فضل الله: للتكاتف لمواجهة اعتداءات الكيان الاسرائيلي ومغامراته
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة قال فيها: "البداية من المفاوضات التي تجري في الدوحة، والتي نأمل أن تفضي إلى اتفاق ينهي مسلسل المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وأدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين، والتدمير للمباني السكنية والمدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة وكل معالم الحياة في القطاع".
وأضاف: "أصبح واضحا أن هناك رغبة بإنجاح هذه المفاوضات عبرت عنها المقاومة الفلسطينية وأبدت كل الإيجابية والمرونة لإنجاحها وكذلك الدول الداعية لها".
وتابع: "الخشية تبقى من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، فهو إن سار بها فلتخفف من الضغوط التي تتعرض لها الحكومة الصهيونية، سواء من الداخل والتي تقوم بها قيادات سياسية وعسكرية وأمنية وفئات شعبية واسعة تريد وقف الحرب على خلفية انسداد الأفق أمام تحقيق الأهداف التي لأجلها أوقدت هذه الحرب، أو من الخارج من الدول التي باتت محرجة أمام شعوبها التي خرجت إلى الشوارع تدعوها إلى إيقاف نزيف الحرب، لكن نتنياهو لا يريد أن يمنح الشعب الفلسطيني أبسط حقوقه المشروعة، بإيقاف دائم لإطلاق النار وفتح المعابر لرفع الحصار عن قطاع غزة والسماح له بحرية التنقل داخله، فهو يريد أن يحقق بالمفاوضات ما لم يستطع أن يحققه في الميدان باستعادة أسراه ومن دون أن يقدم أي ضمانات لوقف حرب الإبادة".
أضاف : "ولعل من المفارقة، هنا أن نشهد دعوة الإدارة الأميركية إلى هذه المفاوضات وإبداء حرصها على إنجاحها تجنبا لحرب إقليمية واسعة لا ترى مصلحة لها في اندلاعها ولحسابات انتخابية، بعدما ارتفعت الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الداخل الأميركي، وعبرت عنها الجامعات فيها. ولكنها في الوقت نفسه تعلن دعمها لهذا الكيان في أي حرب يخوضها، ولذلك تنشر بوارجها في البحر، وفي الوقت نفسه تعلن عن إمدادها له بصفقة أسلحة جديدة تقدر بعشرين مليار دولار، والتي من الطبيعي أن تجعل هذا الكيان يتشدد في المفاوضات وقد يتنصل منها، ليستكمل مشروعه مستفيدا من هذا الدعم".
وتابع :"وعلى هذا الصعيد، فإننا نجدد دعوتنا للدول العربية والإسلامية، بأن يكون دورها فاعلا ومؤثرا وحاسما لخيارات الشعب الفلسطيني في المفاوضات الجارية وعدم تركه وحيدا في معركته هذه لتحصين موقعه ودعمه وعدم الوقوف على الحياد خلالها، ونحن على ثقة أن الدول العربية والإسلامية قادرة على ذلك إن هي توحدت وقررت أن تقوم بهذا الدور تجاه الشعب الفلسطيني".
وأردف فضل الله: "وكما قلنا سابقا، نؤكد اليوم أن السماح للكيان الصهيوني أن يحقق أهدافه، سيؤدي لجعل هذا الكيان يزداد طغيانا وعدوانية، وهو لن يوفر أي بلد عربي أو إسلامي عندما تقتضي مصالحه ذلك".
وقال :"في هذه الأثناء تستمر الضغوط الدولية على الجمهورية الإسلامية والمقاومة في لبنان لمنعهم من الرد على العدوان الصهيوني، وهي لذلك تحشد الأساطيل التي تهدف من ورائها إلى دعم هذا الكيان، ولمنع ممارسة الحق الطبيعي برد الاعتداء الذي مس بأمنها وسيادتها.
