صحيفة الاتحاد:
2025-06-01@04:11:21 GMT

القراءة.. الطريق إلى الإبداع والابتكار

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
القراءة تحفز على الخيال والإبداع، تزيد الأفق اتساعاً، تسهم في تحسين مهارات التفكير النقدي والتحليلي، ترفع قدرات الأفراد الفكرية، وتساعد على ابتكارات جديدة، وتمكّن القارئ من فهم الواقع والمعلومات وتحليلهما بشكل أعمق، وتزيد مفرداته وتحسن مهارات التواصل لديه، مما يساهم في تعزيز ذكائه اللغوي وقدرته على التعبير بشكل أفضل.


وأكد نخبة من القراء والكتاب والرسامين والشعراء أن القراءة أسهمت في تكوين وعيهم المعرفي وتنمية الابتكار لديهم وتطوير مهاراتهم الفكرية، وتكوين شخصيتهم كما نمَّت قدرتهم على التنبؤ وإبداء الرأي السليم، موضحين أن القراءة تلعب دوراً حاسماً في تحسين الذكاء وتطوير الإبداع واتساع المعرفة لديهم، فمن خلالها يكتشفون عوالم جديدة ويكتسبون معلومات متنوعة في مجالات عدة، مما يسهم في اكتشاف العالم من حولهم.

نور العقل
قالت وفاء الشامسي، معلمة لغة عربية لطالبات الثانوية العامة، وصاحبة صفحة على «انستجرام» تشجع عبرها على القراءة: إنّ القراءة مفتاح للإبداع والابتكار، فالكتب الجيّدة تفتّش عن قرّاء يتعمقوّن في عوالمها، ويتنقّلون بين أفكارها الثرية، بحثاً عن الأمل والضوء الذي ينير العقول، وأضافت «القراءة تنمّي الخيال والإبداع، وأنا أشجّع الجميع على القراءة لأنّني مدركة أنّ وراء كلّ كتاب فكرة ووراء كلّ فكرة خطوات إلى الأمام، فالكتب هي التي ترشد إلى النور الذي يصنع الأمم والحضارات، وبوابة لإدراك ما حولك، لتكون إنساناً أكثر وعياً، فلم تعد القراءة من كماليات الحياة فهي من لوازمها، ولا يحقّ لإنسان أن يربّي أولاده دون أن يحيطهم بالكتب، ففي اعتقادي أنّ أعظم هدية من الممكن أن يحظى بها الإنسان هي الشغف بالقراءة، فالكتب شمعة نحملها معنا أينما ذهبنا لتنير دروبنا».

تحديات
بدورها، ترى مروة كوكاش، صاحبة دار نشر، أن هناك تحديات تواجه تعزيز القراءة لدى هذا الجيل، ومنها غزو وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفعها إلى تعزيز القراءة لدى الأجيال عبر العديد من الوسائط، ومنها مجموعات عبارة عن بطاقات، وألعاب تحفيزية ومسابقات، بحيث أن كل علبة تتضمن 50 سؤالاً وجواباً، وكل سؤال يتضمن احتمالات ومعلومة عن الجواب، منها أيضاً مجموعة «العبقري الصغير» المنوعة وتتضمن مجالات عدة من فنون ورياضة وعلوم ورياضيات، مؤكدة أنها تستهدف جميع الفئات العمرية من 4 إلى 18 سنة.
وأضافت: «بهذه الوسائط نواجه التحديات التي تعرقل القراءة، كما نشجع على الإبداع والابتكار عبر ألعاب الذكاء، بحيث يقرأ الطفل بشكل بسيط ومفيد، وفي نفس الوقت نمده بالمعرفة، كما أنها تحفز اللعب والمشاركة مع الأهل، وهي وسيلة تعليمية تضاف للكتب، وهذه الوسائط قد تشجع وتحفز على الإبداع.

 كتب متخصصة
وأشار محمد الحلبي، مهندس معماري يروِّج لكتب أجنبية مستوردة في الهندسة المعمارية والفن والموضة والتصوير، إلى أنه يحرص على توفير كتب متخصصة وعميقة وجلبها للوطن العربي كتغذية بصرية ومعلومات جديدة عن هذه المجالات، موضحاً أن الفرد عندما يقرأ في الكتاب المتخصص لمدة طويلة تترسخ لديه معلومات وميول بهذا الحقل العلمي، ومنها يأخذ أفكاراً وتغذية بصرية وتدفعه للبحث أكثر، ولأن هناك صعوبة في توفير الكتب الاختصاصية، نوفر معلومات عن الطاقة المتجددة والعمارة المستدامة، وهذه المعلومات ترفد القارئ بمعلومات دقيقة، ورغم إمكانية الحصول على هذه المعلومات عبر شبكة الإنترنت، إلا أن الكتاب يوفر معلومات أعمق، ويمكّن المبدع من تطوير مداركه واستخلاص الأفكار المتجددة.

أخبار ذات صلة تحدي القراءة العربي يتوج عمر أحمد الشموري بطلاً لدورته الثامنة في لبنان «الطاقة والبنية التحتية» تطلق الدورة الثانية لجائزة البحث والابتكار

الطريق إلى الإبداع
لا شك أن الكتاب هو الصديق الوفي ورفيق الوحدة الذي لا يبخل بالمعلومات، هكذا أشارت الشاعرة ميرة القاسم، التي تنظم القصيد وتمارس الرسم، إلى أنها كانت تقرأ كثيراً وفي يوم ما وجدت نفسها في عزلة بسبب جائحة «كورونا»، فوظفت العزلة في ابتكار أشكال وأنواع من اللوحات والأعمال الفنية، وقالت: «القراءة سبقت عندي الشعر والكتابة والألوان، وخلال العزلة كنت أبحث عن متنفس، فاكتشفت أن القراءة والكتابة تختزنان لدي موهبة وقدرة على الرسم، فبدأت بالرسم مع أولادي وزوجي لأستكشف عوالم جديدة بداخلي، رسمت على فواصل الكتب وبدأت لوحاتي تتسع وتتنوع، حيث دخلت عدة دورات لاكتشاف عالم الفن التشكيلي، وبدأت في رسم «وجوه في الذاكرة»، وأغلب لوحاتي تركز على العيون الناطقة، وكل لوحة رسمتها أوحت لي بكتابة قصة قصيرة أو رواية، فالقراءة هي مخزون يمكن توظيفه في الإبداع بمجال الكتابة والرسم والابتكار. 

لغة مشتركة
الكلمة لغة مشتركة بين الشعوب وجسر تواصل مع مختلف الأجناس والأطياف، هكذا قال الكوري «كيم تي جيو»، الذي يطلق على نفسه اسم «هارون»، موضحاً: «عندما جئت إلى الإمارات كنت أفكر في حضور بعض المعارض، وأعود من حيث أتيت، ولكني اكتشفت ثقافة وعادات وتقاليد جديدة عليّ، فبدأت أقرأ وأثقف نفسي وفكرت في البقاء والكتابة عن هذا البلد المضياف، وبذلك فإن القراءة، إلى جانب تجربتي بوطن التسامح، دفعتاني للإبداع والتفكير في الكتابة لأساهم ولو بقدر بسيط في تغيير نظرة الغرب عن العرب.

خارج الصندوق
عن أهمية القراءة ودورها في الإبداع، قال الكاتب محسن سليمان: «القراءة تفتح جميع المجالات الفكرية من اجتماعية وأسرية وتاريخية، وتنمي الذائقة الروحية وترتحل بك إلى عوالم مختلفة، حسبما قال أحد الفلاسفة: «من يقرأ يطوف بلاداً بعيدةً، ومن لا يقرأ يبق حبيس منطقته»، لذلك القراءة تفتح آفاق الإدراك وتعرفك على ثقافة وعادات شعوب وتفتح اللغات الشعرية، وكلما تعمق الفرد في القراءة أصبح مخزونه الثقافي واللغوي والمعرفي غنياً، ما يعينه على مجابهة التحديات واستكشاف قدرته على التعامل مع الناس، ومن ثم ينعكس عليه وينسحب على الابتكار والقدرة على التخيل، وفي مجال التخصص يجب أن يغذي ويستزيد ويقرأ في مجال تخصصه لينمي معارفه»، موضحاً: «القراءة تجعل المرء أكثر فهماً وعمقاً وتصقل القدرات الإبداعية، والقدرة على ابتكار الحلول المتجدّدة لمشاكله، والتفكير خارج الصندوق، وتمكنه من اختيار ما يناسبه من قرارات قد تكون مصيرية في محيط أسرته ومجتمعه.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القراءة الكتابة الإبداعية الكتابة الأدبية الابتكار

إقرأ أيضاً:

كوثر محمود تشارك في المؤتمر الدولي للتمريض حول الذكاء الاصطناعي والابتكار

شاركت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض وعضو مجلس الشيوخ، في فعاليات المؤتمر الدولي الأول للتمريض، الذي نظمته مستشفى سرطان الأطفال مصر  “57357”، تحت شعار: “التمريض في عصر الذكاء الاصطناعي والابتكار”.

وجاءت مشاركة نقيب التمريض؛ تقديرا لدور التمريض المحوري في منظومة الرعاية الصحية، خاصة في مجال أورام الأطفال الذي يتطلب أعلى معايير الدقة والتخصص.

وحسب بيان لنقابة التمريض، أشادت نقيب التمريض بجودة وكفاءة فريق التمريض داخل مستشفى 57357، مؤكدة أن الأداء التمريضي في هذه المؤسسة يضاهي المستويات العالمية من حيث الانضباط والكفاءة والتفاني.

وقدمت الدكتورة كوثر محمود الشكر لإدارة المستشفى، ممثلة في الدكتور شريف أبو النجا، رئيس مجلس الإدارة، والدكتورة سحر موسى، مديرة قطاع التمريض، مشيدة بوجود قسم متخصص للبحث العلمي في مجال التمريض داخل المستشفى، ما يعكس رؤية واضحة في تطوير المهنة والارتقاء بها على أسس علمية.

وخلال فعاليات المؤتمر، تم تكريم الدكتورة كوثر محمود من قبل تمريض مستشفى 57357، تقديراً لدورها القيادي في دعم وتطوير مهنة التمريض على مستوى الجمهورية.

ومن جهتها، أوضحت الدكتورة سماح علوي، رئيس قسم التدريب والبحث العلمي بقطاع التمريض في المستشفى، أن المؤتمر استهدف الارتقاء بكفاءة التمريض في مجال أورام الأطفال، ومواكبة التطور التكنولوجي المتسارع، بالإضافة إلى توسيع شبكة التعاون البحثي والطبي بين المتخصصين على المستويين المحلي والدولي.

وقالت الدكتورة سحر موسى، مديرة قطاع التمريض، إن الجلسة الأولى للمؤتمر شهدت نقاشات موسعة تحت عنوان "نحو مستقبل رقمي للتمريض في أورام الأطفال"، حيث تناول المشاركون كيفية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وسبل استخدامها في تحسين الجودة ودعم اتخاذ القرار.

وتحدث الدكتور محمد كمال، رئيس وحدة البحوث الإكلينيكية ونائب مدير الذكاء الاصطناعي بالمستشفى، عن المبادئ الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، كما قدمت الدكتورة بسمة رشاد، مديرة التمريض بمستشفى بهية، عرضاً حول استخدام تقنية "البلوك تشين" لدعم استدامة نظم الرعاية الصحية.

وفي الجلسة الثانية، التي جاءت بعنوان "تطوير الممارسة التمريضية في بيئة متعددة التحديات"، ناقش الحضور الابتكارات الجديدة في رعاية مرضى الأورام، وركزت الجلسة على سبل تحسين نتائج المرضى من خلال الرعاية الدقيقة المبنية على الأدلة العلمية والبحث المتقدم.

أما الجلسة الثالثة، فجاءت بعنوان "نحو نموذج متكامل للتمريض الرقمي في رعاية أورام الأطفال"، وناقشت التحولات التكنولوجية والحوكمة الحديثة والتعليم المستدام، وركزت على أهمية دمج أدوات التكنولوجيا والأنظمة الرقمية المتطورة في دعم التمريض المتقدم.

يُذكر أن المؤتمر الدولي الأول للتمريض بمستشفى 57357 شهد مشاركة واسعة من قيادات التمريض والنقابة العامة، إلى جانب عمداء كليات التمريض وخبراء من داخل مصر وخارجها، من دول الأردن، والسعودية، والإمارات، وإنجلترا، ما أضفى على المؤتمر طابعاً دولياً يعكس أهمية تطوير التمريض في مواجهة تحديات العصر.

طباعة شارك نقيب التمريض الدكتورة كوثر محمود المؤتمر الدولي الأول للتمريض مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357 مستشفى 57357 نقابة التمريض التمريض في عصر الذكاء الاصطناعي والابتكار منظومة الرعاية الصحية أورام الأطفال

مقالات مشابهة

  • مجمع الاستخبارات الأمريكي: ترامب لا يقرأ.. فليكن التقرير بطريقة فوكس نيوز
  • وشم ذكي على الجبين يقرأ موجات الدماغ ويتنبأ بالإرهاق قبل حدوثه
  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
  • تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد والابتكار
  • كوثر محمود تشارك في المؤتمر الدولي للتمريض حول الذكاء الاصطناعي والابتكار
  • السفارة الأمريكية تنظم ندوة عبر الإنترنت لمعلمي اللغة الانجليزية في ليبيا   
  • هيئة الكتاب تصدر إصدارا جديدًا عن الإدارة الاستراتيجية لـ بهاء الدين سعد
  • تعديل قراءة أداء الاقتصاد الأميركي بالربع الأول .. إلى انكماش 0.2%
  • الإفتاء توضح الدليل على مشروعية الأضحية من الكتاب والسنة
  • هبة أبو بكر بطلة لتحدي القراءة العربي في فلسطين