صور.. هذا ما فعلته الحرائق بقرية سنجقلي الخلابة في إزمير التركية
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
كانت قرية سنجقلي توفر منظرا خلابة من مرتفعات إزمير على ساحل تركيا الغربي، حتى حولت ألسنة اللهب أقساما واسعة منها إلى أثر بعد عين.
دمرت الحرائق في الأيام القليلة الماضية غابات ووديان شديدة الانحدار حول إزمير، ثالث أكبر مدينة في تركيا من ناحية عدد السكان.
يشير عبد الله أوزاتا بيأس إلى حجم الأضرار في سنجقلي التي تم إجلاء سكانها.
ويقول لوكالة فرانس برس لافتا إلى جيف الحيوانات المتفحمة "نفق 12 رأسا من الأغنام و50 دجاجة في الحريق".
يضيف الرجل البالغ 43 عاما وهو يمشي على الأنقاض "لقد فقدت كل ما عندي من الماشية... ليس لدي عمل آخر أو مصدر دخل آخر".
في الأثناء، يقوم مسؤولان في وزارة المال بتصوير الأضرار وبتسجيل الخسائر من أجل تحديد التعويضات.
يتابع أوزاتا آسفا "قام عناصر الدرك بإجلائنا لتجنب الخسائر البشرية، لكنني فقدت ماشيتي... كانت قريتنا جميلة، كانت مثل الجنة، لكنها تحولت إلى جحيم".
وأعلنت السلطات الأحد احتواء الحريق إلى حد كبير بعد استعاره لمدة أربعة أيام بسبب الرياح القوية.
لكن النار خلفت مساحات واسعة من الأرض المتفحمة التي استحالت سوادا، ودمرت أشجار الزيتون وبساتين الخضروات وقفران النحل.
ولحقت أضرار بما لا يقل عن 43 مبنى في مقاطعة إزمير، بينما تم نقل 26 شخصا إلى المستشفى.
وأكد وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي الأحد أنه "لا يوجد خطر في القسم المطل على المدينة. وقد طوّق الإطفائيون الحريق في أحد الأودية. الحمد لله أن الحريق في إزمير أصبح الآن تحت السيطرة".
"حاصرتنا النيران"تحدى غوخان سيكميز أمر إخلاء القرية وعاد لمحاولة مكافحة النيران.
ويقول "حاولت ألا ترصدني قوات الدرك، لكن من دوني والقرويين الآخرين، كان حجم الضرر ليكون أكبر بكثير".
يضيف شارحا "التعزيزات لم تكن كافية. بذلنا قصارى جهدنا لإخماد الحريق باستخدام القدور".
وعادت المياه الجارية في سنجقلي الأحد، بينما تواصل السلطات إصلاح كابلات الكهرباء التي تضررت بسبب الحريق.
وتشكل الزراعة وتربية الماشية مصدر الدخل الوحيد لسكان القرية البالغ عددهم 200 نسمة، بحسب المسؤول المحلي إلهان كايا.
يقول كايا "سيتعين على القرويين الاعتماد على مساعدة الدولة لمدة ستة أشهر على الأقل. وسننتظر حتى تصبح المناطق المحروقة خضراء مرة أخرى".
لا يزال كابوس الحريق يطارد غولهان أراسا التي وضعت وشاحا مطرزا بزهور وهي تقف على شرفة منزلها المكون من ثلاثة طوابق".
وتقول "كنت أتمنى أن تسمح لي السلطات بالمساعدة، رغم أنني امرأة، لكنت أخذت خرطوما وحاولت إطفاء الحريق".
وتتذكر "أصبنا بالذعر عندما حاصرتنا النيران التي انتشرت في ثوان".
تمكنت أراسا وعائلتها التي تعتمد على تربية الماشية لتأمين دخلها، من الحفاظ على سلامة مئة رأس من الأغنام والماعز أثناء الحريق.
