فيضانات اليمن.. كوارث تستدعي تدخلات فاعلة لحماية الناس
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
راجح بادي
آخر ما كان يخشاه العديد من أبناء شعبنا اليمني هو أن تأتي الفيضانات وسيول الأمطار لتخطف منهم أحباءهم، وأقاربهم، أو تجرف معها منازلهم المتواضعة، ومزارعهم، وتضاعف من وطأة معاناة كبيرة هي قائمة بالفعل منذ سنوات جراء الحرب، وما خلفته من أزمات اقتصادية ومعيشية وإنسانية حادة.
الصور القادمة من بلادنا، لا سيما محافظات الحديدة وحجة وتعز مؤلمة جداً تكفي وحدها لشرح حجم الكارثة التي حلت بعشرات الآلاف من السكان جراء الفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية التي يشهدها اليمن منذ أواخر يوليو/ تموز الماضي.
فهناك العشرات قضوا في مصارف السيول، وآخرون أتت العواصف والفيضانات على منازلهم ومزارعهم ليجدوا أنفسهم وقد أصبحوا مشردين بلا مصدر دخل وبلا مأوى تحت وابل الأمطار الكثيفة وموجات الصقيع المصاحبة له.
وفي أحدث تقرير أممي، بشأن هذه الكارثة هناك ما يزيد عن 34 ألف عائلة متضررة من السيول التي تسببت أيضا في تدمير 12 ألف منزل ومأوى لمواطنين ونازحين، بشكل كلي أو جزئي، فضلا عن تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها الكثير من السكان المحليين في كسب لقمة عيشهم.
على أن ثمة أخطارا أخرى متمثلة في تزايد المخاوف من تفشي الأوبئة بسبب تلوث مصادر المياه النظيفة، وجرف السيول لشبكات الألغام وبقايا الذخائر غير المنفجرة جراء الحرب لاسيما في محافظة الحديدة نحو الطرق والسهول والوديان، ما يهدد بشكل جدي وكبير حياة آلاف المواطنين.
إننا إذاً إزاء كارثة رهيبة تفوق قدرات الحكومة اليمنية التي استنفرت كل مواردها المتواضعة بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فضلا عن عدم مقدرتها على الوصول إلى العديد من مناطق الكارثة لوجودها خارج مناطق سيطرتها، وتخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية التي اكتفت بمشاهدة آثار الكارثة دون أن تحرك ساكناً.
هذا الأمر يضاعف الحاجة الماسة لتدخل وكالات الاغاثة الاقليمية والدولية وتلك المرتبطة بالأمم المتحدة لتكثيف نطاق تدخلاتها الطارئة وإغاثة أبناء شعبنا المنكوبين، والتفكير بمشاريع ذات أثر ملموس في واقع، وحياة الناس على المدى البعيد.
في وثبة إنسانية شجاعة بادرت العديد من الجمعيات والهيئات لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين من كوارث السيول، لا سيما المرتبطة بدول وحكومات الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي جهود كبيرة ومضيئة ستظل محل امتنان وعرفان من شعبنا.. لكن يجب أن نقول إن الوضع كارثي وكل يوم تتكشف حجم المأساة أكثر وأكثر وهو ما يستدعي جهدا أكبر من إخواننا وأشقائنا جميعاً.
ويجب أن نعيد التذكير بضرورة أن تتجاوز الحلول مسألة المعونات الاغاثية، إلى حشد كل القدرات والإمكانات لإعادة تأهيل وتطوير بنية تحتية قادرة على مواجهة المواقف الطارئة، مثل بناء وتشييد شبكات تصريف قوية، ومسارات تدفق للمياه تكون قادرة على مواجهة مثل هذه الكوارث.
إنها فرصة لتجديد الدعوة إلى كافة الجهات والهيئات الإقليمية والدولية لتوظيف الدعم الذي تتلقاه من المانحين من أجل مشاريع بنى تحتية مستدامة، إلى جانب الاغاثة الإنسانية، وإعادة تحديث أولوياتها بما يتوافق مع برنامج الحكومة الذي يركز على توجيه التدخلات نحو برامج تنموية ذات أثر مستدام.
حفظ الله وطننا وشعبنا من كل مكروه.
المصدر: الشرق القطرية
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فيضانات اليمن
إقرأ أيضاً:
كارثة تضرب الصين.. فيضانات بكين تقتل العشرات وتشرد الآلاف
أفادت وكالة أنباء الصين الرسمية "شينخوا"، اليوم الثلاثاء، بأن العاصمة الصينية بكين شهدت موجة من الأمطار الغزيرة والعنيفة أسفرت عن مقتل 30 شخصاً حتى منتصف ليل الإثنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب المدينة في السنوات الأخيرة.
وقالت الوكالة إن كميات الأمطار التي هطلت على المناطق الشمالية من بكين بلغت 543.4 ملم، مما تسبب بفيضانات جارفة، تركزت خصوصًا في المناطق الجبلية، حيث سُجل العدد الأكبر من الضحايا.
وأعلنت السلطات الصينية حالة الطوارئ، في وقت تجاوز عدد من تم إجلاؤهم من العاصمة 80 ألف شخص، وفق أرقام رسمية. كما تسبب الطقس السيئ بانقطاع الكهرباء عن أكثر من 130 قرية في محيط بكين، وقطع العشرات من الطرق الرئيسية والفرعية.
وبحسب صحيفة "بيجينغ ديلي" الرسمية، فقد تعرضت مناطق مي يون وهوايرو شمال العاصمة، إلى جانب حي فانغ شان في الجنوب الغربي، لأضرار بالغة في البنية التحتية، بما في ذلك انهيارات أرضية وشلل في شبكة الطرق.
وحذرت السلطات المواطنين من الاقتراب من المناطق المعرضة للانهيارات والسيول، داعية إلى توخي الحذر ومتابعة نشرات الطقس الرسمية. كما دعت إلى تجنّب التنقل في المناطق الجبلية والمناطق عالية الخطورة إلا للضرورة القصوى.
من جانبه، أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، مساء الإثنين، السلطات المحلية بـ"بذل أقصى الجهود في عمليات البحث والإنقاذ"، مشددًا على ضرورة تسريع وتيرة الإغاثة وإيواء المتضررين، خصوصًا في المناطق التي لا تزال عرضة لخطر الفيضانات.
ونقلت "شينخوا" عن الرئيس الصيني قوله إن الكوارث الطبيعية الأخيرة تسببت بخسائر بشرية ومادية واسعة في مناطق تشمل العاصمة بكين، ومقاطعات خبي، جيلين، وشاندونغ، داعيًا إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتأهب لمواجهة التغيرات المناخية المتطرفة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن