سودانايل:
2025-07-28@02:12:14 GMT

الإظهار والإخفاء فيما يتعلق بحركة حماس من أخبار

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

أسامة الخوَّاض

[email protected]

١
في صفحة الحزب الشيوعي السوداني في الفيسبوك نشرت لجنته المركزية التصريح الصحفي التالي:
Quote: تصريح صحفي؛
التحية والاحترام للمقاومة الفلسطينية
والنصر للشعب الفلسطيني
تستمر حركة المـ ـقاومـ ـة الفلسطينية الشعبية في تحدي آلة الحرب الفاشية الصـ ـهيونـ ـية بالمزيد من البذل والنضال والتضحية، وتقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في البقاء في أرضه ووطنه وتحرير الارض وإقامة دولته المستقلة.


ونحن في خندق المقاومة لكل مشاريع الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية نقف اليوم متكاتفين مع رفاقنا الفلسطينيين في مواجهة العدو المشترك في فلسطين المحتلة والسودان.
وشعبنا يقاوم ويصادم مشاريع التسوية من أجل إيقاف الحرب الدموية واسترداد الثورة يمد اياديه لعناق ثوار فلسطين وقوى المقاومة الشعبية، فنصركم هو نصر لنا وهزيمة الحرب ودعاتها وانتزاع حق شعبنا في بناء السلطة المدنية الديمقراطية هو نصر لكم في طريق العودة وتحرير الارض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
الثورة مستمرة ..
والنصر لشعوبنا العربية.

سكرتارية اللجنة المركزية الحزب الشيوعي السوداني7 اكتوبر 2023م.
بدون قراءة التاريخ أسفل التصريح الصحفي، يبدو الحديث عاما ودون الإشارة الى المناسبة التي أوحت بكتابة التصريح.
من الواضح ان التصريح يتحاشى ذكر اي كلمة تشير الى التنظيمات والحركات الإسلامية الفلسطينية..
ولذلك لم يتم حتى ذكر اسم العملية العسكرية "طوفان الاقصى"...
واكتفى التصريح الصحفي بالإشارة الى المقاومة الفلسطينية "الشعبية"..
هل تندرج المقاومة الإسلامية ضمن المقاومة الشعبية؟

وفي مقابل عدم الاشارة الى العملية العسكرية "طوفان الاقصى"، يسهب موقع الجزيرة في ذكر تفاصيل مناسبة التصريح الصحفي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وهي لم ترد في التصريح:

Quote: السودان
قال الحزب الشيوعي السوداني، إن الهجوم الذي نفذته كتائب القسام، على عدد من المواقع الإسرائيلية بغلاف غزة، يمثل دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني، في البقاء بأرضه ووطنه وتحرير الأرض، وإقامة دولته المستقلة.

ويبدو الحزب الشيوعي الفلسطيني في خانة نسبة العملية العسكرية "طوفان الاقصى" إلى مجهول:

Quote: الحزب الشيوعي الفلسطيني يعلن انحيازه المطلق لمقاومة شعبنا الفلسطيني والتي توجت صباح اليوم بالهجوم الشامل على مستوطنات غلاف غزة وسميت طوفان الاقصى

وفي مقابل تركيز حماس والجهاد الاسلامي على المسجد الاقصى، وانتهاك المقدسات في الدرجة الأولى، يركّز التصريح الصحفي على تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة،
ويبدو ان الحزب الشيوعي يناصر حل الدولتين (١) .
طبعا حركة حماس تؤمن بالنبوءة الواردة في حديث نبوي في "البخاري" عن طرد اليهود من فلسطين، وتكلم الحجر ليدل المسلم على اليهودي المختبئ خلفه لكي يقتله.
أشار البيان إلى "خندق المقاومة لكل مشاريع الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية.
هل ذلك "الخندق" هو ما يجمع الحزب الشيوعي السوداني بالمقاومة الإسلامية المسلحة في فلسطين ؟

٢
تتبع كلمة جريدة "الميدان" الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني ، والصادرة في العدد رقم "٤١٠٩" ، بتاريخ العاشر من أكتوبر ٢٠٢٣ ، تتبع نفس نهج سكرتارية اللجنة المركزية للحزب في إخفائها اسم "عملية طوفان الأقصى" ومن قام بها. وتكتفي بالتحدث عن "انفجار المقاومة الشعبية" كما في المقطع التالي من الكلمة:
"ان انفجار المقاومة الشعبية الآن نتيجة العدوان المتواصل والاحتلال المستمر علي الأراضي الفلسـ ـطينية والذي انعكس في الهجمات العسكرية المتوحشة علي المدن والقرى والمخيمات الفلسـ ـطينية في الضفة والقطاع وعلي مدينة القدس التي تشهد إجراءات متواصلة من قبل السلطة الفاشية بقصد تهوديها". "تهويدها"- كاتب المداخلة.
نلاحظ انه في مقابل "إخفاء" شكل وطبيعة وتاريخ ما سمّته الكلمة "انفجار المقاومة الشعبية"، فإن الكلمة تتحدث عن سبب "انفجار المقاومة الشعبية" حين ترجع ذلك "الانفجار" الغامض المبهم إلى "العدوان المتواصل والاحتلال المستمر ......إلخ.
إن ظاهرة "الإخفاء " في خطاب الحزب الشيوعي السوداني مرتبطة بالأحداث التي تكون طرفا فاعلًا فيها "حركة حماس".
وفي المقابل يتم "إظهار" الأحداث الفلسطينية التي لا تكون "حركة حماس" طرفا فاعلا أو رئيساً فيها. وسنضرب مثالاً بتصريح صحفي لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب، والصادر في ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ الذي تتحدث فيه عن مناسبة إصدار التصريح الصحفي حين تكتب:
"إن العدوان الأخير على جنين وقطاع غزة جريمة جديدة تضاف في سجل الاحتلال الصهيوني المخزي للأراضي الفلسطينية".
إن "المراوغة اللغوية"(٢) هي الاستراتيجية التي يتبعها الحزب الشيوعي السوداني فيما يتعلق بالحديث عن التطورات المتعلقة بحركة حماس.
إن تلك الاستراتيجية تجعل خطاب الحزب غامضًا ومبهماً، ولا يخدم غرضه في حشد الدعم لفعل معين يتعلق بحركة حماس. وتلك الاستراتيجية لا تشبه أدبيات الحزب التي تتسم بالوضوح والدقة والاقتصاد اللغوي المكثف.
ويبدو أن تلك "المراوغة اللغوية" ترجع إلى الطبيعة المزدوجة التي ينظر بها الحزب إلى حركة حماس (٣). فهي حركة مقاومة، ولكنها تنتمي في نفس الوقت إلى الإسلام السياسي الإخواني.ه

هوامش:

١- في البيان السياسي الختامي للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني لا يتم الحديث عن "حل الدولتين" وانما كما ورد في البيان الختامي:
4- ويجدد المؤتمر دعمه الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه وانشاء دولته الوطنية الديمقراطية.

٢-رغم أن "المراوغة اللغوية" تجعل الرسالة غامضة على القارئ العادي، لكنها تفشل فيما أرادته من "إخفاء" حين يتلقّاها محرّرو الصحف.
فجريدة القدس العربي في عددها الصادر يوم الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣، كتبت التالي فيما يتعلق بالتصريح الصحفي "الغامض" لسكرتارية اللجنة المركزية :
تقرير ـ «القدس العربي»: وجدت عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، صدى واسعاً في السودان. ففضلا عن تأكيد وزارة الخارجية على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، باركت أحزاب سياسية إسلامية ويسارية العملية".
وفي الحقيقة، فالأحزاب اليسارية المشار إليها في الاقتباس السابق هي حزب واحد:
الحزب الشيوعي السوداني.
٣-حاولنا أن نبحث في الإنترنت عن "تقييم" الحزب لحركة حماس، فلم نوفّق في ذلك .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی اللجنة المرکزیة طوفان الاقصى الفلسطینی فی حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟

رغم مرور 22 شهرا على الحرب، فإن إسرائيل صعّدت على المستويين السياسي والعسكري من نبرة تهديدها لقطاع غزة، بعد تمسك المقاومة بمطالبها لإبرام صفقة تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي وقت كثفت فيه المقاومة عملياتها وكمائنها المركبة على الأرض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن المؤسسة العسكرية ستقدم خططا للمستوى السياسي لاستمرار القتال في غزة.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية العسكرية في غزة ستنتقل إلى مرحلة "أكثر تصعيدا إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الجيش سيعمل على إيجاد "تهديد عسكري حقيقي في مناطق معينة، أملا أن يدفع ذلك نحو التوصل إلى صفقة جزئية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن التنسيق يجري حاليا وراء الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

مأزق مزدوج

ويخفي هذا التوجه الجديد مأزقا سياسيا وعسكريا إسرائيليا في قطاع غزة يترجم بتعميق التجويع وزيادة وتيرة القتل، وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.

وحسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فإنه لا يوجد في جعبة جيش الاحتلال من الناحية الإستراتيجية ما يمكن استخدامه لإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية في المفاوضات.

وشكلت عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي- أقصى تهديد عسكري حقيقي لحماس، إذ كانت ذروة عمليات جيش الاحتلال خلال الحرب، التي ينظر إليها المجتمع الإسرائيلي بأنها أصبحت عبثية.

واستبعد الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد نجاح إسرائيل في إخضاع المقاومة عبر أي تهديد عسكري جديد، مستدلا بالكمائن ضد جيش الاحتلال في بيت حانون شمالا ورفح جنوبا.

وحسب زياد، فإن استمرار سقوط القتلى والجرحى الإسرائيليين في رفح وبيت حانون "دلالة راسخة على استعصاء العمل العسكري في هزيمة قطاع غزة".

إعلان

وبناء على ذلك، فإن انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى قاب قوسين أو أدنى، في حين يبقى الهدف الإسرائيلي الأسمى تصفية القضية الفلسطينية عبر رفع شعار القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وفرض حكم عسكري على القطاع ثم تهجير سكانه.

ضوء أخضر أميركي

لكن المقاومة بدأت قراءة المتغيرات الميدانية، بعدما بات جيش الاحتلال يميل للاندفاع أكثر بما يحقق له احتلالا مباشرا للأرض وفرض حصار مطبق، كما يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي.

وتحاول إسرائيل فرض واقعين على المقاومة الأول: "تفاوض تحت النار"، والآخر: "تفاوض تحت الحصار" عبر عمليات استطلاع متقدم -حسب الشريفي- ضمن هدف لم يعد تكتيكيا، وإنما في إطار إستراتيجية إدارة الأزمة.

وبناء على هذا الوضع الميداني، بات واضحا ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إثر تغير في الأهداف تبناه جيش الاحتلال، الذي يريد السيطرة على محاور متعددة لإسكات قدرة حماس على المشاغلة والمواجهة.

لكن استهداف المقاومة وحدات الاستطلاع يعني أنها "لم تؤمّن قاعدة بيانات وبنك أهداف جديدا"، مرجحا إطاحة عمليات المقاومة بإستراتيجية إسرائيل القائمة على الاحتلال والحصار.

وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإنعاش جيش الاحتلال -الذي يعاني ضعفا وانهيار معنويا- من قبل الولايات المتحدة لإدامة زخم المعركة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية والأميركية في غزة.

في المقابل، رأى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو في الهجمات الفلسطينية على القوات الإسرائيلية أنها بمنزلة "تقوية لحكومة بنيامين نتنياهو"، إذ تظهر أن هناك حربا لم تنتهِ، وضرورة القضاء على حماس وطرد قياداتها إلى الخارج.

وحسب فرانكو، فإن حماس تريد تجميع عناصرها وترتيب صفوفها والعودة إلى الحرب، مرجحا في نهاية المطاف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية إسرائيلية.

وكان ترامب قال -في أحدث تصريحاته- إنه "لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة"، مطالبا إسرائيل باتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، في حين قال نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة- إنه سيواصل التفاوض ويتقدم في القتال من أجل القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

مقالات مشابهة

  • السفير الفلسطيني يُشيد بدور المملكة الريادي ومواقفها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية
  • أوزين معلقا على رفض "تأسيس" حزب الحركة الديموقراطية الشعبية..ما نطالب به فقط هو بعض الإبداع في الاسم!
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • أحمد عبدالجواد يكشف عن رؤية حزب مستقبل وطن وبرنامجه الانتخابي
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • الرسائل الواضحة والمهمة التي بعث بها الأستاذ أحمد هارون
  • الرئيس الفلسطيني يشكر المملكة على جهودها التي أسهمت في الالتزام الفرنسي التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين
  • خطيب الجامع الأزهر: من علامات غضب الله على الإنسان ضياع عمره فيما لا يفيد
  • بعد إعلان فرنسا.. خريطة بأسماء الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تستنكر تصريحات ويتكوف وتؤكد حرصها على وقف الحرب بغزة