قال تقرير نشرته مجلة فورين أفيرز إن العالم انشغل مؤخرا بالحرب بين إسرائيل وإيران والمخاوف النووية، وأغفل تقدم المخطط الإسرائيلي لاحتلال غزة، وإن الضغط الأميركي هو العامل الوحيد الذي يمكنه وقف هذا التمدد.

وأكد التقرير أن انشغال العالم بقصف الولايات المتحدة للمواقع الإيرانية النووية أتاح للحكومة الإسرائيلية التقدم في تنفيذ عملية "عربات جدعون"، والاستمرار بتجويع الغزيين دون عواقب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟list 2 of 2المادة الخامسة من معاهدة الناتو.. سلاح ترامب الجديد لإخضاع حلفائهend of list

ووجد الكاتب ماكس رودنبيك -مدير مشروع إسرائيل وفلسطين في مجموعة الأزمات الدولية- أن الحكومة الإسرائيلية تجاوزت أهدافها المعلنة في بداية الحرب من تحرير الرهائن، وهزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)،  وأصبحت الآن تسعى إلى احتلال غزة.

وفي حين تنعم إسرائيل بنجاح حملتها ضد إيران، فإنها تدفع ثمنا فادحا على الصعيد الدولي جراء حربها في غزة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي حول العالم وتهديد الاتحاد الأوروبي بوقف اتفاقيات التجارة معها.

غزة تختنق تحت الحصار بلا ماء ولا غذاء ولا دواء (الأناضول) ضرورة التدخل الأميركي

ووجد التقرير أن أصوات المعارضة الإسرائيلية ومراقبي الأمن السابقين -بمن فيهم رؤساء المخابرات ومستشارون- أيدوا وقف الحرب، إلا أن ذلك لم يؤثر على قرارات الحكومة.

ولفت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن استيائه من استمرار المجاعة في غزة، وطالب بإيقاف الحرب في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

ويرى التقرير أن واشنطن تستطيع -بإرادة سياسية قوية- إعادة فرض وقف إطلاق النار، ووضع حد للتقدم الإسرائيلي، ويمكن أن تشكّل العودة إلى صيغة الهدنة السابقة أساسا للمفاوضات المستقبلية.

وشدد التقرير على أن الضغط الأميركي هو المحور الأساسي لمنع تحقيق أهداف التهجير القسري وتجنب وقوع جريمة حرب في غزة، محذرا من أن غياب الضغط الجدي من الولايات المتحدة سيترك غزة تحت رحمة الحكومة الإسرائيلية وحلفائها المتطرفين.

شهداء مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب غزة (مواقع التواصل الاجتماعي) حرب غذاء

وقال التقرير إن مؤسسة غزة الإنسانية زادت المجاعة سوءا، إذ قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 500 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، في مشهد غير مسبوق في سياق توزيع المساعدات الإنسانية.

إعلان

ولفت إلى تقرير سابق أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن المؤسسة خططت لتزويد الغزيين بالأطعمة المعلبة فقط، دون توفير الأدوية أو الإمدادات الضرورية الأخرى، وبمعدل ألف و700 سعر حراري يوميا، وهو أقل من المعايير الطبية المعتمدة.

وأضافت المجلة أن تقليص المعونات الإنسانية جاء بعد تدمير الأراضي الزراعية في غزة، مما قضى على معظم مصادر البروتين والخضراوات، كما زادت معاناة المدنيين عمليات نهب منظمة شنتها عصابات تحت حماية إسرائيل.

صور الأقمار الصناعية تظهر تدمير الأشجار (أعلى) والصوبات الزراعية (أسفل) في شمال غزة (هي ين) تهجير قسري

وحسب التقرير، تمت هندسة برنامج المساعدات بهدف تسهيل احتلال غزة، فعلى عكس شبكة المساعدات القديمة التي كانت تشمل عشرات الوكالات ومئات مواقع التوزيع وآلاف العمال المنتشرين في القطاع، وُضعت مراكز الغذاء الجديدة في أقصى جنوب القطاع بهدف إخلاء الشمال تدريجيا.

وأجبرت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ مارس/آذار 660 ألف فلسطيني على النزوح القسري، وقتل الجيش الإسرائيلي حوالي 5 آلاف فلسطيني، مع تركيز الهجمات على المناطق المدنية لدفع السكان جنوبا.

وخلص التقرير إلى أنه دون تدخل أميركي قوي وحاسم، ستستمر الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ خططها العدوانية في غزة، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وسيُحكم على الغزيين بحياة في الخيام تحت رقابة الاحتلال، مع اعتماد كامل على المساعدات الإسرائيلية المحدودة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة

إقرأ أيضاً:

وفاة رضيعين فلسطينيين جوعا جراء الحصار الإسرائيلي لغزة

الثورة نت/وكالات توفي رضيعان فلسطينيان بقطاع غزة، مساء امس الخميس، جراء سوء التغذية ونفاد حليب الرضع، وسط استمرار الحصار المشدد والإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني في القطاع. وشيعت عائلتا الرضيعين جثمانيهما من مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد أن فارقا الحياة نتيجة الحرمان من أبسط حقوق الرعاية الصحية والغذائية،حسب وكالة الانباء الفلسطينية “وفا”. والأسبوع الماضي، حذرت مصادر طبية من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة الرضع، جراء نفاد حليب الأطفال وسط استمرار الحصار والحرب. وقال محمود شراب، عم الرضيع نضال (خمسة أشهر)، إن ابن أخيه توفي نتيجة “نقص الغذاء وعدم توفر الحليب”، مشيرا إلى وجود حالات مماثلة في المستشفى تستدعي تدخلا عاجلا لإدخال الحليب العلاجي والغذاء المناسب للأطفال. أما محمد الهمص، والد الرضيعة كندة (عشرة أيام)، فقال إن طفلته توفيت جراء سوء التغذية ونقص الأدوية. ووفقا للمصادر الطبية، يرتفع عدد الوفيات جراء نقص الغذاء والدواء في القطاع إلى 244، وتضاف الوفاتان الأخيرتان إلى حصيلة متصاعدة من ضحايا الجوع والحرمان من العلاج، معظمهم من الأطفال وكبار السن. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب العدو، القوة القائمة بالاحتلال، إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • وفاة رضيعين فلسطينيين جوعا جراء الحصار الإسرائيلي لغزة
  • إسرائيل توقف مؤقتاً إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بفلسطين: إسرائيل ترفض إدخال المساعدات لغزة
  • الإمارات تدين الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وتدعو إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية
  • بن غفير: وقف المساعدات لغزة يقربنا من النصر وسأعيد طرح الملف في الحكومة
  • يادلين: إسرائيل تسعى لتدمير قدرات إيران النووية والصاروخية
  • فورين أفيرز: ابتهاج إسرائيل وأمريكا بالنصر يتجاهل تاريخ الشرق الأوسط المعقد
  • ما علاقة 7 أكتوبر بحرب إسرائيل على إيران؟
  • الحكومة الإسرائيلية تحظر على أعضائها الإدلاء بتصريحات حول إيران