في تطور جديد للأزمة المستمرة في قطاع غزة، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على "السيطرة الكاملة على غزة"، متجاهلًا بذلك التحذيرات المتزايدة من المجتمع الدولي ومن بعض حلفائه السياسيين في الداخل، الذين وصفوا تصعيده العسكري بأنه "فظيع" وتوعدوا بردود فعل ملموسة في حال استمرت الحملة وقيود المساعدات الإنسانية.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن هجوم ثلاثي مشترك من بريطانيا وفرنسا وكندا على سياسة إسرائيل، حيث وصفت هذه الدول توسيع الحرب بأنه "غير متناسب"، محذرة من أن الوضع في غزة أصبح "لا يُطاق".

‏الخارجية الفلسطينية تطالب باستجابة دولية عاجلة للحراك الأوروبي الضاغط لوقف "جرائم الإبادة والتهجير والضم" في غزة الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يقتل امرأة أو فتاة كل ساعة في غزة منذ أكتوبر 2023 أزمة إنسانية تفاقم الانقسامات السياسية

في ظل حصار استمر أكثر من 11 أسبوعًا، تعيش غزة وضعًا إنسانيًا كارثيًا، مع تحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. 

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، لم تسمح إسرائيل سوى بدخول تسع شاحنات مساعدات فقط خلال 24 ساعة، وهو ما يعادل أقل من 2% من الشحنات اليومية التي كانت تدخل قبل الحرب، وفقًا للأمم المتحدة.

وفي بيان مشترك، قالت الحكومات الثلاث (بريطانيا وفرنسا وكندا):
"لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات، فسنتخذ إجراءات ملموسة ردًا على ذلك."

نتنياهو يرد: "لن نتوقف حتى النصر الكامل"

وردًا على الانتقادات الدولية، اتهم نتنياهو قادة لندن وأوتاوا وباريس بأنهم "يمنحون جائزة ضخمة لهجوم الإبادة الجماعية الذي استهدف إسرائيل في 7 أكتوبر"، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تحقيق ما وصفه بـ "النصر الكامل".

لكن القرار المفاجئ الذي اتخذه نتنياهو مساء الأحد بتخفيف الحصار والسماح بدخول كمية رمزية من المساعدات، جاء بعد ضغوط دولية متزايدة، لا سيما من كبار المسؤولين الغربيين الذين أعربوا عن خشيتهم من وقوع مجاعة شاملة في غزة، تهدد الدعم السياسي لإسرائيل على الساحة العالمية.

اليمين المتطرف يهاجم نتنياهو: "رضوخ للضغوط"

على صعيد آخر، واجه نتنياهو انتقادات عنيفة من جانب حلفائه في اليمين المتطرف داخل حكومته، بسبب سماحه بدخول المساعدات، حيث وصف وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش العملية العسكرية بأنها تهدف إلى "محو ما تبقى من غزة"، في تصريحات أثارت جدلًا دوليًا واسعًا.

ولمح نتنياهو، في مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن قراره جاء تحت ضغط من حلفائه "الأقرباء" في الحكومة، مشيرًا إلى أنه اضطر للموافقة على إدخال المساعدات بعد أن حذره أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأمريكي من أنهم "لن يتمكنوا من مواصلة دعم إسرائيل إذا استمرت صور المجاعة بالانتشار".

ترامب يدخل على الخط: "الكثير من الناس يتضورون جوعًا"

وفي إشارة إلى تحول ملحوظ في لهجة أبرز داعمي إسرائيل، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في ختام جولة له بالمنطقة (لم تشمل إسرائيل)، إن "الكثير من الناس يتضورون جوعًا" في غزة، متعهدًا بأنه "سيتولى الأمر"، دون الكشف تفاصيل إضافية.

الضغوط الدولية تتزايد... والكارثة مستمرة

تأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن مدينة كاملة كمنطقة قتال، حيث أسفرت الغارات الجوية عن استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا في يوم واحد، وفق ما نقلته الجارديان.

وتستمر الحكومات الغربية في توجيه انتقادات متزايدة لإسرائيل، معتبرة أن إجراءاتها الإنسانية لا تزال "غير كافية على الإطلاق"، محذرة من أن القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية تخاطر بانتهاك القانون الدولي.

وبينما تتزايد الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، تبقى الأوضاع الإنسانية في غزة في تدهور مستمر، وسط انعدام الأفق لحل سياسي يضع حدًا للمأساة التي يعيشها المدنيون في القطاع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نتنياهو غزة الحصار المساعدات الانسانية اسرائيل حرب غزة بريطانيا فرنسا كندا الجارديان القانون الدولي الجيش الإسرائيلى اليمين المتطرف دونالد ترامب فی غزة

إقرأ أيضاً:

بنك سويسري يرفض طلبا عاجلا لمؤسسة غزة الإنسانية


رفض بنك يو بي إس السويسري طلبا من مؤسسة غزة الإنسانية لفتح حساب لديه بحسب وكالة أنباء رويترز.

وكانت أدت وكالة رويترز في وقت سابق أفادت  بأن سويسرا تنوي حلّ فرع مؤسسة غزة الإنسانية المسجّل في جنيف.

فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موافقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اعتماد 30 مليون دولار لتمويل مؤسسة غزة الإنسانية.

وكانت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة ودولة الإحتلال، أعلنت أنها ستعيد فتح موقعين لتوزيع المساعدات في رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن أُغلقا مؤقتًا بسبب ما وصفتها بـ"تهديدات من حركة حماس لموظفيها".

وأوضحت المؤسسة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" باللغة العربية أن الموقعين سيُفتحان، محذرة السكان من التوجه إلى مواقع التوزيع قبل موعد الافتتاح الرسمي، مشيرة إلى أن من يخالف التعليمات قد لا يحصل على المساعدات.

كما أكدت المؤسسة على ضرورة توجه النساء بأنفسهن إلى الموظفين للحصول على المساعدات، في محاولة لتنظيم عملية التوزيع بعد الازدحام الشديد الذي شهدته المواقع منذ بدء عمليات التوزيع في 26 مايو الماضي، وهو ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، حيث يضطر كثير من السكان للسير لمسافات طويلة وحمل صناديق ثقيلة من الطعام.

انتقادات أممية

في السياق نفسه، انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى آلية التوزيع الحالية، مؤكدين أن المدنيين المحتاجين لا ينبغي أن يُجبروا على المرور عبر نقاط تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي للحصول على المواد الغذائية.

طباعة شارك غزة مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيع المساعدات سويسرا بنك يو بي إس ترامب

مقالات مشابهة

  • مؤسسة غزة الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (4)
  • تصاعد استهداف الاحتلال جنوب غزة.. واستشهاد العشرات في غارات إسرائيلية متفرقة
  • بنك سويسري يرفض طلبا عاجلا لمؤسسة غزة الإنسانية
  • إسرائيل تهاجم العفو الدولية وتتهمها بالانضمام إلى حماس
  • منظمة أطباء بلا حدود تحذر من تصاعد الأزمة الإنسانية في الضفة
  • نتنياهو يتعهد بالقضاء على حركة حماس
  • لن تكون موجودة.. نتنياهو يتعهد بالقضاء على حركة حماس
  • سويسرا تنوي حلّ فرع مؤسسة غزة الإنسانية المسجّل في جنيف
  • تصاعد الانقسام السياسي في إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة
  • تصاعد الانقسام في إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة