دراسة تُحذّر: 8 دقائق من محتوى تيك توك يمكن أن تؤثر على نظرة الشابات لأجسادهن
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
أظهرت دراسة، قام بها باحثون من جامعة تشارلز ستورت في أستراليا، أن 10 دقائق من التعرض لمحتوى تيك توك الذي يروج لنظام الأكل المضطرب كفيلة بالتأثير على نظرة الشابات لأجسادهن.
قام الباحثون بإشراك 273 مستخدمة لتطبيق تيك توك تتراوح أعمارهن بين 18 و28 عامًا ولا يعانين من اضطرابات في الأكل في دراسة تجريبية.
شاهدت مجموعة واحدة من سبع إلى ثماني دقائق من المحتوى ”المحايد“، بما في ذلك مشاهد الطبيعة ومقاطع فيديو للطهي والحيوانات ومقاطع كوميدية.
وفي الوقت نفسه، تم تعريض مجموعة أخرى لسبع إلى ثماني دقائق من المحتوى المروج لأنظمة مضطربة من تناول طعام، مثل الشابات اللاتي يقمن بتقييد طعامهن، والمزاح حول سلوكيات الأكل المضطربة، وتجويع أنفسهن، ومشاركة نصائح حول فقدان الوزن.
ووجدت النتائج المنشورة في مجلة «بلوس وان» أن هذا الوقت القصير كان كافياً للتأثير على المشاهدات.
وقالت كبيرة المحاضرين الدكتورة راشيل هوغ في بيان: ”وجدنا أن مشاهدة سبع إلى ثماني دقائق فقط من محتوى تيك توك المؤيد لفقدان الشهية قد زاد بشكل كبير من عدم الرضا عن الجسم واستيعاب معايير الجمال المجتمعية".
وأضافت: ”نحن نعلم أن معظم مستخدمي تيك توك يقضون وقتًا أطول من ذلك بكثير على تيك توك كل يوم، لذا فإن التغيير الذي رأيناه في المجموعة التجريبية من مرحلة ما قبل الاختبار إلى ما بعد الاختبار قد يكون غيض من فيض من حيث الآثار السلبية على المدى الطويل“.
محكمة العدل الأوروبية ترفض طعن منصة تيك توك في قانونية القواعد الرقمية الأوروبية الجديدة وزارة العدل الأمريكية تتهم تيك توك بجمع بيانات حساسة للمستخدمين الأمريكيين ونقلها للصيندراسة جديدة: تطبيق تيك توك يستضيف شبكة من الحسابات المؤيدة للنازيةالتركيز على تيك توك بسبب خوارزمية المنصةقرر الباحثون التركيز على تيك توك بسبب ”تقديمه المحتوى الفريد القائم على الخوارزمية“، وفقًا للجامعة.
الميزة الرئيسية لخوارزمية تيك توك هي صفحة ”من أجلك“ حيث يرى المستخدمون موجزاً مستمراً لمقاطع الفيديو المصممة خصيصاً لتفضيلاتهم.
تقوم الخوارزمية بتحليل سلوك كل مستخدم على التطبيق، وخاصة مقاطع الفيديو التي يشاهدها لفترة أطول، أو يعجب بها أو يشاركها أو يعلق عليها أو يعيد مشاهدتها.
من خلال جمع هذه البيانات ومعالجتها، تحدد الخوارزمية الأنماط والاتجاهات في تفضيلات المستخدم، ومن المفترض أن تقدم محتوى يتماشى مع تلك الاهتمامات.
لا تكتفي خوارزمية تيك توك بعرض المحتوى المألوف للمستخدمين فحسب، بل تُعرّفهم أيضًا على مواضيع ومبدعين جدد من خلال مزج المحتوى المألوف مع مقاطع فيديو من حسابات أو مواضيع لم يتفاعل معها المستخدم من قبل من أجل الحفاظ على تفاعل المستخدمين على التطبيق.
في هذا السياق، قالت هوغ: ”هذا يعني أن الشخص الذي يشاهد ببساطة مقطع فيديو عن إعداد وجبة طعام أو تمرين رياضي مثلاً يمكن أن يظهر له بعد ذلك محتوى مؤيد لمرض فقدان الشهية على صفحة "من أجلك".
