هل مشروب بديل الوجبات الغذائية يغنيك عن تناول الطعام؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
من المؤكد أنك قد لاحظت "مشروبات بدائل الوجبات" على لوحات الإعلانات، أو ربما شاهدت أحد الرياضيين أو المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمها، أو حتى رأيتها معروضة في المتجر أثناء تسوقك. يبدو أن الاستغناء عن الوجبات بهذه المشروبات أصبح شائعا إلى حد كبير، ولكن يبقى السؤال: هل هي صحية حقا؟
ما هو المشروب البديل عن الوجبة الغذائي؟عادةً ما يكون المشروب البديل عن الوجبة عبارة عن مشروبات معدة مسبقا تحتوي على ما بين 150 إلى 400 سعر حراري، وتتضمن نسبة متوازنة من البروتين والكربوهيدرات والدهون مع إضافة الفيتامينات والمعادن.
في البداية، تم تطوير المشروبات البديلة عن الوجبات، والمعروفة أيضا بمشروبات المكملات الغذائية، لتلبية احتياجات المرضى في المستشفيات، وأصبحت اليوم تُقدَّم لكبار السن كوسيلة مريحة للحصول على تغذية متكاملة. بمرور الوقت، انتشرت هذه المشروبات بين الرياضيين الذين يسعون للحفاظ على لياقتهم البدنية، وكذلك بين متبعي الحميات الغذائية الراغبين في خسارة الوزن، وحتى أولئك الذين يعيشون حياة سريعة ولا يجدون الوقت الكافي لتحضير وجبات غذائية متوازنة.
لكن كيف تعمل المشروبات البديلة عن الوجبات؟تساعد هذه المشروبات في تحقيق توازن بين الشعور بالشبع والتحكم في السعرات الحرارية. فهي غنية بالبروتين، وهذا يساعد على الشعور بالامتلاء وإضافة السعرات الحرارية المطلوبة وفقا لنظامك الغذائي. إذا كنت تسعى لفقدان الوزن، فإن تناول المشروبات البديلة عن الوجبات يمكن أن يجعلك تشعر بالشبع دون استهلاك سعرات حرارية زائدة.
في الواقع، يمكن أن تكون هذه المشروبات أداة فعالة لفقدان الوزن من خلال خلق عجز في السعرات الحرارية، وهو العامل الأساسي في عملية التخسيس. فعلى سبيل المثال، إذا استعاض الشخص عن وجبة تحتوي على 700 سعرة حرارية بمشروب يحتوي على 400 سعرة حرارية، فإنه بذلك يحقق العجز اللازم لفقدان الوزن بدون الشعور بالجوع، وهذا يساهم في إنقاص الوزن مع الحفاظ على كتلة العضلات.
هل المشروب البديل عن الوجبة مفيد حقا؟هناك العديد من الفوائد للمشروبات البديلة عن الوجبات، وهذا يجعلها أداة مفيدة لأي نظام غذائي:
التحكم في تناول السعرات الحراريةيُعد المشروب البديل عن الوجبات إضافة جيدة لنظامك الغذائي إذا كنت تراقب وزنك أو تحاول إنقاصه. لأن أحد التحديات الشائعة عند فقدان الوزن هو الشعور بالجوع، يمكن أن يساعد المشروب البديل عن الوجبة في التغلب على هذه العقبة.
أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة "كارنت نيوترشن آند فوود ساينس" (Current Nutrition and Food Science) المتخصصة فى التغذية والطعام، أن الاستغناء عن وجبة أو وجبتين يوميا بمشروب بديل عن الوجبة يمكن أن يسرع من فقدان الوزن. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن المشروبات البديلة عن الوجبات ليست مشروبات سحرية تحرق الدهون تلقائيا. ولتحقيق فقدان الوزن الفعّال، يجب أن يُستخدم المشروب البديل عن الوجبات كجزء من خطة غذائية تخلق عجزا في السعرات الحرارية.
غني بالعناصر الغذائيةيوفر بديل الوجبات كمية البروتين المطلوبة وفقا لنظامك الغذائي، بدون الدهون المرتبطة بها، وهذا يساعد على بناء الكتلة العضلية بأقل قدر ممكن من الدهون. بالإضافة إلى ذلك، بعض هذه المشروبات تحتوي عادةً على نسبة من الألياف، وهذا يعزز الهضم الصحي ويقلل من احتمالية الإصابة بالانتفاخ أو الإمساك.
كما تحتوي بدائل الوجبات على كمية من الفيتامينات والمعادن المضافة، وهذا يجعلها طريقة فعّالة للحصول على بعض العناصر الغذائية الأساسية في نظامك الغذائي. ووفقا لدراسة نُشرت في مجلة التغذية، تبيَّن أن الأشخاص الذين تناولوا المشروبات البديلة عن الوجبات حصلوا على كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية مقارنةً بأولئك الذين اتبعوا نظاما غذائيا تقليديا.
بديل سريع ومغذٍإحدى أهم ميزات بديل الوجبات الغذائية هي سهولة التحضير. ويُعد تناول المشروب البديل عن الوجبات طريقة فعّالة لضمان حصولك على خيار صحي عندما تعلم أنك لن تجد الوقت لتناول الطعام. بدلا من التوقف في مطاعم الوجبات السريعة التي غالبا ما تقدم خيارات غير صحية، تأتي بعض بدائل الوجبات جاهزة، بينما يتوفر البعض الآخر في شكل مسحوق يُخلط بسهولة مع الحليب أو الماء أو الزبادي، وهذا يجعلها مناسبة للتناول في أي وقت وأي مكان.
رغم الفوائد المحتملة لبدائل الوجبات، هناك بعض التحفظات التي يجب مراعاتها عند استخدامها.
المكونات الصناعيةتخضع معظم المكملات الغذائية وبدائل الوجبات لعمليات معالجة مكثفة، ما يؤدي إلى احتوائها على مكونات صناعية لزيادة مدة الصلاحية والنكهة. هذه المكونات، بما في ذلك المحليات الصناعية المضافة لتحسين الطعم، قد تحمل مخاطر صحية مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
العناصر الغذائية المفقودةعلى الرغم من أن بدائل الوجبات تقدم جرعة جيدة من البروتين والفيتامينات، إلا أنها لا تعتبر بديلا كاملا للأطعمة الطبيعية، خاصة على المدى الطويل. العديد من المركبات الغذائية الأساسية، مثل الفيتويستروجينات، والأحماض الدهنية، والكاروتينات، التي تعزز الصحة العامة، لا توجد في بدائل الوجبات. والاعتماد الكامل على هذه البدائل قد يحرم جسمك من هذه العناصر الحيوية، مما يؤثر على صحتك بشكل عام.
الألياففي حين أن بعض بدائل الوجبات تحتوي على الألياف، فإنها غالبا لا توفر كمية كافية منها، وخاصة الألياف غير القابلة للذوبان، التي تلعب دورا مهما في صحة الجهاز الهضمي وتساعد في التخلص من السموم. على سبيل المثال، العصائر المنزلية تحتوي على الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات، لكن من الصعب توفير نفس الكمية في بدائل الوجبات دون التأثير على مدة صلاحيتها.
بينما تحمل بدائل الوجبات بعض الفوائد، فإن الاعتماد الكامل عليها قد يكون ضارا على المدى الطويل. يمكن أن تكون جزءا من نظام غذائي صحي إذا استخدمت بشكل صحيح، ولكن لا يجب أن تحل محل الأطعمة الطبيعية التي توفر الألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية. ما تأكله يؤثر بشكل مباشر على صحتك، لذا من الأفضل استخدام مشروبات بدائل الوجبات كأداة مساعدة وليس كحل دائم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی السعرات الحراریة العناصر الغذائیة هذه المشروبات تحتوی على یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أكثر من مجرد سعرات حرارية!.. كيف تحول الوجبات السريعة الجسم إلى بيئة ملتهبة؟
#سواليف
أثبتت دراسة علمية ارتباط الاستهلاك المتكرر للوجبات الجاهزة، وارتفاع مستوى #الالتهاب الداخلي في #الجسم، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض #القلب والأوعية الدموية و #اضطرابات_التمثيل_الغذائي.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعا مطردا في العبء الصحي الناجم عن أمراض القلب، التي أصبحت المسبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، متقدمة على أمراض مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة في العديد من المناطق.
والأمر الأكثر خطورة هو التحول الملحوظ في فئة المصابين بهذه المخاطر نحو الفئات العمرية الأصغر سنا، ما يضع ضرورة ملحة لفحص العوامل القابلة للتعديل في نمط الحياة، وعلى رأسها العادات الغذائية.
مقالات ذات صلةوتعد #الوجبات_الجاهزة، بخصائصها المعروفة من حيث الغنى بالسعرات الحرارية، والدهون المشبعة، والملح، مع افتقارها للعناصر الغذائية المفيدة كالألياف والفيتامينات، عاملا رئيسيا يساهم في زيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، واختلال مستويات الكوليسترول. لكن الدراسة الحالية تضيف بعدا جديدا وخطيرا، حيث تربط بين هذه الوجبات ورفع مؤشر الالتهاب الغذائي (Dietary Inflammatory Index – DII) في الجسم.
والالتهاب المزمن منخفض الدرجة هو حجر الزاوية في تطور أمراض القلب، حيث يساهم في تصلب الشرايين وتكون الجلطات. بينما تخفض الأنظمة الغذائية الصحية (كالحمية المتوسطية الغنية بالأسماك والخضروات) من هذا الالتهاب، فإن النظام الغذائي الغربي عالي المعالجة الذي تمثله الوجبات الجاهزة بشكل كبير، يرفع من مؤشراته الحيوية بشكل ملحوظ.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 8500 مشارك من المسح الوطني الأمريكي لفحص الصحة والتغذية (NHANES) بين عامي 2009 و2018. وكشفت النتائج عن مجموعة من المؤشرات المقلقة:
ارتباط واضح بارتفاع مستويات الالتهاب:بعد ضبط العوامل المؤثرة، تبين أن تناول الوجبات الجاهزة ست مرات أسبوعيا أو أكثر يرتبط بزيادة كبيرة في مؤشر الالتهاب الغذائي المعدّل بالطاقة، مقارنة بمن يستهلكونها مرة واحدة أسبوعيا أو أقل. وكان هذا التأثير أكثر وضوحا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عاما.
تراجع في مؤشرات صحة القلب والأيض:لوحظ أن الإفراط في تناول الوجبات الجاهزة يرتبط بـ: انخفاض مستويات الكوليسترول الحميد (HDL). زيادة الدهون الثلاثية. ارتفاع مستويات سكر الدم الصائم والأنسولين، وزيادة مقاومة الإنسولين. اختلاف التأثير بين الجنسين:
أظهرت النتائج أن التأثيرات الأيضية السلبية للوجبات الجاهزة كانت أشد لدى النساء مقارنة بالرجال، ما يشير إلى حساسية أكبر لدى الإناث تجاه هذا النمط الغذائي. العلاقة بالوفيات:
لم يثبت وجود ارتباط مباشر وقوي بين استهلاك الوجبات الجاهزة وزيادة الوفيات في هذه العينة، لكن ارتفاع مؤشر الالتهاب الغذائي وحده كان مرتبطا بزيادة معدل الوفيات الإجمالي، مع اتجاه يشير إلى زيادة محتملة في وفيات أمراض القلب. وهذا يعزز دور الالتهاب بوصفه عاملا محوريا في زيادة المخاطر الصحية.
ونظرا لأن الدراسة من النوع الرصدي المقطعي، فهي لا تثبت علاقة سببية مباشرة، لكنها تقدم دلائل قوية تستدعي تدخلات وقائية على مستوى السياسات العامة، مثل:
تعزيز التوعية بمخاطر الإفراط في تناول الوجبات الجاهزة.
إلزام المطاعم ومنصات التوصيل بإظهار ملصقات تغذوية واضحة حول محتوى الوجبات من الدهون المشبعة والملح والسكريات.
وضع معايير صحية للوجبات المقدمة في المؤسسات كالمستشفيات والمدارس والجامعات وأماكن العمل.
دعم توفير بدائل غذائية صحية وبأسعار مناسبة لتقليل الاعتماد على الخيارات غير الصحية.
وتؤكد هذه الدراسة أن تكرار استهلاك الوجبات الجاهزة ليس مجرد عادة غذائية غير صحية ترتبط بالسمنة فحسب، بل هو محرك مباشر لزيادة الالتهاب الجهازي في الجسم، والذي يمثل بدوره الطريق الملكي نحو زيادة مخاطر أمراض القلب والتمثيل الغذائي.
وتشير النتائج إلى أن خفض وتيرة الاعتماد على هذه الوجبات، والتحول نحو أنماط غذائية مضادة للالتهاب، يمكن أن يكونا ركيزتين أساسيتين في استراتيجيات تحسين الصحة العامة على مستوى المجتمعات.