بوابة الوفد:
2025-07-04@20:46:52 GMT

نظرات فى سير زعماء الوفد

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

يحل شهر أغسطس من كل عام لتتجدد ذكرى زعماء الوفد العظماء سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين الذين تركوا لنا تراثا من القيم والمبادئ الجديرة بالاقتداء أجيالا خلف أخرى. أما الزعيمان سعد والنحاس فقد رحلا فى اليوم نفسه وهو الثالث والعشرين من أغسطس، حيث رحل الأول سنة 1927، بينما رحل النحاس عام 1965، ثم شاء القدر أن يرحل ثالث الزعماء فؤاد سراج الدين فى الشهر ذاته ولكن فى يوم 9 سنة 2000.

ولم يكن غريبا أن يتعرض الزعماء الثلاثة للسجن والنفى والإقامة الجبرية ومحاولات الاغتيال المادى والمعنوى بسبب كفاحهم فى سبيل الوطن دون أن تلين لهم عزائم، أو يخضعون لسلطة احتلال أو حكم مستبد.

يشترك الزعماء الثلاثة فى عدد من السمات التى تمثل عنصرا أساسيا فى أى مشروع اصلاح وطنى وهى الإيمان العميق بالوطنية المصرية، والحرص على الحفاظ على تماسك الأمة، وإعلاء مبدأ سيادة الدستور والقانون فوق أى شىء، فضلا عن نبذ الوسائل غير المشروعة فى السياسة لتحقيق أى غاية، والتمتع بكرامة وعزة نفس عظيمتين.

كان الزعماء الثلاثة من دارسى القانون والعاملين به، فأما سعد فقد درس القانون مبكرا وعمل محاميا، ثم قاضيا قبل أن يعمل وزيرا للمعارف ثم الحقانية، ثم زعيما موكلا من الشعب المصرى للمطالبة بالاستقلال، ثم رئيسا للحكومة الوحيدة التى حازت لقب حكومة الشعب فى تاريخ مصر الحديث. وأما مصطفى النحاس، فقد تخرج فى مدرسة الحقوق سنة 1900 وعمل محاميا، ثم قاضيا ثم عمل وزيرا للمواصلات قبل أن يتولى زعامة الوفد خلفا لسعد ويشكل الحكومة عدة مرات. وكذلك الأمر بفؤاد سراج الدين الذى عمل لسنوات طويلة بالمحاماة قبل أن يتفرغ تماما للعمل السياسى.

لقد شكل القانون فى حياة الزعماء الثلاثة مسارا مشتركا، لذا فقد حرصوا خلال عملهم السياسى على تنفيذ مسيرة الاصلاح والبناء من خلال تشريعات وقوانين استهدفت الحداثة، والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية، والتنمية الاقتصادية والمجتمعية، ولم يشكل الوفد حكومة قبل 1952 دون أن يترك خلفه تشريعات جديدة تمثل نواة للحداثة المصرية التى نراها الآن. وكان التزام زعماء الوفد بالدستور والقانون والذود عنهما نموذجيا لدرجة أنهم رفضوا مكاسب عديدة شخصية وحزبية حرصا عليهما.

كما تميز الزعماء الثلاثة بالحرص الشديد على استلهام آمال الأمة والتعبير عنها، فصك سعد زغلول المبدأ الأهم فى تاريخ الوطنية المصرية الحديثة وهو أن الحق فوق القوة، وأن الأمة (الشعب) فوق الحكومة. لقد كانت كل حكومة وكل سياسى تحوز المسئولية فى مصر تفرض آراءها وتصوراتها ورؤاها على الوطن، وتهتم بتسيير الأمور وفق ما تراه سلطة الاحتلال أو يتصوره الحاكم الوارث لحكم مصر، فجاء سعد ومن بعده النحاس ليقررا أن المحكومين هم أصحاب السلطة الحقيقية، وأن مهمة أى حكومة هى تنفيذ أوامر الشعب.

وتمثل الأخلاق العامة عنصرا حاكما فى أداء الزعماء الثلاثة، فكل منهم كان يخوض معارك الأمة بشرف وكرامة وصلابة، فاشتهر سعد بعفة اللسان، والحرص على الاستقامة، وكان النحاس مثالا يحتذى فى التقوى والنزاهة والشفافية لدرجة أن خصومه كانوا يعتبرونه وليا من أولياء الله الصالحين، كما كان سراج الدين نموذجا عظيما فى دعم الطبقات الأدنى رغم إنتماءه للطبقة الأرستقراطية.

