بالصور من ويلات الحرب على غزة: قمل وجرب وطفح.. أمراض جلدية تتفشّى بين الأطفال الفلسطينيين
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
يتدفّق سيل متواصل من الأطفال البائسين والآباء القلقين إلى عيادة الأمراض الجلدية في مستشفى ناصر وسط القطاع بعد انتشار الأمراض الجلدية بين الأطفال داخل مخيمات غزة.
تروي منيرة النحال، التي تعيش في خيمة على الكثبان الرملية خارج مدينة خان يونس الجنوبية، ظروفهم: "لا يوجد شامبو ولا صابون... المياه قذرة.
بدت خيمة عائلتها مكتظّة بأحفادها الذين أُصيب الكثير منهم بالطفح الجلدي. وقف أحد الصّغار يحكّ البقع الحمراء على بطنه. فعلّقت منيرة بقولها يكفي أن: "يُصاب طفل واحد بالمرض فينتشر بينهم جميعاً".
ويؤكّد الفلسطينيون في المخيّم أنّ الحصول على المياه النظيفة يكاد يكون مستحيلاً. ويلجأ البعض لغسل أطفالهم بالمياه المالحة من البحر الأبيض المتوسط القريب. ويضطر الناس إلى ارتداء الملابس نفسها كل يوم إلى أن يتمكّنوا من غسلها وإعادة ارتدائها على الفور. كما يلعب الأطفال في الرمال المليئة بالقمامة حيث يتكاثر الذّباب في كل مكان.
جلست شيماء مرشود إلى جانب ابنتها الصغيرة في هيكل من الطوب، استقرّوا فيه بين بقية الخيام، لتخبرنا: "في البداية كانت البقع على وجهها فقط. ثم انتشرت في بطنها وذراعيها وفي جميع أنحاء جبهتها. وهذا مؤلم إذ يسبّب الحكّة. لا يوجد علاج له، وحتى وإن وُجد فلا يمكننا تحمّل تكلفته".
يذكر طبيب الأمراض الجلدية في مستشفى ناصر، نسيم بصلة، أنّهم يستقبلون ما بين 300 إلى 500 حالة يوميًّا تعاني من أمراض جلدية. فبعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة، ازدحم المزيد من الناس في الحقول خارج مدينة خان يونس، حيث تنتشر الحشرات في فصل الصيف. وقال إنّ الجرب والقمل منتشران بشكل وبائي فضلا عن الالتهابات الفطرية والبكتيرية والفيروسية والطفيليات الأخرى. ومع تدفّق المرضى، يمكن حتى للحالات البسيطة أن تتحوّل إلى خطيرة بسبب العدوى.
قوات إسرائيلية تتوغل داخل قطاع غزة شاهد: أطفال المخيمات في غزة يسرقون لحظات من الفرح في العيدحرب غزة:عائلات القتلى في الهجوم الصاروخي على مجدل شمس يرفضون لقاء نتنياهو وطبول الحرب تقرع في الشمالالأزمات لا تأتي فرادى على غزة: شلل الأطفال ينتشر مع تدفق مياه الصرف الصحي بسبب القصف الاسرائيليمقتل 30 فلسطينيا على الأقل بينهم 15 طفلا في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين غرب دير البلح وسط غزةبكت طفلة صغيرة حين أظهرت والدتها كيف انتشرت البقع الحمراء والبيضاء التي تغطي وجهها إلى رقبتها وصدرها. ورفعت امرأة أخرى ملابس طفلها الصغير لتكشف عن الطفح الجلدي على ظهره ومؤخرته وفخذيه وبطنه. وكان على معصميه تقرّحات مفتوحة من الخدش. وأوقف أب ابنته على الطاولة حتى يتمكن الطبيب من فحص التقرحات على ساقيها.
ويتصارع الأطباء مع أكثر من 103000 حالة قمل وجرب و65000 حالة طفح جلدي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومن بين سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، تم تسجيل أكثر من مليون حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة منذ بدء الحرب، إلى جانب أكثر من نصف مليون حالة إسهال حاد وأكثر من 100 ألف حالة يرقان، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويوضّح مسؤولو الصحّة أنّ الأمراض الجلدية تفشّت في غزة نتيجة الظروف المروّعة داخل المخيمات المكتظة بمئات الآلاف من الفلسطينيّين الذين طُردوا من منازلهم، إلى جانب حرارة الصيف وانهيار الصرف الصحي الذي خلّف بركًا من المياه الآسنة وسط القصف والهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 10 أشهر على القطاع.
ويؤكّد سكّان المخيمات أنّ النظافة مستحيلة في الخيام المتداعية للسقوط. فهي في الأساس مجرّد إطارات وأعمدة خشبية مُعلّقة ببطانيات أو أغطية بلاستيكية محشورة جنباً إلى جنب على مساحات واسعة.
عُمّال الإغاثة: إجلاء 16 طفلاً من غزة لتلقّي العلاج في إسبانيا "قطرة في محيط"أزمة مياه خانقة تعصف بقطاع غزة.. فلسطينيون يقفون في طوابير طويلة أملا في الحصول على قطرة ماء شمال غزة كجنوبها.. نزوح قسري يتلوه آخر فإما الموت قصفا أو مرضا وفاقةوصرّح مسؤولو الأمم المتحدة أنّ توزيع الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الصابون والشامبو والأدوية، قد تباطأ إلى حد كبير، لأنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية والانفلات الأمني العام في غزة يجعل تحرّك شاحنات الإغاثة خطيراً للغاية.
وفي تقرير صدر يوم الثلاثاء، وثّق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استحالة الوصول إلى مكبّات النفايات في غزة منذ اندلاع الحرب. وقد أنشأ البرنامج 10 مواقع مؤقتة. وقالت شيتوس نوغوتشي، نائبة الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطيني: ”لقد انهار نظام إدارة النفايات الصلبة“. وأعلنت عن ظهور أكثر من 140 موقعًا غير رسمي لإلقاء النفايات، بعضها عبارة عن برك عملاقة من القمامة. وأضافت نوغوتشي: ”الناس يقيمون في الخيام ويعيشون بجوار مكبّات النفايات، وهو وضع حرج للغاية فيما يتعلق بالأزمة الصحية“.
وتتكدس الغالبية العظمى حاليا في منطقة تبلغ مساحتها 50 كيلومترًا مربعًا من الكثبان الرملية والحقول على الساحل مع انعدام نظام صرف صحي وتوفّر النّزر القليل من المياه. كما أسفر الهجوم الإسرائيلي على القطاع عن مقتل أكثر من 39000 شخص منذ أكتوبر الماضي وفقًا للسلطات الصحية في غزة.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية طبيب فلسطيني بين حربين: من غزة إلى كييف إصابات بحريق هائل اجتاح مدينة سكرادين في كرواتيا الأزمات لا تأتي فرادى على غزة: شلل الأطفال ينتشر مع تدفق مياه الصرف الصحي بسبب القصف الاسرائيلي قطاع غزة مخيمات اللاجئين اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسماعيل هنية إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 فرنسا حركة حماس إسماعيل هنية إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 فرنسا حركة حماس قطاع غزة مخيمات اللاجئين اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسماعيل هنية إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 فرنسا حركة حماس غزة فلسطين المملكة المتحدة روسيا الضفة الغربية باريس السياسة الأوروبية الأمراض الجلدیة الأمم المتحدة یعرض الآن Next إلى جانب قطاع غزة أکثر من على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بوصلة السودان الوطنية… ما بين الدعم الخليجي و الوقفة المصرية الصلبة
في زمن الحرب، تكثر المواقف، وتتعدد الحسابات، لكن بعض التحركات لا تُقرأ فقط كأحداث عابرة، بل كمؤشرات قوية على ما هو قادم. ومن بين تلك التحركات، ما نشهده اليوم من وقفة مصرية صلبة إلى جانب السودان، إضافة إلى الدعم الخليجي المتنوع – إنسانيًا واستثماريًا – الذي بدأ يتدفق من السعودية وقطر والكويت.
مصر والسودان… علاقة لا تهتز
مصر، كما عهدناها، تقف بثبات إلى جانب السودان. الموقف هذه المرة بدا أكثر وضوحًا وأقوى نبرة، بعيدًا عن المجاملات الدبلوماسية. مصر لم تستقبل فقط ملايين السودانيين الهاربين من جحيم الحرب، بل احتضنتهم بكرامة، دون أن تُحول الملف الإنساني إلى أداة سياسية. وهذا موقف لا يصدر إلا من دولة شقيقة تدرك أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من أمنها القومي.
ومصر، إلى جانب مواقفها السياسية والإنسانية، مؤهلة أيضًا للعب دور كبير في ملف إعادة الإعمار، بل بدأت بالفعل بخطوات عملية، مثل مساهمتها في صيانة بعض الجسور بولاية الخرطوم، في مؤشر يعكس استعدادًا مصريًا مبكرًا لدعم السودان ما بعد الحرب.
الخليج العربي… دعم إنساني ورغبة استثمارية
يلفت النظر الحضور الخليجي الفاعل. السعودية وقطر والكويت قدموا دعمًا إنسانيًا مقدرًا منذ بداية الحرب، عبر مساعدات وإغاثات وتحركات دبلوماسية هادئة. واليوم، تُعلن الكويت صراحة رغبتها في الاستثمار داخل السودان في شتى المجالات.
الخليج لا يطرق الأبواب المغلقة، ولا يستثمر في المجهول. هذا الحراك يُفهم على أنه مؤشر على ثقة متزايدة بقرب نهاية الحرب، واستعداد فعلي للدخول في مرحلة الاستقرار وإعادة البناء.
السودان يعيد ضبط بوصلته… بلا تبعية
هذه المرة، يبدو أن السودان يتحرك بعقلية جديدة تجاه محيطه. هناك رغبة واضحة في إقامة شراكات تقوم على تبادل المصالح لا على التبعية. الاحترام في العلاقات لا يُمنح إلا لمن يحترم نفسه أولاً، وهذه فرصة تاريخية لبناء سياسة خارجية متوازنة.
تهيئة الداخل… مسؤولية جماعية تتقدمها الدولة وأجهزتها
لن تنجح أي مساعٍ خارجية إن لم يكن الداخل مهيأ ومتماسكًا. القوات المسلحة السودانية، وهي تمسك بزمام المعركة، مطالبة في الوقت نفسه بالمساهمة في تهيئة المناخ للحكومة المدنية لإعادة بناء المؤسسات وضمان السيادة.
الشرطة السودانية يجب أن تعود للواجهة، لبسط الأمن وفرض القانون وتنظيم الحياة اليومية.
جهاز المخابرات العامة بدوره، عليه أن يحمي الأمن الاقتصادي، ويتصدى لمحاولات الاختراق أو التلاعب بمستقبل الدولة.
كما أن القوى المدنية والسياسية مطالَبة بتجاوز الخلافات، وتقديم نموذج للانسجام السياسي يعكس وعيًا وطنيًا بحجم التحديات. الاستثمار يحتاج إلى استقرار سياسي، وعدالة، وحوكمة رشيدة.
هذه التحركات… هل تُنذر بانفراجة؟
نعم. كل هذه المؤشرات توحي بقرب انفراج سياسي وعسكري. الجيش يحقق تقدمًا، والدولة تستعيد زمام المبادرة. الخارج يراقب، ويستعد للتفاعل، لكنه لا يغامر دون أن يرى بوادر استقرار حقيقية.
في الختام… هذه فرصتُنا إن أحسَنَّا اغتنامها
السودان اليوم أمام فرصة نادرة لإعادة التموضع. الدعم متاح، ولكن لا بد أن يُدار وفق خطة وطنية، تحمي القرار السوداني وتوظف موارده لصالحه.
ما نحتاجه الآن هو رؤية واضحة، وإرادة صادقة، ووضع السودان أولاً. البوصلة تعود تدريجيًا للاتجاه الصحيح… فلنغتنم الفرصة. قبل أن تضيع مرة أخرى.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب