استنفار بجيش الاحتلال الإسرائيلي تحسبا لهجمات إيرانية
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
تصاعدت حدة الخلافات في الداخل الإسرائيلي، وسط حالة استنفار تشهدها إسرائيل انتظاراً للرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية.
اتهامات لـ «نتنياهو»وقال أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، إنّ إسرائيل دخلت حرب استنزاف بعد «طوفان الأقصى»، متهمًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان على منصة «إكس»، بعدم الاهتمام إلا ببقاء حكومته، محذرًا من عدم امتلاك الحكومة استراتيجية للخروج من الأزمة الحالية.
وأشار إلى تداعيات الحرب الحالية على مصالح الاحتلال، مطالبا بوضع استراتيجية لإنهاء التوترات والأعمال العسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان، تبدأ بإيران، مشيرًا إلى إن زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله يدمر منطقة بأكملها.
وفي الوقت الذي تحدث فيه «ليبرمان» عن عدم وجود خطى لدى إسرائيل لمواجهة إيران، خرجت وسائل إعلام إسرائيلية، تقول بأنّ سلاح الجو يشهد حالة من الاستنفار على كل الجبهات، تحسبًا لتطور المناورات العسكرية التي يجريها الجيش والحرس الثوري الإيرانيين.
وأعربت تقارير إعلامية إسرائيلية، عن مخاوفها من أنَّ تتحول المناورة الإيرانية إلى هجوم واسع النطاق، مشيرة إلى أنّ طهران قادرة على إطلاق 11 ألف صاروخ، خلال دقائق معدودة.
وتجري إيران مناورات عسكرية على مدار يومين، وسط تواتر أنباء عن اختبار صواريخ «جو-جو»، بعيدة المدى، وهناك خطر إطلاق النار في بعض المناطق، وقد تم تحديد منطقة الخطر حتى ارتفاع 12 ألف قدم، بحسب ما جاء في قناة «القاهرة الإخبارية».
وكشفت وكالة «إرنا» الإيرانية، خلال الساعات القليلة الماضية، عن إجراءات اتخذتها القيادة العسكرية لتحديث أنظمة الدفاع الجوي على الحدود الشرقية، برادارات وصواريخ اعتراضية، موضحة أنّه تم تزوید مواقع منطقة الدفاع الجوي شرقي البلاد بأنظمة الرادار والصواريخ والمسیرات محلية الصنع، بحضور قائد قوات الدفاع الجوي في الجيش الإيراني علي رضا صباحي فرد.
ضغوطات لحرب شاملةوفي ظل المخاوف من الرد الإيراني، كشفت تقارير صحفية أمريكية عن احتمال تراجع إيران عن تهديداتها بالرد على إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة لتهدئة التوتر وتجنب اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، يعتقد مسؤولون في البيت الأبيض أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها الإدارة الأمريكية لتخفيف حدة ردّ فعل إيران على مقتل هنية بدأت تحقق نتائج إيجابية، إذ صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن تواصلت مع كل من إسرائيل وإيران لتأكيد ضرورة عدم تصعيد الصراع، مشددًا على أهمية اتخاذ قرارات من شأنها تهدئة التوترات وليس تفاقمها.
وقال «بلينكن»: «من المُلِح أن يقيّم الجميع في المنطقة الوضع، وأن يدركوا مخاطر سوء التقدير، وأن يتخذوا قرارات من شأنها تهدئة التوترات، لا تصعيدها»، مضيفا: «انخرطنا في دبلوماسية مكثفة مع الحلفاء والشركاء، وأوصلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إيران، كما أوصلنا تلك الرسالة إلى إسرائيل».
كما كشفت مصادر مطلعة في البيت الأبيض، لصحيفة «واشنطن بوست»، عن تطور مهم قد يؤثر على قرار إيران بشأن الرد على اغتيال إسماعيل هنية، ووفقًا للمصادر، توصلت طهران سرًا إلى استنتاج مفاده بأن هنية لم يُقتل بصاروخ دقيق التوجيه كما كان يُعتقد في البداية، وترجح السلطات الإيرانية أن الهجوم تم تنفيذه بواسطة قنبلة تم تهريبها مسبقًا إلى الغرفة التي كان يقيم فيها هنية في طهران، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذه القنبلة تم تفجيرها عن بُعد، مما يشير إلى عملية استخباراتية معقدة ودقيقة.
من جانبه، أكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أن استعداد واشنطن لإظهار قوتها العسكرية في المنطقة قد يجعل إيران تفكر مرتين قبل الإقدام على أي عمل عدائي، قائلاً: «إيران تدرك بوضوح أن الولايات المتحدة لن تتراجع في دفاعها عن مصالحها وشركائها وشعبها».
وفي هذا السياق، اتخذ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عدة خطوات عسكرية خلال الأيام الأخيرة للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات المحتملة من قبل إيران وحلفائها، وحماية القوات الأمريكية، شملت نشر طائرات مقاتلة إضافية وإعلان استبدال حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» بـ«ثيودور روزفلت» في المنطقة، في وقت لاحق من هذا الشهر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إيران صواريخ أرض أرض رد إيران إسرائيل
إقرأ أيضاً:
ضابط سابق بجيش الاحتلال: حماس تساهم إعلاميا بتعميق انقسام الإسرائيليين
بعد مرور عام ونصف على العدوان على قطاع غزة، لا يزال الانقسام الداخلي في مجتمع الاحتلال، متواصلات فالأزمة الاجتماعية، والاستقطاب السياسي، لهما تأثير مماثل على ما تنقله القوى المعادية لها لجمهورها، لاسيما المظاهرات ضد الحكومة، ومسألة الأسرى، ولعب حركة حماس إعلاميا على تعميق الانقسام.
الضابط في جيش الاحتلال، شاؤول بارتيل، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، ومركز الدراسات الشرقية بجامعة لشبونة، ذكر أن "مظاهرات الاسرائيليين، والتصريحات القاسية المؤيدة والمعارضة لمواقف الحكومة، تظهر بصورة دائمة على مواقع حماس الإعلامية، التي تقدم صورة عن مجتمع الاحتلال المشوه المتعب والمتفكك، مما يجعل الحركة تسأل جمهورها: لماذا نحن أول من يجب أن يرمش، على اعتبار أن تداعيات الانقسامات الداخلية بين الإسرائيليين تزيد قدرتها على الصمود في وجه الحرب المنهكة".
وأضاف في مقال نشره مركز بيغن- السادات للشئون الاستراتيجية، وترجمته "عربي21" أن "حماس تفسر الانقسامات الاجتماعية بين الإسرائيليين، خاصة حول قضايا التجنيد، وثمن صفقة الرهائن، والانقلاب القانوني، باعتبارها أزمة وضعفا إسرائيليا يعزز روحها القتالية، ومن أجل إقناع الرأي العام الفلسطيني بصواب موقفها، تحرص الحركة على تسليط الضوء على الانقسامات الاجتماعية في دولة الاحتلال، فلا يكاد يمر يوم دون أن نرى مقالا افتتاحيا أو إخباريا يقدم مظاهرات المحتجين ضد الحكومة، مع المبالغة في التصريحات القاسية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتسليط الضوء عليها".
وأشار إلى أنه "عند قراءة الأخبار التي تبثها الوكالات الاعلامية المؤيدة لحماس يشعر القارئ أن دولة الاحتلال في طريقها للانهيار والتفكك من الداخل، مما يجعل الحركة تعتقد أن انتهاء الحرب لصالحها مسألة وقت فقط، ولتحقيق هذه الغاية، تسعى حماس لدعوة الجمهور الإسرائيلي لزيادة وتيرة المظاهرات، ونطاقها، وانتشارها، كما دأبت مواقعها الإخبارية على نشر كلمات الرهائن الذين يتم إطلاق سراحهم، ويهاجمون فيها نتنياهو، والتأكيد على أن الضغط العسكري سيؤدي لقتل من بقي من المختطفين في غزة".
وأوضح أن "حماس تسعى لتعميم ما تصفها برسائل الوعي التي تريد إيصالها للجمهورين اللذين تتواصل معهما، أولهما الجمهور الإسرائيلي الذي دأبت على بث مقاطع فيديو للرهائن باللغة العبرية، وتوزع على نطاق واسع، بهدف الضغط على حكومته للموافقة على شروط حماس، والتشكيك بتقديرها العسكري والسياسي".
وأضاف أن "الجمهور الثاني هو الفلسطيني الذي يتلقى ترجمة كاملة للكلمات إلى اللغة العربية، وأن يواصل التحلي بالصبر، ومنح حماس مزيدا من الوقت لكسر الحصار، والاعتقاد أن دولة الاحتلال ستحطم نفسها إذا بذل مزيدا من الضغط والحرب النفسية على جمهورها عبر قنوات التواصل الاجتماعي المتعددة".
وبدا واضحا أن "إعلام حماس ركز على جهود الرئيس دونالد ترامب، وإرسال إشارة للرأي العام الفلسطيني بأنه سيمل في مرحلة ما، وسيجبر إسرائيل على التوصل لاتفاق بروح شروطها، مما سيزيد من تفاقم الأزمة الداخلية لديه، وتظهره مجتمعا منقسما وممزقا وبلا استقرار، بسبب لعنة احتلال شعب آخر".
ودأبت الحركة على "الاقتباس من مقالات الكتاب الاسرائيليين المعارضين للحكومة، لاسيما من صحيفة هآرتس، ووصف المظاهرات ضدها بأنها انقسامات لا يمكن التوفيق بينها، ومن شأنها أن تؤدي حتما لتفكك الدولة، وتكرار عدد من العبارات الشائعة على مواقع حماس المختلفة ومنها إسرائيل تنهار، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يتجادلون فقط حول التاريخ الذي سيحدث فيه هذا الأمر، في 2029 أو 2027، كما تنبأ الشيخ أحمد ياسين في تسعينيات القرن العشرين".
واعترف الكاتب أنه "ليس هناك شك في أن القضايا الاجتماعية، وفي مقدمتها قضية المختطفين، تمزق المجتمع الإسرائيلي بالفعل، وترى حماس أن هذا الوضع هو الورقة الرابحة التي ستنهي الحرب في نهاية المطاف، وتعيد الاحتلال لواقع ما قبل السابع من أكتوبر، ولذلك فهي تنشر بسخرية مقاطع فيديو للرهائن تحمل رسائل سياسية مثل الحرب مستمرة بسبب رغبة نتنياهو في الحفاظ على حكومته وغيرها".
وختم بالقول إن "المجتمع الإسرائيلي بأكمله يتوق لعودة الرهائن قريبا، ويأمل في ذلك، ولكن يبدو أن حماس لن تستعجل التنازل عن ورقتهم دون ثمن باهظ سيضع المجتمع الإسرائيلي وقياداته السياسية في مأزق أخلاقي وأمني".