرنسية، الشركات الفرنسية"، وأضافوا "هذه الحركة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تنتشر بمظاهرات وأعمال مناهضة لفرنسا حتى في كوت ديفوار أو السنغال".
وفقا للبرلمانيين فإنه بعد فشل عملية برخان، اجتاحت موجة المشاعر المعادية لفرنسا العديد من دول غرب إفريقيا، حيث يحافظ القادة على السلطة من خلال توحيد شعوبهم ضد القوة الاستعمارية السابقة، وفقا لما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
بالإضافة إلى الإخفاقات في دول غرب إفريقيا، أشاروا أيضا إلى "خيبات الأمل" في الجزء الشمالي من القارة. وأشاروا على وجه الخصوص إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مشيرين إلى أنه يتحدث أحيانا عن التقارب مع فرنسا وأحيانا "الشيطان الأكبر الفرنسي المسؤول عن كل الشرور".
في الوقت نفسه، وفي تونس، أوضحوا كذلك أن الرئيس قيس سعيد يتحول بالتناوب إلى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والعالم العربي، و "أقل إلى فرنسا، التي لم يعد لها دور مميز".
وتابعوا "اليوم تم استبدال الفرنسية، بالأمس بالجيش الروسي أو الاقتصادي الصيني أو الدبلوماسي الأمريكي الأمريكي، وماذا عن الانحدار المؤسف للفرانكفونية فيما يتعلق باللغة الإنجليزية؟".
وأكد البرلمانيون أنهم لا يشعرون بالحنين إلى الحقبة الاستعمارية و "لا يحلمون بغرب إفريقيا الفرنسية أو إفريقيا الاستوائية الفرنسية"، وأعربوا عن خيبة أملهم من تطور السياسة الفرنسية في إفريقيا في المجال العسكري، وكذلك في التعاون الإنمائي.
وأكد أعضاء مجلس الشيوخ أن الوقت قد حان لمراجعة رؤية فرنسا لأفريقيا وعلاقاتها مع القارة، مشيرين إلى أنهم يريدون للبلاد أن تحافظ على علاقات قوية وودية مع إفريقيا في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقال أعضاء مجلس الشيوخ، "ربما حان الوقت، عندما يبدو أن إفريقيا، القارة الصديقة لم تعد تفهم فرنسا وتتنافس بشكل متزايد على دورها ووجودها"، مضيفين: "من جانبنا ، لم نستسلم للاختفاء التدريجي من القارة بأكملها".
وتأتي دعوة البرلمانيين وسط التطورات السياسية الأخيرة في النيجر، حيث أطاح حرس الرئاسي، بالرئيس محمد بازوم، الذي عُيِّن قائده عبد الرحمن تشياني زعيما جديدا للبلاد.
وفي 29 يوليو، بعد ثلاثة أيام من وصول الجيش إلى السلطة في النيجر، علقت باريس كل مساعدات التنمية والميزانية للبلاد، وفي 3 أغسطس، أعلنت القيادة النيجيرية عبر التلفزيون الحكومي أنها ستنهي الاتفاقيات والبروتوكولات العسكرية الموقعة مع مستعمرها السابق فرنسا، التي مارست الحكم الاستعماري على البلاد لأكثر من 60 عاما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجلس الشيوخ الفرنسي الرئيس إيمانويل ماكرون ماكرون انقلاب النيجر أعضاء مجلس الشیوخ فی إفریقیا
إقرأ أيضاً:
ماكرون: لم نشارك بعملية عسكرية ضد إيران وإسرائيل لم تطلب.. هيئة البث العبرية تكذب (شاهد)
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، أن بلاده لم تتدخل عسكريًا في الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، موضحًا أن "باريس لم تشارك في أي عمليات ضد إيران، لأن إسرائيل لم تطلب منها ذلك حتى الآن".
وجاءت تصريحات ماكرون خلال زيارة رسمية إلى جزيرة غرينلاند، حيث شدد على أن موقف فرنسا يتمثل في الدعوة إلى التهدئة والحوار. وأوضح أنه أجرى محادثات هاتفية خلال الأيام الأخيرة مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لاحتواء التصعيد والدفع نحو العودة إلى المسار الدبلوماسي.
????????|???????? Guerre Israël-Iran : la France n'a participé à "aucune opération défensive d'Israël" car elle "n'a pas été sollicitée", dit Emmanuel Macron depuis le Groenland.pic.twitter.com/GCCriFm7mF — Infos Françaises (@InfosFrancaises) June 15, 2025
ودعا ماكرون جميع الأطراف إلى "وقف فوري لجميع الضربات أياً كان مصدرها"، مشددًا على أهمية "استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، والصواريخ الباليستية"، معربًا عن أمله في أن تعود طهران إلى طاولة المحادثات قريبًا.
وفيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، طالب ماكرون بـ"وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع دون عوائق".
وفي السياق ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن السلطات الإسرائيلية طلبت دعمًا دوليًا لمساعدتها في اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية التي أُطلقت ردًا على الهجوم الإسرائيلي.
ووفقًا للهيئة، فقد تم توجيه طلبات المساعدة إلى كل من فرنسا وبريطانيا، لكن مصادر فرنسية أشارت إلى أن باريس لا تزال "مترددة" في الاستجابة للطلب الإسرائيلي.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قد أكد أن "فرنسا لم تحشد أي من مواردها العسكرية لمساندة إسرائيل في صد الهجمات الإيرانية"، ما يعكس موقفًا حذرًا من الانخراط المباشر في التصعيد الجاري.
وبدأ الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر الجمعة الماضي تحت مسمى "الأسد الصاعد"، والذي شكل تحولًا كبيرًا في قواعد الاشتباك، حيث استهدفت تل أبيب، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، منشآت نووية إيرانية، وقواعد إطلاق صواريخ، ومراكز أبحاث، إضافة إلى اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.
وأعلن جيش الاحتلال أن الضربة كانت "استباقية"، وجاءت بتوجيه مباشر من القيادة السياسية، بينما وصفها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بأنها "عملية غير مسبوقة" تهدف إلى "تقويض البرنامج النووي الإيراني، وتدمير البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الباليستية، وضرب قدرات عسكرية نوعية".
في المقابل، جاء الرد الإيراني في مساء اليوم ذاته، عبر سلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيرة، ما أدى إلى سقوط نحو 13 قتيلًا و345 مصابًا، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية، إضافة إلى أضرار جسيمة في مبانٍ ومركبات بمناطق متفرقة.