البرامج الصيفية.. متعة وفائدة بشروط

تمنح الإجازة الصيفية الطلبة الفرصة لتجديد النشاط وتنمية الهوايات والمهارات، إضافة إلى مراكمة خبرات ومعارف جديدة تصقل شخصياتهم.

وبعد انقضاء نحو ثلثي الإجازة الصيفية، اعتبرت نورة حامد أن البرنامج الذي التحق به أبناؤها حقق تطلعاتهم وتوقعاتهم، وقالت "انضم أبنائي لبرنامج رياضي يشمل حصصاً منوعة لممارسة رياضتي السباحة وكرة القدم، وكانوا خلال البرنامج مستمتعين بأنشطة النادي، حيث استطاعوا تنمية مهاراتهم في السباحة وكرة القدم، والترويح عن أنفسهم، وتجديد نشاطهم قبل بدء العام الدراسي".

وحرصت عبير عادل على تسجيل ابنتيها في الأنشطة الصيفية التي تنظمها المؤسسات الحكومية، لإيمانها أنها لا تقتصر فقط على الترفيه، وأنها تدعم الجانب التربوي والعلمي والعملي للطلبة بأنشطة مفيدة وممتعة. وقالت "انضمت ابنتاي التوأم (11 عاماً) إلى نادي أطفال وشباب الدار في مؤسسة التنمية الأسرية، وهو برنامج مجاني يضم ورشاً لتنمية مهارات العلاقة بين الأخوة عبر سرد القصص والمواقف والعبر، إضافة إلى ورش تنمية المهارات المالية، لمساعدة الأطفال على استثمار مواهبهم، إلى جانب الأنشطة الترفيهية، وكانت تجربة مفيدة ومميزة بالنسبة لهم".

أنشطة تجارية فيما قال ولي الأمر إسماعيل حماد عن تجربته مع البرنامج الصيفي الذي ينظمه أحد المراكز الخاصة، مقابل رسوم اشتراك، بأنها لم ترضِ تطلعاته، موضحاً أنه اختار برنامجاً لتقوية اللغة العربية، وتحفيظ القرآن الكريم، إضافة إلى برنامج تثقيفي عن سيرة النبي محمد، لكنه في الواقع كان برنامجاً ترفيهياً، مع الحد الأدنى من المعلومات العامة. وأضاف "كانت رسوم الاشتراك في هذا البرنامج أعلى من غيرها من البرامج الصيفية، ولكني اعتقدت أن أهدافه ستحقق رؤيتي في تنمية مهارات طفلي اللغوية، وإضافة معلومات جديدة له، باعتبار أنه يدرس المنهاج البريطاني، ولكني للأسف وجدت أن هناك فرقاً كبيراً بين أهداف البرنامج المعلن عنها والتطبيق العملي لها".

بدوره قلل مؤيد بالله أحمد (16 عاماً)، من استفادته من دورة اللغة الإنجليزية التي التحق بها، مبيناً أن إدارة المعهد التعليمي أخبرته أن الدورة الصيفية تضمن له اجتياز مستويين خلال شهرين فقط، وأنه سيلمس تحسناً واضحاً في مهاراته اللغوية، إلا أنه يؤكد عدم شعوره بأي فرق أو تحسن، رغم أن الدورة شارفت على الانتهاء.
متعة وفائدة

وفي سياق مناقشتها جدوى البرامج والأنشطة الصيفية وأثرها على المشاركين فيها، تقول المرشدة التربوية والنفسية آلاء عادل: "لاشك أن البرامج و الأنشطة التي تنظمها الجهات والمراكز والأندية الرياضية والثقافية والتعليمية تضع المشاركين فيها في تجارب مختلفة، تتفاوت في متعتها وفائدتها، ولكنها في مجملها توجد حالة من تجديد النشاط بعد انتهاء العام الدراسي، وقبل بداية عام دراسي جديد".
وتابعت "لابد من الوقوف على مدى استفادة أبنائنا من البرامج التي التحقوا بها، وتقييم تجربتهم من حيث المتعة والفائدة، لأسباب كثيرة منها تكرار التجربة أو عدمها، خاصة أن الكثير من العروض التي تروج للبرامج الصيفية، لا تعبر عن حقيقة الأنشطة التي سيتم تنظيمها".

وأضافت "لكي نضمن أننا نستثمر وقت أبنائنا فيما يحقق لهم رغباتهم وتطلعاتهم من إجازتهم الصيفية، يجب أن نحرص على متابعة ما يقوموا به خلال البرنامج، ونتبادل معهم الأحاديث حول طبيعة التجربة وانطباعاتهم عنها".

المصدر: موقع 24