لماذا استخدم حزب الله الكاتيوشا لضرب مقر الموساد.. فيديو
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
كشف محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، تفاصيل العملية العسكرية التي شنها حزب الله اللبناني، على شمال إسرائيل، موضحا أن الحزب أراد الرد على مقتل القيادي فؤاد شكر.
وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، مقدمة برنامج صالة التحرير، المذاع على قناة صدى البلد، أن حزب الله أطلق 300 صاروخ كاتيوشا.
ولفت إلى أن ضربة حزب الله استهدفت مركزًا عسكريًا حساسيا وربما تكون تخص الشاباك والموساد كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي أخلتها في وقت سابق.
وواصل كلامه موضحًا أن هذا الرد كان محدودا ومدروسا باستخدام الكاتيوشا والطائرات المسيرة، حيث لم يستخدم الحزب صواريخه الذكية والدقيقة وبعيدة المدى.
واستطرد أن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، سوف يعلن في مؤتمر صحفي مساء اليوم، نتائج العملية العسكرية على شمال إسرائيل.
واختتم محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أن الجبهة اللبنانية باتت مرتبطة بالمفاوضات الجارية بشأن وقف الحرب على غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الله الاحتلال الإسرائيلي لبنان دولة الاحتلال الإسرائيلي صاروخ الشاباك الموساد القيادي فؤاد شكر فاتن عبد المعبود حزب الله
إقرأ أيضاً:
الحج ودلالات العبور
زكريا الحسني
الحج ليس مجرد رحلة زمنية أو طقس شعائري، بل هو عبور عميق من ضيق النفس إلى سعة الروح، ومن فوضى الحياة إلى نظام الكون، ومن غفلة الأرض إلى يقظة السماء.
إنها رحلة الإنسان نحو الله، وموسم للقاء الخالق بعيدًا عن زخارف الهوية والانتماء والوظيفة. رحلة تتجلى فيها أعماق فلسفة التوحيد في أبهى صورها، وتظهر حقيقة الإنسان كما أرادها الله عبدًا تائبًا متجردًا عن الزخرفة، وعائدًا إلى أصله الأول.
يبدأ الحاج بخلع ثياب الدنيا ولبس ثوبي الإحرام في صورة تعلن عن التحرر من كل انتماء سوى لله، حيث لا فرق بين غني وفقير، ولا بين ملك وعامل، فالجميع في الإحرام سواء.
إنها لحظة تجرد يعلن فيها الإنسان أنه لا شيء سوى عبد لله، وهنا تظهر أولى تجليات فلسفة الحج: إسقاط الهوية السطحية ورجوع الجميع إلى جوهر النفس بلا إضافات.
يجمع الحج بين قدسية الزمان وعظمة المكان، فهو في أيام معدودات اختارها الله بعنايته، تظللها الليالي العشر، وفي مكان مشى فيه الأنبياء ودعوا عنده، وبكوا وسجدوا على ترابه.
الوقوف بعرفة ليس وقوف جسد؛ بل وقوف روح بين يدي الله. هو يوم تتنزل فيه الرحمات وتغفر فيه الذنوب، فالأرض تلتزم الصمت لتسمع الدعاء وتقول "آمين"، والسماء تلتقط.
السعي بين الصفا والمروة ليس ركضًا عشوائيًا؛ بل استحضار لقصة الأم العظيمة هاجر التي علمت البشرية معنى التوكل، وكيف يفتح الله الأبواب لمن طرقها بصدق.
من أعمق ما في الحج أنه يربي النفس على الطاعة قبل الفهم.
لماذا نرمي الحجارة لحجرٍ صلد؟
لماذا نطوف 7 أشواط حول أحجار لا تضر ولا تنفع؟
لماذا نقبّل الحجر الأسود؟
ليس المطلوب أن ندرك بعقولنا معنى كل فعل، بل نغوص في حالة التسليم للخالق العظيم العليم الحكيم، فهو وحده مَن يستطيع أن يعلمنا أن العبودية لا تقبل أسئلة متكررة؛ بل تتطلب التلبية، وهذا كل شيء.
في الحج تذوب الفروق وتُمحى المسافات وتختفي الأنا، فملايين الناس يلبّون بصوت واحد: "لبيك اللهم لبيك"، كأن الكون كله قد تحوّل إلى كائن واحد يقول لله: "ها أنا ذا".
الحج هو إعلان عالمي أن لا معبود بحق إلا الله، وأن ما سواه زائل. في هذه المناسك يتذوق القلب معنى الفناء في الله والرجوع إليه تعالى.
بعد أيام من التعب، من التضرع، من الدموع، من الطواف والسعي والوقوف والرمي، يخرج الحاج بروح جديدة نقية كأنه خُلِق من نور. لم يكن مسموحًا الرفث ولا الفسوق، هذا لأجل أن تتولد الروح ولادة جديدة، كاليوم الذي أنجبته أمه.
الحج ليس طقسًا فقط؛ بل فلسفة حُبٍ وتوحيد وارتقاء وتزكية. إنها ساعات لقيا الإنسان بذاته الحقيقية، ساعات إعادة ترتيب علاقته مع خالقه، وساعات لفهم طبيعته الحقيقية، وأنه آخر المطاف سيتجرد من كل شيء، باستثناء عنوان "العبودية" لله وحده.