بوابة الفجر:
2025-12-12@21:27:39 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: الوطن فى قاموسى الخاص

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT



كلمة الوطن نفسها أصبحت محل جدل في المجتمع.. الأجيال الجديدة في ضوء ماتعاينه من تخبط وارتباكات ثقافية ودينية ومعنوية لديها بعض النفور من الكلمة.. بحيث يمكن القول إن هناك من لم يعد يدرك معنى كلمة الوطن.. وهناك أغنية شهيرة بهذا العنوان يحاول أن يجيب فيها المطرب محمد فؤاد عن السؤال.
الوطن، في قاموسى الخاص، وما يفترض أنه قاموس البلد كله بمختلف فئاته، كلمة تعنى الكثير.

.تعنى المجتمع الذى نعيشه، والأرض التي نرتبط بها، والثقافة التي تربينا عليها، والهم الذى يشغلنا، والحلم الذى يجمعنا، والسيادة التي يجب أن ندافع عنها، ونحميها، والتراب الذى يجب أن نصونه، والبشر الذين ننتمى إليهم، والمصير الذى يجمعنا.. وغير ذلك كثير.
والوطنية هي الشعور بالانتماء إلى كل هذا، والإخلاص له، والعمل من أجله.. لترسيخ الارتباط..
ولتحقيق الحلم.. ولفك الهم.. وللتوحد مع البشر الذين نحن منهم.. ولتلبية متطلبات التاريخ الذى صنعه الأباء والأجداد.. ولكى تستمر الحضارة التي صنعت لنا المجد والفخار.

وللأسف فإن الكلمة لم تعد تستخدم كثيرًا في الحديث العام.. يفر منها المثقفون.. ويغير معناها النخبويون.. ويلتف حولها الأدباء.. ويدور الجامعيون من بعيد لكى لايقتربوا منها.. إذ سرى انطباع أنها كلمة قليلة.. وإنها تناقض مفاهيم العصر.. وإنها تعارض ثقافة العولمة.. وإنها ضد المنطق الإنسانى الأشمل.. وربما في بعض الأحيان كما يرى عدد من المتطرفين هي ضد الدين.

ولعل الوطن أضفى على محبيه وسكانه لفظ ( مواطنيه )، ولعل درجة الإنتماء لهؤلاء المواطنين تتفاوت لظروف إقتصادية أو سياسية أو حتى إجتماعية، ولعل إختلاف وجهات النظر مختلفة من مواطنى الوطن نحو مشاكل محددة تواجهه تجعل الزوايا متعددة (من حادة إلى منفرجة) إلا أن الوطن فى الأساس هو الهدف وهو المرجع، حينما يظلل تلك التصرفات المختلفة المبنية على وجهات نظر متعددة نحو الأخلاق وكرمها وأصالتها، وفى هذه الأحوال نقبل جميعًا أسس الإختلاف، ولعل النظم السياسية فى الحياة البشرية قد تعددت فيها وسائل ووسائط التحاور بشأن الوطن وما يواجهه من مشاكل، وكذلك كيفية إدارتها، ولعل ما نواجهه فى مصر  وطننا اليوم من مشاكل فى الإدارة المعنية بأصول وثروات هذا البلد، تجعلنا متعددين الأراء والأفكار، إلا أن فى أحاديثنا سواء فى أحزاب سياسية أو فى وسائط إعلامية وطرح الأفكار ووضع البدائل شئ مقبول بل نسعى لدعمه وتوسيع رقعة الحوار عنه ،كذلك ما نواجهه من أزمات فى مجال التعليم والبحث العلمى وما تسعى إليه من تطوير أليات مستقبل هذا الوطن سواء عن طريق تشريعات جديدة، أو تحسين حال إدارة هذا القطاع وتطبيق سياسات تم الإتفاق عليها مجتمعيًا أيضًا هذا مطلوب، وندعمه كمثقفين وسياسيين مصريين، وما يستجد على الساحة الوطنية اليوم من مفاجأت غير سارة بتدخلات من عناصر أجنبية أو عربية لكى تثير قلاقل وجدل فى الشارع المصرى وهذا ليس بجديد على بلادنا، فهذا قدرنا ونحن قادرون على التعامل معه مع العلم بأن مصر حسب ما جاءنى فى التاريخ ستعود من غضبها وتتعامل مع الصغائر بحكم دورها وموقعها فى التاريخ وأيضًا فى الجغرافية السياسية فى العالم وخاصة الإقليم الذى نعيش فيه ! 
"الوطن" هو هو، نفس الوطن منذ الآف السنين، هو الشاطئين، والضفتين والجبلين، والصحراويين، والشمال، والجنوب، وسيناء، النهر يشق قلب الوطن من جنوبه إلى شماله، والقلب يتصدره ( دلتا النيل ) هذا هو الوطن الذى نعيشه ويعيش فينا ( الأنبا شنودة ) ومع ذلك هذا الوطن فى كل ما قدمه لمن سعى إليه، وحتى لمن لم يسعى إليه  يتقبل الإساءة قبل الشكر، أحيانًا، وفى الغالب ينتكر لجمائله الإبن قبل الغريب، أخلاق الوطن أخلاق كريمة، وأخلاقنا لا تتجزأ ولا يتجزأ الوطن ولن يكون !! 
الوطن غير قابل للتجزئة وكذلك الأخلاق !!
الوطن غير قابل للمقايضة عليه بأي شئ فى الدنيا !
وكذلك الأخلاق الكريمة لا تقبل المقايضة أو التغاضى عن الفعل الطيب والمحترم ! 
الوطن هو البيت والأهل والأصدقاء والتاريخ، وهو كيان غير قابل للتجزئة – وغير قابل للمساومة عليه أو على مصالحه – مهما كانت المغريات

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غیر قابل

إقرأ أيضاً:

«فخ» كأس العرب

سقط الجميع فى فخ السقوط فى كأس العرب 2025 وخرجت كل الأبواق تتكلم فى اتجاه واحد وللأسف هو اتجاه عكسى لا يقدم ولا يكشف الحقائق التى يجب تناولها.. فقد صب الجميع غضبه على اتحاد الكرة ووزارة الرياضة فى تجاهل متعمد من البعض وغير واضح للبعض الآخر.
ولو تناولنا الأمر من البداية فسوف نكتشف الحقيقة المرعبة التى التف عليها الجميع، هل يمكن أن تتخيل دورى محترفين يضم 18 فريقاً يمتلكون 540 لاعباً وعجزنا عن إيجاد 23 لاعباً لضمهم لصفوف المنتخب الثانى بسبب صعوبة مشاركة المنتخب الأول الذى يستعد لبطولة أمم أفريقيا؟.
كيف تجاهل الجميع هذا الأمر الخطير؟
كيف تجاهل الجميع أن الدورى الذى كان أحد أقوى الدوريات أصبح لا حول له ولا قوة؟ حتى عندما شاركنا وتم اختيار اللاعبين من خارج مجموعة المنتخب الأول شاهد الجميع مستوى وأداء هؤلاء اللاعبين..؟ هل منهم من يستحق الملايين التى تدفعها الأندية فيهم؟ هل هذا يتناسب مع بورصة الانتقالات التى شهدت أرقاماً فلكية وصلت إلى حد دفع 100 مليون للاعب سنوياً؟ وهل سأل هؤلاء أنفسهم أين المواهب الصاعدة التى خرجت من الأندية التى يتحدث عنها البعض بأنها عنوان للنجاح؟ هل يمكن أن تتخيل أن أفضل الأندية فى مصر البلد الذى بلغ تعداده 110 ملايين نسمة لا تملك مهاجماً مصرياً؟ هل فكر أحد ولو لحظة واحدة فى أن ما حدث من عدم استقرار فى اتحاد الكرة على مدار سنوات إلى أين أوصلنا بعد أن أسندنا المسئولية لأشخاص لا دراية لهم بكرة القدم بفعل شركة سيطرت على المجال الكروى دون حساب؟
هل وصل بنا الحال إلى تجاهل كل ما تم فى كل الألعاب الأخرى من ألقاب عالمية تحققت مؤخراً فى العديد من الألعاب الفردية فى ظل هجمة تتارية من الأندية ضد هذه الألعاب وتم إلغاؤها من الأنشطة بحجة نقص الموارد فى وقت يصرفون فيه 100 مليون على لاعب واحد سنوياً، وفى ظل قتل متعمد لقطاعات الناشىين والاعتماد على الخطف والتفريغ للأندية الشعبية التى عانت من مجالس إدارات فرغتها وقضت عليها باستثناء المصرى البورسعيدى الذى أنقذه رجل الأعمال كامل أبوعلى ثم الاتحاد السكندرى حتى فترة قريبة بفضل محمد مصيلحى الذى قرر التقدم باستقالته والرحيل؟
ماذا كان سيفعل أفضل المدربين فى العالم وسط هذه الظروف؟ ومن هو المدرب الذى يقبل أن يتولى المسئولية 3 أشهر ثم يرحل ناجحاً أو فاشلاً؟ ماذا كان على اتحاد الكرة الذى بدأ المسئولية رسمياً منذ 10 شهور متسلماً المجال الكروى فى حالة يرثى لها؟ هل يستعين بعصا سحرية أم خاتم سليمان؟ سقطات مستمرة لم يحاسب عنها أحد على مدار سنوات.
شاهدنا منتخب فلسطين الذى قهر كل الظروف الصعبة أمام منتخب بحجم السعودية معتمداً على كتيبة من المحترفين فهل نجحت الأندية الكبرى التى يتغنى البعض بنجاحها فى تقديم محترفين فى أندية كبرى؟
لقد شاهدنا أفضل محترفين خرجوا من الأندية التى تقف فى الوسط مثل المقاولون العرب الذى أخرج أهم محترف فى تاريخ مصر وهو محمد صلاح ومن بعده محمد الننى ومن بعدهما عمر مرموش الذى بدأ ناشئاً فى نادى وادى دجلة، ثم انتقل الفريق الأول ليبدأ بعدها رحلة احترافه فى نادى فولفسبورج الألمانى عام 2017.
هل فكر أحد فى محاسبة الأندية التى صرفت ملايين من العملة على صفقات لا تصلح للعب ثم قامت بترحيلها ليبدأ فصل جديد من الغرامات.
مدربين أجانب ندفع لهم مرتبات دون عمل ولاعبين تتم إعارتهم ونتحمل الجزء الأكبر من راتبهم.. حتى عندما ظهرت موهبة حمزة عبدالكريم مهاجم الأهلى الشاب وطلبه نادى برشلونة رفضنا وتمسكنا باستمراره رغم أننا نفاوض مهاجمين أجانب ما يعنى جلوس حمزة على دكة الاحتياطى.
نحن وللأسف مثل النعام ندفن رؤوسنا فى الرمال عندما نشعر بالخطر لا نشاهد الحقيقة بأننا سنتعرض للأكل.. استقيموا يرحمكم الله.


[email protected]

مقالات مشابهة

  • أحمد علي عبدالله صالح يكسر الصمت ويطلق نداء هام لكل القوى السياسية في اليمن
  • «فخ» كأس العرب
  • 8 دول عربية وإسلامية: دور الأونروا غير قابل للاستبدال
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • مسؤول حكومي: إعلان دولة جديدة في جنوب اليمن غير قابل للتنفيذ
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • النائب السابق القوابعة يكتب في خدمة العلم
  • حملة موسعة لإزالة التعديات في أبو حماد بالشرقية
  • د.حماد عبدالله يكتب: المشروعات " الوطنية " الكبري !!