بعد تجاهل الرئاسي لمطالبهم.. حلف قبائل حضرموت ينصب مخيم اعتصام جديد في الريدة وقصيعر ضمن تصعيده للمطالبة بثروات المحافظة
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
الجديد برس:
نصب حلف قبائل حضرموت مخيماً اعتصامياً جديداً في منطقة بشار بالمشقاص، التابعة لمديرية الريدة وقصيعر، التي تُعد البوابة الشرقية لمحافظة حضرموت، ويأتي هذا التحرك كجزء من تصعيد مستمر للمطالبة بحقوق أبناء المحافظة في ثرواتها.
تدشين المخيم، الذي أقيم يوم الجمعة، شهد حضوراً كثيفاً من مقادمة وشيوخ قبائل المشقاص والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى مختلف أطياف وشرائح المجتمع المحلي.
وخلال الفعالية، أُلقيت كلمات شددت على معاناة حضرموت، مشيرةً إلى أن ثرواتها تُنهب وتذهب إلى “اللصوص”، بينما يعاني أبناؤها من الفقر والجوع، حسب تعبير المتحدثين.
وذكر حلف قبائل حضرموت في منشور على حسابه في “فيسبوك” أن نصب المخيم يأتي في إطار الخطة التصعيدية الرامية إلى تحقيق مطالب أبناء حضرموت المشروعة وبسط السيطرة الكاملة على الأرض والثروة.
كما نشر الحلف صوراً للمخيم تظهر توافد العشرات من المواطنين إلى المكان، استجابة لدعواته.
تجدر الإشارة إلى أن حلف قبائل حضرموت بدأ في مطلع الشهر الحالي بإجراءات تصعيدية بعد تجاهل المجلس الرئاسي لمطالب أبناء حضرموت، حيث استحدث نقاطاً مسلحة على امتداد هضبة حضرموت، وخاصةً في منطقة حقول النفط، وطوق مداخل ومخارج منطقة المسيلة النفطية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: حلف قبائل حضرموت
إقرأ أيضاً:
حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته
تمر بلادنا ومنطقتنا والعالم من حولنا بمرحلة مليئة بالأحداث والمتغيرات المتسارعة التي تفرض علينا التعاطي معها بحذرٍ ووعيٍ عميق، حتى لا نُستدرج إلى مواقف وقرارات لا تخدم مصلحة وطننا وشعبنا، فنغدو أدوات في مشاريع الآخرين وأرقامًا في أجنداتهم. وقد شاءت الأقدار أن تكون بلادنا – وفي القلب منها حضرموت – في صميم هذا الصراع المحتدم بين القوى الإقليمية والدولية الساعية لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة.
إن ما تشهده محافظة حضرموت اليوم ليس حدثًا محليًا منعزلًا، بل هو امتدادٌ لصراعٍ أكبر بين أدوات قوى العدوان على بلادنا، حيث تتنافس الأطراف الممولة خارجيًا على بسط نفوذها في هذه المحافظة الغنية بثرواتها وموقعها الاستراتيجي. وللأسف، يجري توظيف أبنائنا وأرضنا في معارك لا علاقة لها بالمصالح الوطنية، بل تصب في خدمة أجندات خارجية لا ترى في حضرموت سوى موردٍ للثروة وممرٍ للهيمنة.
ومن المفارقات أن تتزامن هذه الأحداث مع ذكرى الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني عن بلادنا، في وقتٍ نعيش فيه شكلاً جديدًا من الاحتلال المقنّع، تمارسه قوى لا يتجاوز عمرها السياسي عمرَ البنايات السكنية في شارع المعلا ناهيك عن ناطحات السحاب في شبام أو قصور سيئون أو تريم، لكنها استطاعت – بمساعدة ضعاف النفوس – أن تبسط سيطرتها على أجزاء واسعة من بلادنا.
إن قوى العدوان والاحتلال تسعى اليوم إلى الضغط على المكونات السياسية والقبلية والعلمية وإرغامها على الاصطفاف من خلال تأزيم الأوضاع في حضرموت بعدة أساليب منها إذكاء النعرات المناطقية والقبلية، وإثارة الفتن والانقسامات، بغرض إبقاء المحافظة ساحة صراعٍ دائم، وجعل أبنائها في حالة اصطفاف دائم متوزعين بين القوى والأجندات الخارجية، بما يخدم مصالح الإمارات والسعودية الاقتصادية والعسكرية. وهي في سبيل ذلك تستغل المطالب المحقة والمشروعة لأبناء حضرموت – تلك المطالب التي نقر بعدالتها ووجاهتها – من تحسين الخدمات، وضمان العدالة، وتمكين أبناء المحافظة من ثرواتهم ومواردهم، لتجعل منها غطاءً لتحركاتها ومطامعها.
إننا نؤكد أن هذه المطالب ليست جريمة ولا خطأ، بل هي حقوقٌ طبيعية لكل أبناء اليمن، غير أن الخطر يكمن في تحويل هذه الحقوق إلى أدوات ضغطٍ سياسي تُستخدم لتنفيذ مشاريع خارجية، لا تمت لمصالح الوطن بصلة.
ولأن حضرموت أرضٌ ذات تاريخٍ عريقٍ وثقافةٍ راسخةٍ، فقد كان أبناؤها عبر العصور سفراء حضارة وسلام، حملوا راية العلم والتجارة إلى أصقاع الأرض، وأسهموا في نهضات الشعوب التي عاشوا بينها. لذا فإن اختزال هذا التاريخ المشرق في صراعات آنية بين وكلاء الخارج هو إهانة لتلك المسيرة الحضارية الطويلة وخيانة لتضحيات الرواد الأوائل الذين بذلوا أرواحهم رخيصة لإخراج المستعمرين من بريطانيين وبرتغاليين وعثمانيين في جنوب الوطن وشماله.
ان الصراع في البلد الواحد ليس فيه منتصر والكل فيه مهزوم والوطن هو الخاسر والرابح الأوحد فيه هو المحتل الخارجي فكفانا تدليس وتغييب لوعي الناس.
نسأل الله أن يمن على بلادنا بنعمة الأمن والايمان وأن يرد عنها كيد المعتدين.
عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد
رئيس لجنة تقييم وتطوير القوانين والتشريعات