«البودكاست» يسبق الهواء.. ومجتمعات «أون لاين» تتمسك بالأصالة
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
دبي: «الخليج»
ضمن فعاليات اليوم الأول لقمة الإعلام العربي 2025، وتزامناً مع المنتدى الإعلامي العربي للشباب، عُقدت جلسة حوارية تحت عنوان: «السرد الإقليمي في الإعلام العالمي»، حيث استعرض توماس خوري، المدير العام لشركة كوندي ناست الشرق الأوسط، مكانة السرد الإقليمي في المشهد الإعلامي العالمي، والتحديات التي تواجهه، وآفاق تطويره، وأدارت الجلسة حمدة النجار، تنفيذي أول إدارة المشاريع، بمجلس دبي للإعلام.
وقدّم توماس خوري، رؤية تحليلية معمّقة حول كيفية بناء سرد إقليمي قادر على الوصول للمنصات العالمية، مشيراً إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في تقديم القصص المحلية برؤية عالمية دون فقدان الهوية الثقافية.
وشدد على التزام الشركة بإنتاج صحافة عالية الجودة ورواية قصص مؤثرة، تلبي تطلعات الجمهور في الشرق الأوسط، مؤكدا أن تأسيس مقر إقليمي متكامل لشركة كوندي ناست في دولة الإمارات، يعكس رؤية الشركة في مواءمة إستراتيجياتها مع طموحات الدولة المستقبلي.
وأكد أن المنطقة العربية غنية بسرديات إنسانية وثقافية عميقة، لكنّ تقديمها بشكل يصل إلى الجمهور العالمي يتطلب أدوات جديدة، تبدأ من فهم الجمهور المستهدف ولا تنتهي عند الشكل البصري للسرد.
البودكاست يسبق الهواء
أكدت جلسة «البودكاست يسبق الهواء»، والتي عقدت في سياق أجندة اليوم الأول للمنتدى الإعلامي العربي للشباب، ضرورة العمل على تطوير برامج البودكاست كصناعة إعلامية إماراتية تسهم في دعم مسيرة التطور الإعلامي عالمياً، مع تشجيع الكوادر الإعلامية الإماراتية على إطلاق محتوى صوتي إبداعي ينطلق من الإمارات إلى العالم.
أدارت النقاش في الجلسة مايا حجيج، الإعلامية في الشرق للأخبار، وحاورت كلاً من محمد قيس الإعلامي في قناة ومنصة المشهد، والكاتبة والإعلامية منى الرئيسي، والإعلامي في قناة العربية حسن الشيخ، حيث تطرق النقاش إلى مستقبل البودكاست في المنطقة والتحديات الجديدة للحفاظ على محتوى قوي.
وتحدثت منى الرئيسي عن تجربتها الشخصية واستراتيجياتها لتحقيق النجاح في صناعة المحتوى الرقمي، مؤكدة أنها وضعت لنفسها أهدافاً ظهرت في البداية بعيدة المنال، لاسيما بعد الانتقال من رئاسة التحرير إلى صناعة البودكاست، حيث وضعت أهدافاً طويلة المدى متحلية بالمثابرة.
وذكرت أن صناعة البودكاست تشهد تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة الطلب على المحتوى الصوتي المتنوع، لذلك فإنه ليس بالضرورة أن كلّ مبادرة أو فكرة أن تشبه الخارج، بل يُمكننا أن نخلق مدرسة خاصة بنا في ظل وجود كوادر إماراتية قادرة على الوصول إلى العالمية.
من جهته، قال حسن الشيخ، إن التحول من التلفزيون إلى «البودكاست»، كان تحدياً كبيراً، إذ إن هناك تفاعلاً جماهيرياً مع البودكاست أكبر بكثير من برامج الإعلام التقليدي، حيث وجد الجمهور في البودكاست مساحة أكثر عمقاً وتفصيلاً.
وقال: «قبل 10 أو 15 عاماً كانت صناعة المحتوى حبيسة البرامج التلفزيونية، لكن مع دخول البودكاست فقد كسر احتكار المؤسسات التقليدية للمعلومات، وفتح المجال أمام الأفراد والجماعات لإيصال أصواتهم دون قيود زمنية أو تحريرية صارمة».
ويرى محمد قيس، أن محتوى البودكاست في المنطقة العربية متنوع وفي تطور مستمر، لدرجة أنه أصبح منافساً قوياً لأكبر البرامج الإذاعية، مشيراً إلى أنه بات يمثل بُعداً جديداً من مساحة التعبير، حيث شملت ملفات «البودكاست» مجموعة واسعة من المواضيع، ما يجعلها قناة توزيع محتوى متنوعة من الشركات الناشئة والمالية إلى متطلبات الحياة الصحية».
مجتمعات أون لاين
ضمن جلسات «دردشات إعلامية» عقدت جلسة بعنوان «مجتمعات أون لاين» أدارتها عائشة بن كلي، خبير إدارة مشاريع، بمجلس دبي للإعلام، وسط حضور شبابي وتفاعل لافت، وتحدث ممثلون عن ثلاث من أبرز المنصات والمؤثرين في مجال الإعلام الرقمي ونمط الحياة وهم حصة العجلة من Wild Arab West وحصة الجسمي من Dubai Food Babes، وهولي وليم من The Huntrcom، حيث قدّموا رؤى ملهمة حول صناعة المحتوى الرقمي، ودور المؤثرين في تشكيل الخطاب المجتمعي، وتعزيز التواصل مع الجمهور في ظل التحولات المتسارعة في المشهد الإعلامي.
