سودانايل:
2025-12-08@08:18:53 GMT

معابر الموت: الإغاثة التي تقتل

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

[email protected]

حسين بَقَيرة - برمنغهام
الثلاثاء الموافق 20/08/2024

نظرًا لواجبها الإنساني تجاه المواطنين العزل ورغبة في إظهار حسن النية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما يتعرض له الشعب السوداني، أعلنت الحكومة السودانية موافقتها على فتح معبر "أدري" على الحدود السودانية التشادية لمدة ثلاثة أشهر من تاريخ إعلانه.



كما هو معلوم، فإن سكان ولاية غرب دارفور وحاضرتها مدينة الجنينة قد تعرضوا للإبادة الجماعية أو التهجير القسري من قبل ميليشيا الدعم السريع الإرهابية منذ بداية هذه الحرب اللعينة. والقلة المتبقية منهم يعيشون في حالة شبه عبودية، فقد احتل المستوطنون الجدد منازلهم وأراضيهم في عملية تعرف بالإحلال والإبدال. هذا المخطط الجهنمي الذي تقوم به ميليشيا الجنجويد يهدف إلى استيطان عربان الشتات في المناطق المذكورة أولاً، ثم التوسع تدريجيًا إلى جميع أنحاء السودان، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، حيث أصبحت بيوتها محتلة من قبل ميليشيا الدعم السريع تمهيدًا لجلب عربان الشتات.

في 4 أغسطس 2024، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في السودان أن مليشيا الدعم السريع احتجزت في مدينة كبكابية ثلاث من شحناتها لأكثر من شهر كانت متجهة إلى زمزم والفاشر. وكانت هذه الشحنات تحمل إمدادات طبية منقذة للحياة تشمل الأغذية العلاجية، وفقًا لقناة الجزيرة.

هذا مثال حي على أن هذه الميليشيا لا تملك عهدًا ولا ذرة من الإنسانية كي يُفتح لها معبر تمر من خلاله عبر الأراضي التي تحتلها. بل ستستغل ذلك لإدخال المزيد من الأسلحة لدمار ما تبقى من السودان.
كل الدلائل والمؤشرات تؤكد خطورة فتح معبر "أدري" الحدودي وتركه دون رقابة من السلطات السودانية أو جهات دولية محايدة، حيث سيكون ذلك لصالح الميليشيا الإرهابية. بدلاً من تهريبها الأسلحة كما كان يحدث قبل فتح المعبر، يمكنها الآن فعل ذلك تحت غطاء الإغاثة، كما ستدخل المرتزقة من دول عربان الشتات لارتكاب المزيد من المجازر والفظائع بحق الشعب.

كان من الأوفق والأجدر فتح وتأمين معبر "الطينة" الحدودي حتى تصل الإغاثة إلى المدن المحاصرة والمناطق المقطوعة مثل منطقة "أروري" ومناطق أخرى تعاني من انعدام المواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة، مما يقلل من حدة المأساة الإنسانية التي تهدد المجتمع المحلي.

ما يسمى بالمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة يحيكون مؤامراتهم تجاه السودان وشعبه. فهم يتقاعسون، والظاهر للجميع أن هناك تواطؤًا دوليًا تجاه إنقاذ الشعب السوداني عامة ودارفور خاصة. على سبيل المثال، مدينة الفاشر محاصرة منذ ما يقرب من أربعة أشهر وقد نفدت المواد الغذائية، وهناك ندرة وحاجة ماسة إلى العملات النقدية لشراء الاحتياجات الضرورية رغم الأسعار الجنونية وجشع التجار على المواطن المغلوب على أمره. السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي ينتظره المجتمع الدولي لإنقاذ أهالي مدينة الفاشر الذين يموتون ببطء بفعل فاعل ويتعرضون لقصف عشوائي متعمد من قبل الجنجويد؟ آن الأوان لاتخاذ تدابير لازمة لإدراج مليشيا الدعم السريع ضمن المنظمات الإرهابية ومحاسبة قادتها.

