الجزيرة:
2025-05-20@12:31:53 GMT

توتر أمني بإسرائيل تحسبا لأي رد من حزب الله وإيران

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

توتر أمني بإسرائيل تحسبا لأي رد من حزب الله وإيران

القدس المحتلة– تعيش إسرائيل توترا أمنيا وسط حالة الاستنفار القصوى للجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، وذلك تحسبا لرد إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وكذلك مهاجمة الضاحية الجنوبية في بيروت واغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر.

وتشير سياسة الاغتيالات التي عادت إسرائيل لتنفيذها -بعد فشلها في حسم الحرب على غزة والإخفاق في تقويض حركة حماس سياسيا وعسكريا، ومنع اتساع المواجهة على الجبهة الشمالية مع حزب الله- إلى استعداد إسرائيل لخوض المخاطر التي من شأنها تأجيل نهاية هذه الحرب الطويلة التي تتناقض مع مفهوم الأمن لإسرائيل، وفقا لتقديرات المحللين.

وتوافقت قراءات المحللين على أن إسرائيل تعيش حالة من التوتر الأمني والترقب لطبيعة رد حزب الله وحماس وإيران الذين يهددون بالقيام برد شديد قد يستهدف العمق الإسرائيلي.

وأجمعت التحليلات على أن الاغتيالات ما هي إلا إنجاز تكتيكي، واعتبرتها فشلا إستراتيجيا لمفهوم الأمن الإسرائيلي، إذ قدرت أنه بإمكان إسرائيل أن تغتال المزيد من القيادات السياسية والعسكرية من فصائل المقاومة الإسلامية والفلسطينية، لكن دون أن تتمكن من القضاء على حماس أو حل المشكلة الإستراتيجية مع قطاع غزة.

إسرائيل عادت لتنفيذ سياسة الاغتيالات واغتالت كل من هنية بطهران وشكر بضاحية بيروت الجنوبية  (الأناضول) كسر دائرة الاستنزاف

يعتمد مفهوم الأمن لإسرائيل على 3 أسس: هي الردع والإنذار والحسم، لكن في صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أصبح من الواضح بحسب المحللين أن إسرائيل ليس لديها ردع ضد حماس ولا حزب الله، كما تبين أنها لم يكن لديها أي إنذار، وهو خط الدفاع الثاني، كما أنها ما زالت تعجز عن الحسم بعد 10 أشهر من الحرب على جبهتي لبنان وغزة.

إن سياسة الاغتيالات التي تعتمدها إسرائيل تجعل الشرق الأوسط أقرب إلى حرب إقليمية شاملة. ويبدو أن إسرائيل مستعدة للمخاطرة، من أجل كسر دائرة الاستنزاف التي سقطت فيها أمام إيران ووكلائها، حسبما يقول المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل.

ولفت المحلل العسكري إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تأخذ على محمل الجد والريبة تهديدات حزب الله وحماس وإيران برد قاس على الاغتيالات، قائلا "أعلن الإيرانيون أنهم يجرون مشاورات وهذا قد يستغرق بعض الوقت، إذ يبدو أن الاغتيال في طهران فاجأهم. وبالنسبة لهم، هناك أيضاً قيمة في استنزاف أعصاب إسرائيل لأيام، كما حدث في الماضي".

وإلى حين قدوم الرد الإيراني والانتظار وسط التوتر الأمني، يقول المحلل العسكري "سيتمتع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بلحظة نادرة نسبيا من الإطراء، بعد الفشل الذريع بداية الحرب. لكن نتنياهو الذي لديه دوافع أخرى، ينتهج حرب استنزاف طويلة الأمد، لإحباط الجهود الرامية إلى الإطاحة بحكومته، وتأخير محاكمته الجنائية، لذا يخوض حربا بلا نهاية".

الردع المفقود

في العودة إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مست العقيدة الأمنية الإسرائيلية بالهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على مستوطنات "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية بالجنوب، بحسب المحلل السياسي لـ"يديعوت أحرونوت" نداف إيال، قائلا "مع إطالة القتال وفشل الجيش الإسرائيلي بالحسم، انضمت المليشيات الإقليمية المختلفة، من العراق وسوريا إلى الحوثيين في اليمن إلى الحرب".

ومن وجهة نظر المحلل السياسي، فإن الجيش الإسرائيلي -الذي يحارب حماس في قطاع غزة ويسعى لتقويض قدرتها العسكرية- يواجه تهديدا جديدا بالشرق الأوسط من قبل مختلف التنظيمات المسلحة التي انضمت للقتال، وهو ما يشير إلى أن رؤية رئيس حركة حماس في غزة (يحيى السنوار) من معركة "طوفان الأقصى" بدأت تتحقق رويدا رويدا.

ويرى إيال أن بقاء قيادة حماس في قطاع غزة يشكل دليلا على أن إسرائيل "العظيمة والقوية" قد حل محلها مثل هذه الحركة المقاتلة (حماس) التي ما عاد يردعها الجيش الإسرائيلي، بل هي من تردع خصومها (إسرائيل) وباتت حركة تسحب سيفها بشكل متكرر وتشهره بوجه إسرائيل، وإن نزفت الدم فإنها تمتص الضربات.

وشكك المحلل السياسي في استعادة الردع بسبب الاغتيالات، قائلا "مهما كانت عمليات الاغتيال معقدة ومثيرة للإعجاب ومبررة إسرائيليا لست متأكدا على الإطلاق أنها تسهم بإعادة الردع المفقود".

ولفت إلى أنه مع رفع الجيش الإسرائيلي عتبة الهجوم، مشيرا إلى أن "هناك حالة من الخوف من الوقوع بالفخ، حيث يخيم على الأجواء دوامة إقليمية لا تنتهي". وقال "لا يخدعن أحد نفسه، من الواضح للجميع أن إيران ستهاجم إسرائيل".

فشل إستراتيجي

تحت عنوان "إنجاز تكتيكي.. فشل إستراتيجي" كتب المؤرخ الإسرائيلي آفي شيلون مقالا في موقع "واي نت" شرح فيه أن عمليتي الاغتيال في بيروت وطهران "يجب أن توضعا في سياق الحرب على غزة المستمرة منذ أكثر من 300 يوم".

ولفت المؤرخ المحاضر في "كلية تال حاي" بالجليل الأعلى إلى أنه "باستثناء حرب الاستقلال، التي بدأت حتى قبل أن تقوم إسرائيل كدولة، فإن الحرب الحالية هي أطول حرب عرفها شعب إسرائيل على الإطلاق".

ويعتقد أن استمرار الحرب في حد ذاته فشل إسرائيلي، وذلك "حتى قبل مناقشة حقيقة أن عشرات الآلاف من سكان البلدات الحدودية مع لبنان والجليل الأعلى الذين تم إجلاؤهم منذ 10 أشهر ما زالوا مشردين عن منازلهم، وأن المختطفين الإسرائيليين في غزة ما زالوا هناك".

ويرى المؤرخ الإسرائيلي أن استمرار الحرب -التي تعتبر الأكثر إيلاما وصدمة للإسرائيليين حتى من حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، واستمرت أقل من 3 أسابيع- هو فشل ذريع لأنه يتعارض مع المفهوم الإسرائيلي الأساسي للأمن.

وضع مختلف

ينبع السعي وراء الحروب القصيرة -في مفهوم الأمن الإسرائيلي- بحسب شيلون "من حقيقة أن إسرائيل تعتمد على جيش احتياط، حيث يمكن لتعبئته على مدى فترة طويلة من الزمن أن يؤدي إلى انهيار الاقتصاد، وأن الحروب الطويلة تمنح ميزة وأفضلية للعالم العربي، بإرهاق إسرائيل عبر حرب الاستنزاف".

وفي الحرب على غزة، يرى المؤرخ الإسرائيلي أن "كل الجبهة الداخلية ساحة قتال وفي دائرة الاستهداف، وهو الواقع الذي كان في حرب 1948، لكن الوضع مختلف مقارنة بالسابق". ويضيف "اليوم يتم إخلاء سكان الشمال. وفي قطاع غزة سوف يستغرق الأمر وقتا لإعادة بناء المستوطنات والكيبوتسات، ويجب أن نضيف إلى هذا بالطبع المختطفين الذين يموتون في غزة".

وبافتراض أن تحقيق النصر المطلق "أمر جيد من حيث المبدأ" كما يقول شيلون "فإنه لا يزال له ثمن، فالحرب المستمرة تضر بمكانة إسرائيل، وتضعف الاقتصاد، وترهق المواطنين، وتعرض المزيد من الجنود للموت، كما أنه ليس من الواضح ما هو هدفها الإستراتيجي، لذا وقف الحرب يصب بمصلحة إسرائيل، واستمرارها يضعفها إستراتيجيا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی أن إسرائیل الحرب على حرکة حماس حزب الله قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة

أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بمقتل 32 شخصا على الأقل، مع إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق هجومه رغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بعد 19 شهرا من الحرب المدمرة في القطاع الفلسطيني المحاصر.

في غضون ذلك، أعلن مسؤول في حماس بدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة « بدون شروط مسبقة » بوساطة مصرية قطرية.

وبعيد اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة خليجية، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن الجمعة « ضربات مكث فة » وأرسل « قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة »، واضعا ذلك « في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس ».

وللمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزير ماركو روبيو بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الوضع في قطاع غزة.

وناقش المسؤولان « الوضع في غزة وجهودهما المشتركة لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين »، بحسب المتحدثة باسم الوزارة.

وفي مقابلة مع شبكة « سي بي اس » تبث الأحد، كرر روبيو الدعوة إلى الهدنة.

وقال « نحن نؤيد إنهاء النزاع، ووقف إطلاق النار. لا نريد أن يعاني الناس كما عانوا، ونلوم حماس على ذلك، ولكن الحقيقة تبقى أنهم يعانون »، مؤكدا أنه « في غياب مثل هذا الاتفاق (على وقف إطلاق النار)، نتوقع أن تواصل إسرائيل عملياتها »، من دون التعليق مباشرة على توسيع الهجوم الإسرائيلي.

واستأنفت إسرائيل في 18 آذار/مارس ضرباتها وعملياتها العسكرية في غزة إثر هدنة هشة استمرت نحو شهرين. وهي قامت منذ الثاني من الشهر ذاته بمنع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع.

وأعلنت حكومة نتانياهو مطلع أيار/مايو خطة « للسيطرة » على القطاع، ونقل معظم سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، واضعة ذلك في إطار الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن.

ميدانيا، أفاد الدفاع المدني في القطاع أن حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي السبت بلغت 32 على الأقل.

وقال المتحدث باسم الجمعية محمود بصل لفرانس برس « نقلت طواقم الدفاع المدني 32 شهيدا على الأقل، أكثر من نصفهم من الأطفال وعدد من النساء، وعشرات المصابين… جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية العنيفة والدموية منذ فجر السبت في مناطق مختلفة في قطاع غزة ».

وفي دير البلح (وسط) حيث تعرضت خيم النازحين للقصف، تساءلت جمالات وادي « لمن نشكو يا عالم يا أمة؟ لمن نقول؟ يكفي مجازر، يكفي قتل، يكفي قصف ».

وبعد الغارات، نزح الكثير من سكان جباليا سيرا، بينما تكدس آخرون مع بعض ممتلكاتهم الشخصية في سيارات أو في عربات صغيرة، بحسب لقطات فرانس برس. واصطف آخرون ممن بقوا، من بينهم أطفال، وسط الدمار للحصول على وجبة طعام أعدتها إحدى الجمعيات الخيرية.

وكما كل سبت، تظاهر مئات الإسرائيليين في تل أبيب ضد حكومة نتانياهو، حاملين لافتات تطالب بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن.

واحتلت إسرائيل غزة بين العامين 1967 و2005 حين انسحبت من جانب واحد وفككت المستوطنات. وعقب اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، أطبقت الدولة العبرية حصارها المفروض منذ أكثر من 15 عاما على القطاع. وبينما بقي دخول المساعدات ممكنا بكميات متفاوتة، منعت إسرائيل بالكامل اعتبارا من الثاني من آذار/مارس.

(وكالات)

كلمات دلالية اعتداء شهيد غزة هجوم

مقالات مشابهة

  • محللون: عربات جدعون لن تحقق أهداف إسرائيل والاغتيالات لن تضعف حماس
  • تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس
  • صلاح الدين.. توتر أمني في البوعجيل بعد هدم مقر للحشد الشعبي
  • إسرائيل “منفتحة” على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • خط أحمر لحماس.. مصدر إسرائيلي يكشف شرط إسرائيل لـإنهاء الحرب في غزة
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • عاجل- الوفد الإسرائيلي يواصل مفاوضات الدوحة وسط تعثر التقدم ومقترحات لإنهاء الحرب وتجريد غزة من السلاح
  • سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة
  • اجتماع أمني إسرائيلي اليوم للبت في الصفقة وضغوط دولية للتوصل لاتفاق