المقاومة الخضراء جمعية أردنية تدعم غزة على طريقتها
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
رغم بشاعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فإنها أحيت مفاهيم إنسانية في نفوس كثير من شعوب العالم وأنتجت أساليب متعددة للتعاطف والتضامن مع الفلسطينيين.
بعض هذه الأساليب يعود إلى بدايات الحصار الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني منذ 17 عاما كما هو حال الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأردن.
وتعتبر الجمعية ما تقوم به تجاه غزة "مقاومة خضراء"، إذ تستخدم البذور الزراعية والشتلات في إعادة وتأهيل مزارع القطاع بهدف إدامة المحاصيل الأساسية وزيادة تشبث الفلسطينيين بأرضهم.
ولا يقتصر دور الجمعية على غزة، إذ ساهمت في زراعة 3 ملايين شجرة منذ عام 2001 في عموم أراضي فلسطين بديلا لما اقتلعه جيش الاحتلال الإسرائيلي وجرفه خلال اعتداءاته المتكررة.
وبالنظر إلى ما خلّفته الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة وجدت الجمعية من خلال شركائها في الداخل الفلسطيني ضرورة إحياء مزارع القطاع.
وفي مارس/آذار الماضي أطلقت الجمعية مرحلة أولى من جهودها تستهدف نحو 400 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) في غزة.
سيادة غذائيةونقلت وكالة الأناضول عن رئيسة الجمعية رزان زعيتر قولها "الفكرة التي نعمل عليها تتعلق بتحقيق السيادة الغذائية، إلى جانب أننا ندعم المزارع الفلسطيني ونساعده على التمسك بأرضه، نسمي أنفسنا المقاومة الخضراء، فتحقيق السيادة لا يتحقق إلا بإدامة مواردنا، ونتمنى أن يكون العالم العربي بسيادة غذائية حتى يستقل سياسيا".
وشددت زعيتر على أن "السيطرة على الغذاء تعني السيطرة على الشعوب، فالاحتلال يقوم بذلك بشكل صارخ ووقح تجاه شعب غزة، ويستخدم التجويع سلاحا".
وأجبرت الحرب الإسرائيلية نحو مليوني مواطن قطاع غزة البالغ عددهم قرابة 2.2 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
وتقول زعيتر "منذ مارس/آذار الماضي نعمل على مشروع يهدف إلى إحياء أراضي غزة، ووصلنا إلى 162 مزارعا هناك، ويغطي عملهم نحو 400 دونم جرى إعادة تأهيلها وهي منتجة حاليا، مهمتنا الأساسية تزويد أولئك المزارعين بالبذور والأسمدة والمبيدات وأجهزة الري، وكان ذلك الدور قبل الحرب متاحا نوعا ما".
واستدركت "لكن في ظل الحصار الخانق حاليا أصبح الأمر صعبا، لكنه مستمر عبر شركائنا بالداخل"، دون أن تحدد وسائل ذلك.
وأضافت زعيتر أن الجمعية العربية لحماية الطبيعة تسعى في مشاريعها ذات الطابع السياسي لأن تحقق تأثيرا ملموسا على السياسات العالمية، فالزراعة هنا تحاول أن تنوب عن أدوار سياسية عجزت دول العالم عن القيام بها، وفق قولها.
واستدلت على صعوبة ظروف أهالي غزة بـ"دراسة إسرائيلية عام 2007 هدفت إلى قياس السعرات الحرارية من حجم ما يدخل من غذاء إلى القطاع، بحيث تكون دون حد الشبع وإبقائهم أحياء بأسلوب تسعى من ورائه إلى الموت البطيء لهم".
3 ملايين شجرةوتأكيدا لمبدأ الاستقلالية، قالت زعيتر "عملنا قائم على التبرعات من الأفراد وجهات عربية وإسلامية، ونرفض أي تمويل أجنبي من أي منظمة كانت، وقيمة التبرع فقط 5 دنانير أردنية (7 دولارات) وهو ثمن الشتلة، ويتم تسجيل اسم صاحبها بنشراتنا".
أما عن مناطق عملهم في غزة فقالت رزان زعيتر "البداية كانت بزراعة أشتال الخضروات في أرض تابعة للبلدية، ثم بـ500 ألف شتلة خضار متنوعة من البندورة (الطماطم) والخيار والباذنجان وغيرها من الأنواع الأخرى بمساحة 200 دونم في المنطقة الوسطى للقطاع، وأعدنا زراعة 170 دونما شمال القطاع بأنواع مختلفة".
وأكملت زعيتر أن عمل الجمعية في فلسطين يعود إلى 23 عاما، وتعد غزة جزءا من مشروع "يقلعون شجرة نزرع 10" عام 2001.
وتم من خلال هذا المشروع "المساهمة في زراعة 3 ملايين شجرة على كامل الأراضي الفلسطينية بديلا لما اقتلعه وجرفه الاحتلال"، كما ختمت زعيتر.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي حربا على غزة خلّفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
وبالتزامن مع حربه على غزة صعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة -بما فيها القدس الشرقية- فقتل 619 فلسطينيا وأصاب 5400 واعتقل نحو 10 آلاف، كما دمر البنية التحتية وممتلكات مواطنين، بينها مساحات زراعية، وفق جهات رسمية فلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نشطاء يتظاهرون أمام السفارتين الأميركية والبريطانية في ماليزيا
تظاهر ناشطون ماليزيون، اليوم الأربعاء، أمام السفارتين الأميركية والبريطانية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، واتهموا القوى الغربية بالمشاركة في جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وحمّل المتظاهرون الولايات المتحدة مسؤولية قتل الفلسطينيين في غزة جوعا وقصفهم بأسلحة وذخائر أميركية، مطالبين بوقف الحرب وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وهتف المتظاهرون بشعارات تندد بتزويد الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي إسرائيل بالسلاح والمال والغطاء السياسي.
وقرع المتظاهرون أواني فارغة رمزا للجوع، أمام حراس السفارتين، في تعبير رمزي عن استنكار سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في القطاع المحاصر.
وانتقل النشطاء من السفارة الأميركية إلى البريطانية، وقالوا إن مطالبهم تتجاوز وقف دعم بريطانيا للاحتلال الإسرائيلي إلى مطالبتها بتصحيح ما نتج عن جريمة تسليم فلسطين للصهيونية، والاعتذار للشعب الفلسطيني عن جرائم الحرب التي ارتكبت بحق الفلسطينيين.
وفي محاولة لتجنب مخالفة قانون التجمهر لم يتجاوز عدد المتظاهرين 15 ناشطا، حيث ينص القانون المثير للجدل في ماليزيا على اشتراط الحصول على إذن من الشرطة قبل أسبوع من تنظيم أي تجمع سلمي.
يذكر أن تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المدعومة أميركيا، وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة وفق تقارير محلية ودولية حيث تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 154 شهيدا بينهم 89 طفلا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 146 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.
إعلان