على المجتمع الدولي، إذا لم يستطع إنقاذ الشعب السوداني، أن يتركه وشأنه. حتى وإن اضطرته الظروف لأكل أوراق الأشجار، فهو أفضل من قتله بإدخال السلاح باسم الإغاثة عبر معابر الموت التي تقتل الشعب مرات عديدة. الشعب السوداني يموت واقفًا دون إذلال من أحد، سواء كانت أمريكا أو غيرها، فهي لا تساوي شيئًا أمام عزة الشعب السوداني الأبي. لسان حالهم يقول: لا تقتلني برصاصة الإغاثة، بل اتركني وشأني. هل سمعتم أيها الأمريكان وحلفاؤهم الأشرار؟

بقلم/ حسين بَقَيرة
برمنغهام
الثلاثاء الموافق 20/08/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مصدر لـ«التغيير»: الدعم السريع تدفع بتعزيزات عسكرية غرب مدينة الأبيض

قال مصدر عسكري من الدعم السريع لـ “التغيير” إن هناك تعزيزات عسكرية وتحركات لقوات الدعم السريع قادمة من مدينتي بابنوسة والفاشر باتجاه غرب مدينة الأبيض..

التغيير: الأبيض 

تعيش مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان غربي السودان خلال هذه الأيام هدوءًا حذرًا وسط مخاوف من هجوم محتمل لقوات الدعم السريع عليها، بعد أن بسطت سيطرتها مؤخرًا على مدينة بابنوسة غرب كردفان.

وقال مصدر عسكري من الدعم السريع لـ “التغيير” إن هناك تعزيزات عسكرية وتحركات للقوات قادمة من مدينتي بابنوسة والفاشر باتجاه غرب مدينة الأبيض.

وأضاف المصدر أن قواتهم شرعت في اتخاذ ترتيباتها العسكرية بمدينة بارا التي يسيطرون عليها، في انتظار توجيهات القيادة الميدانية لبدء الهجوم على الأبيض، بحسب قوله.

وقال شهود عيان من سكان المدينة إن الأوضاع هادئة، وسط الحركة الطبيعية للمدنيين والمحال التجارية، مع انتشار لقوات الجيش في داخل وأطراف المدينة.

وتأتي هذه التحركات عقب التطورات العسكرية في مدينة بابنوسة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع خلال الأيام القليلة الماضية. ومع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت المدينة مواجهات عسكرية دامية بين طرفي الصراع، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين نتيجة القصف العشوائي المتبادل.

ومنذ منتصف أبريل 2023، تحاول قوات الدعم السريع فرض سيطرتها الكاملة على الأبيض، فيما يواصل الجيش السوداني حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية في المنطقة.

وتتمتع المدينة بموقع استراتيجي في غرب البلاد، حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم، إلى جانب أسواق أخرى للمحاصيل والماشية، كما أنها ترتبط بطريق الصادرات الذي يربط بين ولايات غرب السودان.

الوسومالأبيض الفاشر بابنوسة حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء السوداني: قصف ميليشيا الدعم السريع مرافق مدنية وقتل الأطفال جريمة حرب
  • قوات الدعم السريع تحتجز العشرات من مواطني مدينة بابنوسة غرب كردفان
  • مصدر لـ«التغيير»: الدعم السريع تدفع بتعزيزات عسكرية غرب مدينة الأبيض
  • 79 ضحية بالسودان.. الخرطوم تدين هجوم الدعم السريع على كلوقي جنوب كردفان
  • الدعم السريع تتهم الجيش بقصف معبر أدري مع تشاد بطائرات مسيّرة وسلاح الجو السوداني يعلن إستهداف وتدمير شاحنات عتاد عسكري وأسلحة لقوات حميدتي
  • الدعم السريع: استهداف الجيش السوداني لـ «معبر أدري» يعيق تدفق المساعدات الإنسانية
  • قوات الدعم السريع تدين القصف على "بوابة أدكون"
  • أول تعليق لـ الدعم السريع على حادث معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد
  • بعد تعثر جهود وقف إطلاق النار .. أمريكا تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني و الدعم السريع
  • بعد عثر جهود وقف إطلاق النار .. أمريكا تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني و الدعم السريع