وتطرقت النقاشات إلى تجارب المشاركين في بناء منصاتهم الرقمية، وكيفية الحفاظ على الأصالة والمصداقية في المحتوى، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالاستمرارية، والتعامل مع التغيرات المستمرة في مشهد المنصات الاجتماعية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام
إقرأ أيضاً:
المنتدى الإعلامي العربي للشباب يكشف مفاتيح النجاح
دبي: «الخليج»
استهلت قمة الإعلام العربي، أيامها بانعقاد المنتدى الإعلامي العربي للشباب، متضمناً مجموعة من الجلسات النقاشية التي ركزت على إسهام الشباب في مختلف المجالات الإعلامية والدور المأمول لهم في صنع إعلام المستقبل، وعقد جانب كبير من الجلسات بالتعاون مع شركاء القمة سواء في دولة الإمارات أو على مستوى العالم.
وعقدت جلسة بعنوان «إلهام بلا حدود» ضمن سلسلة جلسات «دردشات إعلامية» سلطت الضوء على مفاتيح النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، وتحدث خلالها المغامر والمستكشف الإماراتي في «ناشيونال جيوغرافيك» خليفة المزروعي، حيث أعرب عن اعتقاده أن الانتماء للوطن والطموح والإيمان والعناية بالصحة هي أهم مفاتيح النجاح، معتبرا من يملكها أنه أغنى شخص في العالم.
وقال إنه قرر المشي حول أبوظبي لمسافة 1000 كيلومتر خلال شهر واحد فقط، وكانت مهمة أشبه بالمستحيل، إلا أنه أتمها بنجاح وتعرف خلالها على الكثير من معالم الإمارة، في حين استكمل هذه الرحلة ركضاً وطاف الإمارات السبع، وعبر الإعلان عن رحلته على مواقع التواصل أقبل العديد من الشباب على مساندته وقدموا له دعماً معنوياً كبيراً.
وفي جلسة بعنوان «أول فن قائم على الذكاء الاصطناعي في الفضاء!» تحدث فردي أليسي، مدير ومؤسس استوديو أوتش، موضحاً أنّه في عالمٍ يتسارع فيه الإبداع بالتوازي مع تطور التكنولوجيا، تظهر استوديوهات فنية فريدة تمزج بين الخيال العلمي والفن المعاصر؛ لتصنع تجربة غامرة تتجاوز حدود الممكن.
وأضاف أنّه على الرغم من أنّ هذه الاستوديوهات تُستخدم أحدث تقنيات الواقع المعزز (AR)، والواقع الافتراضي (VR)، والواقع الممتد (XR)، والشاشات الذكية والخوارزميات المتقدمة، فإنّ تركيزها الأساسي لا يتمحور حول التكنولوجيا بحد ذاتها، بل حول الفكرة، مؤكداً: «نحن لسنا استوديو قائماً على التكنولوجيا، بل على الفكرة.. الفكرة دائماً تأتي أولاً».
وأضاف: «واحدة من أبرز التجارب كانت في مدينة ميلانو، حيث جمع الفريق بيانات من 342 رساماً إيطالياً وأكثر من 20 ألف لوحةٍ فنية لابتكار عمل فني فريد من بيانات AI بزاوية 360 درجة في قلب المدينة، ومن خلال هذه التجربة، استطاع الزوّار أن يعيشوا تاريخ الفن ومستقبله على نفس اللوحة».
وقال إنهم أنشأوا أول منحوتة بيانية في العالم تعكس تغيّر المناخ لحظياً وعبر قارات متعددة، وتعمل بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنّهم في هذا العمل الفني، يحصلون على بيانات من 20 قمراً صناعياً تابعاً لـ«ناسا»، في الوقت الحقيقي، وتشمل هذه البيانات معلومات عن انبعاثات الكربون، تغيّر المناخ، الرياح، المحيطات، وغيرها.
وفي جلسة تفاعلية، حملت عنوان«الشباب والرياضة: تأثير عالمي» ضمن أول أيام«قمة الإعلام العربي» في دبي، وخلال«المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، سلّط النقاش الضوء على دور منصات التواصل الاجتماعي، وخاصةً تيك توك، في إعادة تشكيل ثقافة الشباب والمشاركة الرياضية على نطاق عالمي.
واستضافت الجلسة مؤثر تيك توك العالمي ولاعب كرة القدم الحرة شون غارنييه، وحاوره باسل عنبتاوي، من تيك توك، حيث قدم عرضاً للإمكانات التحويلية التي تتمتع بها منصة تيك توك، مع رواية غارنييه للكيفية التي بدأت بها رحلته ليس مع كرة القدم التقليدية، بل من خلال مهارات التحكم في الكرة، والممزوجة برغبة في التواصل مع الناس والتعبير عن الذات.
وأكدت الجلسة أهمية التزام الأصالة والابتعاد عن التقليد في إنشاء المحتوى، وقال إن الأصالة هي الأساس. عليك أن تعكس شخصيتك في المحتوى الذي تقدمه ولا تكتفي باتباع الشغف بصنع الترند»، مشيراً إلى ما يحيط ذلك من تحديات لاسيما فيما يخص الحفاظ على تقديم المحتوى الملائم، مشجعًا المبدعين على التطور المستمر والتفكير للمدى البعيد.
وسلط الضوء على النمو الهائل الذي شهدته تيك توك في المحتوى المتعلق بالرياضة، مشيرًا إلى زيادة بنسبة 350% في الوسوم الرياضية الرئيسية، ما يجعلها أسرع القطاعات نمواً على المنصة.
وأبرزت الجلسة دور منصات التواصل ومنها تيك توك والذي يتجاوز دورها كشبكات للتواصل الاجتماعي، إلى كونها أدوات فعّالة للتعبير عن الذات، والتواصل العالمي، والنمو المهني في عالم الرياضة وغيره من القطاعات.