وأضافت: ”بغض النظر عما إذا كانوا يبحثون عن قصد عن هذا المحتوى، فهناك احتمال كبير أن يتعرضوا له“.
ولاحظت هوغ أن المجموعة شهدت أيضًا انخفاضاً في الرضا عن الصورة الذاتية للجسم.
ووفقًا للمعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين، فإن الفتيات يعانين من صحة نفسية أسوأ من الفتيان.
يعاني ما يقرب من 47 في المائة من الفتيات من صعوبات في الصحة النفسية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، مقارنة بـ 34 في المائة من الفتيان.
تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية تيك توك يشعل التوتر بين واشنطن وبكين.. كيف ستتصرف الصين بعد حظر التطبيق في الولايات المتحدة؟ميتا وتيك توك ترفعان دعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبيووفقاً لمؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2021، فإن عدم الرضا عن الجسد، بما في ذلك المخاوف بشأن الوزن والمظهر الجسدي، يمكن أن يساهم بشكل كبير في مشاكل الصحة النفسية هذه بين الشابات.
كما أظهر تقرير سابق وجود علاقة قوية بين قلق المراهقات بشأن مظهرهن الجسدي واستخدامهن لوسائل التواصل الاجتماعي.
أشارت هوغ إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي تقدم ردود فعل فورية وقابلة للقياس الكمي مقترنة بصور مثالية على الإنترنت قد تتقاطع مع القيمة التي يوليها المراهقون لعمليات التنشئة الاجتماعية والثقافية الاجتماعية بين الجنسين".
المصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا غزة دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة روسيا أوكرانيا غزة دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة تيك توك دراسة أستراليا روسيا أوكرانيا غزة دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة أوروبا الحرب في أوكرانيا الشرق الأوسط محادثات مفاوضات إيران جو بايدن السياسة الأوروبية یعرض الآن Next دقائق من تیک توک
إقرأ أيضاً:
ويكي توك.. هل يمكن تصفح ويكيبيديا بأسلوب تيك توك؟
في عصر يتسم بتسارع وتيرة استهلاك المعلومات، أصبحت المنصات التي تقدم محتوى سريعًا وجذابًا هي المهيمنة على انتباه المستخدمين. وقد نجحت منصات، مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب شورتس" (YouTube Shorts) في جذب المليارات من المستخدمين بفضل اعتمادها على آلية التمرير اللانهائي والمحتوى القصير الذي يقدم جرعات سريعة من الترفيه أو المعلومات.
وفي حال فكرنا في تطبيق هذه الآلية نفسها على المحتوى المعرفي والتعليمي، فإننا نحصل على "ويكي توك" (WikiTok) وهو التطبيق الذي يعيد تعريف طريقة استهلاك المعلومات من خلال تحويل "ويكيبيديا" (Wikipedia) إلى تجربة تفاعلية شبيهة بتطبيق "تيك توك".
المعرفة بأسلوب التمريرفي حال كنت من النوع الذي يستخدم "ويكيبيديا" للتحقق من أي شيء وكل شيء، فإن "ويكي توك" تطبيق مبتكر يجمع بين المحتوى المعرفي الشامل للموسوعة وواجهة المستخدم التفاعلية للمنصات الاجتماعية القائمة على التمرير اللانهائي، مثل "تيك توك".
ويستطيع مستخدمو "ويكي توك" تصفح سيل لا ينضب من مقالات "ويكيبيديا" واكتشاف حقائق ومعلومات شائقة أثناء التصفح، حيث يقدم التطبيق نموذجًا جديدًا لاستكشاف المعرفة بشكل عشوائي.
ويحول "ويكي توك" المقالات الطويلة والمعقدة إلى تجربة سهلة التصفح تشبه تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
إعلانوبدلاً من البحث عن مقال معين أو التنقل عبر الروابط النصية، يقدم التطبيق بطاقات عشوائية تحتوي على مقتطفات من مقالات "ويكيبيديا" التي يمكن استكشافها بشكل بصري وسريع بمجرد تمرير الشاشة.
وتحتوي كل بطاقة على عنوان المقال ومقتطف موجز ورابط لقراءة المقال الكامل، وخيارات التفاعل.
وعند التمرير، تظهر للمستخدم فقرات رئيسية من المقالة مع صور أو رسوم بيانية ذات صلة، مما يزيد جاذبية المعلومات.
كما يتيح التطبيق خيارات متعددة للتفاعل مع المحتوى، مثل حفظ المقالات للمراجعة لاحقًا أو مشاركتها مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل.
ويمتلك "ويكي توك" واجهة مستخدم مألوفة تدعم الوسائط المتعددة، مما يزيد فائدة التصفح، وخاصة للمواضيع التي تعتمد على الرسوم التوضيحية.
"ويكي توك" ليس مجرد واجهة بديلة لموسوعة "ويكيبيديا" بل منظومة متكاملة تعتمد على مجموعة من التقنيات لتحسين تجربة المستخدم وتسهيل استهلاك المحتوى المعرفي.
وتعد "معالجة اللغة الطبيعية" (NLP) إحدى أهم هذه التقنيات، حيث تستخدم نماذج ذكاء اصطناعي من أجل تحليل النصوص وتلخيص المقالات الطويلة واستخراج الكلمات المفتاحية والعناوين.
وبالإضافة إلى ذلك، يدعم تطبيق "ويكي توك" الترجمة الفورية للمحتوى إلى لغات متعددة، مما يجعله أداة قوية للمستخدمين غير الناطقين بالإنجليزية.
وتعتمد خوارزميات "ويكي توك" على مزيج من تقنيات التعلم الآلي، كما تقارن اهتمامات المستخدم مع مستخدمين آخرين لديهم توجهات مماثلة، مما يساعد في كشف محتوى جديد قد يكون ذا قيمة لهم.
وتحلل الخوارزميات سلوك المستخدمين، مثل الوقت الذي يقضونه في قراءة مقالة معينة أو عدد المرات التي يتخطون فيها محتوى معينا، لتقديم توصيات دقيقة بمرور الوقت.
إعلانويستخدم التطبيق تقنيات التخزين المؤقت المسبق للمقالات، بالإضافة إلى ضغط البيانات، في سبيل تقديم تجربة سلسة وسريعة، وخاصة مع الاعتماد على التمرير اللانهائي الذي يتطلب تحميل المحتوى على الفور.
كما يجري دمج مكتبات الوسائط لعرض الفيديوهات بكفاءة وتحسين عرض الرسوم البيانية المعقدة دون التأثير في أداء التطبيق.
من القراءة المقصودة إلى الاستكشاف العشوائييقدم تطبيق "ويكي توك" نموذجًا جديدًا لاستهلاك المعلومات، حيث يماثل تجربة التصفح اليومي في "تيك توك".
وبدلًا من مقاطع الرقص والكوميديا، يحصل المستخدم على جرعات معرفية تتنقل بين الحضارات القديمة والمفاهيم العلمية والسير الذاتية والتاريخ السياسي والفن، وغيرها.
وتهدف هذه العشوائية المقصودة إلى كسر الروتين المعرفي، وتحفيز الفضول من دون عناء البحث، وتشجيع المستخدم على التعمق إذا جذبه موضوع معين.
وبهذه الطريقة، يصبح التطبيق بمنزلة بوابة اكتشافات معرفية متنوعة، وينقل المستخدم من وضع الباحث عن معلومة إلى المستكشف الفضولي.
وفي السابق، كان الوصول إلى المعرفة يتطلب البحث عن المعلومات، سواء عبر محركات البحث أو تصفح المواقع التعليمية.
ولكن مع "ويكي توك" يصبح التعلم عملية سلسلة إلى حد ما، حيث تصل المعلومات إلى المستخدم دون الحاجة إلى طلبها صراحة.
وإحدى أبرز ميزات "ويكي توك" قدرته على كسر خوارزميات الترشيح التي تفرضها العديد من المنصات الرقمية.
