لا يزال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرقل المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمساعي الرامية من الوسطاء الدوليين لعقد صفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، وذلك عن طريق إضافة شروطًا جديدة إلى المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، وهو ما أثار لدى الوسطاء الدوليين مخاوف من تعقيد عملية التفاوض وإطالة أمد الصراع، بحسب ما نشرته قناة «القاهرة الإخبارية».

تعقيدات جديدة لنتنياهو على مفاوضات الفرصة الأخيرة

وأدخل نتنياهو بحسب ما نقلته تقاريرصحفية استنادًا إلى وثائق حكومية إسرائيلية  شروطًا جديدة على المفاوضات، من بينها فرض المزيد من القيود على النازحين الفلسطينيين ومنعهم من العودة إلى منازلهم في قطاع غزة، علاوة على ذلك طالب رئيس وزراء الاحتلال بتشديد الإجراءات الأمنية في المناطق الحدودية للقطاع، وضمان عدم عودة المسلحين من جنوب القطاع إلى شماله وفقا لـ«القاهرة الإخبارية».

إلى ذلك فأن «نتنياهو» شدد على ضروروة منع دخول الأسلحة للقطاع الفلسطيني بأي شكل كان.

ووصف المسؤولين الأمريكيين هذه المطالب الجديدة، بأنه في وقت كانت المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل أحرزت تقدما ملحوظا وكانت على وشك التوصل إلى اتفاق، جاءت هذه الشروط لتعرقله.

وقال مصدر دبلوماسي في الشرق الأوسط، إن المفاوضات التي كان يمثل فيها إسرائيل رئيس جهاز المخابرات ومسؤولون آخرون كانت قد اقتربت من التوصل إلى اتفاق، ولكن عندما تم نقل الخطوط العريضة للصفقة المحتملة إلى تل أبيب، غيّر نتنياهو المعايير واقتراح شروطا جديدة، ما أدى إلى تعقيد الموقف التفاوضي.

انتقادات داخلية وخارجية لنتنياهو 

وترتب على التعقيدات في الموقت التفاوضي بين إسرائيل والفصائل جراء شروط رئيس وزراء الاحتلال، توجيه اتهامات عديدة لنتنياهو بالفشل في إعطاء الأولوية لاتفاق من شأنه وقف إطلاق النار، وإعادة محتجزين السابع من أكتوبر في غزة.

وأرجع المنتقدون لسياسية رئيس وزراء الاحتلال بمن فيهم ذوي المحتجزين الإسرائيليين في غزة موقف رئيس الوزراء، مشيرين إلى أن نتنياهو يحاول استرضاء أعضاء اليمين المتطرف في حكومته، والذين هددوا بسحب دعمهم لحكومته إذ ما تم وقف إطلاق النار في غزة.

واستضافت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس جولة المفاوضات الجديدة، والتي تستمر حتى الجمعة، حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مفاوضات الدوحة مفاوضات غزة وقف إطلاق النار نتنياهو رئیس وزراء الاحتلال وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..

بقلم: د. محمد أبو طربوش ..

شهدت مفاوضات الدوحة الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة تطورًا مفاجئا مع إعلان انسحاب الوفدين الأمريكي والصهيوني. فتحت هذه الخطوة باب التكهنات حول دوافعها الحقيقية، لا سيما في ظل حالة الجمود السياسي والميداني التي تلف المشهد. 
يضعنا التحليل الاستراتيجي للوضع الراهن أمام سيناريوهين رئيسيين، أحدهما يبدو أكثر ترجيحًا في ضوء المعطيات الحالية.
السيناريو الأول: التصعيد وكسر إرادة المقاومة
يرجّح هذا السيناريو أن الانسحاب ليس مجرد مناورة سياسية، بل خطوة تمهيدية لمرحلة جديدة من التصعيد الوحشي، تهدف إلى فرض الاستسلام على المقاومة.
يتوقع هذا السيناريو أن ترفع الدوائر الصهيوأمريكية وتيرة الإبادةالجماعية ضد المدنيين في غزة بشكل غير مسبوق، مع تنفيذ اغتيالات نوعية لقادة المقاومة في الداخل والخارج في محاولة لشل قدراتهم. بالإضافة إلى ذلك، سيُستخدم الإعلام والحرب النفسية بشكل مكثف لإعادة تشكيل الرواية الدولية وتبرير هذا التصعيد.
وتستند هذه الفرضية إلى قناعة راسخة لدى الأطراف الصهيوأمريكية بأن القوة العسكرية المفرطة هي الأداة الوحيدة لتحقيق أهداف الحرب، بعد أن فشلت الضغوط السياسية والاقتصادية في كسر إرادة المقاومة.
السيناريو الثاني: انسحاب تكتيكي للضغط التفاوضي
أما السيناريو الآخر فيرى أن الانسحاب جزء من لعبة مساومات سياسية تهدف إلى ممارسة ضغط تفاوضي على المقاومة.
يهدف هذا التكتيك إلى إجبار المقاومة على خفض سقف مطالبها، خصوصًا ما يتعلق بوقف العدوان ورفع الحصار الشامل عن غزة. كما يرمي هذا الانسحاب إلى تهيئة الأجواء لإبرام اتفاق هدنة مؤقتة، يكون الهدف الأساسي منها هو استعادة بعض الأسرى والجثامين المحتجزين.
علاوة على ذلك، يسعى هذا السيناريو إلى إعادة ترتيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي تعاني من انقسامات وتوترات، قبل استئناف أي حرب مستقبلية بشروط محسوبة ومخطط لها بعناية.
ورغم وجاهة هذا الاحتمال من الناحية التكتيكية، إلا أنه يفتقر إلى ضمانات حقيقية تمنع الاحتلال من استغلال أي هدنة لشن غدر جديد واستئناف عدوانه.
مؤشرات ترجّح التصعيد الشامل
توجد عدة مؤشرات قوية ترجّح كفة سيناريو التصعيدالشامل، أهمها استمرار هيمنة منطق القوة العسكرية على القرار الإسرائيلي والأمريكي، مما يعني أن الحلول الدبلوماسية لا تزال ثانوية في حساباتهم.
يضاف إلى ذلك ضعف الضغط الدولي والصمت العربي–الإسلامي الرسمي، ما يمنح الاحتلال هامشًا واسعًا للمضي قدمًا في مخططاته دون رادع حقيقي.
كذلك ، تعيش حكومة نتنياهو أزمة داخلية حادة، ويحتاج رئيس الوزراء إلى تحقيق”نصر وهمي” لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف والبقاء في السلطة.
أخيرًا، أدى الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل إلى تحول واشنطن من وسيط محتمل إلى شريك مباشر في العدوان، مما يقلل بشكل كبير من أي فرصة لتدخل أمريكي ضاغط باتجاه الحل السلمي.
غزة: العقدة الاستراتيجية ومعادلة المقاومة
إن الانسحاب الصهيوأمريكي، سواء كان مناورة تفاوضية أو مقدمة لتصعيد شامل، يعكس أن غزة أصبحت العقدة الاستراتيجية للصراع. وفي كل الأحوال، أثبتت الأحداث أن كسر إرادة شعبها لم يعد خيارًا ممكنًا مهما بلغت شراسة العدوان.
هذه الحرب لا ترسم فقط ملامح صراع دموي، بل هي أيضًا تحدد ملامح مرحلة جديدة في معادلة المقاومة والتحرر في المنطقة.

هاله التميمي

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإسرائيلي يلغي زيارة لواشنطن بسبب تعثر مفاوضات غزة
  • تصاعد العنصرية ضد المغاربة في إسبانيا.. وتحذيرات من استغلال اليمين لحادثة قتل مسن
  • سي إن إن: حماس توقفت عن المشاركة في مفاوضات غزة
  • نتنياهو يفعّل خطة التهجير الطوعي في غزة لإرضاء بن غفير وضمان بقائه في الحكومة
  • روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حماس
  • جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة
  • نتنياهو يلتقي ويتكوف في القدس.. المفاوضات والمجاعة أعلى جدول المباحثات
  • «يديعوت أحرونوت»: نتنياهو يسعى لتسريع «الهجرة الطوعية» من غزة لإرضاء بن غفير
  • القاهرة تكثف اتصالاتها في واشنطن لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..