عربي21:
2025-06-17@06:53:11 GMT

ما دلالة اختيار حركة حماس للسنوار خلفا لهنية؟

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

منذ اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران على يد الصهاينة؛ والتكهنات حول من سيخلفه في قيادة حركة حماس لم تتوقف يوما واحدا، وكانت أقل الاحتمالات المطروحة على الطاولة هي اختيار يحيى السنوار -من مواليد ١٩٦٢- رئيس الحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، والسبب الأبرز أنه داخل غزة لا يستطيع ممارسة العمل السياسي أو التفاوض، كما أنه المطلوب الأول للكيان الصهيوني الذي يعتبره المسئول الأول عما حدث منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

فلماذا اختارت الحركة السنوار رغم تعقد وضعه الشخصي وكذلك بيئة الصراع التي تخوضها الحركة؟

من وجهة نظري أن حركة حماس اختارت السنوار لجانب عملياتي وكذلك لتوصيل عدة رسائل للجميع. فأما الجانب العملياتي، فتواجد رئيس المكتب السياسي في ذات المكان مع القائد العام للجناح العسكري، يسهل عملية التنسيق والتشبيك واتخاذ القرارات، وخصوصا بعد أن ضاقت المسافة بين السياسي والعسكري بشكل كبير.

تواجد رئيس المكتب السياسي في ذات المكان مع القائد العام للجناح العسكري، يسهل عملية التنسيق والتشبيك واتخاذ القرارات، وخصوصا بعد أن ضاقت المسافة بين السياسي والعسكري بشكل كبير
بكل تأكيد، المكتب السياسي خارج فلسطين المحتلة هو جزء أساسي من عملية اتخاذ القرارات والتفاوض، ولكن وجود رأس القيادة السياسية مع القيادة العسكرية في مكان واحد يسهل كثيرا عملية اتخاذ القرار بينهما، كما يخفف الضغط على المكتب السياسي في الخارج والدول لمضيفة، فإذا سعت واشنطن وتل أبييب للضغط على المكتب السياسي في الخارج عبر الوساطاء سيكون الرد لسنا أصحاب القرار، صاحب القرار النهائي هو السنوار، وبالتالي بهذا الاختيار يخف الضغط كثيرا على دولة قطر، وهو أمر مطلوب حفاظا عليها كحليف استراتيجي للقضية.

أمّا الرسائل فهي كثيرة متعددة؛ أرادت الحركة إيصالها للجميع ومنها:

بهذا الاختيار تقول الحركة للجميع أن خط المقاومة والتحدي للاحتلال هو الخط الأصيل للحركة، وأنه موقفها الثابت الذي لن يتغير مهما كانت الظروف أو الضغوط عليها، وهو ما يستدعي من الجميع أن يعلم الحركة ماضية دون هوادة في خيار المقاومة بكل أشكالها، وأن الفعل السياسي تابع للمقاومة وليس سابقا له؛ على الأقل في الأمد القريب للصراع.

وجدير بالذكر أن السنوار كان المشرف على كتائب القسام الجناح العسكري قبل اختياره رئيسا للحركة في ٢٠٢١ م، وكان المؤسس لجهاز "مجد" الأمني، المختص باكتشاف العملاء، وبالتالي من كان يشرف على كتائب القسام أصبح رئيسا للحركة وينسق مباشرة مع قائدها الحالي محمد الضيف، وهي دلالة مهمة للغاية لفهم طبيعة المرحلة ومستقبل الصراع.

بهذا الاختيار تقول الحركة للجميع أن خط المقاومة والتحدي للاحتلال هو الخط الأصيل للحركة، وأنه موقفها الثابت الذي لن يتغير مهما كانت الظروف أو الضغوط عليها
كذلك أرادت الحركة أن توصل لمن يهمه الأمر رسالة مفادها أن السنوار لا يزال حيّا يرزق، يمارس مهام عمله بشكل طبيعي، بل سيقود الحركة كاملة، وهي تعني كذلك أن التواصل بين القيادة وباقي جسد الحركة ومؤسساتها لا تزال تعمل بشكل طبيعي وسلس ولم تتأثر بكل هذه الضغوط الإسرائيلية داخل القطاع.

من دلالات الخطوة كذلك، تأكيد الحركة على أن المعركة مع الاحتلال أصبحت معركة وجودية لا مكان فيها لأنصاف المواقف والحلول، وأن البندقية هي لغة التفاهم بينهم حاليا وحتى إشعار آخر.

أكّدت الحركة بهذه الخطوة فكرة أن من أشرف علـى صناعة مشهد السابع من أكتوبر يستحق التكريم والتقديم، وبهذه الخطوة تؤكد الحركة أنها بكل مؤسساتها وأفرادها راضية عن الثمن المدفوع في غزة والضفة، حتى أنها اختارت صانع المشهد رئيسا لها.

أيضا توصل الحركة رسالة تدعيم لمحور المقاومة بقيادة إيران، فمعروف أن الرجل كثيرا ما أشاد بإيران وحزب الله من زاوية دعمهما العسكري للحركة، وبالتالي اختياره سيكون رسالة تدعيم لمحور المقاومة، فالرجل على سبيل المثال لا الحصر أكد سابقا في أيار/ مايو ٢٠١٨ على قوة العلاقة مع قيادة الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني، مشددا على أن "إيران لم تقصر في دعم الحركة بكل أشكال الدعم منذ العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014"، وكانت كثيرا ما تستفز تصريحاته المؤيدة لمحور المقاومة وقادته حتى القريبين من الحركة في وقتها.

توصل الحركة رسالة تدعيم لمحور المقاومة بقيادة إيران، فمعروف أن الرجل كثيرا ما أشاد بإيران وحزب الله من زاوية دعمهما العسكري للحركة، وبالتالي اختياره سيكون رسالة تدعيم لمحور المقاومة
وبالتالي ستعطي الخطوة زخما لمحور المقاومة وهو الأمر الذي تحتاجه الحركة بشدة في هذه المرحلة، خصوصا بعد أن تخلى عنها الجميع عربيا، بل أصبحت عواصم عربية تعمل بلا خجل أو رادع مع الكيان الصهيوني كتفا بكتف، في تواطؤ مخجل ومعيب وصمت شعبي مخزٍ.

وبالتالي، لم يعد أمام الحركة سوى تقوية محور المقاومة فهو الوحيد الذي يقف بجانبها فعليا وجديا على الأرض ويدفع أثمان مقابل ذلك، بغض النظر عمّا يثيره البعض من دوافع إيران وحزب الله أو كفاية الدعم من عدمه.

قد يثير اختيار السنوار لغطا وجدلا كبيرا في المرحلة القادمة، ولكنها رصاصة أطلقت وأنتهي الأمر، ولم يعد مهما سوى أن نشغل أنفسنا بأي طريق ستسلكه هذه الرصاصة وفي قلب من ستستقر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسماعيل هنية حماس يحيى السنوار غزة حماس غزة إسماعيل هنية يحيى السنوار مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المکتب السیاسی فی

إقرأ أيضاً:

اختيار مصر للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ CIF لخفض الانبعاثات بالقطاع الصناعي بقيمة مليار دولار

أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اختيار مصر ضمن 7 دول من بين 26 دولة تقدمت للاستفادة من برنامج خفض الانبعاثات بالقطاع الصناعي التابع لصندوق الاستثمار المناخي CIF، والذي يُعد أول مبادرة تمويل ميسر عالمية مُخصصة لخفض الانبعاثات الضارة بالقطاع الصناعي بالدول النامية بقيمة مليار دولار.

وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اضطلاعًا بدورها لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات الدولية وشركاء التنمية، تقدمت بملف مصر بالتعاون البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية، والبنك الدولي، ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الأفريقي للتنمية، من أجل للاستفادة من البرنامج، وذلك استنادًا إلى الرؤية الطموحة التي تمتلكها للتحول إلى الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات، والقدرات المؤسسية، والمشاركة الفعالة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي خاصة من خلال التمويلات التنموية.

وأضافت أن اختيار مصر ضمن 7 دول يؤكد ثقة المجتمع الدولي في الاستراتيجيات الوطنية والجهود المبذولة لتعزيز العمل المناخي، كما أن الاختيار يُعد خطوة هامة نحو تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وجذب المزيد من الاستثمارات المناخية، مشيرة إلى أن الدولة المصرية تعمل على تكامل السياسات الوطنية وأهداف التنمية مع الأهداف المناخية، وتستهدف المضي قدمًا في تنفيذ السياسات المحفزة للتحول الأخضر بالتعاون مع المؤسسات الدولية.

وذكرت أن مصر عززت جهودها في مجال العمل المناخي خاصة منذ استضافة مؤتمر المناخ COP27، في نوفمبر 2022، حيث أطلقت المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي» التي تُعد منصة رائدة وحظيت بدعم دولي غير مسبوق وإشادات متتالية نظرًا لدورها في تشجيع الاستثمارات المناخية من خلال الشراكة بين الحكومة، والمؤسسات الدولية، والقطاع الخاص.

وذكر صندوق الاستثمار في المناخ (CIF)، أنه تم اختيار 7 دول (مصر، البرازيل، المكسيك، ناميبيا، جنوب أفريقيا، تركيا، وأوزبكستان) استنادًا إلى تقييم من فريق خبراء مستقل، موضحًا أن البرنامج يهدف إلى دعم التحول الصناعي منخفض الانبعاثات وخلق فرص عمل خضراء، بما يعزز من القدرة التنافسية الاقتصادية طويلة الأجل للدول المشاركة، ويؤهلها للاستفادة من السوق العالمي للسلع الصديقة للبيئة، والمتوقع أن تصل قيمته إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030.

ويُعد هذا البرنامج جزءًا من صندوق التكنولوجيا النظيفة (CTF) التابع لصندوق المناخ الاستثماري، والذي تبلغ قيمته الإجمالية 9 مليارات دولار، ويعتمد على آلية أسواق رأس المال الخاصة بالصندوق، التي تُعد الأولى من نوعها في تعبئة رأس المال الخاص لدعم أولويات التنمية المستدامة والشاملة والمرنة للدول.

ومن جانبها أوضحت السيدة/ تارييه جباديجيسين، الرئيسة التنفيذية لصندوق الاستثمار في المناخ (CIF)، «لقد بدأت المنافسة العالمية لإزالة الكربون من القطاع الصناعي، والأسواق الناشئة في الصدارة. إزالة الكربون من الصناعة لا تتعلق فقط بخفض الانبعاثات، بل تتعلق أيضًا بتأمين الازدهار طويل الأمد وفرص العمل المستقبلية. كما أنها ضرورية لإنتاج المدخلات الصناعية منخفضة الكربون التي يحتاجها العالم بشكل عاجل لتوسيع قدرات الطاقة المتجددة ودفع عجلة الاقتصاد العالمي».

جدير بالذكر أنه خلال نوفمبر 2022 ضمن فعاليات مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، عن فوز الملف المصري بالمرتبة الأولى على مستوى دول منطقة شمال أفريقيا وقارة أوروبا، في مبادرة صندوق الاستثمار في المناخ CIF حول استثمارات الطبيعة والناس والمناخ والتي يقدم من خلالها الصندوق دعم بقيمة 500 مليون دولار لتنفيذ مشروعات بالدول النامية الأعضاء. وتجري مباحثات على المستوى الفني بين الوزارة والجهات المعنية وصندوق الاستثمار في المناخ، للاستفادة من المبادرة من خلال تمويل عدد من المشروعات ضمن برنامج «نُوفّي»، في مجالات الزراعة الذكية مناخيًا، الأعمال الزراعية والتمويل الزراعي، النظم البيئية للمناطق الساحلية، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص كمحور مشترك.

ومن المقرر أن تتعاون الدول السبع التي تم اختيارها مع بنوك التنمية الأطراف وشركاء من القطاع الخاص لتطوير خطط استثمارية تُعرض على مجلس إدارة الصندوق لاعتمادها.، وستتيح هذه الخطط للدول الوصول إلى تمويل ميسر للغاية لتوسيع نطاق تطبيق التكنولوجيا النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر، والصناعات منخفضة الكربون، لتحقيق التحول في مجال الطاقة عالميًا.

ويُمكن البرنامج الدول النامية من الوصول إلى التمويلات الميسرة، وجذب الاستثمارات لمشروعات التحول المناخي، فضلًا عن توفير فُرص العمل الخضراء، ويُعد هذا البرنامج جزءًا من صندوق التكنولوجيا النظيفة (CTF) التابع لصندوق الاستثمار في المناخ (CIF)، والذي تبلغ قيمته الإجمالية 9 مليارات دولار، ويعتمد على آلية أسواق رأس المال الخاصة بالصندوق، التي تُعد الأولى من نوعها في تعبئة رأس المال الخاص لدعم أولويات التنمية المستدامة والشاملة والمرنة للدول. وكل دولار يتم استثماره من صندوق التكنولوجيا النظيفة يولد مقابله 12 دولارًا في صورة تمويل إضافي.

مقالات مشابهة

  • عُيّن خلفا لغلام علي رشيد.. الجيش الإسرائيلي: اغتيال رئيس أركان الحرب في إيران للمرة الثانية
  • حماس تصدر بيانًا بعد تقارير عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي بعملية إسرائيلية في قطر
  • حماس تنفي اغتيال رئيس مكتبها السياسي في قطر
  • من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
  • إسقاط إيران إسقاط لمحور المقاومة
  • رسميا.. الكشف عن المدرب الجديد لمنتخب إيطاليا خلفا لسباليتي
  • مروة ناجي: ألبوم أنا الأولى الأقرب لشخصيتي.. وزوجي يساعدني فى اختيار الأغاني |حوار
  • إعلام غربي: طهران لم تتوقع شدة الهجوم الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر
  • اختيار مصر ضمن 7 دول للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ
  • اختيار مصر للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ CIF لخفض الانبعاثات بالقطاع الصناعي بقيمة مليار دولار