كانت قرية سنجقلي توفر منظرا خلابة من مرتفعات إزمير على ساحل تركيا الغربي، حتى حولت ألسنة اللهب أقساما واسعة منها إلى أثر بعد عين. 

دمرت الحرائق في الأيام القليلة الماضية غابات ووديان شديدة الانحدار حول إزمير، ثالث أكبر مدينة في تركيا من ناحية عدد السكان.

يشير عبد الله أوزاتا بيأس إلى حجم الأضرار في سنجقلي التي تم إجلاء سكانها.

ويقول لوكالة فرانس برس لافتا إلى جيف الحيوانات المتفحمة "نفق 12 رأسا من الأغنام و50 دجاجة في الحريق".

يضيف الرجل البالغ 43 عاما وهو يمشي على الأنقاض "لقد فقدت كل ما عندي من الماشية... ليس لدي عمل آخر أو مصدر دخل آخر". 

عبد الله أوزاتا، 43 عاما، يسير بين الأنقاض في موقع حظيرته المحترقة حيث نفقت حيواناته في حريق غابات في قرية سنجقلي في مقاطعة إزمير غربي تركيا في 18 أغسطس 2024.

في الأثناء، يقوم مسؤولان في وزارة المال بتصوير الأضرار وبتسجيل الخسائر من أجل تحديد التعويضات.

يتابع أوزاتا آسفا "قام عناصر الدرك بإجلائنا لتجنب الخسائر البشرية، لكنني فقدت ماشيتي... كانت قريتنا جميلة، كانت مثل الجنة، لكنها تحولت إلى جحيم". 

وأعلنت السلطات الأحد احتواء الحريق إلى حد كبير بعد استعاره لمدة أربعة أيام بسبب الرياح القوية.

لكن النار خلفت مساحات واسعة من الأرض المتفحمة التي استحالت سوادا، ودمرت أشجار الزيتون وبساتين الخضروات وقفران النحل.

منطقة غابات محترقة جزئيا في أعقاب حريق غابات في قرية سنجقلي بمقاطعة إزمير غربي تركيا في 18 أغسطس 2024.

ولحقت أضرار بما لا يقل عن 43 مبنى في مقاطعة إزمير، بينما تم نقل 26 شخصا إلى المستشفى.

وأكد وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي الأحد أنه "لا يوجد خطر في القسم المطل على المدينة. وقد طوّق الإطفائيون الحريق في أحد الأودية. الحمد لله أن الحريق في إزمير أصبح الآن تحت السيطرة".

"حاصرتنا النيران" تظهر هذه الصورة الجوية خلايا نحل محترقة بعد حريق غابات في قرية سنجقلي بمقاطعة إزمير غربي تركيا في 18 أغسطس 2024.

تحدى غوخان سيكميز أمر إخلاء القرية وعاد لمحاولة مكافحة النيران.

ويقول "حاولت ألا ترصدني قوات الدرك، لكن من دوني والقرويين الآخرين، كان حجم الضرر ليكون أكبر بكثير".

يضيف شارحا "التعزيزات لم تكن كافية. بذلنا قصارى جهدنا لإخماد الحريق باستخدام القدور".

وعادت المياه الجارية في سنجقلي الأحد، بينما تواصل السلطات إصلاح كابلات الكهرباء التي تضررت بسبب الحريق.

وتشكل الزراعة وتربية الماشية مصدر الدخل الوحيد لسكان القرية البالغ عددهم 200 نسمة، بحسب المسؤول المحلي إلهان كايا.

يقول كايا "سيتعين على القرويين الاعتماد على مساعدة الدولة لمدة ستة أشهر على الأقل. وسننتظر حتى تصبح المناطق المحروقة خضراء مرة أخرى".

لا يزال كابوس الحريق يطارد غولهان أراسا التي وضعت وشاحا مطرزا بزهور وهي تقف  على شرفة منزلها المكون من ثلاثة طوابق".

وتقول "كنت أتمنى أن تسمح لي السلطات بالمساعدة، رغم أنني امرأة، لكنت أخذت خرطوما وحاولت إطفاء الحريق".

وتتذكر "أصبنا بالذعر عندما حاصرتنا النيران التي انتشرت في ثوان".

تمكنت أراسا وعائلتها التي تعتمد على تربية الماشية لتأمين دخلها، من الحفاظ على سلامة مئة رأس من الأغنام والماعز أثناء الحريق.

تضيف "الحمد لله أنها جميعا حية. لم نخرجها لأننا كنا محاصرين بالنيران"، ولكن بخلاف ذلك "استحال كل شيء رمادا".

وتشتكي قائلة "نتوقع من الدولة أن تغطي خسائرنا، ونريد زراعة أشجار جديدة بدلا من الأشجار المحروقة".

تختتم المرأة حديثها "إن شاء الله ستتجدد الأرض. لكن متى؟ لا أعرف".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

تطورات جديدة في قضية وفاة المطربة التركية غلو.. والسلطات توقف ابنتها وصديقتها

شهدت قضية وفاة الفنانة غول توت، المعروفة باسم غلّو، تطورا مهما بعد نحو شهرين ونصف من بدء التحقيقات، إذ أُلقي القبض على ابنتها توغيان أولكم غولتر وصديقتها سلطان نور أولو، اللتين كانتا داخل المنزل ليلة الحادث. كما تم احتجاز والد أولو على خلفية الاشتباه بصلته بالقضية التي تحولت من حادث سقوط غامض إلى شبهة قتل جنائي.

وأفادت الصحف التركية بأن التحقيقات المشتركة لمديريتي أمن إسطنبول ويالوفا كشفت أن الابنة وصديقتها كانتا تخططان لمغادرة البلاد، ما استدعى تدخلا أمنيا سريعا. ونُفِّذت عملية توقيفهما في منطقة بيوك تشكمجة في إسطنبول. وخلال العملية، تم ضبط فتاة أخرى تبلغ من العمر 17 عامًا تُدعى إيرم كانت متواجدة في المكان، ليتم توقيفها أيضًا، ويرتفع بذلك عدد الموقوفين إلى 5 أشخاص، من بينهم شخص كان داخل المنزل أثناء وجود المشتبه بهما في إسطنبول، إضافة إلى مشتبه به آخر يُعتقد أنه ساعدهما في التنقل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هند صبري تحصد جائزة عمر الشريف وعليا بهات تنال "آفاق غولدن غلوب" في البحر الأحمرlist 2 of 2فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير برسائل مؤثرةend of list

وتضمّنت التحقيقات تسجيلات تظهر وجود خلافات سابقة بين غلّو وأبنائها، مما دفع السلطات إلى التوسع في فحص طبيعة العلاقة داخل المنزل. كما أظهر تقرير السموم الصادر في أكتوبر/تشرين الأول وجود 3.53 بروميل من الكحول في دم الفنانة الراحلة (البروميل هو وحدة لقياس تركيز الكحول في الدم)، رغم أن التقرير الطبي النهائي أكد أن الوفاة حدثت نتيجة السقوط من ارتفاع، دون الإشارة إلى أي عوامل أخرى محتملة وراء الحادث.

وفي سياق التحقيق، برزت تسجيلات تُظهر وجود خلافات سابقة بين غلّو وأبنائها، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى توسيع نطاق فحص طبيعة العلاقات داخل المنزل. كما أظهر تقرير السموم الصادر في أكتوبر/تشرين الأول وجود 3.53 بروميل من الكحول في دم المطربة الراحلة، وهي نسبة مرتفعة، وذلك رغم أن التقرير الطبي النهائي أكد أن سبب الوفاة يعود إلى السقوط من ارتفاع، من دون الإشارة إلى وجود عوامل أخرى قد تكون وراء الحادث.

غول توت فارقت الحياة في 26 سبتمبر/أيلول إثر سقوطها من نافذة منزلها (حسابها الرسمي على إنستغرام)

وكانت غول توت، البالغة من العمر 51 عاما، قد فارقت الحياة في 26 سبتمبر/أيلول إثر سقوطها من نافذة منزلها في يالوفا، وكانت ابنتها توغيان أولكم غولتر وصديقتها نور أولو داخل المنزل لحظة وقوع الحادث.

إعلان

واستمع مكتب المدعي العام في ولاية يالوفا إلى إفادة الابنة، التي قالت إنها كانت ترقص مع والدتها على موسيقى رومانية وقت الحادث، مضيفة أن والدتها اعتادت تنظيف الأرضية الخشبية بالمنظفات، مما يجعلها زلقة أحيانًا، وهو ما قد يكون -وفق روايتها- سبب انزلاقها وسقوطها من النافذة المفتوحة.

أما ابنها طوغبرك ياغيز، الذي كان في إسطنبول ليلة الحادث، فأكد في إفادته عدم وجود أي خلافات بين شقيقته أو صديقتها سلطان وبين والدته، نافيا وجود توترات داخل المنزل.

وفي المقابل، علّق الزوج السابق لغلّو، غورول غولتر المقيم في المملكة المتحدة، على الاتهامات الموجّهة إلى ابنته خلال مقابلة مع قناة "هابر تورك"، قائلا: "لا دخان من دون نار".

وقد رفضت الابنة توغيان ألكم غولتر الاتهامات التي طالتها، مؤكدة في تصريحات لبرنامج "شو خبر" أنها لا تقبل بأي من الافتراءات المنسوبة إليها.

ورغم ذلك، أقدمت شرطة إسطنبول على توقيف غولتر وصديقتها سلطان نور أولو، قبل نقلهما إلى مديرية أمن يالوفا حيث تتواصل متابعة التحقيقات.

View this post on Instagram

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن طوغبرك، نجل غول توت، وفاة والدته عبر مقطع مصور نشره على منصات التواصل الاجتماعي، موضحا أن ما حدث كان حادثا مفاجئا ومؤلما. وشدد في الوقت نفسه على نفيه القاطع للشائعات التي تحدثت عن انتحارها. وقال في رسالته: "أبلغكم ببالغ الحزن رحيل والدتي الفنانة غلّو إثر حادث مأساوي وقع ليلة أمس، وما يتداول عن إقدامها على الانتحار لا يمتّ للحقيقة بصلة. وسأقوم لاحقا بنشر تفاصيل الجنازة".

مقالات مشابهة

  • ضبط مصنع غير مرخص لتعبئة طفايات الحريق في القاهرة بمواد مقلدة
  • ضبط مصنع وورشة لتصنيع طفايات الحريق بدون ترخيص في القاهرة
  • ضبط مصنع لانتاج طفايات الحريق المغشوشة بالمرج
  • أنواع عديدة للحرائق تندلع بشكل متكرر فى المنشآت.. اعرفها
  • تطورات جديدة في قضية وفاة المطربة التركية غلو.. والسلطات توقف ابنتها وصديقتها
  • “اغتيال الحقيقة”.. كتاب من الرئاسة التركية يوثق “حرب إسرائيل على الصحافة”
  • الحريق المأساوي في برادفورد يؤدي لمقتل امرأة وأطفالها
  • موقع إيطالي: هل تنافس غواصة ميلدن التركية نظيراتها الأوروبية؟
  • إلغاء رحلات الخطوط الجوية التركية من إسطنبول إلى كركوك بسبب سوء الأحوال الجوية
  • مناقشات مستمرة.. السفير الأمريكي بأنقرة: «إس-400» لم يعد عائقًا أمام مقاتلات «إف-35» التركية