المريخ السوداني يتأهب لمواجهة الإياب أمام النصر الليبي
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
وصلت بعثتا المريخ والهلال السودانيين بطائرة واحدة إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان قادمتين من بنغازي الليبية بعد ادائهما لمباراتي الذهاب في الدور التمهيدي الأول لدوري أبطال إفريقيا
التغيير: جوبا
وكان الهلال قد حقق نتيجة جيدة بالفوز خارج ملعبه فيما خرج المريخ بتعادل سلبي قبل موقعتي الرد السبت والاحد تواليا.
وبدأ الفريقان في التحضير للجولتين الحاسمتين المقرر اقامتهما يومي السبت والأحد القادمين “المريخ والنصر الليبي” يوم السبت، “الهلال والاهلي الليبي” يوم الأحد.
وتصبغ المباراتان بصفة الاهمية نظرا لتحديدهما حسم التأهل الي الدور التمهيدي الثاني. نتيجة التعادل التي خرج بها المريخ من لقاء الذهاب الذي اقيم السبت الماضي في بنغازي تعتبر نتيجة جيدة بحسابات التأهل.
وتصب بعض الظروف التي سيؤدي فيها جولة الإياب الحاسمة في صالح ممثل السودان صاحب الأرض والجمهور بال والذي سيؤدي المقابلة عصرا تحت أضواء الشمس.
وكانت مباراة المريخ والنصر السبت الماضي هي التجربة العملية الأولى للمدرب المصري طارق العشري مع فريقه الجديد.
ولا يزال النصر يمتلك الحظوظ والفرصة للتأهل وصناعة التاريخ امام المريخ.. خاصة وان الحسابات التكتيكية صارت واضحة ومكشوفة وكذلك مواطن القوة والضعف في الجانبين.
ويدخل المدرب المصري جولة الحسم السبت بحسابات محددة اقلها أي تعادل إيجابي أو اي فوز وتجنب الخسارة . ويتوقع أن يكون العشري وطاقمه قد وجد الوقت الكافي لدراسة المنافس السوداني ووضع الخطة المناسبة التي سيودي بها المقابلة.
الخطط الدفاعية
ويمتلك المدرب المصري (طارق العشري) سجلا حافلا بالإنجازات التي حققها في بلاده من خلال اشرافه على العديد من الأندية بالدوري الممتاز.
واشتهر بالقراءة الممتازة للفرق المنافسة بما في ذلك الكبيرين الاهلي والزمالك وكثيرا ما نجح في التفوق عليهما.
وسبق وان قاد العشري الأهلى الليبي لمراحل متقدمة في البطولة الإفريقية وصار مطلوبا من حانب الأندية الليبية بنفس القدر والمستوى الذي تطلبه فيه الأندية المصرية.
الرهان على الجمهور
ويضع المريخاب امالا عراض على جمهور الكرة في جنوب السودان لتسهيل باب العبور للفريق للدور القادم ويسهل من مهمته في المباراة. ويمتلك المريخ قاعدة جماهيرية كبيرة في جنوب السودان يتوقع ان تحتشد منذ وقت مبكر في مدرجات ستاد جوبا.
ويعول المدير الفني لفريق المريخ على ممارسة الضغط على الفريق الضيف منذ بداية المباراة للاستفادة من خبرات لاعبيه مقارنة بنجوم النصر قليلي الخبرة في المباريات الإفريقية.
الوسومابطال افريقيا المريخ السوداني الهلال السوداني كرة القدم
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ابطال افريقيا المريخ السوداني الهلال السوداني كرة القدم
إقرأ أيضاً:
أنس.. الكلمة التي أرعبت الرصاصة
لمن يهمه الأمر الاحتلال يلوّح باجتياح غزة بجدية، والمدينة تنزف منذ اثنين وعشرين شهرًا تحت نيران البر والبحر والجو. شهداؤها بعشرات الآلاف، وجرحاها بمئات الآلاف، وإن لم يتوقف هذا الجنون فلن يبقى من غزة سوى الركام، وستغيب صورة وصوت أهلها، وستسجّلكم ذاكرة التاريخ كشهود صامتين على جريمة إبادة لم يفعل أحد شيئًا لوقفها.
أنس الشريف، تغريدة قبل ساعة من استشهاده.
حين كنت شابًّا غِرًّا، كنت أظن كما رسمته وسائل الإعلام الغربية أن الإرهاب سيارة مفخخة، أو طائرة مختطَفة، أو حزام ناسف، وأن الإرهابي لا يكون إلا ذا لحية كثّة وملامح متجهّمة. لكنني أدركت لاحقًا أن هذا النمط ليس إلا شكلاً بدائيًّا أمام إرهاب الدول الذي نشهده اليوم؛ كالمجزرة المستمرة في غزة على مرأى ومسمع العالم. فالإرهابي ذو اللحية الكثّة ليس سوى مبتدئ أمام أولئك الذين يرتدون البذلات الفاخرة، ويعقدون ربطات العنق اللامعة، ويبتسمون بثقة أمام عدسات الكاميرات.
وقد تأتي صورة الإرهاب أحيانًا أقل دمويّة، كما حدث قبل أيام في بريطانيا حين خرجت مظاهرة سلمية تندّد بالمجزرة، فاعتُقل 522 مشاركًا فيها، كان أكثر من نصفهم قد تجاوزوا الستين عامًا.
افتتح الكيان الصهيوني هجومه الجديد على غزة باغتيال الصحفي النشيط أنس الشريف وثلاثة من رفاقه، بعد لحظات فقط من تغطيتهم للهجوم الهمجي على القطاع، في نهج ممنهج لإسكات الأصوات الحرة وترهيب الصحفيين وثنيهم عن كشف فصول المجزرة الجديدة التي بدأت للتو.
ولم تُخفِ الدولة المجرمة أن الاغتيال كان مقصودا، زاعمةً أن أنس قائد خلية لحماس. فكل صحفي تغتاله، في روايتهم، حماس، وكل طفل جائع يُقتل عند مواقع توزيع المساعدات حماس، وكل مسجد أو كنيسة أو مستشفى يُقصف حماس، وكل مظاهرة حماس، وكل ناشط فلسطيني حماس، بل إن قول الحقيقة حماس، والأمم المتحدة حماس، والدول التي تدين المجزرة حماس.
لقد تحوّلت هذه الكذبة المبتذلة إلى أسطوانة ممجوجة لا يرددها إلا نتن ياهو وزبانيته، وزبائن جيفري إبستين مغتصبو الأطفال، والسياسيون الفاسدون الذين تحرّكهم أموال اللوبيات الصهيونية.
وإذا كان أنس، كما يزعم الكيان المجرم، رأس خلية إرهابية، فلماذا لم يُغتَل وحده؟ ولماذا استُهدِف معه ثلاثة صحفيين آخرين، وابن شقيقته الذي لم يكن يحمل سوى حلم أن يصبح صحفيًّا مثل أنس حين يكبر؟
بالطبع، لن تثور وسائل الإعلام الأجنبية ولا كبار صحفييها لاغتيال أنس
ورغم سيطرة الكيان على 80% من قطاع غزة، وإقامته مصائد الموت التي يسميها مراكز مساعدات، وإنكاره وجود مجاعة أو إبادة جماعية، وادعائه أن الصحفيين يكذبون، فإنه في الوقت نفسه يمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع. وهذا وحده دليل قاطع على أن ما ينقله الصحفيون من هناك هو الحقيقة العارية.
بالطبع، لن تثور وسائل الإعلام الأجنبية ولا كبار صحفييها لاغتيال أنس؛ قد يصدرون إدانات ويبدون شيئًا من الغضب، لكنه غضب لا يرقى إلى اعتبار اغتياله جريمة تمسهم جميعًا. وهم لم يغضبوا من قبل على اغتيال أكثر من 245 صحفيًّا حصدتهم آلة الحرب خلال اثنين وعشرين شهرًا، أي بمعدل صحفي واحد كل ثلاثة أيام، وهو رقم لم يشهد التاريخ مثله.
قبل اغتياله، تعرّض أنس لحملة تشويه صهيونية منظمة، قادها المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، الذي نعته بالإرهابي لمجرد ظهوره على شاشة التلفاز جائعًا منهكًا، وكأن الجوع أصبح تهمة إرهاب! ولعمري، لم أرَ في حياتي إرهابيًّا جائعًا.
وقد شُكّلت لجنة للدفاع عنه، وحذّرت المنظمات الأممية المعنية بحماية الصحفيين من الخطر الذي يحدق بحياته، وسط عشرات التغريدات التي نشرها بنفسه. لكن تلك التحذيرات ضاعت في الفراغ، بل إن وسائل الإعلام الغربية شككت في الأمر وتبنّت الرواية الصهيونية. عندها كتب أنس وصيته، وحمل كفنه، ومضى في جهاده بالكلمة والصورة حتى اللحظة الأخيرة.
لحق أنس ورفاقه بركب مئات الصحفيين الذين فقدوا منازلهم وعائلاتهم أولًا في محاولة لترهيبهم، لكنهم أبوا أن يضعوا الكاميرا أرضًا أو أن يصمتوا أمام الجريمة. قبل عامين، لم يكن اسم أنس يتردّد في الأروقة ولا يظهر على الشاشات، لكنه تسلّم الراية من رفيقٍ مضى شهيدًا قبله، وسيتسلمها من بعده آخرون، يحملون أرواحهم بأيديهم ليواصلوا هذه المهمة المقدسة، وهم يدركون أن ثمنها غالبًا حياتهم، مؤمنين بأن الكلمة والصورة ستنتصران على الرصاصة والقنبلة يومًا ما.
الدستور الأردنية