ويبقى الإيمان بحرية التعبير وحرية الرأى محورا أساسيا فى سير الزعماء الثلاثة الذين طبقوا الديمقراطية على أنفسهم أولا قبل أن يتبنوا المطالبة لها للأمة، باعتبارها طريق الخلاص. فرحمهم الله جميعا.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين أغسطس ومصطفى النحاس سعد زغلول فؤاد سراج الدين سراج الدین قبل أن

إقرأ أيضاً:

جريمة بشعة بالمنيا.. أب ينهى حياة أطفاله الثلاثة ذبحًا ويسلم نفسه

في جريمة بشعة هزت الأوساط المصرية وألقت بظلالها على قرية زهرة بمركز المنيا، أقدم أب على إنهاء حياة أطفاله الثلاثة ذبحًا، في مشهد مروع تكشفت تفاصيله بعد خلافات أسرية حادة بينه وبين زوجته، وقد سلم الجاني نفسه للشرطة، فيما تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات هذه المأساة التي لم تشهدها القرية من قبل.

تفاصيل الجريمة المروعة

:

تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بتلقي بلاغ من أهالي قرية زهرة عن قيام "أحمد.ر" (37 عامًا)، ويعمل عامل في فراشة الأفراح، بقتل أطفاله الثلاثة.

الضحايا هم: رحمة أحمد (9 أعوام)، ورودينة أحمد (5 أعوام)، ورمضان أحمد (عامين).

وعلى الفور، انتقل ضباط البحث الجنائي إلى موقع البلاغ، حيث تم التحفظ على مسرح الجريمة، وإبلاغ النيابة العامة لمناظرة الجثامين الثلاثة، و تبين من التحريات الأولية أنه يعاني من اضطرابات نفسية، كما تم التحفظ على السلاح المستخدم في الجريمة.

خلافات أسرية تفضي إلى الكارثة

:

كشفت التحريات الأولية وشهادة أحد الجيران عن تفاصيل صادمة حول دوافع الجريمة، فقبل أسبوعين من الحادث، نشبت خلافات حادة بين المتهم وزوجته، دفعتها إلى ترك المنزل بصحبة أطفالها والتوجه إلى بيت والدها، رافضةً العودة إلى بيت الزوجية.

وفي محاولة منه لرؤية أبنائه، أرسل الأب طلبًا لزوجته لرؤية الأطفال، وعندما وصل الأطفال الثلاثة إلى منزل والدهم، اتخذ الأب قراره المروع بالتخلص منهم ذبحًا، في فعل انتقامي صريح من الأم.

تم نقل جثث الأطفال الثلاثة إلى مشرحة المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة. وقد أخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق في هذه الجريمة، للوقوف على كافة الأسباب والدوافع التي أدت إليها، وتحديد المسؤوليات القانونية تجاه الأب الذي ارتكب هذه المذبحة بحق فلذات كبده.

وتتواصل التحقيقات لمعرفة تفاصيل دقيقة حول الحالة النفسية للمتهم والدوافع الكامنة وراء هذه الجريمة التي هزت المجتمع المصري.

صدمة تعم القرية:

عمّت حالة من الصدمة والحزن الشديدين قرية زهرة وأهالي المنطقة بعد انتشار نبأ الجريمة، ويتساءل الجميع عن الأسباب التي دفعت أبًا لارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة بحق أبنائه.

مقالات مشابهة

  • عامل يقوم بقتـ.ـل أبنائه الثلاثة بالمنيا .. تفاصيل الجريمة
  • أبناء الضالع يؤكدون النفير ورفع الجهوزية لمواجهة أعداء الأمة
  • وسائل إعلام: ترامب سيعقد أول قمة له مع زعماء دول إفريقية الأسبوع المقبل
  • انتداب الطب الشرعي لجثامين الأطفال الثلاثة بالمنيا
  • عاجل- «أب ينهي حياة أولاده» الثلاثة في إحدى قرى المنيا
  • جريمة بشعة بالمنيا.. أب ينهى حياة أطفاله الثلاثة ذبحًا ويسلم نفسه
  • مأساة فى المنيا.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات أسرية
  • تدشين الجولة الثانية من دورات التعبئة في مديرية الحوك بالحديدة
  • سعر النحاس الأحمر والأصفر اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025.. آخر تحديث
  • وفاة 3 أطفال أردنيين بحادث سير في السعودية