هل تُعاني من الأرق خلال السفر؟.. إليك الطريقة للتغلب على مشاكل النوم
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
يُعاني الكثير من الناس من الأرق وعدم الانتظام في النوم خلال السفر، حيث تتغير البيئة وأحيانا يتغير الجو والتوقيت والعديد من الأشياء الأخرى بما يجعل الشخص يواجه مشاكل كبيرة في النوم تزيد من التعب والمشقة التي يعاني منها المسافر.
وبحسب مقال كتبته طبيبة متخصصة في جريدة "واشنطن بوست" الأميركية، واطلعت عليه "العربية نت"، فإن "مشاكل النوم أثناء السفر مشكلة شائعة، ويمكن أن تحدث لأسباب عديدة، ولكن ثمة العديد من الحلول التي تساعد على النوم بشكل أفضل عندما لا يكون الشخص في منزله".
وتقول الطبيبة النفسية الأميركية المتخصصة باضطرابات النوم ليزا شتراوس إن "القلق بشأن السفر وكل ما يتعلق به يُمكن أن يؤثر على النوم، كما يواجه العديد من الأشخاص مشاكل في الليلة الأولى لأنهم يكونون أكثر يقظة"، ولذلك فإن التقليل من هذا القلق يُمكن أن يساعد على النوم.
وتضيف شتراوس: "رغم أننا نميل إلى التكيف بشكل أفضل مع التقدم في السن، ونكتسب الخبرة في المعارك ونتمتع بفلسفة، فإن السفر مع تقدمنا في السن قد يثير القلق الناتج عن الوعي بالتهديدات في العالم الحقيقي".
وتنصح الطبيبة المسافرين الذين يعانون من قلق السفر الذي يسلب النوم باتباع بعض النصائح، أهمها: الاتصال بشخص عزيز قبل النوم، وكذلك مع إغلاق العينين، تخيل نفسك في مكان آمن من اختيارك أو جرِّب التأملات المجانية، أو ردد بعض النصوص الدينية التي تُشعرك بالأمان والطمأنينة.
كما تنصح الطبيبة شتراوس أيضاً بإحضار وسادة من المنزل للنوم الأفضل خلال السفر، وكذلك إذا كان الشخص قد تعوّد على قراءة كتاب قبل النوم فمن المفيد أن يقوم بإحضاره معه خلال السفر، حيث إن هذا سيمنحك الألفة واستغلال أي ارتباطات مشروطة إيجابية أنشأتها بين هذه الأشياء والراحة والنعاس.
أما النصيحة الأخرى التي تقدمها الطبيبة فهي: "حدد مخاوفك أثناء النهار وقم بتهدئتها قدر الإمكان حتى لا تعمل خلال الليل".
وتضيف: "تميل السلوكيات التي تؤثر على النوم إلى التغير عندما نذهب في إجازة. ولذلك فإن المزيد من التمارين الرياضية، والمزيد من أشعة الشمس، والكثير من الترفيه بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية، قد تساعد على النوم بشكل أفضل".
كما تشير الطبيبة النفسية إلى أن "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة هو أحد العوامل التي تُفسد على المسافرين نومهم"، لكنها تشير إلى أن "هناك طرقاً لتغيير إيقاعك في الفترة التي تسبق الرحلة بحيث تتكيف بالفعل مع المنطقة الزمنية الجديدة عند هبوطك.
ويُمكن استخدام بعض التطبيقات الهاتفية من أجل التحقق من الاختلافات الزمنية، حيث تصف هذه التطبيقات أنظمة للضوء والظلام لإحداث التعديل المطلوب".
وتنتهي شتراوس إلى القول أخيراً بأن اللجوء للأدوية المساعدة على النوم قد يكون حلاً أخيراً، حيث "قد يجد أولئك الذين يعانون على الرغم من بذلهم قصارى جهدهم أن الأدوية هي الطريقة الأفضل للنوم خلال السفر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأرق التعب واشنطن بوست النوم فلسفة العالم الحقيقي الدينية النصوص الديني خلال السفر على النوم
إقرأ أيضاً:
أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟
نشرت صحيفة “جيروزالم بوست”٬ عن دراسة إسرائيلية جديدة شملت أكثر من مئتي حلم في أثناء النوم جرى توثيقها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أن الإسرائيليين ما زالوا يعيشون صدمة ذلك اليوم والحرب التي تلته حتى أثناء النوم، حيث تزدحم أحلامهم بصور الموت والشعور بالذنب والوحدة ومعاناة إعادة البناء.
ونشرت الدراسة في مجلة "البحوث التطبيقية في جودة الحياة" تحت عنوان "عندما تعجز اللغة، تتحدث الأحلام: البحث عن المعنى في أعقاب الصدمة الجماعية"، وشاركت في إعدادها الدكتورة بينيت روسو–نتزر من كلية أشفا الأكاديمية، والدكتورة هيليت إيريل–برودسكي، والبروفيسورة أوريت تاوبمان–بن–آري من جامعة بار إيلان.
واعتمد الباحثون منهجا نوعيا وظاهراتيا لتحليل 203 روايات أحلام جُمعت مباشرة بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر والحرب الإسرائيلية التي تلته، بهدف تفكيك الطريقة التي يحاول بها الإسرائيليون فهم الصدمة الوطنية عبر أحلامهم.
وتصف الدراسة الأحلام بأنها "ساحة وجودية" يحاول فيها الأفراد التعامل مع ما تهدم داخلهم من افتراضات تتعلق بالأمان والأخلاق والانتماء، بعد صدمة جماعية هزت المجتمع الإسرائيلي بأكمله في لحظة واحدة.
وتظهر التحليلات أن كثيرا من الأحلام تتمحور حول التوتر بين الحياة والموت، إذ تحتوي بعض الأحلام على صور واضحة للتهديد والفقدان والضعف، تعكس أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر ومشاهد الحرب، فيما تحمل أحلام أخرى رموزا للبقاء والاستمرارية والتشبث بالحياة رغم كل شيء.
وتبرز كذلك في الأحلام مشاعر قوية من الذنب والمسؤولية؛ فبعض الحالمين يتصارعون مع أسئلة عما كان يمكنهم فعله أو ما كان ينبغي عليهم فعله في ذلك اليوم، بينما يواجه آخرون قضايا أخلاقية أوسع أثارتها الحرب والدمار. ويصف مؤلفو الدراسة وجود معركة نفسية مستمرة داخل تلك الأحلام تتعلق باستعادة الإحساس بالفعل والقدرة والسيطرة، في عالم أصبح فجأة غير آمن وغير قابل للتوقع.
وتشير روايات كثيرة إلى شعور عميق بالعزلة والوحدة، وهو ما يعكس أثر الصدمة العاطفية والاجتماعية التي أعقبت الهجمات، فيما تكشف روايات أخرى عن شوق شديد للارتباط والاعتراف والانتماء، وكأن أصحابها يبحثون عمن يرى آلامهم ويقف إلى جانبهم وسط عدم اليقين.
كما تكشف الدراسة تدرجا واضحا في بنية الأحلام بين الفوضى وإعادة بناء السردية، إذ تأتي بعض الأحلام مجزأة ومليئة بصور مبعثرة متصلة بالأخبار أو ساحات القتال أو مشاهد العنف، بينما تبدأ تلك الشظايا في أحلام أخرى بالترابط تدريجيا لتشكل قصة يمكن سردها، حتى وإن ظلت هشة وغير مكتملة، في محاولة لإعادة بناء عالم داخلي تفتت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتؤكد الدراسة أن الأحلام ليست نشاطا عشوائيا، بل مساحة رمزية تتوسط بين التجربة الفردية والسرديات الوطنية والثقافية، بما في ذلك التصورات الإسرائيلية واليهودية حول الهوية والمجتمع والإيمان والتضحية. وبالنظر عن قرب إلى هذه الأحلام، يمكن تتبع كيف يحاول الإسرائيليون إصلاح إحساسهم بالذات والغاية بعد كارثة وطنية هزت دعامات الحياة اليومية.
ومن منظور سريري، يدعو الباحثون المعالجين النفسيين الذين يعملون مع المتضررين من أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر والحرب إلى التعامل مع الأحلام بوصفها جزءا مركزيا من العلاج، إذ قد تظهر فيها للمرة الأولى أشكال من الضيق العميق مثل الأذى الأخلاقي، وانهيار النظرة إلى العالم، والأسئلة الوجودية المتعلقة بالحياة والموت، خصوصا حين تعجز اللغة في الحياة اليومية عن التعبير عنها.
ويرى الباحثون أن استكشاف محتوى الأحلام يمكن أن يساعد على تحقيق ما يصفونه بـ"الإصلاح الوجودي"، وهو عملية تدريجية تهدف إلى استعادة المعنى والاستقرار الداخلي.
وتأتي هذه الدراسة في ظل ما يصفه باحثون آخرون بأنه أزمة غير مسبوقة في الصحة النفسية في الاحتلال الإسرائيلي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تشير البيانات إلى ارتفاع حاد في اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق بين السكان، مع قلق متزايد بشأن الآثار طويلة الأمد على الجنود والناجين والنازحين وأسر الضحايا.
وفي هذا الإطار، تشير الورقة البحثية إلى أن الليل أصبح ساحة أخرى للصراع والشفاء المحتمل، إذ لم يعد النوم بالنسبة لكثير من الإسرائيليين ملاذا من قسوة الواقع، بل مسرحا يعاد فيه ما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه، وتطرح أسئلة مؤلمة حولها، وتنسج ببطء في محاولة—وإن كانت غير مكتملة—لبناء تصور جديد عن الذات والحياة.
ويخلص الباحثون إلى أن تفحص الأحلام بدقة قد يفتح أمام الأطباء والمرضى طريقا مختلفا إلى الجروح الأخلاقية والوجودية التي خلفتها الهجمات، ويساهم في العمل الطويل وغير المكتمل لإعادة بناء المعنى في ظل صدمة لم تزل آثارها حاضرة في اليقظة كما في الأحلام.