اعتبرت منظمة العفو الدولية، أن السعودية تقاعست عن الوفاء بمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الخاصة بحقوق الإنسان في ملف الترشّح الذي قدمته لاستضافة كأس العالم عام 2034، مؤكدة في الوقت نفسه وجود "ثغرات رئيسية" في خطط استضافة كأس العالم 2030 الذي سيُنظّم في المغرب والبرتغال وإسبانيا.

وكان الفيفا نشر في 31 يوليو، ملفات الترشح المقدمة من المغرب والبرتغال وإسبانيا لاستضافة بطولة 2030 وملف السعودية لاستضافة بطولة 2034.

وجاء هذا الملف مصحوبا بخطط لحقوق الإنسان وتقييمات مستقلة لسياق حقوق الإنسان، والتي كان من المفترض أن تسلط الضوء على المخاطر الرئيسية، وفق المنظمة.

وذكرت المنظمة في بيان بموقعها الإلكتروني، الخميس، أن تحليل ملف الترّشح وخطط حقوق الإنسان الخاصة بالبطولة، أظهر أن السعودية لا تزال تتقاعس عن الالتزام بإجراء إصلاحات جذرية في نظام العمل الاستغلالي، أو اتخاذ أي إجراء لتحسين حرية التعبير عن الرأي، أو وضع حد لقمع نشطاء حقوق الإنسان، أو إلغاء القوانين التي تميز ضد النساء وأفراد مجتمع الميم.

السعودية تستكمل ملف مونديال 2034.. وولي العهد يوقعه "قبل تسليمه" وقع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ملف ترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034، بعد استكمال جميع التفاصيل والاشتراطات، استعداداً لتسليمه للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس)، الاثنين.

وقال رئيس برنامج حقوق العمال والرياضة في منظمة العفو الدولية، ستيف كوكبيرن، إن "الفيفا وضع معايير واضحة لحقوق الإنسان يجب أن تفي بها أي دولة تقدم عرضًا للترشح، لكن من الواضح أن عرض السعودية لا يزال قاصرًا للغاية.

ولفت كوكبيرن إلى أن خطة حقوق الإنسان الواردة في ملف السعودية تتجاهل ببساطة "العديد من المخاطر الهائلة المرتبطة باستضافة حدث رياضي ضخم في بلد لديه مثل هذا السجل الحقوقي الفظيع".

وأضاف أن "خطة السعودية لا تحدد ما إذا كانت ستضع حدًا عمليًا لنظام الكفالة المسيء الذي يستغل العمال الأجانب، أو كيف ستفعل ذلك. ومن المثير للدهشة أن مثل هذه المخاطر الواضحة يمكن تجاهلها بشكل سافر".

وشددت المنظمة على أنه "من دون اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين حماية حقوق الإنسان في السعودية، من المحتمل جدًا أن يشهد تنظيم البطولة العمل القسري والقمع والتمييز، وتكلفة إنسانية باهظة".

ودعت الفيفا للعمل مع السلطات السعودية للتوصل إلى اتفاقات ملزمة قانونًا للتصدي لمخاطر حقوق الإنسان بالكامل، قبل مؤتمره الاستثنائي لتقييم ملفات الترشح، المقرر في 11 ديسمبر 2024، أو الاستعداد للانسحاب.

وأضافت "ينبغي على السلطات السعودية أيضًا إظهار التزامها بحقوق الإنسان من خلال إطلاق سراح النشطاء الذين سُجنوا لمجرد التعبير عن آرائهم".

"انتهاكات خطيرة".. إرسال وثيقة للفيفا بشأن استضافة السعودية للمونديال طالب محامون دوليون الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الأربعاء، الالتزام بسياساته والتدقيق في سجل السعودية الحقوقي قبل اختيارها لاستضافة كأس العالم 2034.

وأوضحت المنظمة أن "التحليل المستقل لسياق حقوق الإنسان"، الذي أعدته شركة المحاماة "إيه إس آند إتش كليفورد تشانس" للاسترشاد به بشأن ملف الترشح، لم يشر إلى مجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان.

وقالت إن التحليل المستقل لم يتطرق إلى حظر النقابات العمالية، أو قمع حرية التعبير، أو الممارسات الموثقة على نطاق واسع لعمليات الإخلاء القسري أو تجريم الأفعال الجنسية المثلية.

ونوّهت إلى أنه لم تتم استشارة منظمات المجتمع المدني أو أصحاب الحقوق في إعداد التحليل، الذي استند إلى معلومات من الهيئات الحكومية فقط.

وأشارت المنظمة إلى أنه وفقا للوائح الفيفا الخاصة بتقديم العطاءات، يجب أن تفي عروض الترشّح بمجموعة واسعة من المعايير الدولية لحقوق الإنسان حتى يتم قبولها.

ونوّهت إلى أن هذه المعايير تشمل حقوق العمال، والتمييز، وعمليات الإخلاء القسري، وحرية التعبير، وحفظ الأمن، بجانب قضايا أخرى.

من جهة أخرى قالت المنظمة إن "هناك مخاطر واضحة مرتبطة ببطولة كأس العالم 2030 يجب معالجتها في المغرب والبرتغال وإسبانيا، ليس أقلها الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة ضد المشجعين، وإنفاذ معايير العمل، وخطر عمليات الإخلاء القسري".

وأكدت أن  هناك حاجة إلى خطط أكثر تفصيلًا لضمان تلبية البطولة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، والعمل بشكل وثيق مع مجموعات المشجعين، واللاعبين، والنقابات العمالية، ومنظمات المجتمع المدني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لحقوق الإنسان حقوق الإنسان کأس العالم إلى أن

إقرأ أيضاً:

عاجل- الهجرة الدولية تحذر من تأثير العواصف والأمطار على 750 ألف نازح في غزة

حذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من تأثير العواصف والأمطار الغزيرة على نحو 750 ألف نازح فلسطيني في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الظروف الجوية الأخيرة قد تؤدي إلى تفاقم معاناتهم في مواقع النزوح غير الآمنة.

وقالت آيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة، إن سكان غزة يعانون من الفقد والخوف لفترة طويلة، وأن العائلات تحاول حماية أطفالها بكل ما أوتيت من قوة، مطالبة بـ الوصول الفوري وغير المقيد للإمدادات الإنسانية لدعم النازحين ومساعدتهم على مواجهة الظروف الصعبة للغاية.

وأشار تقرير المنظمة إلى وصول إعصار "بايرون" إلى المنطقة، وهو عاصفة قوية تسببت سابقًا في فيضانات في اليونان وقبرص، قبل أن تضرب غزة مصحوبًا بأمطار غزيرة أغرقت بالفعل العديد من مواقع النزوح، ما عرض آلاف العائلات إلى خطر كبير. ومن المتوقع استمرار الأمطار في الساعات المقبلة، مما يزيد من معاناة النازحين الذين يعيشون في ملاجئ غير آمنة ومكتظة بالسكان.

كما أضافت المنظمة أن هطول الأمطار بدأ يغمر مئات مواقع النزوح، حتى في المناطق التي تشكل فيها الأمطار المعتدلة خطورة، ما يعكس هشاشة الأوضاع المعيشية للنازحين رغم وقف إطلاق النار الأخير.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتوفير خيام وكرفانات ومواد إغاثة عاجلة، لحماية النازحين من أضرار الأمطار والفيضانات، وضمان استمرار دعمهم في مواجهة الظروف المناخية القاسية.

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان كما تُمارس في عُمان
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان وترسيخ الكرامة الإنسانية
  • نشاط مكثف لوزارة العمل في محافظات الجمهورية.. تفاصيل
  • عاجل- الهجرة الدولية تحذر من تأثير العواصف والأمطار على 750 ألف نازح في غزة
  • 9 مشاهد من تقرير المجلس القومي عن حالة الحقوق والحريات بمصر
  • المجلس القومي لحقوق الإنسان يطلق تقريره السنوي الثامن عشر
  • «الهجرة الدولية»: الأمطار تعرض النازحين للخطر
  • حقوق الإنسان: قمع تظاهرات الشرش في البصرة يدفع نحو تعليق عمل الحكومة
  • في يوم حقوق الإنسان.. رسائل حب وإنسانية تتصدر ندوة دار الكتب
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