بيروت - رويترز
من المنتظر أن تستأنف الأمم المتحدة إيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة عبر معبر حدودي شكل طوق نجاة للمنطقة، وذلك بعدما قال عمال إغاثة إن دمشق خففت فيما يبدو شروطها التي أوقفت تسليم المساعدات لعدة أسابيع.

وتوقف تسليم المساعدات من تركيا عبر معبر باب الهوى في يوليو تمز بعدما أخفقت القوى الغربية وروسيا، الحليف الرئيسي للحكومة السورية، في الاتفاق على تمديد تفويض من مجلس الأمن الدولي باستمرار العملية.

ووافقت سوريا حينها على استمرار العملية ولكن بشروط رفضتها الأمم المتحدة.

وبعد جهود دبلوماسية على مدى أسابيع، لم يتضمن خطاب أرسلته الحكومة السورية إلى الأمم المتحدة هذا الأسبوع واطلعت رويترز على نسخة منه أيا من الشروط المرفوضة. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش يرحب "بالتفاهم" مع دمشق بخصوص استخدام معبر باب الهوى لستة أشهر.

وشمال غرب سوريا هو المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة التي تقاوم حكم الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ 12 عاما ويعيش الملايين هناك على المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة.

ولطالما وجهت منظمات غير حكومية ودول قوافل مساعدات بمبادرات فردية إلى شمال غرب سوريا. لكن وكالات الأمم المتحدة لا يمكنها اجتياز المعبر دون موافقة الحكومة أو مجلس الأمن الدولي.

وتستخدم الأمم المتحدة معبر باب الهوى منذ 2014 بتفويض من مجلس الأمن. ورفضت سوريا العملية باعتبارها انتهاكا لسيادتها.

وتضمنت الشروط التي حددتها دمشق في يوليو تموز منع الأمم المتحدة من التعاون مع ما وصفتها بأنها "منظمات إرهابية" في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، وقصر الجهات التي يمكنها تسليم المساعدات على الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وجاء في رسالة بتاريخ الخامس من أغسطس آب أرسلها مارتن جريفيث منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة إلى سفير سوريا لدى المنظمة الدولية بسام صباغ واطلعت عليها رويترز أن الأمم المتحدة "قد تحتاج إلى التعامل مع جهات فاعلة مختلفة في شمال غرب سوريا" أثناء قيامها بعمليات الإغاثة.

وأفادت الرسالة أيضا بأن الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ليس لهما وجود كاف في شمال غرب سوريا يتيح لهما القيام بمثل هذه الأعمال الإنسانية.

وفي رسالة بتاريخ السادس من أغسطس آب، شكر صباغ جريفيث على "التوضيح المتعلق ببعض الإجراءات التشغيلية الأساسية"، وقال إن سوريا "تتطلع إلى مشاركة" الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري "عندما تسمح الظروف بذلك"، دون الإشارة إلى الشروط المسبقة.

ولم ترد الحكومة السورية بعد على أسئلة عما إذا كانت قد خففت الشروط المسبقة ولماذا.

*"الشيطان يكمن في التفاصيل"

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن سوريا أكدت مجددا في الأيام القليلة الماضية "موافقتها" على استخدام المعبر وأن الاتفاقية ستسمح للأمم المتحدة وشركائها بتقديم مساعدات عبر الحدود "بطريقة منهجية تسمح بالتعامل مع جميع الأطراف".

ولم يكن لدى المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تفاصيل عن موعد استئناف عمليات توصيل المساعدات عبر باب الهوى.

وقالت شيرين إبراهيم رئيسة قسم تركيا بمؤسسة كير الدولية إن الرسائل "لم تذكر الشروط السابقة المتعلقة باللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري أو عدم العمل مع السلطات الفعلية".

لكن هذا لم يهدئ المخاوف إطلاقا.

وأضافت "عندما نقرأ هذه الرسائل، لا نرى التفاصيل، وكما نعلم أن الشيطان يكمن دائما في التفاصيل".

وقال عامل إغاثة مقيم في دمشق لرويترز إن الرسالة السورية أشارت إلى أنها "تقبل مبادئ الأمم المتحدة" وإنه يمكن استئناف المساعدات الآن عبر باب الهوى بدون "الشروط الجديدة".

جاء هذا الإعلان في الوقت الذي مددت فيه سوريا العمل بتصريح أحادي الجانب لاستخدام معبرين حدوديين آخرين من تركيا في إدخال المساعدات. ومنحت سوريا التصريح في البداية عقب زلزال السادس من فبراير شباط.

وأشارت تانيا إيفانز المديرة الإقليمية في لجنة الإنقاذ الدولية إلى أن الموافقة على استخدام باب الهوى تنتهي في فبراير شباط في ذروة الشتاء، مما أثار مخاوف بشأن القدرة على توسيع جهود الاستجابة بالمساعدات.

وقالت إيفانز إن لجنة الإنقاذ الدولية تفضل قرارا طويل الأمد من مجلس الأمن لما يوفره من أمن واستقرار على موافقة أحادية الجانب وقصيرة الأجل من الحكومة السورية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: شمال غرب سوریا الأمم المتحدة عبر باب الهوى مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

بيان عاجل للجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة


دعت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار.

ورحبت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشان غزة بالبيان الصادر عن قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بشأن الوضع في غزة والضفة الغربية والدعوة إلى إنهاء الحرب والسماح الفوري بوصول المساعدات.

وأكدت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة في بيان مشترك لها، على الموقف الرافض الذي عبّر عنه القادة الثلاثة بشأن العمليات العسكرية والاعتداء الشامل والمستمر على السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، معربة عن بالغ قلقها إزاء استمرار الحصار الإسرائيلي وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتضم اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي شكلت بتاريخ 11 نوفمبر عام 2023 في عضويتها وزراء خارجية كل من (مصر وقطر والسعودية والأردن والبحرين وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين والأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي)

ودعت اللجنة إلى تدفق فوري ومستدام وواسع النطاق للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى جميع المحتاجين في غزة، فقد دفع الحرمان المتعمد من الإمدادات الحيوية، واستخدام المساعدات الإنسانية كسلاح، بالسكان إلى حافة المجاعة.

وأكدت اللجنة الوزارية أن الحصار الإسرائيلي يشكّل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، والمعاهدات، وللقانون الدولي الإنساني، كما يسهم في تفاقم الكارثة الإنسانية المتعمدة في قطاع غزة، ويشكّل تهديدًا جسيمًا لأمن واستقرار المنطقة.

وطالبت إسرائيل بأن تقوم بالسماح وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق من كافة الطرق البرية والمعابر، مع الاستفادة من آليات إيصال المساعدات عبر الجو والبحر لمعالجة الأوضاع الكارثية في غزة، مؤكدة أنه "لا يمكن قبول أي مبرر" لتجويع الشعب الفلسطيني في غزة وحرمانهم من المساعدات الإنسانية واحتياجاتهم الإنسانية الأساسية.

‎وأعربت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء عزم إسرائيل السماح بما وصفته بـ "إيصال محدود للمساعدات" إلى قطاع غزة، وخلقها لنموذج جديد لتوزيع المساعدات، يتعارض مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، ويهدف إلى تعزيز السيطرة على المواد المنقذة للحياة كجزء من استراتيجية عسكرية، كما نبّهت إلى ذلك وكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين. نرفض تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية، وندين خطط إسرائيل للتهجير القسري للشعب الفلسطيني وضم الأرض الفلسطينية.

وأشار اللجنة الوزارية إلى أن الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين نجحوا في إيصال المساعدات بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية في كافة أنحاء قطاع غزة منذ عام 2023، وفي كثير من الأحيان على حساب حياتهم، وكانوا يساندون توسيع نطاق الاستجابة بعد وقف إطلاق النار في عام 2025، وأنه على الرغم من العراقيل الإسرائيلية والظروف القاسية، التزمت هذه الجهات بالمبادئ الإنسانية وواصلت عملها.

وشددت على أنه لدى الأمم المتحدة وشركائها القدرة والأنظمة التشغيلية الجاهزة للتحرك الفوري، وبما يضمن إيصال المساعدات مباشرة إلى الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء غزة، دون أن تترك الفئات المهمشة دون دعم.

‎وأعربت اللجنة عن بالغ قلقها إزاء التوغلات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وما يصاحبها من ممارسات غير قانونية تشمل الاستيطان، وهدم المنازل، وعنف المستوطنين، والتي تُقوّض حقوق الشعب الفلسطيني، وتُهدد فرص تحقيق السلام العادل والدائم، وتُعمّق جذور الصراع

مقالات مشابهة

  • منظمات الأمم المتحدة تدعو إلى دعم المساعدات الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة: المساعدات لم تصل بعد إلى غزة رغم السماح بإدخالها
  • اللجنة الوزارية بشأن غزة ترفض عسكرة المساعدات وتدين خطط التهجير
  • بيان عاجل للجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة
  • ما خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات بغزة؟ ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟
  • الأمم المتحدة تحذّر: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة
  • الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة إذا لم تصل المساعدات
  • الأمم المتحدة: المساعدات التي دخلت إلى غزة قطرة في محيط
  • نتنياهو: الضغط الدولي "يقترب من الخط الأحمر".. واستئناف المساعدات ضرورة لاستمرار العمليات العسكرية
  • “ريان فود” أول منشأة في سوريا تحصل على شهادة الأيزو الدولية لنظام إدارة سلامة الغذاء