بوابة الوفد:
2025-12-15@06:20:21 GMT

أنشطة صيفية مكثفة لقصور الثقافة بالبحر الأحمر

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

استمرارا للأنشطة الصيفية المكثفة التي تشهدها فروع الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، أقيمت بمواقع فرع ثقافة البحر الأحمر، عدة لقاءات تثقيفية وورش فنية، في إطار برامج وزارة الثقافة.

وتنوعت الأنشطة بين لقاءات توعوية عن مجموعة من القيم، منها لقاء بقصر ثقافة رأس غارب تضمن ورشة حكي للأطفال بعنوان "آداب الاستئذان" لزينب محمد مسئول إعلام القصر، وأوضحت بها للرواد أن الاستئذان من أهم الآداب التي يجب على أبنائنا أن يتعلموها منذ صغرهم لتمثل منهجا لهم في حياتهم.

وفي  ذات السياق عقد قصر ثقافة حلايب محاضرة بعنوان "التسامح وقيمته بين أفراد المجتمع"، للشيخ محمد أحمد -واعظ بمدينة حلايب، متحدثا عن التسامح كونه فضيلة عامة حثت عليها الأديان.

وتضمنت الفعاليات المنفذة بإشراف إقليم جنوب الصعيد الثقافي، برئاسة عماد فتحي، ورشة حكي عن الأخلاق الحسنة أقامتها مكتبة الطفل والشباب بالقصير، بالتعاون مع مدرسة النصر الابتدائية، وتحدث بها الشيخ إبراهيم أحمد من إدارة أوقاف القصير، عن عدد من الأخلاق الحسنة التي ينبغي التحلي بها بين أفراد المجتمع.

وعقد بيت ثقافة رأس حدربة بمدينة حلايب   محاضرة بعنوان "مواقع التواصل الاجتماعي بين الإيجابيات والسلبيات"، قدمها عبيد الله -معلم خبير بمدرسة جمال عبد الناصر بحلايب  وأوضح بها أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وفوائدها وأضرارها وأثرها على المجتمع، منوها لضرورة الاستخدام الأمثل لها.

وضمن الأنشطة الفنية، أقيمت بمكتبة الطفل والشباب بسفاجا ورشة فنية "رسم البورتريه" للفنان إبراهيم عبد الله رسام الكاريكاتير، قام فيها بتدريب الأطفال على مبادئ رسم البورتريه.

وفي الجانب الأدبي لأنشطة الفرع عقد قصر ثقافة الشلاتين محاضرة عن "الشعر المعاصر" لمحمود جداوي باحث ثقافي بالقصر، تناول بها الشعر المعاصر وظهوره في منتصف القرن العشرين، مع ذكر العوامل التي ساهمت في ذلك، ثم ظهور شعراء تبنوا منهج الحداثة الشعرية ومنهم صلاح عبد الصبور وأمل دنقل.
 

قصور الثقافة 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بوابة الوفد الالكترونيه ثقافة البحر الأحمر أنشطة صيفية

إقرأ أيضاً:

قبل أن يقع الخلل

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي

 

في مؤسساتٍ كثيرة، لا تبدأ الحركة إلّا بعد أن يقع الخلل، ولا تُستدعى الحكمة إلا حين تتعقّد المشكلة. نعيش ثقافةً تُجيد إطفاء الحرائق أكثر مما تُحسن منع اشتعالها، فتتحوّل الإدارات إلى غرف طوارئ لا تهدأ إلا لتشتعل من جديد. وبين أزمةٍ وأخرى، يبرز سؤالٌ مُقلق: لماذا ننتظر حتى تتفاقم الأمور؟ ولماذا لا يتحول التخطيط الوقائي إلى ممارسةٍ مؤسسية ثابتة بدل أن يبقى ردّة فعل متأخرة؟ لقد أصبح انتظار المشكلة كي تُعلن عن نفسها جزءًا من الروتين اليومي، مع أن نصف الجهد كان يمكن توفيره… لو أننا بادرنا في اللحظة المناسبة.

تعود جذور هذا السلوك إلى منظومةٍ إدارية اعتادت التعامل مع الواقع خطوةً بخطوة، لا مع المستقبل وما يحمله من احتمالات. فحين يغيب التخطيط الاستباقي، يتحوّل الموظفون إلى منفذين جيدين، لكنهم يفتقرون إلى القدرة على التنبؤ أو اتخاذ المبادرة. وتغدو التقارير مرآةً لما حدث، لا لما يمكن أن يحدث، بينما ينشغل القادة بمعالجة النتائج بدل فهم الأسباب. ومع مرور الوقت، يتكرس داخل المؤسسة وعيٌ جمعي يقوم على الانتظار: ننتظر الشكوى لنُحسِّن، وننتظر التعثر لنُعدِّل، وننتظر الأزمة لنغيّر. وهكذا تعود المشكلات بالوجوه ذاتها والسيناريو نفسه، وكأن الزمن يعيد تشغيل الحلقة ذاتها دون توقف.

وغالبًا ما تتوارى خلف هذا النمط أسبابٌ أعمق من مجرد نقص الأدوات؛ فالمبادرة تحتاج إلى شجاعة، بينما الاستجابة لا تتطلب أكثر من الامتثال. فالموظف الذي يبادر يتحمّل مسؤولية قراره ويعرّض نفسه لاحتمال الخطأ، في بيئة قد لا تُميّز دائمًا بين الاجتهاد المخلص والخطأ المبرَّر. أما الاستجابة فهي الطريق الأكثر أمانًا؛ لا مخاطرة، ولا مساءلة، ولا حاجة لاستشراف المستقبل أو مواجهة المجهول. وهكذا تتسع دائرة الحذر، ويتراجع الحسّ الابتكاري، حتى تغدو المبادرة استثناءً فرديًا لا ثقافةً مؤسسية راسخة.

وليس أدلّ على أثر هذا السلوك من المشاهد اليومية في الميدان؛ فحين تُعالج المشكلة بعد وقوعها، تكون كلفتها أعلى ووقتها أطول وانعكاساتها أعمق. تتكدس المعاملات، وتتأخر الخدمات، ويُرهق الموظفون في محاولات اللحاق بما فات. والأصعب من ذلك أن ثقة المتعاملين تتآكل تدريجيًا، لأن المؤسسة لا تبدو مستعدة ولا مبادرة. ومع مرور الوقت، يتحول الضغط إلى جزءٍ من البيئة، ويغدو العمل تحت «مُنبّه الأزمات» هو النمط السائد، بينما تتبخر فرص التحسين الوقائي التي كان يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا بأقل جهد وأوضح أثر.

المؤسسات التي تتجاوز هذه الدائرة ليست بالضرورة تلك التي تمتلك موارد أكبر، بل تلك التي تبني عقلية مختلفة. فهي تدرك أن المبادرة ليست مشروعًا إضافيًا بل طريقة عمل، فتزرع في فرقها منهجية رصدٍ مبكرٍ للمخاطر، وتمنح موظفيها مساحة آمنة للتجريب، وتشجعهم على طرح الأسئلة قبل ظهور المشكلة لا بعدها. أما المؤسسات التي تكتفي بالاستجابة، فهي غالبًا ما تُغلق الأبواب أمام الأفكار الجديدة وتنتظر التعليمات قبل كل خطوة، فتتقدم خطوة حين يتقدم الآخرون عشر خطوات. وهنا يتجلى الفارق بين مؤسسة تصنع الحدث… وأخرى تكتفي بملاحقته.

وفي نهاية المطاف، لا تحتاج مؤسساتنا إلى جهدٍ خارق كي تنتقل من ثقافة الاستجابة إلى ثقافة المبادرة، بل إلى وعي إداري يدرك أن الوقاية ليست رفاهية، وأن الاستباق جزءٌ أصيل من الحوكمة الحديثة. فحين يتبنى القادة عقلية المبادرة، ويتعاملون مع المستقبل بروح الباحث لا بردّات الفعل، يتحوّل الخلل من مصدر إرباك إلى فرصة تحسين. وعندما يشعر الموظف بأن المؤسسة تثق في اجتهاده وتسمح له بأن يسبق المشكلة بخطوة، تتولد طاقة إيجابية تدفع الجميع نحو أداءٍ أذكى وأكثر استدامة. فالمبادرة ليست مهارة فردية فحسب، بل ثقافة تُبنى… ونقلة تصنع الفرق بين مؤسسة تُطفئ الحرائق، وأخرى تمنع اشتعالها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جنوب سيناء تحتفي بحقوق الإنسان وذوي الهمم في ليلة ثقافية نابضة بالتراث والإبداع
  • أنشطة شبابية وتنموية في محافظات المملكة لتعزيز العمل التطوعي وتمكين الشباب
  • قبل أن يقع الخلل
  • ثقافة الفيوم تنظم لقاءات توعوية لتعزيز وعي الطالبات بالمدارس
  • اتحاد بشبابها بالبحر الأحمر يجتاز دورة القيادة المحلية
  • لرفع وعي المجتمع.. مجمع الملك عبدالله الطبي يطلق حملة ميدانية بعنوان «الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة»
  • محاضرة بعنوان لطائف قرآنية بجامع السلطان قابوس بالسويق
  • يوم ثقافي فني للطلاب في أبوقرقاص بالمنيا
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • رحيل شاب من حلايب أثناء أداء العمرة بمكة المكرمة