بوابة الوفد:
2025-05-23@07:53:04 GMT

ديناميكية الأثرياء و استاتيكية الفقراء (٢)

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أن ثروات المليارديرات واصلت النمو بقوة مؤخراً، ليرتفع العدد الإجمالى لأعضاء نادى الـ100 مليار دولار إلى 15 شخصاً للمرة الأولى فى التاريخ، وأن الضحية الأولى لهذه الديناميكية هى الطبقة الوسطى فى العالم التى ثبتت مكانها عكس الطبقة الفقيرة التى زادت دخولها ولكن بصورة لم تمكنها من عبور دائرة الفقر، وقد أكدت الكثير من الدراسات والتجارب على الآتى، أن العلاقة العكسية بين الثراء والفقر، لا تبدو عشوائية، فالثراء هو التفسير الأول لزيادة الفقر على مستوى العالم فمقابل ولادة ملياردير واحد كل 30 ساعة، يسقط مليون شخص فى دائرة الفقر، مع احتمالية أن يزداد عدد أثرياء العالم بنسبة 27% بنهاية عام 2024، والملفت للنظر أن أكثر أغنياء العالم ثراء استحوذوا على حوالى ثلثى إجمالى الثروة الجديدة منذ عام 2020 وقيمتها نحو 42 تريليون دولار، وفى الوقت الذى يضاعف فيه عشرة أغنى رجال الأعمال ثرواتهم تنخفض قيمة الدخل لدى 99% من البشرية، لذا جاء تقرير المصرف السويسرى CREDIT SUISSE أن 82% من مجموع الثروة الجديدة التى تم إنتاجها فى عام 2018 ذهبت إلى أرصدة شريحة الـ١% العليا.

ولم يكن لشريحة النصف الأسفل من البشرية نصيب من هذه الثروة. ويفسر ارتفاع التفاوت فى الدخل والثروة بمجموعة عوامل، منها، ركود الأجور وانخفاض حصة العمالة من الدخل، والتوارى التدريجى لدولة الرفاة فى الاقتصادات المتقدمة النمو، وعدم كفاية الحماية الاجتماعية فى الدول النامية، والتغييرات الضريبية، ورفع القيود التنظيمية عن الأسواق المالية، والتغير التكنولوجى السريع والاعتماد على العمل الآلى. ورغم أن أرقام الثروة التى تعلن فى مصر قد تمثل نجاح لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، والذى وفر فرص الثراء للمجتهدين، لكن لا يجب أن نغفل أرقام الفقر فى مصر التى ستقلل إلى حد ما الإحساس بهذا النجاح، وبالتالى يجب تعزيز مفهوم العدالة الاجتماعية وتخفيض نسب اللامساواة، فقبل عام 1800، كان الجميع تقريبا من الفقراء، كانت الأنظمة الملكية سائدة، وكان هناك كبار ملاك الأراضى، لكنهم كانوا أقلية صغيرة جداً، وكان كل فرد آخر تقريباً يعيش فى فقر، وكان كل إنسان يعيش مرتبطاً ارتباطاً شديداً بأرضه، وكان هذا هو تاريخ البشرية أيضا، ثم حدثت بعض التغيرات الهائلة، فكل ملياردير هو عنوان لفشل السياسات العامة، وكسبيل لمحاربة الفقر يجب خفض عدد الأثرياء إلى النصف بحلول عام 2030 بفرض نظام الضريبة التصاعدية على الثروة الدائمة ورأس المال، بما يدر حوالى 1500 مليار جنيه سنوياً سنوياً، وهو مبلغ كاف لانتشال أكثر من 25 مليون شخص من براثن الفقر فى مصر، وبالتالى فإن العمل على مكافحة عدم المساواة يجب أن يكون نابعا من السياقات القطرية والضرورات الاقتصادية ومميزات الواقع السياسى، فلا مجال للكلام عن حل واحد صالح لكل زمان ومكان، وإن الرفع من مستوى الوعى وتوسيع نطاق التأييد للسياسة العامة للدولة، واختيار أهداف النفقات العامة وإعادة ترتيب أولوياتها للحد من عدم المساواة فى التمكين والفرص، مع إعادة توجيه الأطر الضريبية وأطر المالية العامة للحد من التفاوتات فى الدخل والثروة بين الأجيال وداخل أبناء الجيل الواحد، وإدارة التغير التكنولوجى السريع، إنما هى أمور ستظل بالغة الأهمية لمكافحة آفة عدم المساواة بجميع أشكالها ومظاهرها، ويرتبط بذلك ما أشارت إليه بعض الدراسات من أن الأشخاص الأثرياء للغاية هم أكثر عرضة لإظهار ميول سلوكية نحو الترويج للذات، والبرودة العاطفية، والازدواجية، والعدوانية، لديهم احتمالية أكبر للانخراط فى سلوكيات غير أخلاقية مختلفة. وبالتالى فإن حماية المجتمع أمر لا يجب أبدا أن نهمله، لأن العالم مترابط جدا، ولذا يتعين علينا تأمل آفاق مستقبله، وكذلك آفاق مستقبلنا.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لعل وعسى د علاء رزق برنامج الإصلاح الاقتصادي

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة: "مستقبل مصر" مشروع استراتيجي لمواجهة الفقر المائي

قال الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الدولة تبذل جهودًا ضخمة في مواجهة تحديات استصلاح الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى أراضٍ زراعية منتجة، مشيرًا إلى أن المشروع القومي "مستقبل مصر" يأتي في مقدمة هذه الجهود.

وأضاف الوزير، في مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن أبرز التحديات التي تواجه الدولة في هذا الملف هي ندرة المياه نتيجة للتغيرات المناخية ومحدودية الموارد المائية، مؤكدًا أن مصر أصبحت تُصنف ضمن الدول التي تعاني من الفقر المائي.

وأوضح فاروق أن الدولة اتجهت إلى استخدام أحدث تقنيات الري والزراعة، إلى جانب إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي باستخدام المعالجة الثلاثية، بهدف إعادة استخدام المياه في الزراعة، وهو ما ساهم في التغلب على جزء من التحديات.

وزيرة البيئة: المحميات الطبيعية تغطي 15% من مساحة مصر استشار مناعة تحذر: مشروبات الطاقة "قنبلة موقوتة"

وأشار إلى أن البنية التحتية لمشروع "مستقبل مصر" تم الانتهاء منها بنسبة كبيرة، وجارٍ بدء الزراعة على مساحات واسعة، مؤكدًا أن هذه الأراضي "بكر" وخالية من الملوثات ومرتفعة الإنتاجية.

وأكد وزير الزراعة أن الدولة أنشأت شبكة طرق متكاملة وموانئ ومحطات كهرباء لخدمة هذه المشروعات، موضحًا أن تكلفة استصلاح الفدان الواحد تصل إلى نحو 200 ألف جنيه، دون احتساب تكلفة البنية التحتية.

وأفاد أن الدولة تتيح للمستثمرين خيارين للحصول على الأراضي: إما بحق الانتفاع أو بنظام الإيجار، مع توفير كل المقومات التي تُمكن المستثمر من بدء الإنتاج من اليوم الأول.

مقالات مشابهة

  • االإمارات ضمن أكثر الاقتصادات الرقمية ديناميكيةً وتطوراً في العالم
  • محافظ أسوان يلتقي وفد الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل
  • محافظ أسوان يلتقي فريق الهيئة العامة للرعاية الصحية ومديري المستشفيات
  • المصلحة الوطنية لنهر الليطاني: المرسوم 360 يعيد الاعتبار لحماية الثروة المائية
  • محمد عمر: زيادة عدد الفرق الموسم المقبل قرار غير صحيح.. وكان لا بد من الالتزام باللائحة
  • تقرير رسمي: عدد الفقراء بالمغرب إنخفض من حوالي 4 ملايين إلى 2,5 مليون نسمة
  • وزير الزراعة: "مستقبل مصر" مشروع استراتيجي لمواجهة الفقر المائي
  • مندوبية التخطيط: عدد الفقراء المغرب انخفض من 4.5 مليون إلى 2.5 ملايين شخص خلال 10 سنوات
  • نجاة الدكتور جمال شعبان من حادث سير.. «دعاء الفقراء كان الحارس الأمين»
  • الكاميروني أونانا.. من الفقر والحظر إلى المجد الكروي