مؤثرون: للذكاء الاصطناعي دور محوري في دعم الإعلاميين المبدعين
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
دبي: سومية سعد
في ظل التطورات التقنية المتسارعة، يبرز الذكاء الاصطناعي أحد أهم التحولات التي تعيد رسم ملامح المشهد الإعلامي العالمي.
ولم يعد الحديث عنه في الإعلام أمراً مستقبلياً، بل أصبح واقعاً حاضراً يفرض نفسه في منصات النشر، ومراكز اتخاذ القرار.
يرى حسين التويجري، صانع محتوى من سلطنة عُمان، أنالذكاء الاصطناعي، يسهم في جودة المحتوى وتسريع العملية الإعلامية، في كتابة النصوص أو إعدادها، بفضل أدوات قادرة على دعم الإنتاج الإعلامي بكفاءة أكبر.
وتشير أروى علي، صانعة محتوى، إلى أن تحليل البيانات المدعوم به يمكن أن يكشف التوجهات العامة والقصص المؤثرة من بين كمٍّ هائل من المعلومات. كما تمكّن تقنيات الكتابة الآلية من إنتاج تقارير إخبارية مباشرة عن نتائج المباريات أو أخبار الأسواق المالية بسرعة ودقة، من دون تدخل بشري كبير. وتضيف أنه يسهم أيضاً في تحسين عملية الكتابة نفسها، عبر أدوات التدقيق اللغوي وتحسين الأسلوب بما يتماشى مع الجمهور المستهدف.
يؤكد حسين الزقري، صانع محتوى من الإمارات، أنه يمثل المستقبل في الإعلام، لما له من دور محوري في دعم المبدعين وتوسيع إمكانياتهم. في حين ترى ميري شوبكي، من لبنان، أنه سلاح ذو حدين؛ فهو يفتح آفاقاً جديدة لكنه قد يضر إذا أُسيء استخدامه. مشددة على أهمية «الاستخدام الصحيح» لتحقيق التطوير الإيجابي.
وتوضح هبة محفوض، أنه لا يقتصر على كونه أداة، بل هو إطار شامل يعيد تشكيل طريقة تقديم المحتوى الإعلامي، ليصل إلى الجمهور بلغات مختلفة وبأساليب أكثر تأثيراً، كما يضيف للمحتوى مفردات وصيغاً جديدة تعزز من تطوره.
تضيء علياء العامري، صانعة محتوى إماراتية، على أحد أبرز التحديات في الإعلام المعاصر، وهو انتشار الأخبار الكاذبة. وتشير إلى أن الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون حليفاً قوياً في هذه المعركة، عبر أدوات التحقق الذكية التي تفحص المحتوى وتقارنه بمصادر موثوقة، وتكتشف مدى صدقيته. كما تسهم أنظمة تحليل الصور والفيديو في كشف أي تلاعب بصري أو تزوير رقمي.
أما حمدة المر، صانعة محتوى إماراتية، فترى أن الجمهور اليوم لم يعد يكتفي بالمحتوى الجيد، بل يطالب بمحتوى يتناسب مع اهتماماته الخاصة. وهنا يبرز دوره في تخصيص المحتوى وفق سلوك المستخدم، واهتماماته، وموقعه الجغرافي. فخوارزميات التوصية الذكية تستخدم تقنيات تعلم الآلة لفهم تفضيلات القارئ أو المشاهد، وتقديم محتوى ملائم، ما يعزز التفاعل ويزيد ولاء الجمهور للمنصة الإعلامية.
أما أيمن العطار، فيرى أن الذكاء الاصطناعي لن يُقصي الإنسان من المعادلة الإعلامية، لكنه بلا شك سيكون شريكاً أساسياً في بناء إعلام أكثر ذكاءً ودقة وتأثيراً. والتحدي الأكبر أمام المؤسسات الإعلامية يتمثل في كيفية دمج هذه التقنيات بذكاء ومسؤولية، يحققان التوازن بين الابتكار والصدقية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي الإمارات
إقرأ أيضاً:
بدلا من الاستعراض.. آبل تراهن على المطورين لتعزيز ذكائها الاصطناعي
في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الكبرى للإعلان عن إنجازاتها الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، تتخذ شركة آبل مسارًا مختلفًا، وربما أكثر هدوءًا ودهاءً.
فوفقًا لما أورده الصحفي المتخصص مارك جورمان في نشرته الإخبارية الأسبوعية Power On، تستعد آبل للكشف عن خطة استراتيجية جديدة في مؤتمرها السنوي WWDC 2025، تقوم على فتح نماذجها اللغوية الكبيرة (LLMs) أمام مطوّري الطرف الثالث.
من يملك النموذج يملك المستقبللمن لا يعرف، فإن النماذج اللغوية الكبيرة هي التقنية الأساسية التي تقف خلف معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
وعبر إتاحة هذه النماذج للمطورين، فإن آبل تمنحهم أدوات بناء متقدمة لتطوير ميزات جديدة وتطبيقات مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل نظام iOS ومتجر التطبيقات.
وهذا يضع آبل على مسار مختلف تمامًا عن غوغل، التي ركزت في مؤتمر I/O الأخير على دمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها الجوهرية مثل البحث وGmail، مستخدمة منصة Gemini الخاصة بها.
استراتيجية آبل توحي بثقة كبيرة في مجتمع مطوريها الضخم والوفي. فبدلاً من تقديم مزايا ضخمة جاهزة للمستخدمين، تراهن الشركة على أن المطورين سيتمكنون من تقديم تجارب ذكاء اصطناعي أكثر تنوعًا وابتكارًا، تتناسب مع احتياجات المستخدمين الفعلية، وقد تتجاوز حتى ما يمكن لفريق آبل الداخلي أن يخطط له.
وبحسب غورمان، فإن المؤتمر القادم لن يشهد "زلزالًا تقنيًا" من آبل في مجال الذكاء الاصطناعي، بل سيقدّم مجموعة تحسينات دقيقة ولكن فعالة، مثل أدوات للحفاظ على عمر البطارية، ومزايا صحية جديدة تحت مظلة ما يُعرف بـ**"Apple Intelligence"**.
تعاون مثير مع جوجل ولكن الأنظار على المطورينرغم تكهنات حول دمج خدمة Gemini من جوجل مع Siri، إلا أن الخطوة التي يُتوقع أن تُحدث فرقًا حقيقيًا هي فتح نماذج LLM الخاصة بآبل للمطورين.
هذه الخطوة قد تؤدي إلى انفجار في عدد التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل متجر App Store، ما يمنح آبل تفوقًا من حيث الكم وليس بالضرورة التعقيد أو القوة التقنية.
رهان ذكي على أقوى ورقة في يد آبلفي النهاية، يبدو أن آبل لا تسعى إلى الدخول في سباق "عضلات" مع منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي، بل تركز على ما تجيده دائمًا، حيث بناء منظومة قوية ومستدامة للمطورين.
إنها مقاربة استراتيجية تعوّل على المجتمع الإبداعي الذي لطالما جعل من منصة iOS واحدة من أغنى بيئات التطبيقات في العالم.