شهدت محافظة السويداء السورية، يوم الأربعاء، توتراً أمنياً لافتاً بعدما أقدمت مجموعة مسلحة على احتجاز المحافظ مصطفى البكور داخل مبنى المحافظة تحت تهديد السلاح، مطالبة بالإفراج عن أحد المطلوبين في قضايا جنائية. اعلان

الحادثة، التي وُصفت بأنها سابقة خطيرة، انتهت بعد تدخل فصائل محلية، وأسفرت عن إطلاق سراح المحافظ والسجين معاً، وسط ردود فعل شاجبة ومستنكرة لما حصل.

اقتحام مسلح وإطلاق سراح سجين بالقوة

بحسب بيان صادر عن وزارة الإعلام السورية، اقتحمت مجموعة مسلحة يقودها شخص يُدعى طارق المغوش مبنى المحافظة مطالبة بإطلاق سراح راغب قرقوط، المتهم بسرقة سيارات.

وخلال عملية الاقتحام، احتجزت المجموعة المحافظ وعدداً من الموظفين وحراس الأمن، وأشهرت السلاح في وجوههم، قبل أن يتم الإفراج عن السجين تحت التهديد.

لاحقاً، تدخلت فصائل محلية وصفتها الوزارة بـ"الوطنية" لتأمين خروج المحافظ وإعادة فرض السيطرة على المبنى.

Relatedمحتجون في السويداء يدمرون صورة الرئيس الأسد.. وسط تصاعد الاحتجاجات ضد الحكومةمقتل 9 سوريين بينهم طفلتين و4 سيدات في ضربات جوية استهدفت جنوب شرق السويداء تجدد المظاهرات ضد نظام الأسد: السويداء تخرج مرة أخرى إلى الشوارع... والنساء في المقدمة

وشدّد مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام، علي الرفاعي، في تصريح له على أن "فرض القانون وحماية الأمن في المحافظة خيار لا رجعة فيه، ولن يتم التهاون مع أي محاولة لزعزعة الأمن أو المساس بمؤسسات الدولة".

ردود فعل محلية

في أول تعليق من المرجعية الدينية للطائفة الدرزية، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع، إن "ما جرى نفّذه خارجون عن القانون"، معتبراً أن الاعتداء على المحافظ "أمر مستنكر من الجميع".

وأضاف أنه تواصل مع المحافظ ووجد لديه حرصاً صادقاً على أهالي السويداء، مشيراً إلى جهود تُبذل لحثه على العودة إلى المحافظة.

وكان نشطاء محليون قد ذكروا أن المسلحين احتجزوا المحافظ واعتدوا عليه جسدياً، كما استولوا على متعلقاته الشخصية قبل إطلاق سراحه، إلا أنه لم يتم التأكد من صحة هذه الرواية من مصادر رسمية.

وقد تعددت الروايات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها ترافقت مع موجة تنديد واسعة، حيث وصفت إحداهنّ حادثة الاعتداء على المحافظ بأنه "عمل جبان ولا يمتّ للكرامة بصلة"، داعيةً إلى التعامل بصرامة مع كل من يتطاول على مؤسسات الدولة.

ورغم الاتفاق الذي أُبرم بين الحكومة السورية ووجهاء من السويداء مطلع الشهر الجاري، والذي قضى بانتشار فصائل محلية عند مداخل المدينة ضمن تفاهمات أمنية، لا تزال المحافظة، ذات الغالبية الدرزية، تشهد توترات واشتباكات متقطعة وتنامياً في نفوذ الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس غزة دونالد ترامب قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس غزة دونالد ترامب قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا طائفة احتجاز رهائن نزاع مسلح توتر سياسي أمن إسرائيل حركة حماس غزة دونالد ترامب قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسبانيا الإسلام قطر فرنسا الإخوان المسلمون أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

من يعرقل تنفيذ خارطة طريق حلّ أزمة السويداء؟

السويداء- بقيت مخرجات خارطة الطريق الخاصة بإنهاء أزمة السويداء نصّا ورقيا لم يتسنَّ له رؤية النور خلال الأشهر الماضية، في حين ترزحُ المحافظة تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية مركّبة وثقيلة، جعلتها تواجه تهميشا وعزلة.

وأسفرَ لقاءٌ سابق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الخاص إلى سوريا توم براك في العاصمة السورية دمشق، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، إلى توقيع تفاهم لحلّ أزمة السويداء، وجلب الاستقرار إلى الجنوب السوري.

إجراءات معوِّقة

وعن استعصاء تنفيذ هذه الخارطة، يعتبر الإعلامي والناشط السياسي، فؤاد عزام أن القرار في السويداء بيد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، وهو من يتحمل مسؤولية الاستعصاء الذي وصلت إليه المحافظة بسبب مواقفه.

حيث شكّل الهجري -بحسب عزام- في 6 أغسطس/آب الماضي ما يسمّى باللجنة القانونية العليا لإدارة شؤون المحافظة، والتي أصدرت في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، بيانا رفضت فيه تصريحات الخارجية السورية المتضمنة خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء.

ويقول عزام للجزيرة نت "الانفصال هو مطلب الهجري منذ أن دعم تشكيل مجلس عسكري في فبراير/شباط الماضي، وأعلن حينها أنه لا وفاق ولا توافق مع الحكومة، واليوم يظهر رهان الهجري بلا حسابات سياسية، بل يقوم على دوافع مرتبطة بمصالح فلول النظام السابق في السويداء الذين يخشون العدالة الانتقالية".

وكذلك -يضيف عزام- "تحالفه مع عصابات المخدرات والخطف التي كانت تروّع الأهالي، ليظهر بمثابة زعيم شكّل لتلك الفئات مصدرَ حماية، مقابل دعمهم له. واستمراره برفض خارطة الطريق يعني استمرار استنزافه لرصيد السويداء الوطني من أجل تحقيق مصالحه الشخصية المرتبطة بالزعامة".

مفاتيح الحل

من جهتها، تحاول الحكومة السورية التمسّك بمفاتيح حلّ أزمة السويداء، دون اللجوء إلى صدام جديد مع قوى الأمر الواقع في السويداء، عن طريق تنفيذ ما يمكن تنفيذه من خارطة الحل.

وهنا يوضح محافظ السويداء، مصطفى البكور، أن مخرجات خارطة الطريق يتم تنفيذها، ولكنها تسير ببطء، ويقول في حديث للجزيرة نت "نشرت وزارة الداخلية قوات محلية لحماية طريق دمشق/السويداء، وتأمين حركة المواطنين والتجارة، كذلك يستمر تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع".

ويضيف "لكن من يعطل تطبيق خارطة الطريق، ويُبطئ من تسريع إنجازها، هي اللجنة غير القانونية (اللجنة القانونية العليا التي شكلّها الهجري لإدارة شؤون السويداء) التي تتحكم بالدوائر والبنوك في الداخل بدعم من الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون في السويداء، فقد استولت على مبلغ 20 مليار ليرة سورية (الدولار =11 ألفا و290 ليرة)، ومليون دولار من مصرف السويداء، وتم صرف تلك المبالغ من دون رقابة أو تقارير رسمية".

وتقوم خارطة طريق حلّ أزمة السويداء، واستقرار الجنوب السوري على مجموعة محاور أساسية:

إعلان محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي. ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع. تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين. إعادة الخدمات الأساسية. تهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية ونشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة. العمل على كشف مصير المفقودين، وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى أهاليهم من جميع الأطراف. إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم. استمرار أزمة الوقود في مناطق سيطرة الشيخ حكمت الهجري بالسويداء (الجزيرة)إجراءات للمقاربة

من جهته، يقول الأكاديمي، والباحث السياسي مهيب صالحة، للجزيرة نت "المقاربة السليمة لخارطة الطريق تقوم على فصل الملف الإنساني عن الملفين السياسي والعدلي".

ويضيف "ينبغي الإسراع بتحرير المختطفات والمختطفين، وكشف مصير المفقودين، وتعويض الأهالي عن الأضرار المادية التي لحقت بهم، وتعويض ذوي الشهداء التعويض العادل، وإعادة تأهيل القرى والمناطق التي طالتها يد التخريب، وتأهيل المنازل والمؤسسات والبنية التحتية، وتأمين عودة السكان إليها".

ويتابع مطالبا بضرورة "تأمين كامل لطريق السويداء دمشق، وتأمين حركة الأشخاص والبضائع والأموال من السويداء وإليها، وتزويد المحافظة بحصصها في ميزانية الدولة من أموال وتوريدات طحين ومحروقات وكهرباء وسواها، وتسهيل تدفق المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها للمحافظة بإشراف ورعاية المنظمات الدولية المعنية، وإعادة عمل وتأهيل مؤسسات الدولة المدنية والخدمية بأسرع وقت ممكن".

قافلة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري تتجه في وقت سابق لمحافظة السويداء (الهلال الأحمر السوري)

وفي ظل تعليق الهجري لأي حلول، أو عجزه عن تقديم مقاربات للحل تخصّ ملف السويداء، أو خارطة الطريق، تستمر معاناة السكان المحليين، وتتصاعد وتيرتها لاسيما في شقّها الخدمي والمعيشي، يقول البكور للجزيرة نت "ما تشهده المحافظة من تدهور في الخدمات ليس نتيجة تقصير من الدولة، بل يعود إلى مواقف داخلية اتخذتها بعض الأطراف، وأيضا بسبب غياب قنوات التواصل الرسمية مع الحكومة".

ويشير البكور إلى أن الدولة جاهزة لتقديم كل الموارد والخدمات، رغم وجود جهات تمنع ذلك، وتصرّ على التعامل خارج الأطر القانونية، داعيا الأهالي للتهدئة والثقة بالدولة، ومؤكدا أن الحكومة تعمل على حل كلّ الملفات العالقة بشكل منظم.

ومن هنا يرى عضو مؤتمر الحوار الوطني، جمال درويش، أن بقاء النازحين في مراكز الإيواء سيشكل عبئا كبيرا، واستحقاقا يضغط على الجهات الدولية لأجل حلّ هذه المعضلة.

ويضيف للجزيرة نت أن ملف السويداء بات ملفا معقدا ومركبا، وإبقاؤه مجمّدا على هذا النحو من شأنه أن يزيد من حجم المعاناة لدى جميع السكان، "لا سيما ونحن على أبواب الشتاء".

خروج مظاهرة في مدينة شهبا بالسويداء، رُفع خلالها علم الاحتلال الإسرائيلي وطالبت بـ "حق تقرير المصير" pic.twitter.com/5mkopSIQBI

— سوريا الآن - أخبار (@AJSyriaNowN) October 11, 2025

الهجري يرد

من جهته، أصدر حكمت الهجري بيانا خاطب فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مطالبا إياهم بالتدخل لفك ما سماه الحصار المفروض على محافظة السويداء.

واتهم الهجري -في بيانه- من سماها العصابات الإرهابية بأنها حرقت ودمَّرت المنشآت الحيوية من مشافي ومعامل في المحافظة وقتلت عددا من الكوادر الطبية واحتلت، حسب وصفه، عشرات القرى والبلدات في المنطقة.

إعلان

وأضاف أن منطقة الجبل تعيش حصارا خانقا بعد قطع الطرق عنها ومنع دخول الوقود والطحين والغذاء إليها، وحرمان الموظفين الحكوميين من رواتبهم ومنع الطلبة الجامعيين من التوجه إلى جامعاتهم خوفا منهم -برأيه- من التحشيد الطائفي، محملا "الحكومة والمليشيات التابعة لها كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات" حسب قوله.

ومن بين مجموعة مطالب له، أكد الهجري على ضمان حق تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة بما يضمن حريتهم الدينية والثقافية والاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية يتفقد مجمع مدارس البتانون الجديد
  • محافظ المنوفية: الدولة تولي اهتماماً بالغاً بملف التعليم
  • محافظ الغربية يشرف على كافة الاستعدادات لتوفير الراحة لزوار المولد الأحمدي
  • محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة مسرح أم كلثوم
  • استبعاد أسماء بارزة.. تفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
  • من يعرقل تنفيذ خارطة طريق حلّ أزمة السويداء؟
  • محافظ قنا يتفقد مدرسة النهضة الابتدائية بقفط بعد الانتهاء من أعمال رفع الكفاءة
  • محافظ القليوبية: 100% نسبة تغطية الصرف الصحي في المدن و70% بقرى المحافظة
  • محافظ بني سويف: تجربة المحافظة تجسد التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة
  • محافظ الغربية يتابع أعمال تطوير ورصف شوارع السنطة | صور