تضيف "الحمد لله أنها جميعا حية. لم نخرجها لأننا كنا محاصرين بالنيران"، ولكن بخلاف ذلك "استحال كل شيء رمادا".
وتشتكي قائلة "نتوقع من الدولة أن تغطي خسائرنا، ونريد زراعة أشجار جديدة بدلا من الأشجار المحروقة".
تختتم المرأة حديثها "إن شاء الله ستتجدد الأرض. لكن متى؟ لا أعرف".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
حرائق الغابات غرب تركيا تودي بحياة مسن وتدمر آلاف الهكتارات
لقي مسن تركي مصرعه الخميس في أحد حرائق الغابات التي اشتعلت بمحافظة إزمير، غرب تركيا، فيما تواصل فرق الإطفاء جهودها لاحتواء حريقين خرجا عن السيطرة بفعل رياح بلغت سرعتها 85 كيلومترًا في الساعة.
وأكد النائب المعارض صالح أوزون، عن حزب الشعب الجمهوري، أن الرجل توفي في قريته القريبة من أوديميس على بعد 100 كيلومتر شرق مدينة إزمير، بعدما تعذر إخلاؤه بسبب وضعه الصحي.
وقال أوزون في تصريح لتليفزيون "خلق تي في": "القرية أُخليت لكن تعذر إنقاذ مسن مريض طريح الفراش".
وأُجلي سكان 3 قرى على الأقل قرب تشيشمي، الواقعة إلى الغرب من إزمير، فيما أعلنت السلطات أن ألسنة النيران دفعت إلى إغلاق الطريق السريع الرئيسي في ثالث أكبر المدن التركية.
محافظ إزمير سليمان ألبان أشار إلى أن جهود الإطفاء تواجه صعوبات كبيرة بسبب الرياح الشديدة وتقلب اتجاه النيران.
وقال في تصريحات صحفية إن "9 طائرات و22 مروحية وأكثر من 1100 مركبة" تشارك في عمليات الإطفاء المكثفة، مشيرًا إلى أن معظم الحرائق التي اندلعت في الأيام الأخيرة نتجت عن "تماس كهربائي في أسلاك غير خاضعة للصيانة".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حرائق غابات غرب تركيا تدمر آلاف الهكتارات - CGTN
وفي الجنوب، اندلع حريق قرب منتجع لارا في أنطاليا، تزامنا مع حريق غابة في منطقة سلطان غازي بإسطنبول.
وتمكنت السلطات من احتواء الحريقين بسرعة، فيما أظهرت لقطات مصورة ألسنة لهب تقترب من مناطق سكنية سياحية في أنطاليا.
منذ يوم الجمعة الماضي، أُبلغ عن مئات الحرائق في أنحاء متفرقة من البلاد، ما اضطر السلطات إلى إجلاء أكثر من 50 ألف شخص من مناطق مهددة، لا سيّما في إزمير وهاتاي، وفقا لوكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد).
وبحسب نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، بلغ عدد حرائق الغابات في تركيا هذا العام 90 حريقًا، أتت على أكثر من 35 ألف هكتار من الأراضي حتى الآن.
وتشير أرقام سابقة صدرت يوم الاثنين إلى تدمير نحو 15 ألف هكتار في 65 حريقًا فقط.
قال خبير الأرصاد إسماعيل كوتشوك، الأمين العام لغرفة مهندسي الأرصاد الجوية في تركيا، إن "90% من حرائق الغابات ناجمة عن أنشطة بشرية"، محذرًا من مخاطر شبكة الكهرباء التي لم تخضع للصيانة الدورية منذ خصخصة قطاع توزيع الكهرباء.
وأكد كوتشوك أن تقلبات المناخ وتزايد درجات الحرارة الناتجة عن النشاط البشري فاقمت من وتيرة وكثافة الحرائق في السنوات الأخيرة.
ودعا إلى وضع خطط عاجلة لتعزيز البنية التحتية، وتحسين الاستعداد لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة.