دبي: يمامة بدوان

أكد عدد من صنّاع المحتوى وجود عوامل ترتبط بديمومة «الترند» على منصات التواصل، أبرزها تميزها بالواقعية والصداقية، بعيداً من التزييف، كون «المتابعين» يتصفون بالذكاء، ولديهم القدرة على كشف الحقيقة في أي مقطع فيديو يجذب انتباههم.

وقالوا ل «الخليج» إن احترام عادات المجتمع العربي وتقاليده على وجه التحديد، من أسباب ديمومة صناعة المحتوى في «الترند»، كونها خطوطاً حمراً يُمنع تجاوزها.

البداية كانت مع شريف نبيل، عن ثقافة السفر ورحلات السفاري، ولديه نحو 3 ملايين متابع على مختلف المنصات الإلكترونية، الذي أوضح أن من أهم عوامل ديمومة «الترند»، تتمثل في أن تتميز «التجربة المصورة» بالواقعية والحقيقة، حيث إن المتابعين يمتازون بالذكاء، وهم قادرون على كشف إن كانت التجربة حقيقية أو مزيفة.

وأشار إلى أن مواصلة صنّاع المحتوى لتأثيرهم في المتابعين بإيجابية، ترتبط بالاستمرارية بالنشر وتطوير المحتوى، كي لا يصبح مكرراً أو مملاً.

وأوضح طه محرّم، عن غرائب الشعوب وعاداتها، أن ديمومة «المحتوى» يجب أن تكون نابعة من المؤثر نفسه، وتتمثل في حديثه بطبيعته بعيداً من التمثيل والتزييف، إلى جانب احترامه لعادات المجتمع العربي على وجه التحديد، كونها خطوطاً حُمراً يُمنع تجاوزها. إلا أنه من الطبيعي أن يتعرض محتوى المؤثر للتراجع في بعض الأحيان، وهنا تقع عليه مسؤولية كيفية النهوض مرة أخرى، لتحقيق «الترند» من جديد.

جذب الانتباه

وأكد عمر الترك، منسق بودكاست، أهمية اعتماد المؤثرين لمعايير أخلاقية، من أجل الحفاظ على الاستمرارية في صناعة المحتوى ذات «الترند»، خاصة أن أخلاقيات العمل الإعلامي ذات أهمية عالية، لمن يعرض معلومة اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية وغيرها.

وقال إنه من أجل استمرارية صانع المحتوى في تشكيل حالة «ترند» عليه أن يكون صادقاً، ولا يتجاوز معايير المجتمع وعاداته التي يوجّه رسالته إليه، وإلا فإن السحر ينقلب على الساحر، وستنخفض مشاهدات المؤثر بشكل لافت، لأن المتابعين هم القادرون على رفع نسبة المشاهدات أو إلغاء المتابعة ب«كبسة زر».

حماية التقاليد

وفي وقفة مع بعض المتابعين الإعلاميين، أكدوا غياب المعايير الرقابية عن صناعة «الترند»، وهو ما يخلق تفاوتاً بين بلد وآخر لدى صنّاع المحتوى. كما طالبوا بتشريع هذه المعايير، حماية لعادات المجتمع وتقاليده، خاصة أن أغلبيتهم من اليافعين، حيث قال عبدالله شعبان، إن القيم الأخلاقية بالمحتوى العربي، تختلف من بلد إلى آخر، فبعضها مقبول في إحدى الدول العربية وأخرى مرفوضة تماماً، إلا أن منصات التواصل ليس عليها رقابة أو معايير في «الترند».

وتابع: إن الهدف من «الترند» خلق نوع من الجذب لصانع المحتوى بالدرجة الأولى، ما يحفز الآخرين من المتابعين، على المزيد من التفاعل مع محتواه وتقليده في بعض الأحيان.

كسب الثقة

وأكدت باسمة مطير، أهمية محافظة صانع المحتوى على هويته الحقيقية بعيداً من التزييف، ما يجعله يكسب ثقة المتابعين على المدى البعيد، إلا أنه عند محاولته لتجاوز تقاليد «المتابعين» وعاداتهم فإنه يفقد عامل الجذب والاهتمام، ما يجعله يعود إلى نقطة الصفر.

ولفتت إلى أهمية وجود رقابة، لضبط ما ينشره صنّاع المحتوى بشكل عام، و«الترند» بشكل خاص، كونه ينتشر كالنار في الهشيم بين أفراد المجتمع العربي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام

إقرأ أيضاً:

دبي تستشرف مستقبل الإعلام العربي بإطلاق النسخة الجديدة من تقرير نظرة على الإعلام العربي

شهدت فعاليات اليوم الأول من قمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتستمر حتى 28 من الشهر الحالي، جلسة حوارية بعنوان "نظرة على الإعلام العربي - رؤية مستقبلية"، بمناسبة إطلاق النسخة المطوّرة من تقرير "نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية"، في خطوة تعكس التزام دبي بتعزيز البيئة الإعلامية العربية، وتقديم أدوات استشرافية لصنّاع القرار والمهنيين في هذا القطاع الحيوي.
ويُعد التقرير، الذي أعده نادي دبي للصحافة بالتعاون مع مدينة دبي للإعلام وشركة Strategy&، مرجعاً استراتيجياً يقدّم رؤى تحليلية معمقة حول التحولات الجذرية التي يشهدها الإعلام العربي، مدفوعاً بتسارع التطور التكنولوجي، وظهور نماذج جديدة لصناعة المحتوى والتفاعل الجماهيري.
شارك في الجلسة، التي حضرتها منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، كل من ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام، وراشد المري، مدير إدارة البحوث والتحليل الإعلامي بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وطارق مطر، شريك في Strategy&، وأدارتها هبة زعرور، الإعلامية بمؤسسة دبي للإعلام حيث ناقش المشاركون أبرز ما ورد في التقرير من محاور، مؤكدين أهمية تبنّي استراتيجيات إعلامية قائمة على البيانات والابتكار لضمان استدامة القطاع ومواكبته للتغيرات المتسارعة.
وخلال الجلسة، أكد ماجد السويدي أن إطلاق التقرير يعكس رؤية دبي في بناء صناعة إعلامية عصرية. وقال: "التقرير يمثل خطوة نوعية تعزز من جاهزية القطاع الإعلامي في المنطقة لمواجهة التحديات واقتناص الفرص، من خلال تحليل معمّق للاتجاهات التي تعيد تشكيل الصناعة الإعلامية، بدءا من المحتوى الرقمي والإعلانات ووصولا إلى النشر والألعاب الإلكترونية".
وأضاف السويدي أن القطاع الإعلامي في المنطقة شهد تطورات متسارعة على مدى العشرين عاما الماضية لأنه قطاع حيوي يتصل بقطاع مهم وهو قطاع التكنولوجيا، مشيرا إلى أن مدينة دبي للإعلام تتمتع ببنية تحتية قوية، مما أتاح للشركات العاملة فيها التحول الرقمي بكل سهولة.
من جهته، أكد راشد المري، أهمية التقرير في توجيه السياسات الإعلامية نحو نماذج أكثر مرونة وابتكاراً. وقال "نحن أمام واقع إعلامي جديد يتطلب أدوات تحليلية دقيقة لفهم اهتمامات الجمهور المتطورة، وبناء استراتيجيات تقوم على التفاعل، والرقمنة، والمحتوى المتخصص القادر على المنافسة".
وأضاف أن أهم ما يميز التقرير هذا العام هو تركيزه على الألعاب الإلكترونية، فضلا عن التركيز على أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن التقرير يشمل تجارب لصناعة المحتوى من دول عديدة حول العالم وأيضا تجارب يتم تطبيقها حاليا في العالم العربي.
