قس أسترالي بعد إسلامه: أصبحت في علاقة أفضل مع المسيح
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قال القس الأسترالي السابق جولد ديفيد، رئيس كنيسة الصليب المقدس الأرثوذكسية الروسية في أستراليا سابقًا، في أحدث لقاء له بعد دخوله في الإسلام: أقول لجميع المسيحيين الذين يعرفونني أنني أصبحت أعرف المسيح بالطريقة التي كان يُعرِف بها نفسه والتي كان يخبر بها تلاميذه والتي هي مكتوبة في الإنجيل.
نوع من الهجرة يحتاجه كل مسلم.. يكشفه علي جمعة جُمعة: بناء الحضارة واجب مكلف به كل مسلم وليس أمر اختياري
أضاف القس الأسترالي أنه على الرغم أنني كنت قسيس فقد كانت علاقتي مع المسيح خاطئة، كنت أراه في علاقة تنافسية مع الأب، أما الآن أصبح كل شيء في مكانه الصحيح، وعندما كنت بعمر 16 أو 17 عاماً عندما قررت الكنيسة الأنجيلكانية تعيين قساوسة من النساء وهو شيء لم يكن يحدث من قبل وهو الذي دفعني للبحث عن المسيحية الصحيحة، مسيحية لا تتبدل ولا تتغير مع تغير المجتمع.
وتابع ديفيد أنني بدأت بالتفكير في الأرثوذكسية المحافظة والتي تقول عن نفسها أنها أقدم الكنائس وأنها موجودة منذ العام 33 ميلادياً، فدرست المسيحية بشكل كافي لكي أعلم أنه لا يوجد أي انجيل باللغة الآرامية التي تحدث بها المسيح، وأنه منذ عام 300 حتي عام 500 كان أحبار المسيحية يجتمعون لتقرير الأسفار القانونية في الكتاب المقدس ويختاروا ما الذي يستحق أن يُضاف للكتاب المقدس
وأكد ديفيد أنه في نفس الوقت كان اكتشافاً مذهلاً بالنسبة له حين عرف أن القرآن الكريم هو كلام الله المحفوظ بلغته الأصلية، وأنه لا يختلف اثنين من علماء المسلمين علي حرف واحد من القرآن الكريم، وبعد الكثير من التخبط طلب من الله علامة واضحة عن ما إذا كانت الأرثوذكسية هي الدين الصحيح أم الإسلام، وكرر صلواته كثيراً لأنه لم يكن أريد علامات غير واضحة تجعله يقول لنفسه أن هذه أوهام أو تلاعب شيطان، ثم بعد ذلك أمسك بالمصحف كان لديه منذ سنوات ولم يقرأ فيه من قبل.
واختتم ديفيد حديثه: "وبدأت أقرأ ولم يستغرق الأمر إلا بضعة أسطر لكي اعرف الإجابة “ سورة الحج الآية78 (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)وحينها قررت أن أرسل رسالة للبطرك الذي أنا أحد تابعيه لأخبره أنني لم يعد بإمكاني أن أصبح قسيساً لأنني أصبحت مسلماً”
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ت أعرف المسيح رئيس كنيسة ديفيد الكنيسة مسلم ي إسلام
إقرأ أيضاً:
رواية سلالة من طين للفلسطينية قمر عبد الرحمن: المصير الواقعي والمتخيل
تأثرت مآلات شخصيات الرواية بما له علاقة بحياة الناس، أكان ذلك في وقوع يوسف في البئر، أو رحيل مريم والوالد بسبب العنف، أو استشهاد هبة بعد قصف الاحتلال. ثمة مآلات أخرى، كوقوع نضال في الأسر، وكوقوع آدم في الحب، وخلال ذلك كله، يطل علينا آدم كشخصية محورية من جهة، وسارد مع (الساردة الكاتبة) من جهة أخرى. هنا نرى الحياة الفلسطينية كحياة طبيعية، في ظل تأثيرات الاحتلال على مجمل الحياة، بل لعلّ الفقر والعنف هما مظهران له.
آدم، وأمه، وهبة، ونضال، وكل واحد من هؤلاء في محيطه. آدم وأسرته وشفا ابنة المغدورة مريم وخالته أم رضا، كذلك هبة، ونضال في مجموعة الأسر: أبو الوفاء وكمال ومؤيد وكفاح وأبو كرم، وحكايات الأسرى.
حدث القصة الرئيس تعرض مريم للقتل (ربما الخطأ) في أسرتها إثر مشكلتها مع زوجها الذي يمارس العنف معها، فما كان من أخيها آدم الفتى، إلا اصطحاب مريم للحصول على تقرير طبي لحالة مريم المعنّفة من قبل زوجها، وتقديم الشكوى في مركز الشرطة. لكن الوالد يخشى توابع هذا التصرف، حيث يقضي الوالد المتهم بفعل ذلك بالسجن ندما وحزنا.
هنا يبدأ آدم بالقيام بمسؤوليته تجاه أسرته، حيث تعيش الطفلة شفا معهم، ويظهر الاستقرار النسبي الذي يسمح لآدم بالشعور العاطفي تجاه هبة طالبة طب الأسنان في السنة الثالثة، التي التقاها صدفة أول مرة على شاطئ البحر، والتقاها صدفة في المرة الثانية في العيادة التي تتدرب فيها، حيث يتقدم لخطبتها، خلال ذلك. ولكن خلال إحدى الحروب على غزة، تستشهد هبة تاركة آدم للبحر مرة أخرى.