وتميل خوارزميات التوصية بمنصات التواصل إلى حصر المستخدمين في محتوى مشابه لما شاهدوه سابقًا، ولكن "ويكي توك" يعتمد على العشوائية الموجهة التي تعرض للمستخدمين مجموعة واسعة من المواضيع، حتى تلك التي تقع خارج نطاق الاهتمامات المعتادة.
ويشجع هذا النهج على التنوع الفكري، ويساعد في توسيع آفاق المستخدمين من خلال التعريف بمواضيع جديدة.
وبالإضافة إلى ذلك، يجعل "ويكي توك" المحتوى المعرفي في متناول شريحة واسعة من الجمهور، إذ إن الكثير من المستخدمين يجدون "ويكيبيديا" معقدة بسبب طول مقالاتها وكثافة معلوماتها، وخاصة عندما يكونون معتادين على المحتوى القصير والسريع الذي تقدمه وسائل التواصل.
إعلانومن خلال تبسيط العرض وجعله تشويقيًا، يتحول "ويكي توك" إلى جسر بين عالم المعرفة الأكاديمية وثقافة الاستهلاك السريع للمعلومات، مما يعزز الثقافة المجتمعية في عصر يزداد فيه الاعتماد على المصادر الرقمية للمعرفة.
يواجه تطبيق "ويكي توك" عدة تحديات تقنية واجتماعية قد تؤثر في نجاحه، وأبرز هذه التحديات هو خطر التبسيط المفرط للمعلومات.
وخلال سعيها لجعل المحتوى سهل الاستهلاك، قد تختزل الخوارزميات الأفكار المعقدة إلى نقاط سريعة وسطحية، مما يفقدها عمقها ودقتها الأكاديمية، ويشكل هذا الأمر تحديًا خاصًا في المواضيع العلمية أو التاريخية التي تتطلب تفصيلًا دقيقًا لفهمها بشكل صحيح.
كما يواجه "ويكي توك" تحديا آخر فيما يتعلق بتأثير التمرير اللانهائي في الانتباه والاستيعاب، لأن هذه الآلية تقلل من مدى الانتباه وتضعف القدرة على التركيز فترات طويلة، وقد يتصفح المستخدمون المحتوى بسرعة دون تركيز أو تفكير نقدي.
مستقبل "ويكي توك"يتمتع "ويكي توك" بإمكانيات كبيرة لتغيير المشهد الرقمي للمعرفة، وقد يشكل سابقة لتطبيقات مماثلة في مجالات أخرى.
وعلى سبيل المثال، قد نرى في المستقبل تطبيقًا يعرض مقاطع فيديو تعليمية قصيرة بطريقة التمرير اللانهائي، أو آخر يقدم ملخصات للكتب والمراجعات الأدبية بنفس الآلية.
وقد تجعل هذه التطبيقات التعلم سلسًا ومتكيفًا مع نمط الحياة الحديثة الذي يتسم بالسرعة وانعدام الوقت الطويل للقراءة المتعمقة.
كما قد تفتح التطورات التكنولوجية المستقبلية آفاقًا جديدة للتطبيق، مثل دمج "الواقع المعزز" (AR) الذي يسمح بعرض المعلومات بشكل تفاعلي في العالم الحقيقي.
وتنقل مثل هذه الميزات التطبيق إلى مستوى جديد كليًا، حيث يصبح أداة تعليمية ديناميكية تتجاوز حدود الشاشة.
إعلانكما أن التكامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يسمح للتطبيق بتقديم ملخصات مخصصة، وحتى الإجابة عن أسئلة المستخدمين بشكل فوري.
ومع ذلك، فإن مستقبل "ويكي توك" يعتمد على قدرته على تحقيق التوازن بين جذب انتباه المستخدمين والحفاظ على جودة المحتوى.
وفي الختام، فإن "ويكي توك" يمثل نقلة نوعية في طريقة تفاعلنا مع المحتوى المعرفي، حيث يجمع بين سلاسة وسائل التواصل وثراء المحتوى التعليمي.
ومن خلال تحويل مقالات "ويكيبيديا" إلى تجربة تمرير لا نهائية، يقدم "ويكي توك" حلاً مبتكرًا لمشكلة زيادة جاذبية المعرفة العميقة وتسهيل الاستهلاك في عالم يتسم بقصر مدى الانتباه.