علي جُمعة: يضيع العلم بين الأعداء والأدعياء
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن الأمة الإسلامية هى أمة واحدة، من لدن آدم، وإلى خاتم المرسلين، وإلى يوم الدين، تحب ربها، وتؤمن بنبيها، ونؤمن نحن بالأنبياء من قبل نبينا ﷺ {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
وأضاف جُمعة عبر صفحته الرسميه على موقع الفيسبوك، أنه من صفات المؤمن عبر العصور، ومراد الله منه في هذه الأكوان، أن يدرك شأنه، يثق في نفسه، بعد أن يثق بالله سبحانه وتعالى، يحترم الآخرين، يعي ما الذي حوله، من تلك العوالم، ما عصرنا، وما الذي يجري فيه؟ وكيف نتعامل معه؟
ما عصرنا، وما الذي يجري فيه؟ وكيف نتعامل معه؟
ووضح جُمعة أنه على المؤمن أن يكون مدركًا لشانه، يعني لشأنه، عالمًا بزمانه، وكأن العزلة عن العصر، ليست هي من تمام الإيمان، وكأن الغفلة عن عناصر هذا الكون، ليست هي مما أراده الرحمن، بل أراد الله منا أن ندرك أنفسنا على حقيقتها، وبإمكاناتنا، وأن ندرك عصرنا، الذي نعيش فيه، بخصائصه، وما حدث فيه؛ حتى نستطيع العمل، وحتى نستطيع السير في طريق الله سبحانه وتعالى.
وتابع جُمعة أن هذا العصر له سمات، علامات، وهذه العلامات، والسمات، منها: أن النخبة قد ذابت في عصرنا، في مصرنا، وهكذا يخبر سيدنا ﷺ، من أن الله لا ينزع العلم انتزاعًا، وإنما ينزعه بقبض العلماء، فإذا مات العلماء، تَصَدَّر رؤساء جهال، يقولون ما لا يعرفون، ويهرفون بما لا يدركون، ويضلون من غير ما يعلمون، يظن بعض الناس أن هذه حالة قدرية، والأمر ليس كذلك؛ لأننا أهل تكليف، «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم مَنْ خالفهم إلى يوم القيامة»؛ لأننا كُلفنا بالعلم، وكُلفنا بإزالة الجهالة.
وانتهي فضيلة المفتي إلى أنه يجب علينا أن ندرك أن العلماء في مصرنا في تناقص، وأنه يجب علينا، أن ننشئ هؤلاء العلماء إنشاءً، وأن نحافظ على العلم حفاظنا على حياتنا، وأن نعود مرة أخرى من أجل أن ندخل العصر متوكلين على الله سبحانه وتعالى، ونستدرك ما فاتنا من زمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قال الدكتور على جمعة كبار العلماء هيئة كبار العلماء عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء
إقرأ أيضاً:
فوائد حسن معاملة الآخرين في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الإسلام دعا إلى حسن معاملة الآخرين وذلك في معاملتهم بلطف ومودة والاستماع إليهم وتقدير وجهة نظرهم، وشملت دعوته في ذلك الرجل والمرأة، والغني والفقير، بل الإنسان والحيوان.
وأضاف علي جمعة، في منشور له، أنه لحسن معاملة الآخر فوائد كثيرة في المجتمع لعل من أهمها نشر الأخلاق الحميدة بين الناس كاليسر والصفح والسماحة وطلاقة الوجه، كما أنها أيضاً تزيد من المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، ويمكن تقسيم حسن المعاملة على محاور مختلفة.
وأشار إلى أن هناك حسن المعاملة مع الله سبحانه وتعالى هو الذي يورث التقوى والورع بين العباد، وهناك حسن المعاملة مع الناس وهو الذي يكسب المرء ثقة الآخرين فيه وثقته مع نفسه ويأتي هذا المحور تحت معنى قوله: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (البخاري)، هناك حسن المعاملة مع المرأة وهي التي تعبر عن رقي دين الإسلام وعالمية رسالته، وهي التي تأتي تحت قوله: «واستوصوا بالنساء خيرا» (البخاري).
وتابع: إلا أن من المحاور الرئيسية في حسن المعاملة في عصرنا هذا محوران هما:
حسن معاملة الحيوان وهي تدل عن رحمة الإسلام بجميع المخلوقات وتجلب الخير والبركة والرشاد للأمة جامعة.
وحسن المعاملة مع العمال والمستخدمين وهي التي تدفعهم إلى الإخلاص والمحافظة على الأموال وسلامتها، ومن ثم تنشر في المجتمع روح من السلام والألفة بين طبقاته المختلفة فتحافظ على كيانه وتقوي أواصر وحدته.
ووردت أمثلة كثيرة في السنة النبوية الشريفة تحث على الرأفة بالحيوان كأحد المحاور المهمة لفضيلة حسن المعاملة، فعن أبي هريرة عن النبي قال: «إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم» (أخرجه أبو داود في سننه) وفيه الأمر بحسن معاملة الحيوان ورحمته، مع ذكر وبيان للسبب الذي يحض على هذا، وهو أن الحيوان مسخر بأمر الله، وأنه يساعد الإنسان في قطع المسافات الطويلة لقضاء الحاجات، وأظهر لأصحابه بديلا لإرهاق الحيوان والجلوس على ظهره للتسامر، وهو الأرض.
وعن ابن عباس قال: نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم (أبو داود). والتحريش هو الإغراء والتحريض، والتحريش بين الطيور والحيوانات يتخذ لعبة في بلدان كثيرة، وفيه إيذاء للحيوان واستخدامه في غير ما خلق له، وفي هذه اللعبة يقوم العابثون بالحيوان أو الطير بإعطائه عقاقير وكيماويات تجعله يثور ويشرس على مثله كي تزداد متعة المشاهدة، وهو نوع من العدوانية وسوء الخلق، يربي النفس على التوحش والتلذذ بتعذيب الآخرين وآلامهم.
وعن ابن عباس أن النبي قال: «لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا» (مسلم)، فالرسول حريص أن يربي أصحابه على احترام الحيوان والرفق به لأن صلاح النفس ومنهجها القويم في المحبة والاحترام للمخلوقات واحد، سواء كان هذا المخلوق جمادا أو حيوانا أو إنسانا حقيرا أم شريفا، فالالتزام بالمنهج واحد، وهو احترام المخلوقات تقديرا لخالقها الواحد؛ لأن الاستهانة ببعض الخلق وإن كان حيوانا نذير بفساد في النفس يدعوها للاستهانة ببقية المخلوقات وعدم توقير خالقها.