لماذا يستهدف الاحتلال الأطفال والنساء في عدوانه على غزة؟
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
ليس جديدا على الاحتلال استهداف الأطفال والنساء الفلسطينيين، سواء بالقتل أو الاعتقال، وليس مستغربا في فكر الاحتلال الذي يرتكب جرائم حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، حيث وضعت قوات الاحتلال الصهيوني منذ النكبة في عام 1948، استراتيجيات اقتلاعية واحتلالية واضحة تجاه من بقي في فلسطين التاريخية.
هذه السياسة مستمرة إلى اليوم، وهذا الفكر قائم على الإبادة والتطهير العرقي، وهذا ما يحدث الآن في العدوان على قطاع غزة، فجنود الاحتلال يواصلون قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا يضبط سلوكهم قواعد أخلاقية ولا قيم إنسانية، وإنما الهمجية والوحشية والبربرية هي المسيطرة عليهم. وبالنظر إلى سجل جرائم الاحتلال على مر أيام وجوده الطارئ، نجد أن هذا الاحتلال لا ينتمي إلى الجنس البشري، ومن خلفه فتاوى كبار الحاخامات اليهود المتطرفين التي تُبيح سفك دماء الأطفال والنساء خوفا منهم ومن سيرهم على نهج آبائهم في الدفاع عن الأرض والحق الفلسطيني، وبالتالي يرون ضرورة القضاء على النسل الفلسطيني، والقضاء على جيل جديد من المقاومة الفلسطينية.
استهداف الأطفال والنساء
لطالما شكّل أطفال ونساء فلسطين وقطاع غزة هدفا واضحا وصريحا لجيش الاحتلال، نجد أن السنوات التي يشن فيها الاحتلال عدوانه على قطاع غزة تتضاعف فيها أعداد الشهداء الأطفال والنساء عن غيرها من السنوات، وهذا يُدلّل على حجم الإجرام الذي تستخدمه آلة الحرب الهمجية في عدوانها، وأضاف لها بُعدا جديدا بعد عملية "طوفان الأقصى" عندما ركّز الاحتلال على استهداف المنازل الآمنة وأغلب هذه المنازل فيها أطفال ونساء، ويقصفها بالصواريخ والقنابل، ويريد بذلك القضاء على أكبر قدر ممكن من الأطفال والنساء لأن العامل الديمغرافي مؤثر جدا في الوجود على الأرض الفلسطينية، في ظل أن الاحتلال يريد أن يكون عدد السكان لديه أكثر من الفلسطينيين فكثرة السكان الفلسطينيين يشكل خطرا حقيقيا على وجود الاحتلال، إضافة إلى أن الاحتلال يقصف بعشوائية ويريد بذلك إرهاب الشعب الفلسطيني، ولا يريد أن يُخرج جيلا جديدا من المقاومة، لذا فهو يرهبه ويرعبه ويقتله ببشاعة لإحداث حالة كبيرة من الرعب في الشعب الفلسطيني.
تقرير المرصد الأور ومتوسطي عن أطفال غزة
يتحدث تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إحصاءاته تُظهر أن قوات الاحتلال قتلت 2100 طفل رضيع فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن عامين، ضمن نحو 17 ألف طفل قتلهم في قطاع غزة منذ بداية جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وذكر الأور ومتوسطي في بيان له أن عدد الأطفال الفلسطينيين، سواء الأطفال الرُضع أو الأطفال عموما، الذين قتلهم جيش الاحتلال مُفزع وغير مسبوق في التاريخ الحديث للحروب، ويعبر عن نمط خطير وقائم على نزع الإنسانية عن الفلسطينيين في قطاع غزة باستهداف الأطفال على نحو متعمد ومنهجي وواسع النطاق دون توقف منذ أكثر من عشرة أشهر، وبأكثر الطرق وحشية وأشدها فظاعة.
وأكد المرصد الأور ومتوسطي أن العديد من الأطفال كانت تقطعت رؤوسهم وأعضاء أجسادهم بفعل القصف الهمجي شديد التدمير على تجمعات المدنيين، وبخاصة المنازل والمباني والأحياء السكنية ومراكز الإيواء وخيام النازحين قسرا، بما يشكل انتهاكا صارخا لقواعد التمييز والتناسب والضرورة العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وذكر الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق الثلاثاء مقتل الطفلين الرضيعين "آسر" و"آيسل محمد أبو القمصان"، وهما توأمان لم يتجاوز عمرهما الأربعة أيام، حيث استشهدا صباح 13 آب/ أغسطس 2024، مع والدتهما "جمان" وجدتهما في قصف الاحتلال استهدف شقة سكنية في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأشار إلى أن والد الطفلين كان قد خرج لاستخراج شهادة ميلاد لطفليه حديثي الولادة، وعاد إلى الشقة ليجدها مدمرة وجميع أفراد أسرته، بالإضافة إلى الجدة، قتلوا باستهداف الاحتلال مباشرة على المنزل.
وأبرز الأورومتوسطي أن الجيش "الإسرائيلي" يمتلك تكنولوجيا متطورة، وهو يعلم في كل مرة يستهدف فيها منزلا أو مركز إيواء من داخله من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، ومع ذلك يقصفها بصواريخ وقنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة، متعمدا بذلك إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في أرواح المدنيين وإحداث الإصابات الشديدة، بدلالة النمط المتكرر والمنهجي وواسع النطاق للاستهداف الإسرائيلي للمدنيين في قطاع غزة، والأسلحة شديدة التدمير والعشوائية، وبخاصة ضد المناطق ذات الكثافة السكانية المدنية المكتظة.
وشدد الأورومتوسطي على أن حالة الرضيعين "آسر" و"آيسل"، هي حالة متكررة، فيوميا يسجل ضحايا من الأطفال وبينهم أطفال رضع.
تنكّر الاحتلال للقانون الدولي
قائمة جرائم الاحتلال الصهيوني النازي في قطاع غزة والضفة الغربية مُكتظة وبدأت منذ سنوات، وأضاف لها أبعادا جديدة في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فهي جرائم حرب مركبة من خلال استهداف منازل بداخلها أطفال ونساء، منتهكا كل معايير الحماية التي وفرتها اتفاقية جنيف الرابعة للأطفال والنساء، واتفاقية روما التي تعتبر استهداف الأطفال جريمة حرب، وخاصة أن الاحتلال يتنكر لكل قواعد القانون الدولي والإنساني، ويمارس إرهابا منظما، ولا يكترث كثيرا لحماية الأطفال والنساء الواجبة وفقا للقانون الدولي والإنساني.
ما نراه من حرب إبادة في قطاع غزة شاهد على جرائم الاحتلال وممارسته إرهاب منظم، دون اكتراث لحماية الأطفال والنساء، حيث لا تمر ساعة واحدة إلا ونرى أطفالا قد ارتقوا شهداء هم وأهلوهم.
تبقى الحقيقة الذي يجب أن يعلمها الاحتلال ومعه دول الظلم الغربي والعربي، أن "شعب فلسطين سيبقى عزيزا متجذرا بأرضه وأرض آبائه وأجداده، وأن فلسطين مباركة وولّادة وسيكون لأطفال فلسطين ونسائها كلمة كلمة السر في نصرها والتحرير والعودة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الاحتلال الأطفال جرائم غزة غزة الاحتلال أطفال جرائم مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استهداف الأطفال الأطفال والنساء فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يوسع عدوانه في الفارعة وطمون بالضفة ويهدم منازل بالقدس
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية اليوم الأربعاء، ووسّعت عدوانها على مخيم الفارعة وبلدة طمون بمحافظة طوباس، فيما هدمت منزلين في القدس المحتلة.
وذكرت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بعدوان موسع في مخيم الفارعة وطمون بمحافظة طوباس، حيث شرع في تجريف بنية تحتية واقتحام منازل، وفق ما أفاد به شهود عيان.
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات قرب طوباس، بالتزامن مع اقتحام عدة منازل والدفع بتعزيزات عسكرية شمالي الضفة الغربية.
وجنوبي نابلس، أغلق مستوطنون، صباح اليوم، المدخل الرئيسي لقرية اللبن الشرقية.
واقتحم عشرات المستوطنين المدخل الرئيسي للقرية، بحماية من قوات الاحتلال، وقاموا بتأدية طقوس تلمودية، وأعاقوا حركة التنقل من وإلى القرية، خاصة إلى مدرسة بنات اللبن الثانوية ومدرسة ذكور اللبن الثانوية، حيث تعقد امتحانات نهاية العام.
كما رقص المستوطنون بأعلام الاحتلال على أطراف القرية ومدخلها الرئيسي، مهدّدين الأهالي بمنعهم من الدخول أو الخروج منها.
يُشار إلى أنها المرة الخامسة التي يغلق فيها المستوطنون مدخل القرية خلال الأيام العشرة الأخيرة.
إعلانوفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، شابا من بلدة قباطية جنوبي المدينة.
وقالت مصادر محلية، إن آليات الاحتلال حاصرت منزلا، واعتقلت شابا بعد مداهمته.
وتتعرض بلدة قباطية لاقتحامات متكررة من قوات الاحتلال منذ بدء عدوانها على جنين، تخللتها مداهمات واعتقالات، وتدمير متكرر للبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء.
وبحسب بلدية قباطية، فإن عدوان الاحتلال المتكرر على البلدة أدى لخسائر تصل الى 8 ملايين شيقل، فيما وصل عدد الشهداء فيها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الى 38 شهيدا.
وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، بلدتي عبوين، وسلواد، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال نفذوا عمليات مداهمة وتفتيش لعدد من منازل المواطنين في البلدتين.
كذلك في أريحا، أصيب، طفل فلسطيني (13 عاما) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها المدينة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحفي، بأن طواقمها تعاملت مع إصابة طفل رصاص حي بالقدم، أثناء اقتحام حارة العرب من أريحا، وجرى نقله للمستشفى لاحقا.
هدم منازل في القدسفي غضون ذلك، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت حي البستان في البلدة، وأغلقت مداخله، وهدمت منزل المواطنة أماني عودة، ويؤوي 4 أفراد، بعد الاعتداء على أفراد عائلتها.
وأضافت المصادر، أن الاحتلال هدم أيضا منزل راشد القيمري في الحي ذاته، وتبلغ مساحته 40 مترا مربعا، ويقطنه 5 أفراد.
وتواجه عشرات العائلات في حي البستان خطر هدم منازلها، بعد إعلان سلطات الاحتلال عزمها تحويل الأرض المقامة عليها إلى "حديقة توراتية"، حيث جرى خلال الأشهر الماضية هدم العديد من المنازل في سلوان.
مستوطنون يقتحمون الأقصى
وفي المسجد الأقصى، اقتحم مستوطنون، صباح اليوم الأربعاء، باحاته في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
إعلانوأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى في مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية منها طقس الانبطاح "السجود الملحمي"، بحماية قوات الاحتلال.
وتزامنا مع اقتحامات المستوطنين، تفرض قوات الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين للأقصى، وتشدد من إجراءاتها العسكرية على أبوابه.
إبعاد متضامنينفي الوقت نفسه، قررت السلطات الإسرائيلية إبعاد سائحتين إحداهما سويدية والأخرى آيرلندية بسبب تضامنهما مع الشعب الفلسطيني.
واعتقلت قوات الاحتلال السائحتين جنوب الخليل، نهاية الأسبوع الماضي، في أعقاب بلاغ قدمه مستوطنون، بذريعة أنهما خرقتا "أمرا عسكريا" صادر عن ما يسمى "قائد المنطقة الوسطى" لجيش الاحتلال بالقيام بأنشطة "مناهضة لإسرائيل"، ودخلتا معسكر تدريب عسكري قرب مستعمرة "أفيغيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين.
واحتجزت السائحتان في مركز إسرائيلي في الخليل، قبل أن تصدر سلطات الاحتلال قرارا بإبعادهما عن الضفة الغربية لمدة 15 يوما، واخضاعهما للاستجواب، حيث تقرر إبعادهما إلى الخارج.
وقررت إسرائيل في الأشهر الماضية منع دخول العديد من السياح والسياسيين، بمن فيهم برلمانيين، من عدة دول بحجة دعم الموقف الفلسطيني الرافض للإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بغزة واعتداءات المستوطنين وعدوان الجيش لمدن الضفة الغربية.
منذ 21 يناير/ كانون الثاني بدأ جيش الاحتلال عدوانا في مخيمات شمال الضفة، استهله بمخيم جنين قبل أن يتوسع ليشمل مخيمات نور شمس وطولكرم والفارعة وبلدة طمون.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
إعلان