ولعل الحرب المقصودة هنا ليست الحرب الأخيرة، وأظن أن الأقرب لها زمنيا هي واحدة من الحروب السابقة: 2008، و2012، 2014، 2019، 2021، 2022. وقد حاولت التعرف زمنيا على الحرب المقصودة، فلم أستطع، لكن الأقرب لها هو حروب ما بعد 2014.
ولما كان الزمان يقودنا إلى المكان، فإن كتابة قمر عبد الرحمن الخليلية عن غزة مغامرة على عدة مستويات، حيث إن المكان هنا يمكن أن يكون أي مدينة بحرية. وليس المكان فقط، بل بما فيه من حياة، حيث إننا لم نشعر بأننا في غزة بما يكفي للاقتناع. ولم تكن الكاتبة مضطرة لاختيار غزة للكتابة الروائية عنها، خاصة في ظل تجربتها الروائية الثانية بعد رواية "كوفيد الأحلام".
فنيا، في ظل تحليل بنية الرواية، وشخصياتها، سنجد ما حضر من محاولة نثمنها من حيث مبادرة النشر، وسنجد ما غاب من شروط السرد الروائي؛ حيث سنرى أولا أنها نوفيلا لا رواية، كذلك سنرى أن تقديم الشخصيات كان سريعا، فبالرغم من محاولتها بناء الشخصيات كما في آدم ومن هم في الأسر، إلا أن ذلك لم يذهب إلى المدى المطلوب، فجعلها معرضة لوصفها بالتسطيح والنمطية، بل والمبالغة، ليس فقط في "إنهاء حيوات الشخصيات"، بل في مبررات الحدث الرئيس؛ فلم تظهر علاقة الزوج بمريم زوجته، حيث اقتصر الوصف على التعنيف، كما اقتصر تعامل الوالد مع ابنته على العنف الذي وصل إلى القتل. ويرتبط بذلك وقوع الطفل يوسف في البئر، ولا ندري لم اختارت عبد الرحمن اسم يوسف الذي يصعب عزله عن الميثولوجيا.
كلما كان من الممكن أن تشدنا الرواية ترتخي، فلم يكن التشويق السردي رافعا للنص، في ظل التكلف، والابتعاد عن المصداقية الحيوية والإنسانية، حيث لم يتم تقديم الشخصيات من داخلها كما ينبغي.
كان من الممكن أن نقرأ داخل الشخصيات عبر مونولوجات عميقة، كذلك عبر حوارات حقيقية غير جاهزة. ولعل ذلك لربما هو ما دفع الكاتب محمود شقير الذي حين قام بتقديم الرواية، بوصفها في العبارة الأولى من التقديم: "بلغة خبرية وبسرد تقريري لا يترك للمتلقي أي فراغ"، بما له علاقة بصوت الساردة الأحادي ربما.
كذلك ظهر البحر كمكان شاعري، لا كمكان له علاقة بالشخصيات، كون الكاتبة من مدينة جبلية ولم تختبر حياة البحر.
من ناحية أخرى، فلم تكن الكاتبة لتزيد الكثير من تأملاتها التي وددنا أن نلمسها كمنطلقات في تصوير الشخصيات، حيث تؤثر اللغة التقريرية على السرد، وتسطو عليه، بل وتنتقص منه.
جاءت قمر عبد الرحمن إلى الرواية من الشعر، وهذا ما جعلها تبوح خلال السرد بانفعالاتها، حيث إن ميل الكاتبة لإثارة الشعور، كان على حساب البناء الواقعي للشخصيات، كذلك علاقة الشخصيات بمحيطها.
لعل لغة الكاتبة قمر عبد الرحمن، التي تجمع اللغة العادية مع اللغة الجمالية، هي من تثير اهتمامات القارئ، حيث تنبئ عن ممكنات لغوية تلائم القصة والرواية. لكن ما يؤخذ على اللغة هو الدمج بين اللهجة العامية واللغة الفصيحة، والحق أن المزاوجة بينهما بتوازن يكون أكثر إبداعا، فلا يستحسن إيراد مستويات من اللغة واللهجة في العبارات المتتالية في فقرة واحدة، بمبرر الحوار.
لكن في الوقت نفسه، نحن إزاء نثر أدبي جميل، بنيت فيها العبارة بناء محكما، ومنا بالطبع ما هو إبداعي، من ذلك: "كيف يشكون همهم للماء" صفحة 4. و"مشى البحر من ذاكرة نضال وعاد مرة أخرى إلى ذاكرة آدم" صفحة 58. ومنه ما هو فكري واضح بلغة قريبة تظهر تمكنها من الفكرة، كما في الحديث عن انفعالات الأمومة كما في صفحة 27.
رواية "سلالة من طين" مذيلة بالعوان بـ"غزة الباكية"، تجعلنا نبحث عن تلك السلالة، ولكن عند الانتهاء منها، نتساءل عن هذه السلالة، فهل هو قدر الأجداد والآباء والأحفاد؟
وبعد، فإن الفرصة الآن أمام الكاتبة لاستثمار شغفها بالكتابة، وامتلاكها لغة غير مثقلة، يمكن أن تكون رافعة من روافع السرد الروائي والقصصي.
وأخير، هل كانت "رواية "سلالة من طين:"غزة الباكية"، نبوءة ما للحرب الأخيرة أكتوبر 2023؟ الجواب على ذلك أن مآلات الشخصيات كانت لها علاقة بمؤثرات المكان، بمعنى أن التحقق كان نسبيا، كما حصل في الحروب الست، لكن لم يكن، في ظل أشد أنواع الكوابيس، تخيل ذبح غزة وهدمها.
*صدرت الرواية عن دار الرقمية للنشر 2025. ووقعت في 172 صفحة. وقد صدر للكاتبة ثلاثة دواوين شعرية.