وحول ما إذا كان من الممكن أن يحل المحتوى الرقمي محل القنوات التقليدية، قال راشد المري إن القنوات الرقمية حققت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، على حساب القنوات التقليدية، غير أن هذه المنصات الرقمية تواجه العديد من التحديات مثل الافتقار إلى المصداقية، على العكس من القنوات الرسمية التي تحظى بالثقة والمصداقية بين الجمهور، مشيراً إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة أن الجمهور بدأ يتجه تدريجيا نحو القنوات التقليدية للحصول على المعلومات الموثوقة.
من جهته، قال طارق مطر إن القنوات الرسمية ستحافظ على وجودها لما لها من أهمية في نقل المعلومات الصحيحة، وذلك في ظل منافسة شديدة مع القنوات الرقمية المختلفة. 
وأضاف مطر أن الهدف من تقرير "نظرة على الإعلام العربي" هو المساهمة في الارتقاء بمختلف قطاعات الإعلام العربي، استنادا إلى العديد من نقاط القوة التي تميز تلك القطاعات مثل البنية التحتية القوية والإنتاج المتميز والحوافز التي توفرها دول المنطقة لاستقطاب الشركات والأفراد، للعمل في هذا القطاع الحيوي، إضافة إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة في العالم العربي، غير أنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود تحديات كبيرة مثل الفجوة التمويلية ولاسيما من جانب القطاع الخاص، لافتا إلى أن العالم العربي يتميز بامتلاكه لقدرات بشرية إبداعية غير أن هناك تفاوتا كبيرا في هذه القدرات من دولة إلى أخرى.
واعتبر طارق مطر أن التقرير لا يكتفي برصد التحولات، بل يقدم أدوات تفكير استراتيجي لأصحاب القرار في القطاع، مشددا على أن "نجاح الإعلام العربي في المرحلة المقبلة مرهون بالقدرة على قراءة المؤشرات بدقة، وبناء قرارات مدعومة بالبيانات الموثوقة".
كما أكد على ضرورة مواكبة الإعلام العربي لتوقعات الجيل الرقمي الجديد، مشيرا إلى أن المحتوى لم يعد يُنتج فقط ليُستهلك، بل ليُتفاعل معه، وينتقل من منصّة إلى أخرى، مما يستدعي صناعة محتوى ذكي، جذّاب، وموجّه بدقة إلى شرائح الجمهور المتنوعة.
ويقدم التقرير تحليلاً متكاملاً لخمسة قطاعات رئيسية في الصناعة الإعلامية، تشمل: الفيديو، والصوتيات، والنشر، والإعلانات، والألعاب الإلكترونية، كما يتناول دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في تطوير تجارب المستخدمين، وتخصيص المحتوى، وكتابة الأخبار، وإنتاج الإعلانات. 
وتشير التقديرات الواردة فيه إلى نمو سوق الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 17 مليار دولار أميركي في 2024 إلى 20.6 مليار دولار بحلول عام 2028.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد بن محمد يكرم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع» انطلاق "قمة الإعلام العربي" في دبي المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أحمد بن محمد: إعداد جيل إعلامي يوصل رسالة دبي التنموية
  • إلغاء المتابعة خيار مهذب لتجنب المحتوى السلبي
  • الحوثي يمنع القنوات ومنشئو المحتوى من التصوير أو إجراء المقابلات التلفزيونية (وثيقة)
  • المنتدى الإعلامي العربي للشباب يكشف مفاتيح النجاح
  • «البودكاست» يسبق الهواء.. ومجتمعات «أون لاين» تتمسك بالأصالة
  • مشاركون في «منتدى الإعلام العربي»: المحتوى العربي حيّ ومؤثر
  • دبي تستشرف مستقبل الإعلام العربي بإطلاق النسخة الجديدة من تقرير نظرة على الإعلام العربي
  • مؤثرون: للذكاء الاصطناعي دور محوري في دعم الإعلاميين المبدعين
  • ابو رغيف: مؤتمر الاعلام العربي خطوة إضافية على طريق استعادة  العراق لدوره الريادي