ونعود إلى لبنان حيث يستمر العدو الصهيوني بتصعيد اعتداءاته والتي تتصاعد وتيرة استهدافه للمدنيين، وهو يستعمل في ذلك أسلحة جديدة ونوعية ليحاول من خلالها ترويع اللبنانيين وللضغط على المقاومة لتقديم تنازلات لحسابه وعلى حساب السيادة اللبنانية، في وقت لا تزال المقاومة تواجه العدو بالمثل وتعده بمفاجآت نوعية إن هو أقدم على أي مغامرات تجاه أمن هذا البلد وسيادته، ما يدعو اللبنانيين إلى التكاتف والوقوف معا في مواجهة اعتداءات هذا الكيان ومغامراته، والذي يثبت الواقع أنه لا يفرق فيها بين بلدة وأخرى أو بين طائفة وطائفة أوبين مذهب ومذهب".
وهنا نقدر كل الأصوات التي انطلقت لتمنع هذا العدو من تحقيق أهدافه في إحداث شرح بين اللبنانيين إن على الصعيد الطائفي أو السياسي". وندعو مجددا إلى مزيد من التكافل لمواجهة أعباء النزوح، ونشيد بكل الذين فتحوا قلوبهم وبيوتهم لأخوتهم في الوطن دونما حسابات ليؤكدوا بأن الوطن لا يزال بخير من خلال هذه المبادرات الحية والتي ترتقي إلى مستوى الأصالة الوطنية الحقيقية التي نراها القاعدة الكبرى التي تبني الوطن وتنهض به مجددا لنواجه العدو من خلالها بالوقوف على أرض صلبة وثابتة".
وختم السيد فضل الله :"وأخيرا مر علينا الرابع عشر من آب، الذكرى الثامنة عشرة للانتصار الذي تحقق في العام 2006، والذي استطاع اللبنانيون من خلاله أن يفشلوا الأهداف التي سعى العدو الصهيوني لتحقيقها. ونحن في هذا اليوم، نجدِّد دعوتنا إلى اللّبنانيين لإنعاش ذاكرتهم بكلِّ صور البطولة والإقدام والتضحية التي نقلتها الشاشات والإذاعات ووسائل التواصل التي عاشوها في ذلك الوقت، لا لكي نزهو بتلك الإنجازات، أو لنعيش عليها، أو لندخلها في بازار الصراع الداخلي، بل لتعزز فينا الأمل، بإمكان الانتصار على العدو في مواجهة أي عدوان جديد، ولتزيدنا وعيا وإحساسا بضرورة الحفاظ على ما صنع من إنجازات، بألا نفرط فيها، ولتكون سبيلا لتحقيق إنجازات أخرى".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی هذا الکیان فضل الله
إقرأ أيضاً:
دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية
الثورة / أحمد علي
في كلمته الأخيرة حول آخر المستجدات في العدوان على غزة هاجم السيد القائد دولاً عربية وإسلامية كبرى قال إنها تدعم إسرائيل اقتصادياً من خلال تزويده الكيان المجرم بالبضائع.
وأوضح أنه “على مدى 22 شهراً هناك أنظمة إسلامية وعربية لم تتوقف سفنها وهي تحمل المواد الغذائية والبضائع للعدو الإسرائيلي”.
وأضاف السيد القائد أن هذه الأنظمة “زادت خلال هذه الفترة من مستوى تبادلها التجاري مع العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة هي “من كبريات دول هذه الأمة”.
وكشف السيد القائد أن هناك نظاماً إسلامياً “يظهر التعاطف إعلامياً مع الشعب الفلسطيني لكن نشاطه في التبادل التجاري مع العدو أكثر من أي دولة في العالم”.
وقال إن “البعض من كبريات الأنظمة العربية حاولت أن تقدم للعدو الإسرائيلي بدلاً عما حققه الموقف اليمني في منع الملاحة الصهيونية”.
وأشار إلى أن “أنظمة عربية مدّت العدو الإسرائيلي بمواد غذائية متنوعة وبمختلف الاحتياجات في وقت يتم محاصرة الشعب الفلسطيني”.
