الجديد برس:

قالت الشركة المشغلة للسفينة “غروتون” إنها لم تكمل مسارها بعد تعرضها لهجوم أعلنته قوات صنعاء يوم السبت الماضي، وأنها توجهت إلى جيبوتي لتقييم الأضرار التي أُصيبت بها.

ونقلت وكالة “رويترز” عن شركة “كونبولك” اليونانية أن السفينة “غروتون” أصيبت بصاروخ على بعد 60 ميلاً بحرياً من الساحل اليمني أثناء رحلتها من دبي إلى جدة.

وأضافت الشركة أنه بعد الضربة تم تحويل مسار السفينة إلى جيبوتي، حيث وصلت يوم الأحد.

وأوضحت الشركة أن النيران اندلعت في عنابر الشحن والحاويات على السطح الرئيسي، وتم إخماد الحريق بواسطة طاقم السفينة. وأكدت أن تقييماً كاملاً للأضرار سيتم إجراءه، يليها الإصلاحات اللازمة.

وأعلنت قوات صنعاء يوم السبت استهداف السفينة بصواريخ باليستية في خليج عدن، موضحة أن السبب هو انتهاك الشركة المالكة لقرار حظر الوصول إلى موانئ “إسرائيل”.

وذكر المركز البحري المشترك للمعلومات، الذي تديره البحرية الأمريكية، أن السفينة تعرضت للهجوم مرتين، مشيراً إلى أن السبب يعود لقيام سفن أخرى تابعة لنفس الشركة بزيارة موانئ إسرائيلية مؤخراً.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

الصاروخ اليمني وتغيير المعادلات.. كيف فرضت اليمن الحصار الجوي على “إسرائيل”؟

 

 

في لحظة خاطفة، تهاوى وهم “السماء المحصّنة”. ففي الرابع من مايو 2025، لم يكن الشرق الأوسط على موعد مع مجرّد تصعيد جديد، بل مع ولادة معادلة استراتيجية غير مسبوقة. بإعلان القوات اليمنية المسلحة فرض “حصار جوي شامل” على الكيان “الإسرائيلي”، تحوّلت خارطة الاشتباك من جغرافيا غزّة إلى فضاء إقليمي مفتوح، تجاوز خطوط التماس المباشر، ليضرب أحد أكثر رموز البنية التحتية “الإسرائيلية” حساسية: مطار “بن غوريون” الدولي.
الصاروخ الذي استهدف مطار “بن غوريون” لم يكن اعتياديًا. لقد اخترق طبقات الدفاع المتعددة، الأمريكية و”الإسرائيلية”، ليصيب هدفه بدقة، وسط صدمة استخبارية لم تنفع معها التبريرات. فشل منظومات الدفاع “القبابيّة” كشف هشاشة ما سُمّي لعقود بـ”حصن الردع الإسرائيلي”، وكشف معه محدودية القدرة الأمريكية في تأمين الحليف المدلل في لحظة الحقيقة.
منذ سبتمبر 2024، دأبت القوات اليمنية على إطلاق صواريخها باتجاه البحر الأحمر والأراضي الفلسطينية المحتلة، دعمًا واضحًا وصريحًا للمقاومة في غزة. لكن استهداف المطار المركزي لـ”إسرائيل” شكل نقطة تحوّل: فالأمر لم يعد مجرّد إسناد رمزي، بل دخول فعلي في معركة فرض المعادلات.
ما جرى لم يكن فقط خرقًا أمنيًا؛ بل خرقًا مفهوميًا لمعنى “الحدود الآمنة”، وأسّس لمرحلة جديدة، تُفقد “تل أبيب” تفوقها الجوي والناري، وتضع مطاراتها ومرافئها تحت رحمة قرار يُتخذ من جبال صعدة أو كهوف عمران.
القدرة على التحرك الجوي كانت جزءًا من تفوق “إسرائيل” الاستراتيجي: حركة الطيران المدنية والعسكرية، استقبال الدعم الخارجي، والهروب نحو الملاذات الدولية عند الأزمات. اليوم، كل تلك القواعد باتت مهددة. فحين تُصبح مطارات “اللد” و”إيلات” و”ريشون لتسيون” ضمن مدى نيران منظمة ومتكررة، فإن “إسرائيل” لم تعد نقطة منيعة في شرق المتوسط، بل هدفًا مرصودًا ضمن مجال ناري يمتد من اليمن إلى لبنان، مرورًا بسورية والعراق.
ما يحرج واشنطن أكثر من الضربة نفسها هو العجز عن منعها. الغارات الأمريكية على اليمن، وإسقاط طائرة “إف-18 سوبر هورنت” في البحر الأحمر، والانكشاف الاستخباري أمام منصات الإطلاق المتنقلة، جميعها مؤشرات على مأزق الردع الأمريكي، لا تجاه اليمن فحسب، بل تجاه المحور الذي تقوده طهران ويضم صنعاء وبغداد وبيروت وغزة.
الإدارة الأمريكية، العالقة بين مستنقع أوكرانيا وارتدادات صراع غزة، تدرك أن توسيع الجبهة ضد إيران لم يعد خيارًا واقعيًا، خصوصًا بعد دخول روسيا علنًا على خط الحلف الاستراتيجي مع طهران. فالاتفاقية العسكرية الموقّعة بين موسكو وطهران، والتي دخلت حيز التنفيذ لعشرين عامًا، تقلب طاولة التهديدات، وتجعل أي عدوان على إيران مغامرة غير محسوبة العواقب.
الضربات الأمريكية و”الإسرائيلية” لم توقف مسار الصواريخ اليمنية، بل زادت من وتيرتها ومن دقتها. وهذا بحد ذاته يُسقط إحدى أهم ركائز العقيدة العسكرية الغربية: القدرة على الضرب الاستباقي. فالحوثي – كما تُصرّف النخبة السياسية الغربية اسمه – لم يعد مجرد “متمرّد” في نظرهم، بل فاعل إقليمي يمتلك ناصية القرار في منطقة حساسة، تمتد من باب المندب إلى عمق الأراضي الفلسطينية.
أما التهديدات “الإسرائيلية” بالردّ “بسبعة أضعاف” فهي أقرب إلى الاستعراض الإعلامي منها إلى الخطط الفعلية. فتجربة اليمن أثبتت أن الحرب المفتوحة مع صنعاء مكلفة ومكشوفة ومحفوفة بالمخاطر، سواء من ناحية الجغرافيا أو القدرة القتالية أو حتى مناخ الإسناد الشعبي العربي المتصاعد.
اليوم، لم تعد صنعاء في موقع الدفاع عن غزة، بل أصبحت لاعبًا يفرض مفاعيل قراره على عمق “إسرائيل”. الحصار الجوي لم يأتِ كرد فعل، بل كخيار هجومي مدروس، ينقل المواجهة من الرمزيات التضامنية إلى فرض المعادلات الصلبة.
تل أبيب في مرمى النيران الدقيقة، وواشنطن في مأزق الخيارات، وعواصم الغرب أمام اختبار حقيقي لصدقية تحالفاتها. أما العرب، فإن لحظة الحقيقة أمامهم: إمّا أن يكونوا شهودًا على تغيير التاريخ، أو شهود زور في محكمة تسقط فيها فلسطين مرة أخرى.
الضربة اليمنية لم تُعطّل مطارًا فحسب، بل عطّلت أيديولوجيا بكاملها، تلك التي بُنيت على تفوّق السماء. لقد ولّى زمن الهيمنة الجوية، وبدأ زمن الأهداف المكشوفة. ومن لا يملك سماءه، لن يفرض شروطه على الأرض.

مقالات مشابهة

  • مراسلة سانا: المشاركون في ختام ورشة “العدالة الانتقالية في سوريا: آفاق وتحديات” يؤكدون ضرورة نبذ جميع أشكال العنف والتحريض والانتقام، ويدعون لتشكيل هيئة العدالة الانتقالية وسن قانون خاص لها وتفعيل مسارها، لإنصاف الضحايا وذويهم وضمان معاقبة الم
  • السودان تعلن تعرض محطتين كهربائيتين لهجوم مسيّرة نفذته الدعم السريع
  • الصاروخ اليمني وتغيير المعادلات.. كيف فرضت اليمن الحصار الجوي على “إسرائيل”؟
  • المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينتزع صاروخ “جدام” غير منفجر من مطار صنعاء
  • شاهد بالفيديو.. صاروخ يمني يحلق فوق رأس ترامب متوجهاً لضرب قلب “تل ابيب”
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل هجوم جديد على “بن غوريون”
  • خسائر بالملايين.. ماس كهربائي يشعل النيران في مخزن أجهزة كهربائية بالمنيا
  • ضبط متجرى المواد المخدرة ومصرع 3 عناصر إجرامية عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة
  • كشف امريكي عن شراكة سعودية في استهداف “قوات صنعاء” 
  • رغم الاضرار.. استعدادات لتفويج الحجاج عبر “مطار صنعاء”