أعلنت اليونيسف وصندوق التمويل الإنساني لأفغانستان (AHTF) -المفوض من قبل البنك الإسلامي للتنمية (IsDB)- الاثنين، الانتهاء من مشروع “خدمات إمدادات المياه المستدامة والمقاومة لتغير المناخ في المجتمعات الريفية النائية” في أفغانستان.
وقد وفرت هذه المبادرة التي تبلغ قيمتها 2 مليون دولار أمريكي، التي يمولها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ويتم تنفيذها بالشراكة مع صندوق التنمية الإنسانية الأفغاني واليونيسف، أنظمة إمدادات مياه صديقة للمناخ ومستدامة لأكثر من 30 ألف شخص في 18 مجتمعاً نائياً في مقاطعتي باكتيا ولوجار.


وتشكل خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية احتياجات أساسية للأطفال والأسر، وتعتبر مرافق المياه والصرف الصحي الآمنة، إلى جانب ممارسات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بالصابون، من العوامل الأساسية للوقاية من الأمراض المعدية، ومع ذلك، فإن الوصول إلى المياه الآمنة في أفغانستان محدود.
ووفقاً لمسح اليونيسف المتعدد المؤشرات لعام 2022 – 2023، لا يحصل حوالي 27 في المئة من السكان في أفغانستان على مياه شرب آمنة، ويفتقر ما يقرب من 44 في المئة إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، ولا يحصل سوى 24 في المئة من الأسر على الخدمات الـ 3: مياه الشرب الأساسية وخدمات الصرف الصحي والنظافة.
وتم تنفيذ أعمال إنشاء أنظمة إمدادات المياه الجديدة الـ 18 هذه بقيادة مجالس التنمية المجتمعية، وسيتم تسليمها إلى المجتمعات المحلية للتشغيل والصيانة المستمرة، كما عمل منظمو التعبئة المجتمعية المدعومون من اليونيسف مع هذه المجتمعات المحلية الـ 18 لتوجيهها بشأن الجوانب الرئيسة لمشاريع إمدادات المياه، وتطوير فهم مشترك للمخاطر التي قد تؤثر على استدامة أنظمة إمدادات المياه.
وقد قامت المجتمعات المحلية بتفعيل لجان مستخدمي المياه المسؤولة عن تشغيل وصيانة أنظمة إمدادات المياه، وتم تدريب الميكانيكيين وتزويدهم بالأدوات اللازمة لصيانة وإصلاح أنظمة المياه في جميع المجتمعات الـ18، وقد دعمت اليونيسف حشد المجتمع ومراكز مستخدمي المياه والميكانيكيين لتطوير خطط التشغيل والصيانة وتحديد التعريفات لاستهلاك المياه في المنازل.
ويستمر دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المعني بالمساعدة الإنسانية للمجتمعات المحلية في أفغانستان، حيث يتم إنشاء أنظمة إضافية لإمدادات المياه لـ 64 ألف شخص في 32 مجتمعاً نائياً في ولايات شمال فارياب وجنوب هلمند وغرب فرح، ويدير البنك الإسلامي للتنمية صندوق المساعدات الإنسانية لأفغانستان، ويعمل كوسيلة لتوجيه المساعدات الإنسانية وتلبية الاحتياجات الأساسية وتعزيز الاعتماد على الذات والتنمية في أفغانستان، وقد تم إطلاقه بعد قرار جماعي اتخذه مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في دورته الاستثنائية الـ 17 التي عقدت في 19 ديسمبر 2021 في إسلام أباد.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية إمدادات المیاه فی أفغانستان

إقرأ أيضاً:

محمد أكرم دياب يكتب: أسلحة إسرائيل الخفية – “هدم المجتمعات"

"الحرب لم تعد بالبندقية فقط، بل بالفكرة"، ربما تدرك إسرائيل هذه القاعدة أكثر من أي كيان آخر، ولذلك وضعت خطة طويلة الأمد لاجتياح العقول قبل الأوطان. فمنذ إعلانها عام 1948، وهي لا تكتفي بالتوسع الجغرافي، بل تتقن التمدد الناعم داخل المجتمعات. وبعد هزيمتها في حرب أكتوبر،اويمكن ان نوصفها بهزيمتها الوحيدة والكبرى في الشرق الأوسط،  تحوّلت استراتيجيتها من المواجهة المباشرة إلى إنهاك الخصوم من الداخل، عبر أدوات أقل صخبًا وأكثر تأثيرًا.
في مساء عادي، قد لا يدرك كثيرون أن ما يشاهدونه، أو ما ينتشر في الشارع من مواد مخدرة، هو جزء من مخطط محكم لبناء بيئة منهكة نفسيًا وثقافيًا. انتشرت خلال العقد الأخير أنواع جديدة من المخدرات مثل الكبتاجون والهيدرو، مواد رخيصة وسهلة الصنع، ويُعتقد أن خطوط إنتاجها تمتد إلى جهات مرتبطة بإسرائيل أو تمر عبر أراضيها. الهدف واضح: ضرب وعي الأجيال، تمزيق الإدراك، وتفكيك المجتمعات بهدوء.
ثم يأتي الفن، المنصة التي ما دام كانت ساحة ناعمة للصراع. عبر محتوى موجه على منصات مثل نتفليكس، شاركت إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج أعمال تُجمّل صورتها، وتُظهرها كدولة الحرية والديمقراطية، مقابل تشويه صورة العرب، وخصوصًا الفلسطينيين، مع تمرير ثقافات دخيلة مثل الشذوذ وتزييف الحقائق التاريخية. عمل فني واحد قد يترك تأثيرًا أقوى من خطاب سياسي طويل، وهذا ما تفهمه إسرائيل جيدًا.
ولم تكتفِ بذلك، بل وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية لتسويق روايتها. حسابات ناطقة بالعربية بدأت في ضخ محتوى يُظهر إسرائيل كدولة متقدمة تحب السلام، وينشر صورًا لأطباء إسرائيليين ينقذون أطفالًا، أو جنود يوزعون الحلوى، أو حتى وصفات أكل وموسيقى مشتركة مع العرب. كل ذلك لصناعة وهم أن إسرائيل دولة “عادية”، يمكن أن تكون صديقة، وأن العداء معها مجرد إرث قديم يجب مراجعته. التسويق الناعم للعدو، بلغة مألوفة وبوجوه مبتسمة، كان ولا يزال من أخطر ما فعلته تل أبيب خلال العقد الأخير.
وما قبل اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، كانت إسرائيل تُسرّع من خطوات التطبيع مع عدة دول عربية، وتُرتب علنًا لاتفاقيات تجارية وأمنية وسياحية تُنهي مرحلة العداء. كانت تسعى لتقديم نفسها كـ”شريك طبيعي” في المنطقة، يملك مفاتيح التكنولوجيا والسلام. لكن فجأة، اندلعت الحرب. ومع توالي الأحداث، بدأ يظهر أن توقيتها لم يكن محض صدفة، بل حلقة في مسلسل مرسوم بدقة. فكلما اقتربت من الوصول لمرحلة “القبول الكامل”، اشتعلت مواجهة تُعيد تشكيل الصورة وتُعيد خلط الأوراق، لكن ضمن إطار مخطط لا عشوائية فيه. حرب غزة الأخيرة لم تكن رد فعل، بل خطوة محسوبة ضمن مشروع الهيمنة على المنطقة نفسيًا وعسكريًا وسياسيًا.
المثال الأوضح على هذا التسلل الناعم كان مسلسل “طهران”، إنتاج درامي يعرض قصة عميلة موساد تتسلل إلى إيران. ورغم أنه يبدو مجرد عمل فني، إلا أن تسلسل الأحداث، وطبيعة المهام، تتطابق بشكل مدهش مع عمليات وقعت فعلًا داخل إيران خلال السنوات الأخيرة. هنا لا يكون العمل مجرد دراما، بل شفرة استخباراتية، ورسالة موجهة ومسبقة التوقيت.
نحن أمام مشروع لم يعد نظريًا، بل قائم، يستهدف لا الجيوش، بل العقول. والمجتمعات التي لا تملك وعيًا حقيقيًا ولا درعًا ثقافيًا ستسقط دون أن تطلق فيها رصاصة واحدة، ومصر حتى اليوم صامدة بفضل أجهزتها الاستخباراتية ويقظتها، لكن المعركة ما زالت طويلة، والعدو أكثر دهاءً مما يبدو.

مقالات مشابهة

  • محمد أكرم دياب يكتب: أسلحة إسرائيل الخفية – “هدم المجتمعات"
  • خلال ترأسه المجلس الإقليمي للسكان.. محافظ قنا يؤكد الزيادة السكانية تهدد جهود التنمية
  • "مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية" توقع اتفاقية تفاهم مع "مؤسسة البصر العالمية
  • مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تتعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا في تركيا لإعداد مشروع مناطق صناعية
  • تجاهل مُريب للمبعوث الأممي ومكتبه لمبادرات محلية وإعلامية في ملف الطرقات والأسرى
  • بقيمة 479.1 مليون دولار.. تمويل أوروبي إفريقي بريطاني لدعم الطاقة النظيفة بمصر
  • عطيفي يتفقد الانضباط الوظيفي ويناقش مع قيادة المؤسسة تطوير خدمات المياه والصرف الصحي
  • «إي آند مصر» توقع شراكة استراتيجية حصريه مع منصة «شاهد» لتوفير المحتوى الترفيهي لعملائها
  • الدبيبة لـ«وفد التقييم الأممي»: رؤيتي للحل تحظى بدعم شعبي واسع
  • نبض النيل يولد الكهرباء.. مصر تضيف 300 ميجاوات من السد العالي للطاقة النظيفة