وكان السيد القائد قد تحدث عن خمس دول عربية وإسلامية تشارك في كسر الحصار اليمني المفروض على العدو الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك يمثّل دعماً مباشراً للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وتواطؤاً فاضحاً مع جرائم الاحتلال.
السعودية واخواتها
ويرجح خبراء أن الدول المقصودة في خطاب السيد عبد الملك الحوثي تشمل كلاً من تركيا ومصر والأردن والإمارات والسعودية نظراً لطبيعة الواردات التي عبرت منها إلى كيان الاحتلال خلال فترة العدوان والحصار اليمني.
جدير بالذكر أنه وفي خطابه الأخير أكد قائد الثورة أن هذه الدول تتحمل مسؤولية الجرائم التي تُرتكب في غزة، داعياً شعوب الأمة إلى مراجعة مواقفها والتصدي لحكوماتها التي تساهم في تعميق معاناة الفلسطينيين، وفي ظل صمتها المطبق تجاه ما يتعرض له سكان غزة من إجرام وحصار.. دول عربية تباشر عملياً كسر حصار صنعاء البحري على العدو الإسرائيلي، وبهذا التصرف تثبت دول العدوان على اليمن من جديد أن مهمتها هي تقديم الخدمات لكيان العدوّ الصهيوني؛ فبعد أن أعلنت الإمارات والأردن في وقتٍ سابق تضامنهما مع “إسرائيل” عبر تفويج السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بادرت السعوديّة التي تقود تحالف العدوان والحصار على اليمن، إلى كسر الحصار عن كيان العدوّ الصهيوني، وذلك على حساب دماء وأشلاء وجوع سكان قطاع غزة المحاصر والذي يفتقر إلى أبسط منافذ الغذاء والدواء اللازم والضروري لملايين البشر الفلسطينيين.
وبعد أن تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من إطباق حصار على كيان العدوّ الصهيوني عبر استهداف السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى كيان العدوّ الصهيوني؛ ردًّا على الحصار الجائر المفروض على سكان غزة الذين يتضورون جوعاً وظماً أقدم النظامُ السعوديّ على تقديم خدمة جديدة للكيان الإسرائيلي، وذلك بمساعدته على إدخَال السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في الوقت الذي لم يجرؤ هذا النظام على تقديم أي موقف من شأنه فتح ممرات الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في غزة.
إسرائيل تفضحهم
وقد ذكرت وسائل إعلام صهيونية قيام السعوديّة والبحرين والأردن بخطواتٍ متناسقة تنتهي عند إدخَال كافة البضائع إلى الصهاينة، عبر الطرق البرية التي تربط السعوديّة والأردن بالأراضي الفلسطينية المحتلّة.
تركيا
في تركيا كان شباب الأناضول ومنظمات أوبن رفح، وما في مرمرة، وسفينة الوجدان نظّموا تظاهرة غاضبة أمام ميناء افجيلار في إسطنبول.
الاحتجاج جاء للمطالبة بوقف كل أشكال التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، رافعين أصواتهم ضد تطبيع العلاقات الاقتصادية.
مطالبة
وطالب المتظاهرون الحكومة التركية بقطع التجارة نهائياً مع الاحتلال .ويقولون إن شركة الشحن الاسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية، وهو ماوثقه نشطاء لإحدى السفن التي كانت تحمل شعار الشركة في ميناء حيدر باشا في إسطنبول متجهة الى حيفا في الأراضي المحتلة.
ويعتبر النشطاء ان استمرار نشاط شركة ZIM «زيم” الإسرائيلية في تركيا يعكس علاقات تجارية غير معلنة، وفقاً للمتظاهرين.
ويؤكد المحتجون أن هذه التعاملات تشكل خرقاً لمطالب الشارع التركي الذي يرفض كل أشكال التعاون مع الاحتلال.
فيما تقول تركيا إنها أوقفت التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، يؤكد النشطاء إن التجارة لا زالت مستمرة وإن سفنا لازالت تبحر من تركيا باتجاه الاحتلال. وما بين الروايتين، يواصل الشارع التركي الضغط من أجل وقف كافة أشكال التعاون مع الاحتلال.